التصدي للمخدرات

03:27 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

يعد انتشار آفة المخدرات إحدى أخطر القضايا الوطنية التي تهدد حاضر الشعب ومستقبله، وتستنزف طاقته وقوته وموارده، وتحيد بمسار معركة البناء والتطوير ومواكبة مستجدات العصر التي تتطور في كل لحظة، عبر استهداف الشباب بهذا الداء، حيازة وترويجاً وتجارة وتعاطياً وإدماناً، ليصبح المسار طريقاً معاكساً لقطار التنمية.
وشباب دول المنطقة يعدون من أكثر الفئات المستهدفة بهذا الداء، من قبل القوى المنتجة؛ لكونهم يعيشون في مجتمعات مترفة نسبياً، مقارنة بغيرها من الدول والمجتمعات، ولا شك أن دول المنطقة نجحت في صد «عصابات» هذه الآفة، وتدرك أجهزتها الأمنية أن هذه الدول مطالبة أكثر من غيرها بحماية حدودها، وتحصين شبابها بقوة أكبر؛ لأن هذه الدول تواجه مافيا وعصابات دولية عالية التنظيم، وعلى مستويات عليا من التجهيز والتدريب، ولديها الكثير من الإمكانات التي تؤهلها لتحقيق نجاحات مختلفة ومتفاوتة التأثير، بما يستوجب حشد إمكانات أكبر وأكثر تنظيماً وقدرة؛ لأنها في كل الأحوال تخوض حرب حياة أو موت بلا مبالغة، مقارنة بالقوة التدميرية الهائلة للمخدرات.
وباعتبارنا مجتمعاً ناجحاً في معظم مكونات حياته، يجب أن ننجح في تحويل شبابنا من قوة يسعى الأعداء لاستنزافها وتهميشها في معركة البناء، إلى جنود فاعلين في محاربة السموم المدمرة. ويكفي الشباب فخراً نجاحهم في تحصين أنفسهم وأقاربهم مع أصدقائهم، فيكونون قد أغلقوا الأبواب تماماً في وجوه من يستهدفهم، وأعلنوا فشلهم في استهدافهم، وانتصارهم عليهم، ببقائهم لاعبين أساسيين في عمليات التنمية والبناء، على العكس مما أراده الأعداء وتمنوه.
شبابنا مطالب في كل الحالات بأن ينتصر لنفسه، وللوطن والتنمية، ولأمته، وللإنسانية، بأن يرفض أن يكون ضحية، ويصر على أن يبقى منتصراً دائماً، وفي الطليعة خلال كل المواقع.
الطريق إلى هذا النصر ليس سهلًا أو مفروشاً بالورود؛ لكنه يحتاج إلى قاعدة أخلاقية صلبة، تنمي لدى الشباب حب الوطن والحرص على مصالحه وحماية مكتسباته، وتجعل من شرف الانتماء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مكسباً كبيراً يتمناه ملايين العرب وغيرهم؛ لأنهم يجدون لديها ما يفتقدونه في بلادهم.
إن تحويل الشباب إلى حائط صد عظيم أمام هجمات مافيا المخدرات، عملية مشتركة تتطلب جهود كل مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة، والبداية دائماً تكون بالأسرة وتربيتها لأبنائها، والمدرسة التي تغرس فيهم العلوم ومبادئ الأخلاق النبيلة، والاعتداد بالنفس، وحب الوطن، وكل مؤسسات المجتمع حسب طبيعة عملها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"