بالقراءة نزيد رقياً

05:35 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

انطلقت في مطلع شهر مارس - آذار - الجاري فعاليات شهر القراءة الوطني على مستوى الدولة، تطبيقاً لقرار سابق لمجلس الوزراء حدّد شهر مارس من كل عام شهراً للقراءة، وستبدأ الجهات الاتحادية والمحلية والخاصة تباعاً سباقاً ومنافسة إيجابية فيما بينها، بالإعلان عن مبادرات تتضمن أنشطة تستهدف تعزيز ثقافة القراءة بين أفرادها وفئات المجتمع، وتحفيزهم جميعاً لتحويلها إلى ممارسة يومية وعادة أصيلة، لدعم قواعد البناء القائمة على العلم والمعرفة، وباعتبارها المهارة الأساسية في بناء أجيال من العلماء والمفكرين.

وتشجيع القراءة والاحتفاء بها في مارس كل عام، يعكس اهتمام القيادة الحكيمة لبناء الإنسان القادر على مواكبة عصره ومتطلباته، ويكون على قدر مسؤولية وأمانة المهمة الوطنية الكبرى، ويؤكد أن الارتقاء بالفرد يسهم في بناء مجتمع معرفي متميّز يتحلى أفراده بقدر كبير من المعرفة والثقافة في مختلف المجالات، في البيت والمدرسة والجامعة، بما يتيح له قدراً هائلًا من القدرة على تنويع مساهماته.

وفي مبادرة تعتبر الأولى على مستوى العالم، كان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أصدر في 31 أكتوبر 2016 أول قانون من نوعه للقراءة، يضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة، لترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام، في بادرة حضارية وتشريعية غير مسبوقة، لبناء مجتمع المعرفة الإماراتي.

واكتسب القانون أهمية فائقة فور صدوره، فقد وضع أطراً ملزمة لجميع الجهات الحكومية في القطاعات التعليمية والمجتمعية والإعلامية والثقافية، لترسيخ القراءة لدى كل فئات المجتمع بمختلف المراحل العمرية، بما يكفل إعداد وتأهيل أجيال قادرة على أن تؤسس لإرث فكري إماراتي يمكن تطويره واعتباره قاعدة يمكن البناء عليها.

الاهتمام الرسمي بالقراءة وخلق مجتمع قائم على المعرفة، يجب أن يجد ترجمة صادقة وأمينة في كل مؤسسات الدولة، حكومية وخاصة، تبدأ باعتبار شهر مارس احتفالية مجتمعية كبرى بهذا الشأن من جهة، ونداء وتحفيزا لكل من شدته مسؤوليات العمل والحياة إن كان فرداً أو جهة، ليعاود المسار الصحيح على درب العلم والمعرفة والثقافة الأصيلة النابعة من مجتمعها والعاكسة لبنيته بشمولية وصدق كبيرين.

وإذا كان صدور قانون القراءة استهدف من ضمن غاياته النبيلة، ألا يترك الأمر على عواهنه، والإلزام بأن تكون عباءة العلم والمعرفة الهدف الوطني الموحد الذي يجتمع عليه كل أبناء الشعب، لأهميته غير المحدودة كقوة دفع لا نهائية القدرة والطاقة والتأثير، فإن ذلك بالضبط يجب أن يشكل حافزاً إضافياً، يجعلنا جميعاً صادقين في صداقتنا للكتاب، وحبنا للمعرفة والعلم ووسائله وأدواته، فبدونها لا مجال لتحقيق الطموحات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"