قوم تعاونوا ما ذلوا

03:54 صباحا
قراءة 3 دقائق

عبدالله الهدية الشحي
يقول المثل الشعبي: «قوم تعاونوا ما ذلوا»، ويقول ويليام شكسبير «ضموا أيديكم الآن ومع أيديكم قلوبكم»، ويقول المثل الاسكتلندي «اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن»، ويقول لسان حالنا نحن أبناء مجلس التعاون الخليجي «خليجنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد» فمنذ أن تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عاصمتنا الغالية أبوظبي بتاريخ 25 مايو/ أيار 1981 ونحن نرى عاماً بعد آخر الكثير من الإنجازات والمواقف والخطوات التي تعمل على تحقيق الهدف الأهم للمجلس وهو التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها.
لقد مرت على مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ أن رأى النور الكثير من المواقف المحلية والإقليمية الصعبة إلا أنه استطاع بحكمة قادته وبقوة روابطه ومتانة جسوره وجسارة مواقفه الثابتة والصارمة أن يتخطاها ويخرج منها أشد قوة وتلاحماً. وليس هناك أدلة أقوى من الموقف المتحد القوي والداعم لحق دولة الإمارات بجزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، ومن القرار البطولي الذي لم يتزعزع أثناء الاحتلال الهمجي الغاشم لدولة الكويت ومن ثم السعي بكل الطاقات والمشاركة بكل القوة في سبيل نصرتها حتى تم تحريرها، ومن التدخل السريع ضد عبث وجرائم وخيانة منفذي أجندة إيران في البحرين، ومن التعامل بكل حكمة وبصيرة مع مشروع الخريف العربي الذي أطلق عليه ظلماً و زوراً الربيع العربي الذي سوقت له الفئة الضالة، بتعاونها مع أعداء الأمة العربية ومن موقف الحزم الذي قطع دابر من سعى لتمكين إيران في اليمن ومن خططها بالتعاون مع أذنابها وعلى رأسهم الخائن لأمته أبو رغال الجديد لاحتلال بيت الله الآمن وفق أجندة مذهبية وطائفية مقيتة وبغيضة ملؤها الحقد والغل الدفين ضد أبناء العروبة وإلا ماذا يعني الإيمان والسعي لقتل تسعة أعشار العرب ؟ تمضي الأعوام وفي كل عام يزداد مجلس التعاون قوة ونجاحاً وها هو اليوم يصل في العاصمة البحرينية المنامة إلى اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وسط تطلعات كبرى باستكمال المسيرة المباركة وفي وقت صعب ودقيق يمر به الوطن العربي الذي بات يعاني الأمرّين من مخططات قوى الشر الخارجية ومن الفئات الضالة التي تتغطى بعباءة الدين الإسلامي وهي التي بكل أسف وحسرة تغتال وسطيته السمحاء وتعتقل سلامه العالمي وتجيز نحره وتشويهه وتقديمه للعالم كدين مصادرة وإرهاب ولكن مع كل هذا لا يزال الأمل في هذه القمة كبيراً جداً لإيماننا الثابت والأكيد بأن قادة المجلس لديهم القدرة والحكمة والبصيرة والرأي السديد لاتخاذ وإقرار المشاريع المفيدة وتحقيق ما يصبون إليه من قرارات تجعل من المجلس أكثر صلابة وقدرة في مواجهة كل التحديات وسيبقى بمشيئة الله منارة تضيء الدرب لأبناء العروبة من الماء إلى الماء، لأن الوطن العربي جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالعون والنجدة؟ فكيف إذا اشتكت من هذا الجسد أعضاء وأعضاء.
وفق الله قادتنا في قمتهم الخليجية لما فيه خير دول المجلس والأمة العربية. وإننا كشعب خليجي على العهد معهم ولاءً وانتماءً وقراراً وإننا معاً في تعاون دائم وتام وستبقى أعناقنا مشرئبة في عنان السماء وبإذن الله لن نعرف الذل أبداً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"