مساعدات تنموية

02:56 صباحا
قراءة دقيقتين
هشام صافي

يحق للإماراتي أن يمشي وابتسامته تزيّن وجهه، والأسباب كثيرة وعصيّة على السرد والشرح والتفصيل، لكن الأقرب منها أن بلاده، وبفضل قيادتها السياسية الرائعة، احتلت المركز الأول بين دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لكثير من الدول والشعوب المحتاجة، وبلغ إجمالي مساعداتها نحو 15,23 مليار درهم، بنسبة 1,12% من الدخل القومي.
أجمل ما في المساعدات الإماراتية الخارجية، أنها عطاء أصيل، وعون صادق يبتغي هدفه المباشر، سواء كان لمواجهة كوارث طبيعية أو إنسانية، أو للمساعدة في تحقيق بعض جوانب التنمية والمشاريع الخدمية الضرورية للسكان، ولم يحدث ولو لمرة واحدة على امتداد تاريخ عطائها المتدفق، أن قدّمت مساعدات مشروطة لأحد، أو أن دولة ما اشتكت من أن الإمارات تقدّم مساعدات لتحقيق مصالح خاصة بها.
هنا يكمن الفرق الجوهري بين المعونات الإماراتية الناتجة عن مبادئ وأخلاق الفرسان وكرم القبائل والمعدن الإنساني الأصيل، وبين معونات كثير من الدول التي ترمي من ورائها تحقيق مصالح خاصة بها على مختلف الصعد، وخاصة فيما يتعلق بالشأن السياسي، والتبعية، وقبول مواقف ورفض أخرى على هوى الدول المانحة للمساعدات التي يمكن اعتبارها مشروطة وغير إنسانية، وإن تمسّحت بهذا الهدف النبيل، وحولت وضعه قناعاً يغلّف حقيقة مراميها.
في تعليقه على تصدّر الإمارات دول العالم في حجم مساعداتها الإنسانية نسبة لدخلها القومي، الذي نشره في حسابه على تويتر، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الإمارات لا تقدّم مساعدات مشروطة، ولا تنتظر مصالح مقابلة، ولا تريد إلا الخير والاستقرار لكافة الشعوب، وهذه حقائق ليست بحاجة للإثبات.

فلم يحدث ولا مرة واحدة أن شكّكت دولة من الدول المستفيدة من المساعدات الإماراتية من هدفها الأكيد الساعي لتحسين مستويات معيشة الشعوب، بل هناك إجماع غير مسبوق وإشادات دائمة بالخير الذي تقدّمه الإمارات لجهود التنمية العالمية، عبر مساعداتها المباشرة للدول، ومن خلال المنظّمات الدولية المتخصصة والتي ترعى شؤون الدول شديدة الاحتياج في مجال اللاجئين ومكافحة الفقر والأمية والمرض، وغيرها.

وكما زرع المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حب الخير في أبنائه وجميع محبيه، نجح وأثمر زرعه خيراً وفيراً، وهو الزعيم الذي لم يختلف اثنان على حبه، تستمر قيادة البلاد الحكيمة في النهج ذاته، وتواصل الزرع والحصاد. وها هو شعب الإمارات فاعل الخير الأول على مستوى العالم، وفي بلاده أيضاً، يؤدي عمل الخير عن حب واقتناع، مقتدياً بقيادته الرشيدة التي تعطي بلا منّة على أحد، ولا تنتظر مقابل ما أغدقت من العطاء، فلديها رصيد هائل من الحب للجميع، وتدعو وتعمل على أن يعيش العالم في واقع أكثر أمناً وطمأنينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"