مشروع الشارقة الثقافي

03:46 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

نجاح الشارقة في إطلاق مشروعها الثقافي الرائد والمتميز، يروي قصة كفاح قادها مثقف مؤمن، آمن من البداية أن الطريق ليس مفروشاً بالورود، فسهر الليالي وواصل عمله المضني ليل نهار، متخطياً كل الصعاب والموانع والعوائق، لإيمانه برسالته، وعمل بذهنية منفتحة على الآخرين وجديدهم، فدانت له الثمار، فالعوائق التي واجهت مشروعه الثقافي منذ البداية، حفَّزته للوصول إلى المستوى المنشود.
والمشروع الثقافي للشارقة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ سنوات طويلة، وجد فرصة سانحة للحديث عنه، دروسه وعبره، على هامش لقائه رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الإماراتية في جناح هيئة الشارقة للكتاب، في معرض فرانكفورت الدولي، مؤكداً سموه أن حصول إمارة الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، جاء تقديراً لاهتمامها بالكتاب، ويعتبر في الوقت ذاته أساساً للعملية المعرفية والعلمية والثقافية.
وكعادته في معظم أحاديثه، ركز سموه على الاهتمام بالنشء وتربيته وتحصينه ضد الأفكار المتطرفة، الهدامة، الظلامية، باعتبارها أجدى طرق المواجهة التي تكفل الانتصار على كل المعتقدات المعادية للإنسانية، واعتبر أن التربية الصحيحة للأجيال منذ الصغر، هي خير السبل التي تكفل الانتصار على قوى الجهل، وعلى هذه القاعدة الفكرية يمكن قراءة اهتمام سموه الكبير بأن تكون دور الحضانة نموذجية بكل ما تعني الكلمة، تعمل فيها مربيات ومشرفات على مستوى عال من التأهيل، ولديهن قدرات متميزة، تحتوي الصغير، وتأخذ بيده من خلال التربية السليمة ليشق طريقه إلى الجامعة بنجاح، والتأسيس السليم يجعل الفرد متعلماً وباستطاعته التفكير واتخاذ القرار المناسب، وفي الوقت المناسب.
لقد أعيد بناء الكثير من مؤسسات الشارقة التي لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة بالطفل والطفولة، بصورة أو بأخرى، لتنسجم مع التوجه الثقافي العام للإمارة، ووفق قناعة أن التربية التأسيسية هي قاعدة الانطلاق نحو الغد والمستقبل، ومنها نجني الثمار حلوة المذاق، أو المرة كطعم الحنظل، فإذا أحسنا التربية نفوز، ومن لا يتقنها يجني الخسائر المريرة، والكثير من هذه المؤسسات أعيد النظر فيها، للبدء من جديد بشكل متطور ومتقدم، وبالاستفادة من تجربتها خلال السنوات الماضية.
واستكمالاً للجهود الرائعة التي تبذلها الشارقة للارتقاء بالمشهد الثقافي العام، كان لا بد من الحديث عن التطور الكبير الذي وصل إليه معرض الشارقة الدولي للكتاب، حتى بلغ مستوى عالمياً حالياً، لتوفر الحرص على طرح العلوم والمعارف ضمن المعرض للجميع، عبر الإصدارات والكتب الجديدة، والدوريات التي تضم علوماً مفيدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"