من يملك الصحّة يملك الأمل

إضاءات
01:12 صباحا
قراءة دقيقتين
شيماء المرزوقي

من أهم دلالات التطور أو التقدم في أي بلد هو قياس قوة مظلة الرعاية الصحية والاجتماعية ومدى شموليتها. والغريب أنه لا يمكن أن تكون هناك مظلة قوية للرعاية الصحية في معزل عن الرعاية الاجتماعية، والعكس صحيح، فبينهما ترابط، حتى وإن اختلفت الهياكل الإدارية والوظيفية.

في بلدنا، بصفة عامة، تميّز في مثل هذه المحاور، وإنجازات لا تخطئها العين، ويكفي أن نحاول إلقاء نظرة على أحد الأمثلة في دبي، حيث حققت قفزات كبيرة ومحورية في مجال الرعاية الصحية تجاوزت في مظلتها تقديم الفحص والعلاج لكل من يحتاج إليه من مواطنيها، لتصل لترسيخ اسمها كمقر عالمي للسياحة العلاجية.
وكما هو معروف، لا يمكن أن تكون مقنعاً لكل من ينشد العلاج، ويحضر من بلاده لتلقيه لديك لو أنه سمع أو قرأ عن تعثر طبي أو سوء في الخدمات العلاجية.
هذا شيء بديهي، ومن البديهي، وما دمنا قد تحدثنا في هذا المحور، أن نستحضر لغة الأرقام لأنها أكثر إقناعاً، ولأنها من أول القياسات في هذا المضمار.
والأرقام تقول: إن دبي استقبلت نحو 260 ألف زائر للسياحة العلاجية خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو رقم يشير إلى نمو 12% عن الفترة المماثلة من 2014، وبلغت العوائد المالية نحو مليار درهم، وهذا ما أعلن على لسان الدكتور أحمد بن كلبان، المدير التنفيذي لقطاع خدمات المستشفيات بهيئة الصحة في دبي.
وهذا النجاح جعل دبي في المركز الأول في المنطقة، حسب أيضاً تصريح لفاطمة آل شرف، مدير أول الاستراتيجية وتطوير الشركاء في مدينة دبي الطبية، التي قالت: إن دبي حلت في المركز الأول كأبرز وجهة للسياحة العلاجية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة في ظل جودة الخدمات والخبرات التي توفرها في قطاع الرعاية الصحية المتخصصة.
هل يوجد إنسان يقلل من شأن الرعاية الصحية؟ أليست هي التي تعد عماداً لأي خطط ولكل تطور، سواء على مستوى مجتمعي أو فردي؟ ألم يأت في أمثالنا العربية مقولة نرددها مطولاً: «من يملك الصحّة يملك الأمل ومن يملك الأمل يملك كل شيء». بل في جميع التراث الإنساني لمختلف شعوب العالم الكثير من الأمثال التي تركز وتتناول أهمية الصحة، كالمثل الفرنسي الذي يقول: «الصحّة ثروة الإنسان العاقل»، وغيرها الكثير.
لذا أعتبر هذا الخبر الذي نمر عليه بشكل سريع دون توقف، بمثابة أمل لا ينتهي لنا جميعاً، وكنز نفتخر به، فلا يوجد أعظم وأهم من الصحة، وقد بتنا اليوم مصدرين لها، ويحضرون من شتى دول العالم للاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية، وهذا أمر مبشر ويدعو للفرح والسعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"