جوجيتسو

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

ليس معتاداً تناول هذه الزاوية للمواضيع الرياضية، لكن موضوع الجوجيتسو بالذات يصلح هنا للتناول، لجهة كونه باب دخول إلى ما هو أبعد وأشمل. ليست البداية من حصول شباب الإمارات على تسع ميداليات في جاكرتا أخيراً. البداية قبل ذلك، منذ أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي هذه الرياضة عناية خاصة، وتبناها وتبنى الدعوة إليها. هكذا أحب شباب الإمارات رياضة الجوجيتسو في حد ذاتها، وأحبوها من حب محمد بن زايد، وهكذا، عبر الممارسة والمواظبة والإصرار أصبحوا الأوائل فيها على مستوى العالم، حتى ارتبطت باسم الإمارات وكأنها، في الأصل، اختراع إماراتي.
هذا الكلام يحمل في طياته رسائل عدة، أولاها أن مجتمع الإمارات المتقدم يتعامل مع الشباب من الجنسين بالوعي ذاته وبالسوية ذاتها، بعيداً عن أي تمييز، ما يثبت أن المساواة أو التوازن بين الجنسين بعض طبع أهل الإمارات المتوارث أباً عن جد وكابراً عن كابر. ثانية الرسائل أن الرياضة للجميع، وأن النشاط الاجتماعي والحياتي عموماً للجميع. ثالثة الرسائل أن وضع هدف مهما كان بعيداً ثم الاشتغال عليه ضمن منهج مرسوم يوصل قطعاً إلى أفضل النتائج، وفِي موضوع الجوجيتسو ها نحن نعيش فصول الحصاد بعد غرس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وها نحن نقطف أفضل النتائج.
هي الخطة الصحيحة وهو الإصرار، وما بينهما العمل المتقن، فلا شيء بعد ذلك إلا الوصول إلى أعلى المراتب.
والرسالة، في جوهرها، إلى شباب الإمارات في مختلف القطاعات، بل إلى أهل الإمارات جميعاً بغض النظر عن الجنس أو الفئة العمرية: من يعمل ويثابر بدءاً من وضع الهدف والعمل على تحقيقه يصل. المهم بذل الجهد، وعدم هدر القوة والإمكانية إلا في المفيد، وبعد ذلك وقبله، حسن التنظيم، وحسن إدارة الوقت، فكل ذلك يساعد على الوصول إلى المراكز الأولى.
وإذا كان الوصول إلى المراكز الأولى والمتقدمة هدفاً معلناً في بلادنا، فإن الخطوة الأولى تتمثل في الإعداد الجيد مسبوقاً وملحوقاً بالتركيز، ومن أهل الجوجيتسو علينا أن نتعلم. هي لعبة أخلاق والتزام ومثابرة ومبادرة وقوة، فهلا استعنا بمنظومة القيم هذه ونحن نسعى إلى تحقيق أهدافنا وأحلامنا على الصعيدين الشخصي والمؤسسي؟.. هلا تعلمنا من أهل الجوجيتسو صغاراً وكباراً فضيلة الصبر والإصرار؟ هلا تعلمنا اقتناص فرص الفوز والنجاح؟ هلا تعلمنا كيف نكون أقوى، وكيف أن القوة لا معنى لها خارج التفكير المنطقي والذكاء؟. هلا تعلمنا أسلوب القوة نحو استخدامه في الخير لا في الشر؟ هلا تعلمنا من شباب الجوجيتسو أن الطموح ليس الحلم المخبأ في رأس وصدر صاحبه، لكنه الحلم البصير المكتنز وعياً وحكمة وقدرة على التحول إلى مشروع حياة؟ هلا تعلمنا من أهل الجوجيتسو أن التحدي علم وفن، وأنه يمكن تعميم هذه الفكرة على جميع مناحي حياتنا من العلم إلى العمل، ومنهما إلى البيت والأسرة والمجتمع والوطن؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"