القطاع الصحي في زمن المحنة

02:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد خليفة

الأطباء والممرضون يتحملون العبء الثقيل في مواجهة هذه الجائحة؛ لأنهم على خط التماس المباشر مع المرضى والمراجعين.

سلّطت محنة «كورونا» الضوء على الأطباء والممرضين والطاقم الطبيّ، الذين يقومون، في مختلف دول العالم، بجهود جبارة لإنقاذ حياة المرضى، ومتابعة علاجهم في المشافي التي عادة ما تكون المصدر الأشد خطراً لنقل العدوى، وقد دفع الكثير من الأطباء وأطقم التمريض، في دول عديدة، حياتهم ثمناً للحد من خطورة هذا الفيروس الفتاك، متفانين في أداء رسالتهم مهما كانت التضحيات.

وقد أثبت الكادر الطبي في دولة الإمارات أنه على قدر المسؤولية المُلقاة على عاتقه؛ حيث إنه اضطلع بمهماته؛ بدءاً من وضع الخطط المحكمة؛ للسيطرة على الفيروس، وصولاً إلى تقديم الرعاية للمرضى والمراجعين على مدار الساعة ليلاً ونهاراً. وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حملة «شكراً_خط_دفاعنا_الأول»؛ وذلك تقديراً لجهود كافة الفرق والكوادر الطبية، وكل العاملين في القطاع الصحي في الدولة، الذين يعملون على مدار الساعة، باذلين أقصى جهودهم وطاقاتهم؛ لحماية وخدمة كل إنسان يعيش ويعمل على أرض الإمارات.

وخلال افتتاح مركز الفحص من المركبة؛ للكشف عن فيروس «كورونا» في أبوظبي، أشاد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجهود القطاعات والمؤسسات في الدولة كافة، وكوادرها المخلصة، التي تؤدي مهامها بكفاءة عالية ومسؤولية ومهنية، خلال هذه الظروف الاستثنائية والتحدي الصعب، خصوصاً خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس «كورونا» من الكوادر الطبية والتمريضية والصحية كافة. وصرّح سموّه: «نجدد شكرنا وتقديرنا لدوركم وجهودكم المخلصة في خدمة مجتمعكم، والحفاظ على سلامة أهلكم». وفي لمحة إنسانية نبيلة، كعادتها، فاجأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكادر الطبي في الإمارات برسالة شكر وتقدير، أعربت فيها سموها عن تقديرها لما يقدمونه من عطاء يستحق الثناء والعرفان.

والحقيقة أن الأطباء والممرضين هم الذين يتحملون العبء الثقيل في مواجهة هذه الجائحة؛ لأنهم على خط التماس المباشر مع المرضى والمراجعين، وبالتالي فإن فرص إصابتهم بالعدوى تكون كبيرة جداً، مقارنة مع باقي أفراد المجتمع. ولذلك فإن «جيش» الأطباء والممرضين هم الجنود والمدافعون، في هذه الفترة الراهنة، عن الوطن ضد هذه الجائحة التي طالت معظم دول العالم، وشكلت تحدياً حقيقياً لهذه الحضارة المعاصرة.

وفي هذا السياق فقد اتخذت دولة الإمارات كل الإجراءات المطلوبة؛ لكبح جماح هذه الجائحة، وكانت على أهبة الاستعداد، فاتخذت كل الوسائل الممكنة لحماية كل من يعيشون على أرضها، كما استعدت الدولة بكادر طبي مجهز على أعلى مستوى من الكفاءة، وعلى استعداد تام لعلاج كافة الحالات الحرجة، وقد تم شفاء العديد من الحالات التي دخلت المنشآت الصحية في الدولة.

وعلى الرغم من وجود كادر طبي كبير في خدمة المجتمع، فإن هذه الجائحة أظهرت مدى الحاجة إلى التوسع في دراسة الطب والتمريض، وأن يكون هناك أطباء في مختلف التخصصات الطبية المعروفة، وبالتالي يتم رفع نسب القبول في كليات الطب إلى أعلى مستوى؛ لأن مهنة الطب تعد الأعلى دخلاً بين المهن الأخرى، وبالتالي لا تتاح الدراسة إلا لفئة قليلة فيما بعض الطلاب تدفعهم معدلاتهم المتدنية في شهادة الثاني عشر إلى دراسة تخصصات أخرى تحتاج إلى معدلات أقل.

والواقع أنه يؤمل أن تتاح دراسة الطب لكل من يحصل على معدل (B) وليس معدل (A) فقط في الثاني عشر، ففي زمن المحنة اتضحت الحاجة إلى الطبيب، وخصوصاً أن هناك تخصصات طبية لاتتوقر بكثرة في مشافي الدولة، مثل: التخدير والأعصاب وجراحة المخ، مقابل تخمة في بعض التخصصات، مثل: الأمراض الجلدية والتجميل والنساء؛ ولذلك من المهم التوسع في دراسة الطب، بشكل كبير، في الإمارات، واتباع استراتيجية تعليمية تلحظ حاجة المجتمع إلى الأطباء في أوقات الأزمات الصحية، وخصوصاً أن هذه الأزمة التي نمر بها أوضحت أن البشر ليسوا محصنين بما فيه الكفاية ضد الأمراض المعدية، وأن ظهور أمراض جديدة هو أمر يجب توقعه في كل لحظة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"