مجتمعات شبابية

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

لكل واقع وقائع، ولكل جيل قدرات وطاقات وإمكانات وطموحات، ولكل مرحلة سنية امتيازات وممارسات.. والشباب في كل زمان ومكان، له قدراته وطاقاته وإمكاناته وامتيازاته وممارساته، وله طموحاته وأحلامه اليقظة أو تلك التي تزوره في منامه، منها ما يطيب سردها والتباهي بها؛ بما تبثه من روح التفاؤل أو الارتياح، ومنها ما تقض مضاجع الناس من كوابيس لا تبشر بالخير، وتنذر بالشر أو ما لا يحمد عُقباه.
الشباب هم الشباب.. في الزمان والمكان، وفي كافة المجتمعات، الشرقية منها والغربية، وفي سائر أنحاء المعمورة العالمية.. وشباب هذا الزمان لهم ما يشغل بالهم، ويراود أحلامهم، بما هو متاح لهم من إمكانات وأدوات معاصرة، وشباب المجتمع الإماراتي جزء لا يتجزأ من المنظومة المجتمعية العالمية.. لهم من الأفكار والرؤى؛ ما يسهم في تنمية مهاراتهم، ويزيد من خبراتهم، بما يعود بالنفع التطويري على الوطن الإمارات، في كافة الحقول والميادين؛ ولأن شباب الوطن الطموح، هم بناة مستقبله المشرق، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فثمة العديد من الأفكار الابتكارية الشبابية، الماثلة في الواقع المجتمعي الإماراتي، سواء على صعيد المؤسسات الحكومية الاتحادية أو المحلية أو في القطاعين الخاص والأهلي، أو ما تخطه الأقلام الإبداعية الفكرية في الوسائل الإعلامية المقروءة: الصحف والمجلات، أو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة «الواتس أب، الإنستجرام، الفيسبوك، اليوتيوب»، وما سواها.. أو عبر البرامج الإذاعية والتلفزيونية المنوعة، التراثية منها والتاريخية والثقافية والرياضية والمجتمعية المختلفة.. أو عبر تواجدهم في الجمعيات ذات النفع العام، الثقافية منها والتراثية والرياضية، بما يقدمونه من أفكار تتوافق والأنظمة الأساسية لجمعيات النفع العام التي ينتسبون إليها، وبما يقومون به من مهام تحقق أهداف تلك الجمعيات، وتسهم في النهضة الوطنية الإماراتية بحسب اختصاصات كل جمعية بما يتكامل مع أهداف واختصاصات جهات أخرى، بما يسهم في التنمية الإدارية الإماراتية المختلفة، في كافة الميادين المجتمعية.. أو ما هو يلوح الآن في أفق البرامج الانتخابية للمترشحين الشباب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي في فترته البرلمانية الجديدة المرتقبة، التي لو نالت حظها من التطبيق في مستقبل الأيام الإماراتية، سيكون لها بالغ الأثر في التنمية الوطنية المرتقبة..
لكن، ولأن لكل قاعدة شواذاً.. فثمة زمرة شبابية لها من الأفكار والممارسات ما يسيء إليها أولاً، وإلى أهليها وإلى الوطن ثانياً وثالثاً.. فما يراودها من أحلام كابوسية تسعى بكل ما أوتيت من أفكار شيطانية إلى تطبيقها واقعاً ملموساً، يكدِّر الخاطر ويسيء إلى المجتمع ويشوه سمعة الوطن.. من ذلك مثلاً ما يبدونه من ممارسات غير مسؤولة عبر سياراتهم، سواء بما تصدره من أصوات مزعجة للناس الساكنين أو لمستخدمي الطريق، أو من خلال الاستعراضات الجنونية المؤذية للأمكنة وللبيئة وللناس أجمعين.. ولله في خلقه شؤون.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"