تربويون بلا حدود!

04:34 صباحا
قراءة دقيقتين
مريم البلوشي

التعليم والصحة، جل ما يتمناه المرء في هذه الحياة، ومن أهم أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تشمل الارتقاء بالحياة وكيف ترتقي دون تعليم حقيقي يرفع من مستوى الوعي والثقافة وإعطاء الفرد فرصة الحياة كريماً من خلال ما تعلمه والانتقال من مستوى الفقر إلى مستوى يرتئي فيه الحياة له ولعائلته مستقبلاً.
وفي هذا الصدد، وفي لفتة عالمية من تربويين وأكاديميين، أُطلقت في ال 11 من يوليو/ تموز في جنيف منظمة «تربويون بلا حدود»، وهي منظمة غير حكومية، تعبر عن إحساس إنساني كبير، وتعزيزاً لفكرة التطوع ورد الجميل ليس فقط في محيط الأسرة والوطن، بل العالم، فكلنا نعيش معاً وننتمي إلى بعضنا، فمتى ما قل الفقر والجوع وازداد وعي المرء، فإننا بذلك نحقق حياة متوائمة كريمة لبعضنا البعض. وهذا جله ومنبته ديننا ومنهج قادتنا وأخلاقنا، وعرفنا، لا تستقيم الحياة إلا بأن نشعر ببعضنا ونكون أهلاً للخير في كل مكان.
قالت الدكتورة كريمة المزروعي رئيسة المنظمة: «إن فكرة نشأتها نبعت من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المتضررين والمتأثرين من تدني وانعدام الخدمات التعليمية بسبب الصراعات والنزاعات والحروب، فضلاً عن المناطق التي لا تحظى باهتمام كافٍ من قبل الخدمات الحكومية التعليمية»، وشددت على أن الارتقاء بالعملية التعليمية والتثقيفية للأطفال وذويهم ومعلميهم تعتبر أداة أساسية من أدوات سياسة المنظمة. إذاً فالتعمق في دراسة حالة المجتمعات كان ضرورياً من أجل أن يكون الهدف سامياً، والتركيز على مناطق الفقر والمجاعات هو في الحقيقية التركيز على أن نكون جزءاً حقيقياً من الحياة، وألا نعيش معزولين.
ومع فكرة المنظمة وإنسانيتها، هنا نفخر بالدكتورة كريمة، فتاة إماراتية بامتياز، تسعى منذ أن كانت طالبة في الجامعة لأن تحدث يوماً تغييراً مختلفاً، أسهمت في العديد من المشاريع التربوية، وطورت الكثير من المناهج، وهي عن قرب، إنسانة مفعمة بالحياة والعطاء، تبث فيك كل معاني الحب والاستمرار والانتماء، واليوم كم نحن فخورون بأن تكون هذه المبادرة العالمية تحت رئاستها، وكلنا نقف احتراماً لها ولزملائها من كل بقاع العالم على هذه المشاعر الإنسانية السامية، ومن واجبنا أن نكون قريباً جزءاً منهم، أن نعطي بما نملك، من وقت، ومال، وعلم، وأن نكون إن استطعنا جزءاً من تحقيق أهداف المنظمة، وأن يكون الخير ممتداً من دولة شهد العالم بأنها جسر من خير وحب وسلام.
لكل من يقف خلف الكواليس، لكل الجنود المجهودين الذين يسعون من خلال جهودهم الفردية إلى تطوير حياة البشر، هنا نقف مدركين أنكم تركتم وقتكم لتكونوا جزءاً من حياة غيركم، إيماناً منكم بأن الحياة مشاركة، وأن السعادة تهدى في عمل الخير أضعافاً مضاعفاً من مجرد البحث عن ماديات مؤقتة. ليستمر العطاء بلا حدود.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"