خطاب الكراهية على الإنترنت (2-2)

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
نويمي ديرسي*

عندما يحذف مديرو منصة التواصل الاجتماعي مجموعات الكراهية، تعيد سريعاً تنظيم ذاتها وإصلاحها، وتكون روابط قوية بين بعضها بعضاً، يشكّلها المستخدمون المشتركون بينها، على نحو يشبه الروابط الكيميائية التساهمية. وفي بعض الحالات، يمكن لتكتلين صغيرين أو أكثر الاندماج لتكوين تكتل أكبر، في عملية تشبه اندماج نواتي ذرتين. وأثبت الباحثون أن حظر المحتوى المحرض على الكراهية على منصة واحدة، يفاقم خطورة منظومات خطاب الكراهية الموجودة على الإنترنت.
ومن الصعب تنظيم منصات التواصل الاجتماعي الموجودة على الإنترنت، فقد كافح المشـرِّعون لاقتراح طرق ممكنة وفعالة للحد من خطاب الكراهية على الإنترنت، لكن تبين أن الجهود المبذولة لحظر المحتوى المحرض على الكراهية وإزالته من على الإنترنت غير فعالة، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ارتفع معدل الإبلاغ عن خطابات الكراهية على الإنترنت، وهو ما يشير إلى أن المنصات تخوض معركة خاسرة ضد انتشار المحتوى المحرض على الكراهية، وهو اتجاه مثير للقلق في ما يخص رخاء مجتمعاتنا وأمنها.
يقترح المؤلفون حظر تكتلات الكراهية الصغيرة نسبياً، بدلاً من حذف التكتل الأكبر على الإنترنت.
وتستغل هذه السياسة ما توصل إليه المؤلفون من أن توزيع أحجام تكتلات الكراهية الموجودة على الإنترنت، يتبع منحنى آسيا، تكون فيه معظم التكتلات صغيرة الحجم، وعدد قليل للغاية منها كبير الحجم. ويمكن أن يؤدي حظر مجموعات كاملة من المستخدمين إلى غضب شديد في مجتمع خطاب الكراهية، واتهامات لمنصات التواصل الاجتماعي بقمع حقوق حرية التعبير. ولتجنب ذلك، يجب حظر عدد قليل من المستخدمين المختارين عشوائياً من تكتلات الكراهية الموجودة على الإنترنت.
ولا يتطلب نهج الاستهداف العشوائي هذا تمركز المستخدمين في منطقة جغرافية معينة، ولا يستلزم استخدام معلومات حساسة من ملف تعريف المستخدم.
ويوصي المؤلفون بتوخي الحذر في تقييم مزايا وعيوب تبنِّي كل سياسة؛ لأن جدوى تنفيذ سياسة ما، ستعتمد على الموارد الحاسوبية والبشرية المتاحة، والقيود القانونية المتعلقة بالخصوصية.

* مجلة نيتشر
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"