فوريّة تغيير طريقة التفكير

04:03 صباحا
قراءة دقيقتين
عبداللطيف الزبيدي

هل تجدي محاولة تغيير الذهنية وطريقة التفكير في أقسى الشدائد؟ لا يعترف القلم بشيء اسمه «موش وقته». لقد كشف الفيروس المفعوص أموراً لم تكن في الحسبان. ليت قوم النظام العربي يفهمون. هي ذي بلدان غربية من الطراز الأول باتت أسوأ من دول العالم الثالث بكثير. هل أفقر البلدان هي التي تتصدّر نشرات الأخبار؟ ببساطة، المتخلفون هم أصلاً على هامش الحضارة والعصر والتاريخ. تقول إذا ذكرتهم: «كان الله في عونهم». أمّا بلاد مهاد المدنيّات والحضارات منذ عصر النهضة، فوقعتهم سوداء. أكسفورد، كمبريدج، السوربون، كوليج دي فرانس والعشرات من أوائل الجامعات الأوروبية أين، وحصاد الوباء أين؟

هل تجوز الآن وقفة التأمل؟ يا لها من فضيحة حضارية، لنقل إنها فضيحة لا حضارية، هذا أصدق. أليست تلك الأنظمة هي التي قضى العالم العربي قرنين، في الأقل، وهو يلهث خلف أحلامه وأوهامه، عله يحقق ولو نسبة ضئيلة ممّا حققته؟ أغلب الظن أن ابن خلدون لم يفكر جيداً في مقولته: «إن المغلوب يقلد الغالب». لقد ترفع العرب ونزّهوا أنفسهم عن تقليد الغرب في تحليق العلوم والتقانة بأجنحة الفيزياء والكيمياء والأحياء والذكاء الاصطناعي والعلوم العصبية، في الفلسفة والموسيقى السيمفونية والأوبرا، في السينما والرسوم المتحركة، في الأدب العالمي. لكننا قلدناه في الوجبات السريعة المسمومة، في بنطلونات الجينز الممزقة عند الركب. هكذا تكون القمم الحضارية وإلاّ فلا. فجأة، ينبري فيروس هو نحو من مئة جزء من المليار من المتر، فيعري إمبراطوريات الغرب، فإذا هي فاشلة متخلفة في أهم الأهم: النظام الصحي وسلامة الإنسان، لا مستشفيات كافية، لا أجهزة، لا أسرّة. في إسبانيا وبريطانيا تفتقت قرائح المسؤولين على تطبيق النظرية الداروينية على الجماهير: البقاء للأقوى، للأصلح، بالتالي العناية بالأصغر سنّاً والتضحية بالمسنين. هؤلاء قضوا من حياتهم وطراً، فليترك المغادرون الأسرّة للقادمين.

عزيزي النظام العربي، جمودك الفكري فيروس يشل حركة دماغك منذ مطلع التاريخ المعاصر. أنت مصرّ على الالتصاق بالمنحدرين في كرة ثلج. هل تدري ما هي الانهيارات الاقتصادية الكبرى؟ خذ: الدخل القومي الإجمالي الأمريكي سينخفض بنسبة 24%، أي خمسة تريليونات. ما هذه القدوة القيادية؟ إذا لم تتدبر أمرك وتغير طريقة تفكيرك، فيكفي أن تسأل: هذه فاتورة كارثية، فمن سيدفعها؟

لزوم ما يلزم: النتيجة التحسسية: العالم العربي على رأسه «بطحة»، وعليه أن «يحاسس» عليها. العمل المشترك، ولا غير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"