التعليم عملاً خيريّاً

03:25 صباحا
قراءة دقيقتين
حبيب الصايغ

التعليم، في مطلق معناه وغايته، خير يؤدي إلى الخير. تصعد هذه الفكرة إلى خاطر كل من يزور المدينة الجامعية في الشارقة، وهي مفخرة إماراتية وعربية بامتياز، لكن ما يقصد في هذا المقام أكثر تحديداً: التركيز على التعليم في الشارقة باعتباره عملاً خيرياً وإنسانياً، حيث جامعات الشارقة الوطنية التي يشرف عليها مباشرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويشرف على اختيار هيئاتها التدريسية من أفضل الأكاديميين، ويضع فيها خلاصة معرفته وخبرته تقدم كل عام الكثير من المنح لطلاب العلم من كل مكان، ويبقى أن الجامعة القاسمية في الشارقة، وهذه معلومة قد لا يعرفها الكثيرون حتى لا أقول معظم الناس، تعليم خيري خالص، ووقف للتعليم أراده سلطان، في الوقت الذي عمل فيه على إكساب هذه الجامعة الوليدة نسبياً، السمعة العلمية اللائقة، حتى أصبحت واحدة من جامعاتنا المرموقة المعدودة، سواء لجهة النمو المدروس أو تفرّد المناهج وهيئة التدريس والاشتغال على تقديم تعليم متقدم يركز على اللغة العربية كلغة علم وتعليم، مع الاهتمام الأكيد باللغات الأجنبية، وفي كل تفصيلة من تفاصيل الجامعة القاسمية إشارة إلى النجاح والتميز، وصولاً إلى إعداد خريجين قادرين ومتمكنين في تخصصاتهم، وعارفين بالإسلام الحقيقي الذي يرفع راية التنوير والوسطية والاعتدال.
الجامعة القاسمية في الشارقة حاجة ضرورية لا في واقعنا التعليمي فقط، وإنما في الواقع التعليمي العربي والإسلامي، والذي لا يعرفه الكثيرون، وربما معظم الناس، أن الجامعة القاسمية، وبتوجيهات كريمة من الدكتور سلطان، تستقطب طلاباً وطالبات من مختلف أقطار العالم الإسلامي والعالم بأجمعه، و «يتبنى رعاية» كل طالب من القبول إلى التخرج، مسكناً ومطعماً وتعليماً مجانياً، وأبعد من ذلك فإن الجامعة القاسمية تصرف مكافأة شهرية لكل طالب من طلابها.
ليس إلا الإيمان بالتعليم مطلقاً، سبيل تغيير وعامل بناء، وليس إلاّ الإيمان بالإنسان وأحقيته بالتعليم والمعرفة. الجامعة القاسمية في الشارقة هي سليلة نظرة صاحب السمو حاكم الشارقة للعلم والإنسان، وهي برهان قيادته الاستثنائية المبنية على وعي عميق بأسس التقدم والحضارة. هذه الجامعة أنموذج لمد جسور التواصل والمحبة بين شعوب العالم، نحو بناء عالم أجمل وأكثر علماً وثقافة وقوة وطمأنينة وثقة. الدكتور سلطان، الإنسان والأكاديمي والقائد، يحول النظرية إلى التطبيق، وبنفسه يشرف على المنطلقات والمسارات والأهداف، وكلما تعلم طالب أو تخرج كان مصدر فرح لسلطان، وكان مصدر اعتزاز لنا جميعاً.
وفي انتظار أول فوج من خريجي وخريجات الجامعة القاسمية بعد تعليم نوعي يبدأ بدورة معمقة في اللغة العربية في مركز اللغات المتقدم الذي تشتمل عليه الجامعة ويعد واحداً من أكثر أمثاله تطوراً، لا بد من وعي رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو يخصص الجامعة القاسمية الرائدة وقفاً في مجال التعليم والتنوير.
جزى الله سلطان خيراً، وجعل هذا العمل في ميزان حسناته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"