«ألعاب» وأطفال في العيادة النفسية

04:18 صباحا
قراءة دقيقتين
نور المحمود

لم نتخيل يوماً أننا قد نصل إلى وقت نخشى فيه على الأطفال من الألعاب، إلى درجة اللجوء إلى عيادات الطب النفسي. ولم نتخيل أن تتحول متعة اللهو بجهاز إلكتروني إلى «إدمان» يؤدي إلى «اضطراب عقلي»!
نخاف على الصغار من شدة تعلقهم بالهواتف النقالة وهوسهم بالألعاب الإلكترونية، ويتجه قلق غالبية الناس نحو كيفية حماية الأطفال من «الغرباء» وَمِن الدعايات والصفحات المشبوهة والمشاهد اللا أخلاقية التي تقتحم الأجهزة عنوة؛ في حين أن الخوف الحقيقي يجب أن يكون من اللعبة نفسها ومن شدّة تعلّق الطفل بها وتعوّده عليها، وما تسببه من أمراض أقلها ضعف النظر والتأخر في النطق والعزلة وعدم القدرة على التواصل مع المحيطين به والمجتمع.. أما أخطرها، فهو الاضطراب العقلي الذي بدأت أعراضه تظهر على عشرات الآلاف من الأطفال، وفق ما ذكرت حديثاً هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.
«فورتنايت» لعبة تم التحذير من خطورة تأثيرها على الأطفال والشباب، لكن الإقبال عليها مازال شديداً، ولم يتوقع أحد أن يصل عمق تأثيرها إلى إصابة اللاعب باضطراب نفسي وعقلي. وليست وحدها التي تصيب الناس بالإدمان وبهذه الأعراض النفسية السلبية. وحين نقول «إدمان» فإنما المقصود به الإدمان الحقيقي وليس مجرد تشبيه أو تعبير مجازي؛ فأنت أمام طفل أو شاب عاجز عن التخلي عن ألعاب الفيديو تلك، ومهما قدمت له من إغراءات، تجده يتخلى عن الدنيا وما فيها من أجل الجلوس وحيداً إلى لعبته.
وإذا كانت هيئة الخدمات الصحية البريطانية قد دقت ناقوس الخطر وتحركت فعلياً عبر إطلاق أول عيادة متخصصة لعلاج الأطفال والمراهقين من إدمان الألعاب، فاتحة المجال أمام أولياء الأمور لاستشارة الأطباء النفسيين، فلا شك أن العالم كله يحتاج إلى عيادات من هذا النوع، لاسيما مع تأكيد الاختصاصيين أن هذا النوع من الإدمان يحتاج إلى علاج حقيقي، لأنه يصيب الأجيال الجديدة بأمراض في عقولهم.
ماذا ننتظر كي نتحرك بشكل جدي وحاسم؟ الشبكة العنكبوتية تحكم حياكة خيوطها حول الصغار، بينما كثير من الأمهات والآباء يعتبرون «الموبايل» أو أي جهاز إلكتروني محمول وسيلة لإسكات الأطفال وإشغالهم كي يرتاح الأهل من كثرة طلباتهم أو بكائهم أو رغبتهم في التنقل واللعب والحركة سواء داخل المنزل أو خارجه. ماذا ننتظر كي نستوعب أن الألعاب الإلكترونية قادرة على تشويه عقل الإنسان وتدمير جيل وهدم مستقبل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"