تعزيز مكانة اللغة

03:38 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة باللغة العربية، وتؤكد ضرورة احترامها وتبجيلها؛ باعتبارها لغة القرآن الكريم، وتلتزم بحمايتها والعمل على تعزيزها، رغم أنها واحدة من مجموعة كبيرة من الدول العربية التي تستخدمها اللغة الأم، إلى جانب اللغات الأجنبية الأخرى التي تحظى بمكانة رفيعة قد تتقدم على العربية في بعض الدول.
والإمارات، ومن واقع احتضانها لجنسيات عالمية مختلفة، فإنها تزيد حرصها على أن تكون اللغة العربية في الصدارة، معززة مكرمة بين أهلها، بإلزام جميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، والخاصة، باستعمال اللغة العربية تحدثاً وكتابة، واعتمادها في الأنشطة والمعاملات كافة، وتعزيزها كلغة تدريس أولى في جميع مؤسسات التعليم العالي، ودعم وتنمية المبادرات الخاصة للحفاظ على مكانتها في وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها.
اللغة العربية هي العمود الفقري للهوية الوطنية، وللرابطة القومية التي تجمع أبناء الأمة العربية التي تربطها أيضاً الوحدة الجغرافية والآمال والتطلعات الواحدة نحو غد أكثر إشراقاً واستقراراً وتطوراً في جميع مجالات الحياة، ولذلك لا توجد غرابة في أن يتصدى أبناؤها للدفاع عنها وحمايتها من المنافسة، والدخلاء عليها، وتنقيتها مما علق بها من شوائب الحقبة الاستعمارية سيئة الصيت، وما دخل عليها أيضاً من كلمات عبرية بفعل احتلال ««إسرائيل»» لمساحات شاسعة من الأرض العربية.
الاهتمام الرسمي لا يقابله اهتمام مماثل على مستوى الأفراد والمؤسسات، وخاصة أولئك الذين يفهمون الثقافة على أنها خلط بعض الكلمات من لغة أجنبية مع العربية، فيصبح المتحدث عالماً ببواطن الأمور وظواهرها!!
ورغم التأكيدات الحكومية على فرض احترام الجميع للغة العربية، إلا أن هناك الكثير من الجهات الرسمية والأهلية تستخدم اللغة الأجنبية في تعاملاتها، ومراسلاتها، وبدالات خطوط هواتفها، وكأنها لا تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحت كلمة العربية نضع ألف خط أحمر، فلا يجوز بأي حال من الأحوال ألا نعزز مكانة لغتنا، فاحترامنا لها جزء من احترامنا لأنفسنا، واعتزازنا بواقعنا، وأننا رقم صعب ولسنا على اليسار، وليس مقبولاً ألا تُحترم اللغة بين أهلها، خاصة إذا كانت الدولة تشدد على ضرورة تعزيزها وحمايتها وصونها.
لنحترم ذواتنا، ونبدأ مراجعة أنفسنا، وممارسة النقد الذاتي، وليحدد كل منا مدى إهانته للغته أو احترامه لها، ويأخذ عهداً على نفسه ألا يقبل بالتعدي عليها، وألا يسمح أن تكون لغة ثانية أو حتى ثالثة في عقر دارها.
ولنرفض التعامل كتابياً وخطابياً مع كل جهة لا تكون اللغة العربية فيها هي السيدة وفي المقام الأول، بحيث لا تتقدمها لغة مهما كان مدى انتشارها، حتى لو كانت لغة العمل كما اصطلح على تسميتها، فلغتنا لغة القران الكريم، فهل يوجد كتابٌ في الدنيا كلها أعز وأغلى وأقدس منه؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"