أهمية البيانات الإحصائية

03:49 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

الهدف من إنشاء الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، جاء تعبيراً عن فهم الدولة العميق لطبيعة المرحلة الانتقالية، بعد أن حققت المعجزات، واجتازت بكفاءة عالية مرحلتي التأسيس والتمكين، نحو الانطلاق عبر بحور المعرفة والأبحاث والاختراعات العلمية النوعية، إلى آفاق المستقبل الرحب القريب والبعيد.
كما أنه يمكن اعتبارها دعماً لمسيرة الإمارات الرامية إلى تحقيق رؤيتها 2021 في يوبيلها الذهبي، لتصبح ذات ثقل سياسي واقتصادي أكبر من الحاضر المعيش والقريب، على المستويين الإقليمي والدولي، ليست أحلاماً وأمنيات، ولكنها أمام الجميع إنجازات ملموسة على الأرض.
والهيئة بحكم الأهداف المرجوة من إنشائها، تعتبر مصدراً رئيسياً للإحصاءات الوطنية، وتختص بكل ما يتعلق بالتنافسية على المستويين الوطني والعالمي، وهي المرجعية المهمة لكل مؤسسات الدولة، الحكومية والخاصة على السواء، الراغبة في الحصول على البيانات والمعلومات والإحصاءات، ومصدر الأهمية هنا هو توحيد المرجعية، بحيث تبني كل المؤسسات نظم معلوماتها بناء على معطيات وأرقام واحدة، موحدة، غير متناقضة.
فمن الصعب بالمطلق وجود جهة عمل واحدة تستطيع أن تعيش بدون الاعتماد على عمل إحصائي ومعلومات دقيقة وصحيحة، وخطط قريبة وبعيدة المدى، لأن بديل التخطيط، تكون العشوائية والتجريبية هي النهج السائد بلا منازع، ونتائجها محبطة بأشد درجات الإحباط لطموحات الراغبين في التقدم وتغيير الواقع إلى أفضل منه، يعيشه أبناء الشعب جميعاً، مهما كانت مواقعهم قريبة أو بعيدة على امتداد الوطن.
إن الحاجة تبقى قائمة لتنشيط الإحصاء المحلي، سواء على مستوى كل إمارة، أو عبر الإحصاء الحكومي الاتحادي، فإحصاءات السكان والمنشآت هنا ستكون أكثر دقة بكثير من الاعتماد على تقديرات تنظيمات المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة.
هذه الأهمية الخاصة، تفترض بقاء العلاقات التي تربط الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء مع جميع الجهات والمؤسسات في البلاد قوية، وتكاملية، فالهيئة تتبع النهج الحكومي الناجح نفسه، والذي كان وراء تحقيق الكثير من الإنجازات العملاقة، والذي يقوم على الالتزام والشفافية والمعرفية، واعتماد ممارسات ومعايير تنافسية عالية المستوى.
الهيئة تعمل بنجاح على تطوير منهجيات العمل الإحصائي في البلاد، وترتقي بها باستمرار لتحاكي أحدث الأنظمة والمعايير الدولية المتبعة في الدول الرأسمالية المتقدمة، وكل الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص الكبرى مطالبة بزيادة حجم التعاون والتنسيق مع الهيئة، لتتمكن من الوصول إلى بيانات أكثر دقة وشمولية ومصداقية، تكون أفضل السبل للوصول إلى الحقائق التي تبحث عنها. خدمة للمصلحة الوطنية.
كل جهة تعتمد البحث العلمي والتخطيط المسبق نهج عمل، يجب أن تكون دقيقة في تعاملاتها وبياناتها وأرقامها، وفي تعاونها مع الهيئة لتتمكن من تقديم المفيد للجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"