على أبواب عصر جديد

03:20 صباحا
قراءة دقيقتين
عبد اللطيف الزبيدي

هل نحن على أبواب عصر جديد، عصر الشعوب؟ ننطلق من حقيقة بسيطة: الصين بين 1949 و2020 قضت على الفقر. أو كادت. فهل لدى النظام العربي من فجر؟ حتى لا تظل الجماهير تردّد: ارحل؟ الإهانة هي أن القوى الكبرى تتنكّر لطبائع الاستبداد، تنسى غزليات الصداقة والتعاون الاستراتيجي. يقول المترحّل: « أيّام كان القمع لي، أمل الدنيا ودنيا أملي، لم يكن الجبابرة يطالبونني بالحريات والشفافية وحقوق الإنسان. الآن صارت أنفاسي كأنها أسلحة كيمياوية».

على النظام العربي أن يدرك أن الإعلام الذي لا يعامل مثل جورج فلويد، يشكّل نعمة للأبواب العالية، عليها الاستفادة منه كأدوات استشعار ضرورية. المستقبل سيشهد عناصر جديدة على المسرح الدولي. القوة في مستوى الإمبراطورية، سلبياتها وإيجابياتها تكون كبيرة. بعد انجلاء كربة كورونا، لن تستطيع الإمبراطورية العودة إلى سالف عهد سلوكياتها. لن يكون في مستطاع أحد أن يعربد كما كان يفعل. لحسن الحظ، جاءت فرامل إضافية من الداخل، فضلا عن أن الصين وروسيا عقدتا العزم على الوقوف في وجه وضع الركبة على عنق القانون الدولي. هل فهمتم مغزى إسقاط تماثيل الرموز؟ بالأمس، مارتن لوثر كينج قال: «لديّ حلم»، الشعب الأمريكي اليوم يقول: «لديّ إرادة».

الآن، العالم في مفرق طرق. إذا استطاع شعب الإمبراطورية تصحيح المسار الداخلي، فإن الرأسمالية ستكون جيدة إذا تحرّرت من وحشية الأنانية المفترسة التي تعيش على امتصاص دم الآخرين وسلبهم ضروريات الحياة. لا بدّ من قيم إنسانية عادلة، وتطهّر من دنس العنصرية والنظرة الاستعلائية إلى الشعوب. ما أصغر أن يستعبد الجبّار شعبه أو فئة من شعبه، بينما هو أهدر آلاف المليارات في تدمير بلدان أخرى.

عند استقامة المسار الداخلي، قد يظهر للإمبراطورية وجه آخر. يقول المثل «توبة الذئب الموت»، لكن، لا نيأس من وقوع معجزة الانصلاح. ألم تروا كيف أن الشعب هنالك لم يبق إلى الأبد يردّد: «غلبت أصالح في روحي»؟ صدق صاحب مارتن: «لديّ حلم». لا تستبعدوا أن يقلب الملأ الأعلى في الإمبراطورية «الجاكيت»، ويعلنوا أنفسهم أساتذة العدالة في الأرض. يومئذ سنشهد محاسبة الذين كانوا معهم.

لزوم ما يلزم: النتيجة التعادلية: على العالم العربي أن يقيم توازنه السيادي ويرسّخ سيادة هويته، بصرف النظر عن موازين القوى كيف تكون، بالاعتماد على قوة شعوبه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"