الإمارات ومحاربة المخدرات

03:14 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

دولة الإمارات، منذ قيام الاتحاد حرصت بشكل كبير على محاربة ترويج المخدرات في المجتمع الإماراتي، لإيمانها بأن الشباب هم درع الوطن.

اختلفت أنواع الحروب في هذا الزمن، فغزو البلدان بالأسلحة الثقيلة والتكنولوجية المتطورة صار صعباً، بسبب القوانين التي فرضها المجتمع العالمي، الذي يجرم الدول التي تحتل دولاً أخرى بعد رسم الحدود العالمية، ولكن مع ذلك لم تقف أطماع ومصالح الدول الغازية والمنظمات الدولية التي تمنعها هذه القوانين من غزو البلدان، فأوجدت أساليب جديدة لغزوها، وأهمها هو غزو عقول الشباب بوضع المخدرات في متناول أيديهم ليتمكنوا بذلك من السيطرة على الدول، لأن الشباب هم أهم مقومات استقرار وتطور واستمرار الدول في ظل المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، فالشباب هم الأمل الوحيد والأخير للمجتمعات المتقدمة، والحفاظ عليهم أصبح من الواجبات الرئيسية التي تحرص عليها الدول والمجتمعات لتجنيب الشباب مخاطر تعاطي وترويج المخدرات.

إن دولة الإمارات ومنذ قيام الاتحاد حرصت بشكل كبير على محاربة ترويج المخدرات في المجتمع الإماراتي، لإيمانها بأن الشباب هم درع الوطن والذراع التي يعتمد عليها من أجل تطوير وبناء الوطن، فحاربت تجار المخدرات ومروّجيها بكل الأساليب، سواء بالقوانين التي وضعها المشرع الإماراتي لردع تجار المخدرات، حيث إن الحكم المؤبد هو مصير كل من يحاول أن يتاجر بالمخدرات في دولة الإمارات، وأحكام صارمة أخرى ضد مروّجي المخدرات تتراوح بين 15 عاماً و10 أعوام، وإبعاد من الدولة، وأيضاً قوانين أخرى ضد متعاطي المخدرات ما بين تقديم الدعم الكامل لتأهيلهم وإدخالهم في المجتمع أو السجن لمدة 4 سنوات والبقاء في عزلة طوال حياتهم الباقية القليلة، وهذه القوانين جعلت دولة الإمارات رائدة في مجال مكافحة المخدرات في المؤشرات والتقارير العالمية.

إن الجهود الحثيثة لرجال الشرطة في دولة الإمارات من القيادات الرفيعة إلى الأفراد الذين يلاحقون تجار المخدرات في البر والبحر، هي جهود بارزة ومميزة، فلهم الفضل الأول في دحر مروجي المخدرات في الإمارات، وهذا يرجع إلى الثقة الكبيرة التي أعطتها القيادة الرشيدة لهم، فهم اليوم يخاطرون بأرواحهم ضد هؤلاء المجرمين الدوليين باستخدام أرقى الاستراتيجيات وفق معايير مدروسة ومخططة على النطاق الميداني وأساليب حديثة من التكنولوجيا المتطورة لكشف وملاحقة مروّجي المخدرات وتقديمهم للعدالة في وقت زمني قصير.

كما يرجع الفضل أيضاً إلى الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية ومراكز التأهيل والمؤسسات الأخرى التي تسعى من خلال عملها إلى نشر الوعي من خلال برامج مختلفة في المجتمع الإماراتي، والتي تلعب دوراً مهماً في الوقاية التي تعد خيراًَ من العلاج. ولهذا فإن هذا الدور التوعوي الذي انتشر في المنازل والمدارس والجامعات وكل أماكن تجمعات الأسر وأبنائهم يعتبر صمام أمان للشباب من الوقوع في شباك المخدرات.

تعتبر دولة الإمارات الأكثر سلماً وأماناً والأكثر قدرة في محاربة المخدرات بالمنطقة وفق التقارير الدولية والمحلية التي ترصد قضية المخدرات والتعاطي والاتّجار، ولهذا فإن كثيراً من العائلات التي حلّت في الإمارات من مختلف دول العالم مكاناً للاستقرار والعمل، تجد في هذا البلد مكاناً يحمي أبناءهم من مخاطر هذا الوباء والتمتع بالحياة الآمنة المستقرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"