الشيخة بدور

04:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
ابن الديرة

الكتابة في الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سهلة وصعبة في الوقت نفسه. السبب أن منجز الشيخة بدور ملموس وفي متناول اليد، ما يجعل الوصف قريباً وفي متناول اليد، لكن وصف أثر الشيخة بدور في حياتنا الثقافية والاجتماعية، بل في الحياة العربية عموماً، لجهة الاهتمام بحركة النشر وترويج الكتب فكرة ومشروعاً، غير ممكن بالسهولة نفسها، بل ينزع نزوعاً نحو صعوبة تتماهى والدرب الصعب والجاد والمخلص الذي اختارته الشيخة بدور منذ البدايات المبكرة، درب التفاني والإتقان، والدرب المكتنز بكنوز التعب والإصرار والأمل في آن معاً. كان كل ذلك واضحاً منذ نادت الشيخة بدور إلى إطلاق جمعية الناشرين الإماراتيين، وقد عرف كل من حضر الاجتماع الأول للجمعية التأسيسية أن مستقبل حركة النشر في الإمارات مثمر وقريب، وهذا ما كان بالفعل. تأسست جمعية الناشرين الإماراتيين على يدها، وبلغت على يديها قوة غير مسبوقة في تاريخ جمعيات النفع العام، وعندما اشتد عود الجمعية، رأت الشيخة بدور ترك مجلس الإدارة لدماء إماراتية جديدة وشابة، وفي تلك الدماء العطاء والخير، لكن لا أداء يقارن مع أداء الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وليس لأحد محبة الشيخة بدور للثقافة وشغفها بالكتب ونشر الكتب، ما جعل دورها المهم والضروري والمؤثر يتجاوز الواقع المحلي إلى المحيط العربي من خلال العمل في اتحاد الناشرين العرب، وإلى نهضة النشر العالمية عبر العمل المتميز في الاتحاد الدولي للناشرين، ما لفت نظر أساطين النشر في العالم إلى الشيخة بدور كامرأة عربية ذكية ومتفوقة وقادرة على خدمة العالم في هذا المجال الحيوي، نظراً لأنها مؤهلة تأهيلاً عالياً وتمتلك من الرؤية والحكمة والحماسة ما يجعلها جديرة حقاً بمركز نائب رئيس الاتحاد العالمي للناشرين وأكثر من ذلك وأكبر.
الجدارة للشيخة بدور في شخصها، والجدارة للشارقة حاضرة الثقافة المرموقة عالمياً، والعاصمة العالمية للكتاب 2019 بمعرفة منظمة «اليونسكو»، والجدارة والاستحقاق لوطن الشيخة بدور، دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولقد تقدمت الشيخة بدور لشغل المنصب الدولي بسيرة ذاتية قوية حافلة بالتحصيل العلمي والمهارات والخبرات، حيث تمتد خبراتها بين المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني، ناهيك عن إسهاماتها في عالم النشر والكتاب، خصوصاً ما خص ثقافة الطفل وكتب اليافعين.
كما عملت الشيخة بدور محلياً وعربياً فأنتجت وأجادت، فإن الجميع على ثقة بأن الاتحاد الدولي سيشهد في المرحلة المقبلة تطوراً مشهوداً، حيث عمل الشيخة بدور لا يعرف أنصاف الحلول، وقد تفرغت لدورها الدولي، في إشارة إلى العزم على تحقيق ذلك.
مكسب إماراتي جديد ومشرف يضاف إلى ريادة دولة الإمارات، وقيادتها العمل الثقافي العربي، ووجودها في صميم الفعل الإيجابي العالمي، ومن بعد، ومن قبل، فإن الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائبة رئيس الاتحاد الدولي للناشرين رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين أنموذج دال على ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من مراتب التقدم والسمو. ذلك بعض غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ولقد نشأت الشيخة بدور في مدرسة الشيخ زايد، وتخرجت في مدرسة أبيها، الرمز الثقافي العربي المهم، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن شابه أباه فما ظلم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"