ابتهاج الحارثي: أدب الصغار في الخليج ما زال يحبو

قصتها «أنا وماه» حصلت على جائزة اتصالات لكتاب الطفل
01:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
مسقط «الخليج»:

ابتهاج الحارثي، رسامة ومؤلفة كتب أطفال، رسمت الكثير من أغلفة الكتب لكُتاب عمانيين، إلّا أن قصتها الأولى «أنا وماه» كانت بوابتها إلى انطلاقة أوسع وأرحب في عالم أدب الأطفال، تتحدث قصتها عن الطفل عزان الذي فقد جدته التي يحبها حباً شديداً، ويتعرض للتعامل مع موضوع الموت وفقد الأحبة، هذا الكتاب قدم ابتهاج ككاتبة ورسامة في آن، وهي خلطة إبداعية لا تتوفر كثيراً، وحصل أيضاً على جائزة مسابقة اتصالات لكتاب الطفل التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين. في الحوار التالي تسرد لنا ابتهاج بعضاً من أفكارها ومشاريعها المستقبلية.

}لنبدأ من تعريف بسيط يختصر مسيرتك، فكثير من القراء عرفوا ابتهاج الحارثي، بعد قصتها الأولى «أنا وماه». حدثينا عن مشوار ابتهاج قبل ذلك؟

في السابق كنت أستاذة لغة إنجليزية، وكان اهتمامي منصباً على العمل الأكاديمي إلى أن مررت بفترة قررت فيها تغيير مساري الوظيفي، ودراسة الفنون المتخصصة، تحديداً في الرسم للأطفال، وخلال فترة الدراسة عملت على الرسم لبعض الكُتّاب العمانيين، وهذا جعلني أطبق تطبيقًا مباشرًا ما كنت أدرسه وأعطاني فكرة مبدئية عن عالم النشر، بعدها جعلت كتاب «أنا وماه» مشروعًا لتخرجي، وعملت على إخراجه بأفضل صورة، حيث شعرت بأنني أعمل على كتابي الخاص هذه المرة.

} رسمت الكثير من أغلفة قصص الأطفال، كيف تقيمين إنجازاتك حتى الآن؟

أعتقد أنها إنجازات مهمة على الصعيد الشخصي، لأنها قادتني إلى هذا المجال، لكنها كانت بدايات، آمل أن تقودني إلى أعمال أفضل، تكون فيها قدرتي على الكتابة والرسم أنضج.

} لماذا برأيك حققت قصتك الأولى «أنا وماه» جائزة الاتصالات، ما أبرز نقاط قوتها؟

أعتقد أن هذا الكتاب قد فاز بجائزة اتصالات لعدة أسباب، أولها صدق التجربة، فهو نابع من تجربة شخصية، ولا يهدف إلى التلقين بقدر ما يهدف إلى المشاركة.. كذلك جاءت فكرة الكتاب معبرة، بحيث قضيت الكثير من الوقت مفكرة في ألوان الكتاب وتعبيرها عن الحالة النفسية التي يمر بها شخوص القصة، كما بحثت كثيرًا في المفردات البصرية لتمثل البيئة التي خرج منها بطل القصة، يضاف إلى ذلك حداثة الموضوع وطريقة التعامل معه، فموضوع الموت لا يطرق كثيراً في كتب الأطفال، ويتخوف منه الكثيرون لسوداويته، لكن كتاب «أنا وماه» نجح في طرقه بصورة خفيفة من دون تسطيح الفكرة الأساسية.

} هل ستقودك هذه الحكاية إلى كتابات أخرى للأطفال، وهل تعملين على أي مشروع كتابة جديد؟

نعم، آمل ألّا تكون هذه أول وآخر تجربة كتابية لي، أعمل حاليًا على رواية مصورة للأطفال مقتبسة من خرافات الأخوين غريم، الرواية تعمل على تحوير الخرافة الأصلية وتعالجها من منظور عُماني، هنالك حبكات فرعية لا توجد في الخرافة الأصلية، لكنني حاولت الإبقاء على الخط الأساسي لسير القصة، هذه الرواية القصيرة تتطلب كماً هائلاً من الرسومات، ولا أتوقع أن أنهيها قبل سنتين أو أكثر.

} أثرتِ في «أنا وماه» موضوع الفقد والموت، وهو شديد الحساسية، ويصعب على الآباء التعامل معه.. انطلاقا من تجربتك الشخصية مع الفقد، ما الذي قد تقولينه اليوم لطفل قد يسألك حول فقد عزيز؟

إن الحياة والموت دورة طبيعية يمر بها الجميع، الفكرة هي كيف تنقل هذه الحقيقة إلى الطفل الذي مازال جديدًا على هذه الحياة، أعتقد أن ما سأركز عليه في إجابتي هو الحب، الحب هو ما يَبقى من الفقد وذكرى من نحب.

} كيف تقيمين مستوى الاهتمام بأدب الطفل محلياً وخليجياً؟

مازال أدب الطفل في الخليج يحبو، ومن الطبيعي أن يكون الاهتمام به يحبو أيضًا، المجال مازال جديداً والعديد من العاملين فيه لايزالون يتحسسون طريقهم، وهذا من نقاط القصور طبعاً، لكن نقاط القوة هي في قوة الجيل الجديد من الكتاب والرسامين والعاملين في مجال الطفل، لأن هذا الجيل مطلع على تجارب وأفكار أخرى، الإنترنت، ووسائل الاتصال مفتوحة ولا يوجد هنالك عذر يمنع أي كاتب أو رسام أو ناشر من الاطلاع على التجارب العربية والعالمية التي سبقتنا بمراحل، نقطة أخرى أرغب في التشديد عليها، وتنطلق من فكرة أننا نحن من نصنع هذا الاهتمام، ولا يجب أن ننتظره من أي جهة لأن الانتظار يقتل الإبداع.

} الطابع المحلي للصور مهم جداً، لكن إلى أي مدى تعتقدين أنه يمكن الانتشار عربياً ثم عالمياً، انطلاقاً منه أو من خلال التركيز على الفلكلور أو التراث؟
نعم أؤمن بأن أي قصة جيدة بإمكانها الانتشار عربياً وعالمياً، بغض النظر عن كونها تركز على الفلكلور والتراث أو على عوالم مستقبلية طوباوية، محلية الصورة، لا تمنع من انتشارها إن كانت القصة جيدة، هنالك العديد من الأمثلة العالمية في عالم الطفل تحديدًا، مثل قصص «باتريشا بولاكو» مثلاً، والتي رغم ولادتها في أمريكا كتبت العديد من الحكايات الشعبية الروسية، وقصص جدتها بابوشكا بالملابس الروسية التقليدية، ولم يمنع هذا حكاياتها من الانتشار في أمريكا، وباقي أنحاء العالم، «جي كي راولنج» مؤلفة سلاسل هاري بوتر لم تتورع عن إعطاء شخصياتها والبيئة التي تُجرى فيها أحداث القصة طابعاً بريطانياً رغم أن القصة خيالية، ومعظم أحداثها يقع في عالم سحري مفترض، ولم يحد هذا من انتشارها أيضاً، لذا أعتقد أن إجابتي عن السؤال هي: إلى أبعد مدى، إن كانت القصة جيدة.

} أنت تجسدين خلطة ناجحة جداً، بجمعك بين الكتابة والرسم، هل تنوين الاستمرار بهذا المشروع الإبداعي الجميل. وهل ستستمرين بالرسم لغيرك من الكتاب؟

نعم، أعتقد أنني لن أرسم مستقبلاً سوى قصصي، لأنني قادرة على التعبير عن نفسي باللغتين، أفضل الأعمال المكتوبة والمرسومة، وهذا عنصر قوة، أفضل عدم مشاركته مع الآخرين، كما أن الرسم للنص الذي أبدعته بنفسك سيمنح الرسوم قدرة على التعبير، تتجاوز الرسم للآخرين لنص أنت بالنسبة إليه قارئ فقط.

} ما جديدك اليوم؟

سينشر لي قريباً كتاب كنت أعمل عليه في السنة الماضية عن دار بلومزبري- قطر للنشر، واسمه «غصون أخت الغزال»، وهو من تأليف كلثم الغانم، ومن رسوماتي، كما أنني حالياً في مرحلة توقيع عقد لنشر رواية «القنفذ عنز»، المقتبسة من خرافات الأخوين غريم التي تكلمت عنها مسبقاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"