تكيس المبيض يهاجم صغيرات السن

04:51 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: رحاب زيد
أصبح ظهور تكيُسات المبيض والأكياس الدموية شيئاً يؤرق أسراً كثيرة، خاصة بعد انتشار ظهورها بين الفتيات المراهقات بشكل كبير، فسابقاً كنا نسمع عنها بين النساء ما فوق سن الخامسة والعشرين، أما اليوم فصرنا نسمع عن إصابة فتيات في أعمار دون الثامنة عشرة بهذه الأمراض التي تخلق توتراً وقلقاً غير عادي للفتاة من ناحية وللأهل من ناحية أخرى، إذ إن أول سؤال يطرأ على الأذهان في مثل هذه الحالات هو: هل هي عُرضة للعُقم؟ أو هي عُرضة للإصابة بالأورام الخبيثة؟
تقول الدكتورة فيدان نظمي اختصاصية أمراض النساء والتوليد إن حالات تكيُسات المبيض وأكياس المبيض أصبحت من الأمراض النسائية الشائعة بين نساء الشرق الأوسط، خصوصاً في سن المراهقة، وتتفاوت نسبة الإصابة به من بلد إلى آخر، وهي في ازدياد دائم، ولكن ينبغي أولاً أن نُفرق بين تكيُسات المبيض وأكياس المبيض .
فالتكيُس هو مرض يحدث نتيجة خلل هرموني في الجسم، ويصيب المبيض حيث يحدث تضخم يكون أكبر من حجمه الطبيعي، وهذا يؤدي إلى ضعف عملية الإباضة الطبيعية فلا تصل البويضة لحجمها الطبيعي الناضج وهو من (18: 23 مليمتر) وقت التبويض، وبالتالي لا يصل المبيض لدرجة التبويض الشهري، وليس واضحاً تماماً طبيعة التغيرات الهرمونية التي تحدث في تكيس المبايض ولكن أهمها هي ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين في أكثر من 50% من الحالات .
وبالنسة للأعراض ينبغي أن نعلم أنه ليس كل حالة تظهر عليها أعراض مبدئية تكون مصابة بالتكيس، وإنما يتم تشخيص التكيس كالتالي:
- الموجات فوق الصوتية (الالتراساوند): حيث يظهر المبيض فيها مُتضخماً وأكبر من حجمه الطبيعي، وتكون قشرة المبيض سميكة، كما تظهر نتوءات لا تقل عن عشرة، أو أكثر من ذلك، وتكون موجودة على أطراف المبيض وطول كل واحدة لا يزيد على 10 ملمترات وتظهر كحبات اللؤلؤ (string of pearls) .
- اضطراب في الدورة الشهرية يأتي على شكل انقطاع أو تباعد في الدورة في مواعيد الدورة يكون أحياناً بالشهور .
- ظهور شعر خشن نتيجة ارتفاع هرمون الذكورة "التستيستيرون" في الجسم ما يؤدي إلى ظهوره في مناطق مختلفة من جسم المرأة في نفس أماكن ظهوره عند الرجال ومنها الذقن ومنطقة الشارب وكذلك أسفل البطن والصدر .
- زيادة في الوزن، وتحدث هذه الزيادة نتيجة اضطراب في مستوى الدهنيات في الجسم .
ويتم تشخيص عن طريق التحاليل الطبية:
- تحليل هرمون LH .
- تحليل هرمون التستيستيرون الذكري .
- تحليل هرموني الاسترادايول والاسترون .
- وأحياناً يكون المرض مصاحباً لاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية وهرمون الحليب .
ووفقاً للدكتورة فيدان نظمي فإن طرق العلاج تختلف باختلاف الحالة، فالحالات التي ترغب في الإنجاب يتم علاجها بطريقتين، الأولى بتحفيز الإباضة عن طريق تنظيم الدورة بهرمون "البروجيسترون" وأدوية وحقن تكبير حجم البويضة وتفجيرها، وتؤخذ بشكل منتظم لفترة من ثلاثة أشهر إلى اثني عشر شهراً مع متابعة المريضة بصفة دورية لتفادي الأعراض الجانبية .
والطريقة الثانية هي الجراحية وتكون بإجراء تثقيب للمبايض عن طريق المنظار البطني ما يساعد على تسهيل عملية الإباضة .
أما الحالات التي تحتاج إلى تنظيم الدورة الشهرية فتتم معالجتها عن طريق حبوب منع الحمل، ويؤخذ هذا العلاج إذا زاد تأخرها من ثلاثة إلى ستة أشهر ما قد يؤدي إلى حدوث سرطان الرحم ولا داعي للخوف من حبوب منع الحمل، فهي لا تسبب العقم مثلما انتشر عنها، وإنما هي علاج قوي لمثل هذه الحالات تساعد على الشفاء بسرعة .
والحالات التي ترغب في معالجة زيادة الشعر في الجسم نلجأ لإعطائها أدوية مخفضة لهرمون الذكورة، وأدوية مخفضة لنسبة الأنسولين ومن ثم ينخفض هرمون الذكورة وتستغرق فترة العلاج من ستة إلى تسعة أشهر .
وتحذر الدكتورة فيدان من أن تكيُسات المبايض لها مضاعفات تظهر على المدى البعيد إذا تم إهمال العلاج ومنها:
* مرض السكري .
* سرطان الرحم .
* ارتفاع ضغط الدم .
* بعض أمراض القلب والشرايين .
* زيادة الوزن واضطراب الشحوم والدهون في الجسم .
وتقول إن هذه المضاعفات يمكن تفاديها بممارسة رياضة المشي يومياً والأكل الصحي الخالي من الدهون والابتعاد عن الوجبات السريعة (Fast food) .
الأكياس وأنواعها
وعن أكياس المبيض تقول الدكتورة حنان سامي الجيار اختصاصية أمراض النساء والتوليد إن الكشف عنها يتم بالسونار سواء "الالتراساوند" أو السونار المهبلي وذلك لتحديد نوع وحجم وعدد الأكياس والتمييز من الحواف إن كانت خبيثة أو حميدة، وأحياناً قد نلجأ في التشخيص إلى الرنين وخاصة في حالات التدخل الجراحي .
وتنقسم الأكياس إلى نوعين:
* فسيولوجية: ويتم اكتشافها أحياناً بطريق الصدفة أثناء الكشف بالسونار عن شيء آخر، وليس لها سوى أعراض طفيفة وتختفي تلقائياً وليس لها تأثير .
* مرضية: وهذا النوع من الأكياس ينقسم إلى نوعين:
* أكياس مائية: وتحدث نتيجة اضطراب في حجم البويضة حيث تتضخم البويضة لتصبح أكبر من حجمها الطبيعي ولا تنفجر فتصنع كيساً مائياً بسيطاً، ويتم علاج هذا النوع من الأكياس بإعطاء المريضة حبوب منع الحمل مع المتابعة من ثلاثة إلى ستة أشهر أو بجراحة المنظار لاستئصاله بالكامل .
* الأكياس الدموية: وهذا النوع هو الأكثر خطراً ويحدث نتيجة ما يسمى بهجرة بطانة الرحم (أو بطانة الرحم الهاجرة)، وهي عبارة عن وجود جزء من جدار الرحم في المبيض تحدث له تطورات شهرية ويسبب في الداخل نزيفاً دموياً يؤدي إلى ظهور الأكياس الدموية . وعادة ما يتم اكتشافه عندما تأتي المريضة بشكوى من أن الدورة الشهرية تأتيها مصحوبة بآلام حادة، وهذه الحالة قد تؤدي إلى نزيف مستمر وإلى مشكلة في الإنجاب أيضاً .
وعن علاج الأكياس الدموية تقول الدكتورة حنان إنه يتم عن طريق استئصالها ثم تحليلها ووضع العلاج المناسب لمرض هجرة بطانة الرحم الذي قد يتسبب الإهمال في علاجه إلى حدوث عقم، مع الملاحظة والتنبيه على عدم أخذ أي دواء من دون مراجعة الطبيب والمتابعة الدورية، إذ إن بعض النساء يلجأن إلى أخذ منشطات من تلقاء أنفسهن بهدف إحداث حمل سريع، ولكن ما لا يعرفنه هو أن المنشطات مع حالة الأكياس قد تؤدي إلى انفجار الكيس داخل الرحم ما يُشكل خطورة على حياتها .
أهمية العلاج المبكر
وعن أهمية العلاج المبكر لتفادي احتمال إصابة هؤلاء السيدات بأمراض سرطان الرحم على المدى البعيد تقول الدكتورة رانيا عسافين طبيبة أمراض النساء والتوليد، إن الإهمال في علاج تكيسات المبيض أو الأكياس يؤدي على المدى البعيد إلى سرطان الرحم، والإسراع في العلاج يُجنبنا الكثير من المشكلات سواء من ناحية الإنجاب أو في تعرض المريضة فيما بعد لسرطان الرحم .
وأوضحت أن علاج التكيس يكون بالتثقيب بالمنظار، أما الأكياس فيكون علاجها إما بإزالتها بالمنظار أو بشفطها، وفي حالة الإزالة الكلية للكيس بجدارة فإنه لا يعود أبداً، أما في حالة الشفط فهناك احتمالية لعودته مرة أخرى .
وتضيف الدكتورة رانيا: "لا توجد طرق وقائية لهذه الأمراض خصوصاً أنها تحمل أسباب جينية من الدرجة الأولى، ولكن يمكن أن نقول إن ضبط الهرمونات يساعد كثيراً على تجنب ظهور الأكياس والتكيسات وذلك بضبط مواعيد الدورة الشهرية والابتعاد عن الأكل غير الصحي لأن زيادة الوزن تؤثر بشكل سلبي وتزيد من سوء الحالة . ومن العوامل المساعدة كذلك المحافظة على ممارسة رياضة يومية كالمشي، واجتناب الوجبات السريعة لما تحويه من دهون مضاعفة، والمتابعة الدورية لدى الطبيب الخاص، والالتزام بالدواء إذا ما أصيبت المرأة بأحد هذه الأمراض، وعدم الخوف من حبوب منع الحمل فهي لا تؤدي إلى العقم إذا أخذت تحت إشراف الطبيب، وتجنب تناول أدوية لم يصفها الطبيب لأنها قد تؤدي إلى انفجار في الأكياس باختلاف أنواعها .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"