الكوميديا التراثية.. نافذة حنين للماضي وصانعة البسمة

جمهورها تعدى المحلية ليجمع دول الخليج
02:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: فدوى إبراهيم

باتت الكوميديا التراثية واحدة من أشكال العروض التلفزيونية الدائمة سنوياً. أجواؤها التي تبعث في روح مشاهديها الحنين إلى الماضي قد تكون واحدة من أسباب تمسك المنتجين بها، وبذلك فإنها، وعلى اختلاف نجومها وقصصها، أصبحت بصمة لصالح المسلسلات الإماراتية، ترسم تميزها عن كوميديا الأعمال الخليجية عامة.
يقول الناقد الفني حمد الريامي: إن المسلسلات الكوميدية التراثية نسخة محدثة من مسلسلات الفنتازيا الخليجية التي اعتمدت في بعض أحداثها وديكوراتها على الحضارات القديمة، وهذه المسلسلات كان من بينها محلياً «اشحفان»، وخليجياً: «علي بابا»، «سندباد»، «الغرباء»، فما يعرض ليس بالجديد، لكن الجديد هو أن ماضينا اليوم هو فترة الستينات والسبعينات التي تستدعيها تلك المسلسلات محلياً.
ويضيف الريامي: يمكن القول إن أسرار جاذبية واستمرارية هذه المسلسلات، كمسلسلات: «الطواش»، «بنت صوغان»، «خاشع وناشع»، «حدك مدك»، هو حنين المشاهد إلى الماضي، فما ينتج لا بد وأن يدغدغ ذكريات جيل يرغب في مشاهدة ما عاشه أو يرغب أن يشاهده أبناؤه.


موضوعات بسيطة


حول الموضوعات التي تطرحها تلك المسلسلات، يوضح الريامي: «تتناول تلك المسلسلات موضوعات بسيطة وقصصاً متنوعة لكنها قد لا تعتمد على تفاصيل دقيقة في الحقبة التي تمثلها».
بينما يشير الفنان سعيد سالم إلى أن الكوميديا التراثية تعنى بالدرجة الأولى إلى تعريف جيلين بمفردات وطريقة الحياة القديمة، ويُبرز بعضها عدداً من القيم كالعادات والتقاليد كالتعامل مع الوالدين والجار ومفهوم الفزعة والاحترام، لكن ما يعيب بعضها هو المبالغة في الكوميديا. وعن أهمية الحضور السنوي لهذه الأعمال يقول سالم: «أصبحت هذه الأعمال الجسر الذي نعبر من خلاله إلى المشاهد الخليجي وهذا ما تلاحظونه من خلال ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي من جمهور الخليج، وما نلمسه بأنفسنا كفنانين حين حضورنا المناسبات العاملة والمحافل التراثية».
وعن محتوى تلك الأعمال وما إذا كانت تقدّم قيماً حقيقية يقول سالم: «هي أعمال كوميدية، لكنها في نفس الوقت تقدم المجتمع بواقعه، وعن نفسي كفنان ومشاركاتي في الأعمال التراثية فلي فيها باع طويلة، أقربها مشاركتي هذا العام في «بنت صوغان» وفي العام الفائت في «الطواش»، ولم ولن أقبل أن أقدم كوميديا تتضمن الإسفاف».


حاضرة سنوياً


يشير الفنان خالد النعيمي إلى أن محدودية الكُتّاب وميل بعضهم إلى كتابة نصوص الكوميديا التراثية، يجعلها حاضرة سنوياً، كما أن وجود عدد من النجوم ذوي الثقل الذين لديهم شعبية واسعة محلياً يجعل الجمهور يشاهد أعمالهم حتى وإن كانت بأفكار بسيطة، كما هو حال المسلسلات الكوميدية التراثية، منوهاً بأن تلك الأعمال ذات كلفة إنتاجية كبيرة رغم بساطتها، وهي أكثر سهولة للمتلقي، وأكثر تداولاً لأن نجومها يُعتمد عليهم في تلك الأعمال من خلال كوميديا الموقف التي يقدمونها.
وحول الموضوعات التي تتناولها تلك الأعمال يجد النعيمي أنه من الضروري أن يكون لتلك الأعمال أهداف واضحة، وأن ترسخ قيماً، وأن توثق تفاصيل المراحل الزمنية التي تقدمها، فأن تقدم بقوالب كوميدية لا يعني أن تتخلى عن أهدافها والتي هي أهداف الأعمال الفنية عموماً في أن تكون مرآة المجتمع سواء كانت كوميدية أو تراجيدية. ويضيف:«على المنتجين هنا اصطياد الفكرة المناسبة لصياغة العمل التراثي الكوميدي، ولا نلومهم هم أو القنوات المنتجة فيما يتعلق بمواقع التصوير والديكورات والأزياء لأننا لا نملك حتى اليوم صناعة لكل ذلك».
وتتفق الفنانة هيفاء العلي بأن المسلسلات التراثية ذات كلفة تفوق المسلسلات العصرية، وليس سهولة إنتاجها هو ما يجعلها حاضرة سنوياً، كما يعتقد البعض، وأن حضورها قائم على حب الجمهور لها. وتؤكد أن جمهور هذه النوعية من الدراما واسع ومحب للأعمال الكوميدية التراثية. مشيرة إلى أن هذه الأعمال باتت بصمة تميز مسلسلات الإمارات عن مسلسلات دول الخليج الأخرى، لذلك ينتظرها المشاهد بلهفة واشتياق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"