الأطفال الخدج.. ولادة مبكرة وعناية مشددة

02:20 صباحا
قراءة 6 دقائق
تحقيق: راندا جرجس
تحدث الولادة المبكرة في حال تعرض الأم أو الجنين لبعض المخاطر، ويبلغ عدد حالات ولادة الأطفال الخدج 41,000 طفل يومياً في كافة أنحاء العالم، يخضعون للرعاية اللازمة والعناية المركزة ضمن بيئة دافئة للمحافظة على حرارة أجسامهم، خلال الأيام، والأسابيع، والأشهر اللاحقة للولادة، الرعاية، وتقديم الرضاعة الطبيعية لهم، وحمايتهم من العدوى، وتقديم اللقاحات اللازمة ضد الأمراض، وفي سطور هذا التحقيق سنتعرف على أسباب حدوث الولادة المبكرة وكيفية مساعدة الطفل الخديج أن يعيش حياة صحية وطبيعية.
تقول الدكتورة كارولين جينيثا - أخصائية في أمراض النساء والتوليد عن الأسباب والحالات الأكثر شيوعاً للولادة المبكرة، إن المخاض المبكر هو الذي يحدث قبل انقضاء أقل من 37 أسبوعاً من مدة الحمل ما يؤدي إلى الولادة المبكرة، وبالرغم من أن الولادة المبكرة ربما تحدث عند أي سيدة لأسباب عديدة غير معروفة، أو وجود سبب محدد لذلك، إلا أن هناك الكثير من العوامل التي تعزز خطر حدوثها مثل:
• التدخين
• الازدياد أو الانخفاض في الوزن قبل حدوث الحمل.
• عدم الحصول على الرعاية الكافية قبل الولادة.
• تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات خلال فترة الحمل.
• الأوضاع الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، ومرض السكري، واضطرابات تخثر الدم، أو العدوى بما في ذلك التهاب المهبل البكتيري، والتهاب المسالك البولية أو أي عدوى جهازية.
• النزف خلال فترة الحمل تبعاً لأسباب مختلفة.
• ضعف أو عدم كفاءة عنق الرحم.
• وجود عيوب خلقية لدى الجنين.
• الحمل عن طريق الإخصاب في المختبر.
• الحمل بطفلين أو أكثر معاً.
• وجود حالات سابقة للولادة المبكرة لدى الحامل أو عائلتها.
• الحمل بعد الإنجاب بفترة قصيرة.
• تسمم الحمل الشديد (ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل).
• انفصال المشيمة المبكر.
مؤشرات تحذيرية

أوضحت د.كارولين أن هناك بعض الأعراض التي يجب أن تتنبه لها المرأة الحامل، لتفادي الولادة المبكرة، ولا بد أن تكون على اطلاعٍ بجميع العلامات التحذيرية لأن الاستجابة السريعة والمناسبة ربما تُحدث فرقاً مهماً، وبالتالي على الحامل استشارة الطبيب حال حدوث أي من الأعراض الآتية:
• الشعور بألمٍ في الظهر وعادة في الجزء الأسفل منه، وربما يكون مستمراً أو متناوباً لكنه لا يهدأ مهما حاولت أو غيرت من وضعيتها.
• حدوث تقلصات كل 10 دقائق أو أقل.
• حدوث تقلصات في أسفل البطن كتقلصات الحيض وتسبب ألماً شبيهاً بألم الغازات عند الإسهال.
• تسرب السائل الأمنيوسي.
• أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الغثيان أو القيء أو الإسهال، ومن المستحسن استشارة الطبيب في حال عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل لأكثر من 8 ساعات، وكذلك لدى ظهور أي أعراض مثل الغثيان والإنفلونزا ولو بدرجة طفيفة.
• الشعور بضغط متزايد في الحوض أو المهبل.
• زيادة الإفرازات المهبلية وتغير لونها إلى الأبيض الشفاف، أو الحليبي، أو الأخضر، أو البني أو حتى ظهور بقع من الدم.
• النزيف حتى بدرجة طفيفة.
وتضيف أن الولادة المبكرة تُعرف كذلك بالمخاض المبكر، وهو الحالة التي يستعد فيها جسم المرأة لولادة الطفل في وقت مبكرٍ من فترة الحمل، ويُعتبر المخاض سابقاً لأوانه في حال حدث أو قرر الطبيب توليد الطفل قبل الموعد المفترض بأكثر من 3 أسابيع (أي قبل مضي 37 أسبوعاً من الحمل)، وهناك العديد من العوامل التي تحدد الولادة المبكرة، وتندرج جميعها في إطار الخطر على صحة أو حياة الأم أو الجنين، وبالنسبة للأطفال الخدج تختلف طريقة ولادتهم سواء طبيعية أو قيصرية، بحسب عمر الجنين، والحالة الصحية له وللأم، ومدى ضرورة الإسراع بتوليد الطفل تبعاً لمخاوف صحية.
تفادي الولادات المبكرة

تشير د. كارولين إلى انه يجب على الأم الحامل الاطلاع على كيفية تجنبها وذلك باتباع الإجراءات التالية:
• استشارة الطبيب قبل الحمل لتلافي العوامل التي تزيد من خطر حدوثها ومراقبة الوضع الصحي وضبط مستوى السكري وضغط الدم وغيرها.
• الحصول على رعاية جيدة والامتثال لتعليمات الطبيب قبل الولادة.
• الاطلاع على الأعراض التحذيرية واستشارة الطبيب لدى ظهور أي منها.
وعن العناية بالأطفال الخدج يبين الدكتور راماناثان في، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: تعتبر وحدة العناية المركزة التي تستقبل الأطفال حديثي الولادة قسماً متخصصاً، لتقديم العلاج المناسب للأطفال ممن يحتاجون إلى عناية خاصة مثل المواليد الخدّج المولودين قبل أوانهم، أو ممن يكون حجمهم أصغر من الحجم الطبيعي، أو المواليد الذين يعانون مشكلات صحية.
ويستكمل: هناك معايير محددة لقبول المواليد في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وتقديم العلاج لهم، وتشتمل قائمة الحالات التي يتم قبولها على:
• الخدّج المولودون قبل 35 أسبوعاً من بداية الحمل.
• الذين لا تتجاوز أوزانهم 2,2 كيلو جرام عند الولادة.
• المشتبه في إصابتهم بعدوى.
• الذين يعانون مشكلات في جهاز التنفس.
• الذين يعانون التقيؤ وعدم تحمّل الطعام.
• غير القادرين على الاحتفاظ بمستويات جلوكوز سليمة في الدم.
• الذين يعانون مشكلات في القلب.
• المرضى.
أهمية وحدة العناية

عن كيفية تحديد مستوى الرعاية اللازمة يقول د. راماناثان، إن هناك قائمة خدمات للرعاية الرئيسية التي تقدمها الوحدة على علاجات الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والتغذية الوريدية والرضاعة الطبيعية، وعدا عن هذه الخدمات، توفر الوحدة رعاية متخصصة للأطفال الخدّج المولودين قبل 28 أسبوعاً من بداية الحمل، ووفقاً لتوجيهات «الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال»، هناك 4 مستويات لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، ومع ذلك لا تندرج جميع تلك المستويات تحت مسمى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة:
• المستوى الأول: خدمات الحضانة للمواليد ذوي الحالات المستقرة والذين يولدون بعد 35 - 37 أسبوعاً من الحمل.
• المستوى الثاني: يدعى فترة الحضانة مع رعاية خاصة، حيث تتم العناية بالأطفال الذين يولدون بعد أكثر من 32 أسبوعاً وتتجاوز أوزانهم 1500 جرام، وتقدم وحدة العناية الخاصة للأطفال تنفسا اصطناعيا لمدة لا تتجاوز 24 ساعة من أجل استقرار حالاتهم قبل الانتقال إلى وحدة المستوى الثالث. ويتم في هذه الوحدة أيضاً قبول الأطفال الذين يولدون قبل 32 أسبوعاً وتقلّ أوزانهم عن 1500 جرام حتى تستقر حالاتهم.
• المستوى الثالث: وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث يتم تقديم خدمات الإنعاش للأطفال، ويتم تجهيز هذه الوحدة لعلاج الأطفال المولودين قبل 32 أسبوعاً وتقلّ أوزانهم عن 1500 جرام أو الأطفال ذوي الحالات الصحية الحرجة، ويوفر المستوى الثالث من الوحدة أعلى مستويات العناية بالجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية إضافةً إلى توفير التغذية للأطفال ذوي الحالات الصحية الحرجة والخدّج بصرف النظر عن أوزانهم أو فترات الحمل.
• المستوى الرابع: وحدة إقليمية تضم مختلف التخصصات مثل أمراض القلب عند الأطفال، وأمراض الجهاز الهضمي عند الأطفال، وجراحة الأطفال وغيرها الكثير.
عن أهمية دور الوالدين في المساهمة بنمو طفلهم أثناء وجوده في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، يوصى د. راماناثان بتشجيع الوالدين على زيارة طفلهم في الوحدة بصورة دورية، وإدراك أهمية التقارب الجسدي والعاطفي بين الأم ووليدها الخديج من خلال منح الوالدين فرصة لمس طفلهما باعتبار ذلك يساعد على إرساء رابطة متينة بين الطرفين، وتقوم أمهات الأطفال بتزويدنا بحليب الرضاعة الطبيعية حتى نتمكن من تغذية أطفالهن به، وذلك بعد تعليمهنّ آلية سحب الحليب، وضرورة تواصلهن يومياً مع الطبيب لإطلاعهن على التطورات المتعلقة بأطفالهن مع مناقشة حالتهم الراهنة، وفي حال وجود أي مضاعفات لتوضيح السبل الممكنة للتعامل مع الحالات المشابهة أو الأنواع المختلفة من العلاج، كما نحثّ على التواصل السلس مع الوالدين بما يتيح لهم فهم آلية سير العمل بوضوح وطبيعة العلاج الذي يتلقاه الطفل في الوحدة، ومن بين الحالات النادرة طفلة ولدت قبل أوانها بكثير، أي بعد 27 أسبوعاً فقط من بداية الحمل وكانت تزن 937 جراماً، وتم إدخالها إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لمدة 63 يوماً، حيث كانت بحاجة إلى الدعم من حيث التنفس الاصطناعي والتغذية خلال الأيام الأولى، وبمجرد استقرار عملية التنفس لديها، بدأت تغذيتها بحليب الرضاعة الطبيعية والاهتمام بها في الوحدة على مدى شهرين، فمن المعروف أنه حالما يستكمل الطفل 35 أسبوعاً من بداية الحمل يستطيع حينها التنفس بشكل طبيعي ويتمتع بالقدرة على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.
ويضيف أن الولادة المبكرة ربما تؤثر على صحة الطفل في مراحل لاحقة من حياته، حيث إن الخدّج الذين يولدون قبل أوانهم بكثير أكثر عرضةً للإصابة بالإعاقات العصبية التطورية، ويصاب بعض الأطفال بأمراض رئوية مزمنة تجعلهم غير قادرين على التنفس بشكل طبيعي، وللتحقق من أي إعاقة محتملة لدى الأطفال الرضع، نراقب نموهم وتطورهم حتى يبلغوا الثانية من عمرهم.

الوسائل الوقائية

يولد ما يقرب من 15 مليون طفل ولادة مبكرة سنوياً، وهذا يعني أنه يولد طفل من بين كل 10 أطفال ولادة مبكرة في جميع أنحاء العالم، ويقدر أن 39 دولة من أعلى الدول دخلاً في العالم يمكنها خفض ما يقرب من 588 ألف حالة ولادة مبكرة سنوياً إذا ما طبقت وسائل وقائية تحول دون الولادة المبكرة، كما أنّ نحو 45 ــ50% من حالات الخداج مجهولة السبب ويرتبط 30% منها مع تمزق الأغشية قبل الأوان بينما يُعزى 15ــ20% منها لولادات قبل الأوان لأسباب طبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"