الأورام الليفية تحتاج للرقابة والمتابعة

05:22 صباحا
قراءة 8 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

الألياف الرحمية أورام حميدة مختلفة الحجم، تصيب الرحم بنسبة 30% من النساء ولا يوجد لها سبب رئيسي حتى الآن، ويرجح الأطباء أن الإصابة بالأورام الليفية لها علاقة بنقص بعض الهرمونات لدى السيدات أو إلى تاريخ عائلي، وتعد الأورام الليفية من الأمراض التي ليس لها أعراض ظاهرة ومحددة أو ربما تتشابه مع أمراض أخرى، وفى أغلب الأحيان يتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحص الطبي أو إجراء أشعة تلفزيونية على الرحم، ووقتها يتم تحديد العلاج الدوائي أو الجراحي.

أبانت الدكتورة جاياسي سى كايانكار أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن الأورام الليفية تعد الأكثر شيوعاً من الأورام التي تنشأ في الأعضاء التناسلية الأنثوية، حيث تنمو هذه الأورام بصورة غير طبيعية وتتطور في رحم المرأة الذي يتكون من خلايا عضلية ملساء وأنسجة تنمو في الرحم، وعلى الأغلب تقريباً، فإن هذه الأورام تكون غير سرطانية، ويمكن أن تنمو في الرحم على شكل أورام منفردة أو متعددة، وقد تكون الأورام الليفية أيضاً صغيرة مثل البذور أو يمكن بحجم كبير مثل حبة فاكهة، وفي بعض الحالات غير العادية، تميل الأورام الليفية إلى التطوّر لتصبح كبيرة للغاية، وتنتشر الأورام الليفية في مناطق مختلفة من الرحم، في الداخل والخارج وأيضاً بجدار الرحم.
والأورام الليفية لا تمنع الحمل ولكنها تنمو بسرعة أثناء الحمل بسبب الزيادة في مستويات الهرمون، والنساء اللواتي لديهن أوراماً ليفية يمكن أن تحملن وتلدن بشكل طبيعي، على الرغم من أنهن ربما يكن أكثر عرضة لمواجهة صعوبات أثناء الحمل والولادة، وهناك عدد قليل من المشاكل المشتركة تظهر لدى النساء الحوامل المصابات بأورام ليفية ما يؤدي إلى حدوث الإجهاض، والولادة قبل الموعد المحدد، أو لا يكون وضع الطفل في وضع سليم لولادة طبيعية، وبالتالي زيادة فرص اللجوء لعملية قيصرية.
وحتى الآن لا يوجد سبب رئيسي لتطور الأورام الليفية، ولكن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تطورها، مثل أن تتأثر بهرمونات البروجسترون والاستروجين والهرمونات التي تنتج في المبيض، والتقلبات فيها تحفز نمو الأورام الليفية، والتاريخ العائلي أيضاً عامل مساهم، ففي حال كان لدى أي امرأة في العائلة إصابة بالأورام الليفية، فعلى الأرجح أن يتطور عند أحد منهم، كما يتسبب الحمل بزيادة إنتاج هرموني البروجسترون والاستروجين، وبالتالي قد تتطور الأورام الليفية وتحدث زيادة في حجمها أثناء الحمل، كما أن النساء اللواتي تعانين من زيادة الوزن هن أكثر عرضة لتطور الأورام الليفية أيضاً.
والأورام الليفية الرحمية غالباً ما تكون حميدة أو غير سرطانية، ومن النادر في هذه الحالة حدوث تطورات على الورم الليفي الخبيث أو السرطاني، الأورام الليفية الحميدة لا تصبح في وقت لاحق أوراماً خبيثة، وهاتين حال صحتين مختلفتين، النساء المصابات بأورام ليفية غير معرضات بالعادة إلى خطر الإصابة بأورام ليفية سرطانية، ونمو الأورام الليفية في مناطق خارج الرحم مثل الرئتين، تغلغل الورم الليفي في الأوعية الدموية ونمو الأورام الليفية داخل الأوردة القادمة من الرحم هي من أسباب الأورام الليفية السرطانية.
وتشمل الخيارات المتاحة لعلاج الأورام الليفية الأدوية والجراحة وعملية الانصمام، يوصف دواء للحد من الأعراض المصاحبة للأورام الليفية، الأساليب الجراحية المستخدمة لعلاج الأورام الليفية اثنتين هما استئصال الورم العضلي الذي ينطوي على إزالة فقط الورم الليفي، واستئصال الرحم هو إجراء يتمثل بإزالة الرحم نفسه جنباً إلى جنب مع الورم الليفي، ويعتمد اختيار الإجراء على عوامل أخرى.
وذكرت د. جاياسى أن الخراجات والكيس مثل الجيب تكون مملوءة السائل أو القيح، وهي تشوهات مشتركة يمكن أن تحدث في الناس من جميع الفئات العمرية وفي أي جزء من أجزاء الجسم. هذه الأكياس عند ارتباطها بالهرمونات، تتطور إلى حالة تسمى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ومتلازمة تكيس المبايض هو اضطراب الغدد الصماء المشترك الذي يحدث عند النساء في سن الإنجاب، وليس هناك سبب محدد لمتلازمة تكيس المبايض، فربما يكون المسبب عامل وراثي، وعدم التوازن الهرموني، والأنسولين الزائد في الجسم وغيرها، ولا يوجد أي إجراء علاجي لمتلازمة تكيس المبايض، ولكن يمكن التعامل معها، كما أن أعراض متلازمة تكيس المبايض يمكن السيطرة عليها ومعالجتها من خلال الأدوية، وهناك بعض الأدوية المتاحة لعلاج بعض الأعراض مثل نمو الشعر الزائد وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويختلف العلاج من شخص لآخر، فثمة نساء يعانين أعراضاً مختلفة من متلازمة تكيس المبايض بحاجة إلى أنواع مختلفة من العلاج.
وبالنسبة لكيسات المبيض فهي شائعة إلى حد ما عند النساء في سن الإنجاب ويشكل وجود الكيس والأورام الليفية حالة ليست جيدة، ويمكن أن تكون خطيرة في حال بقيت دون علاج لفترات طويلة، فمعظم الخراجات هي نتيجة التبويض الشهري وعادة ما تشفى من تلقاء نفسها بعد دورتين من الحيض، ويسمى هذا النوع من الكيس باسم خراجات وظيفية، وإذا ظهر في الكيس سمات لكيس غير وظيفي تكون على شكل أورام، والسبب لا يزال مجهولاً.
الأورام الليفية هي حالة مرضية شائعة وعادة ما تكون غير سرطانية، وهناك فرصة ضئيلة للغاية حتى يصبح الورم الليفي سرطانياً خبيثاً، ومعدلات النمو هذه تختلف في الشكل والحجم ويمكن العثور عليها في أي مكان، سواء داخل تجويف الرحم أو خارجه، وتكون الفئة العمرية من النساء فوق الـ 30 عاماً أكثر عرضة لتطور الأورام الليفية، وعلى الرغم من أن ذلك لا يلغي فرص التطور نفسه عند النساء الأصغر سناً، وفي حال حدوث تغييرات حادة من أعراض تطور ينبغي أخذ الاستشارة، كما أن الأورام الليفية لا تتطلب دائماً عناية طبية إلا إذا كان المريض يعاني أعراضاً مزمنة، وربما يتطور الورم الليفي أو الخراجات عند النساء في الرحم أو المبيض، ولكن هذا لا يلغي فرص الحمل، ولا تتطلب كافة العمليات الجراحية إزالة الأعضاء التناسلية.
وعن التكيسات وأسباب تكونها أشارت د. جاياسي إلى أن الخراج هو حويصلة تشبه الكيس يمكن ملؤها بالهواء أو أي سائل، ويمكن أن تظهر في أي جزء من الجسم بما في ذلك العظام والأعضاء. الخراجات عادة ما تكون غير سرطانية، ولكن السرطان يمكن أن يتطور لخراجات، وتقريباً جميع أنواع السرطان هي قادرة على إنتاج الخراجات. يمكن أن يكون الخراج سرطانياً إذا كان تضمن بعض المكونات الصلبة، وأفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت الخراجات هي سرطانية أم لا هو عن طريق أخذ عينة من المنطقة المتضررة، ويطلق على الخراجات التي تتشكل في المبايض أثناء الحيض مسمى خراجات وظيفية، وهذا النوع يختفي من تلقاء نفسه بعد دورتين من الحيض، وعندما لا يحصل انتشار للبويضة في الكيس، يزداد حجم الكيس مع كل دورة طمث ما يسبب خراجات متعددة، وهذا بدوره يتطور ليشكل متلازمة تكيس المبايض، حتى عند تطور كيس المبيض، فإن ذلك لا يعني تطوره لشكل من أشكال السرطان عند كثير من النساء وتعرضهن لخراجات خلال سنوات الإنجاب وتكون غير سرطانية، ولا تصبح الأكياس حميدة ولكن تتحول في وقت لاحق إلى خبيثة.
ويتسبب وجود الأورام الليفية غير السرطانية، بمشاكل عدة للمرأة مثل نزيف حاد للحيض، وضغط في الحوض، وكثرة التبول، وغيرها، وهذا ما يعني بأن الورم الليفي في مرحلة متقدمة وبحاجة للعلاج، وعلى الرغم من ذلك فهناك فرصة ضئيلة للغاية لتحوّل الأورام الليفية إلى خبيثة.
وأوضحت الدكتورة سيجال ديفيندرا سورتي، أخصائية أمراض النساء والتوليد أن الأورام الليفية تعد الشكل الأكثر شيوعاً من الأورام التي تنشأ في الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويمكن أن تنمو هذه الأورام في رحم المرأة أو خارجه. وتنشأ هذه الأورام بالأصل من عضلات عادية للرحم، وعند نمو هذه العضلات تشكل ورماً يعرف باسم الورم الليفي، وواقع الأمر يشير إلى أن كثيراً من النساء حصل لديهن أورام ليفية حميدة في فترة ما، وفي كثير من الأوقات تكون الأورام الليفية صغيرة جداً، بحيث لا تتم ملاحظتها، وتميل إلى التطور بعد سن البلوغ وتتقلص في سن اليأس، وليس هناك سبب واضح للأورام الليفية على الرغم من أنها تحدث مع التقلبات الهرمونية، وفي معظم الحالات لا يتم ملاحظة الأورام الليفية الحميدة نظراً لعدم وجود أية أعراض، ولكن إذا كانت المرأة تعاني أعراضاً فإنها ستطول المدة وينتج عن ذلك نزيف حاد، وآلام أثناء الجماع، وألم في منطقة الحوض، والعجز الإنجابي، والإمساك، وغيرها، ولا يوجد سبب معروف لتطور الأورام الليفية، ويعتقد بأن تتطور الأورام الليفية عند المرأة بسبب عدم التوازن الهرموني أو حتى عوامل وراثية.
كما أن الأورام الليفية لا تشكل تهديداً للمرأة أثناء فترة الحمل، كثير من النساء الحوامل لا يدركن أن لديهن أوراماً ليفية ما لم تظهر من خلال الموجات فوق الصوتية، وتأثير الأورام الليفية على الحمل يعتمد على وضع وحجم الورم الليفي، ويمكن تعرض النساء للألم طوال فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية والتي تتسبب بزيادة حجم الرحم لاستيعاب نمو الجنين، والذي بدوره قد يسبب زيادة في حجم الورم الليفي، وثمة مضاعفات أخرى أثناء الحمل تمر في مرحلتين وهما:-
1- مرحلة مبكرة من الحمل وخلالها تكون هناك فرصة زيادة طفيفة للإجهاض.
2- مرحلة تأخر الحمل وفيها تزيد الأورام الليفية من فرص اللجوء إلى عملية قيصرية أو حدوث مشكلة في نمو الجنين وربما يؤثر في عملية الولادة ويقود إلى ولادة مبكرة، والأكيد أن الألياف تؤثر في بعض الأوقات فقط على الحمل.
وهناك فرق بين الليفة الحميدة والخبيثة فالأورام الليفية غالباً ما تكون غير سرطانية أو حميدة، وتتطور في مكان معين في الجسم ولا تميل للانتشار أو تسبب ضرراً للأنسجة أو أعضاء أخرى في المنطقة المحيطة، ولا يوجد سبب معين للأورام الليفية، ولا يوجد أي إجراء وقائي أيضاً، أي تغيير في نمط الحياة والنظام الغذائي والعادات يمكن أن تساعد في اتخاذ تدابير وقائية على الرغم من أنها لا تقضي تماماً على المرض.
وبالنسبة لعلاج الأورام الليفية أكدت د.سيجال أنه يمكن العلاج باستخدام الأدوية، عن طريق الحد من تدفق الدم من خلال عملية الانصمام والأساليب الجراحية، أعتماداً على شدة الحالة، والأدوية مفيدة للحد من الألم أثناء الحيض، لتقليص الورم الليفي قبل الجراحة وما إلى ذلك ولكن تعود الأعراض إذا تم إيقاف أخذ الدواء، ويتم اللجوء إلى الوسائل الجراحية في حال نمو الورم الليفي إلى حد كبير، وفي حال عدم وجود علاج للاستخدام لمدة طويلة أو الإجهاض المتكرر، فهناك نوعان من الإجراءات يفضل استخدامها كاستئصال الورم العضلي الذي يتمثل بإزالة الورم الليفي وحده، واستئصال الرحم بأكمله، مع الوضع وأيضاً رغبة المرأة في الحمل مرة أخرى أم لا.
الخراجات تجمعات كيسية يمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم. ولها أنواع مختلفة بما فيها الخراجات الجلدية، والأورام الشحمية، والتهاب الجريبات، وكيسات المبيض حيث تتطور هذه الخراجات في مبيض المرأة، وتحدث متلازمة تكيس المبايض عند فقدان الهرمونات الجنسية من التوازن لأسباب غير معروفة، والسبب الحقيقي لمتلازمة تكيس المبايض لا يزال غير معروف على الرغم من أن هناك فرصة لتطور هذا المرض في حال إصابة أحد أفراد العائلة، ولا يوجد علاج كامل ونهائي لمتلازمة تكيس المبايض ولكن يمكن السيطرة عليه، يمكن أن تقلل الأدوية العلاجية لبعض الأعراض ويمكن علاج وتقليل الأعراض المزعجة ومنع المضاعفات الصحية على المدى الطويل.

أورام حميدة

الأورام الليفية شكل من أشكال ورم غير سرطاني. دائماً ما تكون حميدة ونادراً ما تصبح خبيثة، وهناك فقط فرصة 0.1٪ من الأورام الليفية لتصبح خبيثة، الخراجات هي إما حميدة أو سرطانية، وعلى الرغم من أنها نادراً ما تكون سرطانية، حسب ما أشارت إليه الدكتورة سيجال ولكن يمكن تمييز الأورام الليفية عن طريق الأنسجة الكثيفة وتصوير أعراض مثل التدفق الكبير للحيض والشعور بالألم في فترة الدورة الشهرية، وتظهر في الغالب على شكل أعراض الضغط، ومن ناحية أخرى فإن الخراجات تكون مملوءة ومائعة مقرونة بأعراض عامة، والعارض الرئيسي الذي يمكن مواجهته في حالة وجود الخراج هو ألم حاد على جانب واحد، إذا كان الكيس كبيراً، وكلتا الحالتين أكثر شيوعاً عند النساء في سن الإنجاب، ويمكن معالجتهما بمجرد التشخيص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"