ليزر «الإكزيمر».. علاج فعّال للصدفية

03:07 صباحا
قراءة 5 دقائق
ليزر الإكزيمر هو نوع من أنواع الليزر الذي بدأ استخدامه قبل نحو عقدين من الزمن لعلاج عدد من أنواع الصدفية، وقد أجيز استخدام هذا الليزر بواسطة إدارة الدواء والأطعمة الأمريكية عام 2000، حيث تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لتقليل حجم البقع التي يسببها المرض. ما هو ليزر الإكزيمر «XTRAC» وماهيته؟ والمحاسن والمساوئ الناتجة عن استخدامه، وأنواع العلاجات الضوئية الأخرى؟ التفاصيل في السطور التالية.
العلاج الضوئي

عادة ما يستخدم الأشخاص الذين يعانون مرض الصدفية العلاج الضوئي لتقليل الأعراض والقضاء على حالات التفشي بسرعة أكبر. فليزر الإكزيمر يتبع نفس مبدأ العلاج الضوئي، ولكن يؤدي إلى نتائج أسرع، حيث يستخدم تركيزاً عالياً من ضوء الأشعة فوق البنفسجية «UVB» والذي يقوم بالهجوم على الحمض النووي لخلايا T المسببة للمرض. وتعتبر خلايا T إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً مهماً في الجهاز المناعي. ينتج جسم الإنسان في مرض الصدفية خلايا T بصورة مفرطة، مما يحفز تكوين اللويحات أو البقع، فعن طريق تكسير خلايا T فإن الليزر يعمل على تقليل المدة الزمنية لتفشي المرض، كما أنه يقضي على البقع الكبيرة بصورة ملحوظة بعد جلسة علاجية واحدة، حيث يبلغ الطول الموجي لليزر الإكزيمر 308 نانوميترات.
كما يعالج هذا الليزر مرض البهاق الذي يحطم الخلايا الصبغية للجلد، مسبباً بقعاً بيضاء على الجلد. ويتضمن العلاج جلستين إلى ثلاث جلسات أسبوعياً، بفارق 48 ساعة على الأقل بين كل جلسة والأخرى.
طبيعة العلاج

فمرض الصدفية هو مرض مناعة ذاتية يكون من الممكن فقط التحكم فيه وليس شفاؤه، وعلى الرغم من أن ليزر الإكزيمر يعالج المسبب الأساسي لمرض الصدفية وهو «الإنتاج المفرط لخلايا T»، إلا أنه لا يستطيع علاج حالة المناعة الذاتية المسببة للمرض، وبالتالي يجب أن يستمر العلاج طالما أن هنالك أعراضاً مستمرة للمرض. والجدير بالذكر أن هجمات المرض تظهر بصورة مستمرة حتى مع جلسات العلاج القوية. مع كل هذا وذاك يقلل ليزر الإكزيمر المدة الزمنية لتفشي المرض، وذلك عن طريق علاج البقع بسرعة أكبر مما يستطيع فعله الجسم بمفرده.
أنواع مرض الصدفية التي تستجيب للعلاج بليزر الإكزيمر

يمكن بواسطة ليزر الإكزيمر علاج جميع أنواع الصدفية بما في ذلك الصدفية البقعية، والنقطية والمنعكسة والبثرية، وكذلك الصدفية محمرة الجلد. وتعتبر المعلومات المتوفرة عن الجرعة الكافية لعالج الصدفية محدودة نسبياً، فحسب رأي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن الجرعة تعتمد على نوع جلد المريض وسمكه، كما يمكن ضبط الجرعة بناء على الآثار الجانبية التي تظهر على المريض من جراء العلاج.
وتدعم العديد من الأبحاث فعالية العلاج بليزر الإكزيمر، ففي عام 2004 أوضحت دراسة عن صدفية فروة الرأس، أن هنالك انخفاضاً بنسبة 90% في الأعراض بعد أحد عشر أسبوعاً، و23 جلسة علاجية. وفي عام 2014 أثبتت دراسة كفاءة العلاج الضوئي، حيث قامت بدراسة خمسة أنواع من ليزر الإكزيمر، وأظهرت أن العلاج يقلل أعراض الصدفية البثرية في القدمين واليدين. كما أثبتت دراسة في عام 2015 أن هنالك نتائج أفضل عند الأشخاص المصابين بالصدفية البقعية عند استخدام أسلوب علاجي مكثف. أما في عام 2014 وفي دراسة مقارنة بين دور ليزر الإكزيمر، والليزر الصبغي في تقليل أعراض صدفية الأظافر ـ وعلى الرغم من أن هناك بعض التحسن مع علاج ليزر الإكزيمر ـ إلا أن الليزر الصبغي كان أفضل في تقليل حدة الأعراض. كما أثبتت دراسة في عام 2002 أن 10 جلسات من ليزر علاجية بليزر الإكزيمر، أدت إلى تحسن بنسبة 75% إلى 84% ممن شملتهم الدراسة.
الفوائد والمخاطر

ويعتبر مرض الصدفية أكثر من مجرد حالة تهيج للجلد، فالأشخاص المصابون بالمرض قد يعانون الاكتئاب أو الخجل. كما يمكن أن يؤدي إلى التسلط والتمييز، ومن فوائد ليزر الإكزيمر أنه يعمل على أكثر الأعراض ظهوراً بما في ذلك عن طريق تقليل حدة الأعراض والمدة الزمنية التي يتفشى فيها المرض.
كما أن نتائج العلاج سريعة ومرئية، حيث إنه يستطيع تفكيك البقع الصدفية المتفشية، وبذلك فهو يمثل علاجاً بديلاً للمرضى الذين لم يتماثلوا للشفاء عبر العلاج الدوائي، أو من لا يمكنهم تحمل آثاره الجانبية. ويحتاج العلاج الضوئي التقليدي لوقت أطول، كما أنه أقل فاعلية من الليزر الموجه، ما يعني أن الليزر يوفر معالجة موجهة ويوقف تلف وتهيج الجلد الناتج عن الصدفية.
العيوب والآثار الجانبية

ومن أهم عيوب العلاج باليزر الإكزيمر، هو ارتباطه بالزمن، حيث يجب أن يتكرر العلاج حتى يصبح فعالاً، فالعلاج المنتظم قد يحتاج وقتاً أطول خصوصاً للأشخاص الذين يعانون حدة المرض، أو تكرر حالات التفشي. ويعتبر العلاج بليزر الإكزيمر غير مؤلم على الرغم من أن بعض المرضى يعانون إحساساً بالحرارة، أو نوعاً من التحرق أثناء جلسات العلاج، حيث إن الآثار الجانبية للعلاج بليزر الإكزيمر تعتبر قليلة مقارنة بالعلاجات الأخرى المستخدمة مثل الاستيرويدات والأدوية البيولوجية.
ويعتبر احمرار الجلد والألم المؤقت من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج باليزر الإكزيمر، كذلك يمكن أن يسبب تقشير الجلد والحكة، وتكوين البثور، ما يؤدي إلى تهيج المرض وتكوين جروح نازفة، ونادراً ما ينتج عن هذا النوع من العلاج حدوث التهابات أو إصابة الجلد بالعدوى.
والجدير بالذكر، أن معظم برامج التأمين الطبي تغطي العلاج بليزر الإكزيمر في أنحاء متفرقة من العالم، ولكن تختلف متطلبات العلاج من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يجب أن يجربوا أنواعاً أخرى من العلاج أولاً، لما يترتب على ذلك من خصومات أو مشاركة التأمين في دفع جزء من التكلفة، إذ تعتمد تكلفة العلاج بصورة كبيرة على وثيقة التأمين الخاصة بالمريض.
خيارات العلاج

ويعتبر العلاج بالليزر الصبغي الخيار الأفضل في بعض أنواع مرض الصدفية، حيث يستخدم جهاز مملوء بجزيئات الصبغ، ويتم تسليط الضوء على الجزء المصاب، ما يؤدي إلى إنتاج إشعاعات من هذه الجزيئات، حيث تمتص خلايا الجلد الحرارة انتقائياً من الليزر، ما ينتج عنه قتل الأنسجة المريضة دون التأثير في الأنسجة السليمة، وهي طريقة آمنة بصورة عامة، ولكن أحياناً يمكن أن يصاب الجلد السليم ببعض الكدمات أو العدوى إضافة إلى إصابات الجلد الأخرى.
ويجب على الأشخاص المصابين بالمرض الموازنة بين المخاطر والفوائد عند المقارنة بين فاعلية أنواع العلاج المختلفة. ويعتبر استخدام العلاج الضوئي التقليدي أحد الخيارات المتوفرة، إذ يتم تعريض جزء كبير من الجلد للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يمكن أن يكون فعالاً، إلا أنه في الوقت ذاته يعتبر أقل فاعلية من الليزر الصبغي وليزر الإكزيمر.
خيارات أخرى

ولم يتم حتى الآن اكتشاف علاج نهائي لمرض الصدفية، لكن عند تبني طريقة العلاج الصحيحة، فإن المرضى يحظون بمدة طويلة من خمول المرض، كما يحتاج البعض لدمج نوعين أو أكثر من أنواع العلاج للحصول إلى نتائج أفضل. وتشمل العلاجات الأخرى لمرض الصدفية النظامية مثل السيكلوسبورين، والتي يمكن تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، كما تتوفر الأدوية الحيوية ذات الأساس البروتيني، والتي تعطى عن طريق الحقن الوريدي. ويستخدم كذلك العلاج بالجزيئات الصغيرة عن طريق الفم، وهو العلاج الذي يستهدف الخلايا المناعية، وكذلك العلاجات الموضعية على الجلد مثل السترويدات.
وتستخدم كذلك بعض العلاجات البديلة والتكميلية مثل العلاج النفسي والوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب. ومن طرق الوقاية من المرض تجنب محفزاته مثل المواد المهيّجة للحساسية والضغوط وبعض أنواع الأطعمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"