«البـرد» يصيب العضلات بالشلل

05:49 صباحا
قراءة 6 دقائق
برد العضلات والعظام أحد أنواع الأمراض التي يسببها البرد أو التغير في درجات الحرارة المفاجئ، وفي هذا المرض يشعر الكثير من الناس بألم ووجع في العضلات والعظام، وهذا الإحساس غالباً ما يكون في أيام الشتاء، وقد تصل درجة الألم والوجع عند بعض الحالات إلى أن يلزموا الفراش، ولا يستطيعوا القيام بأعمالهم وأنشطتهم اليومية المعتادة، ويصف البعض أن عظمهم يتكسر من شدة الألم وقد تكون هذه الحالة شائعة أيضاً في الفترات التي تتخلل الفصول وتغيير الطقس، وهذا البرد في العظام والعضلات يقيد حركة المصاب بشكل كبير، والكثير منا أصيب بهذا البرد وشعر بآلامه المزعجة، وفي هذا المرض يحدث شد وتشنجات في عضلات الجسم، وتكثر الشكوى من برد العضلات والعظام عند انخفاض درجات الحرارة بصورة كبيرة، فيصاب الشخص بأدوار من البرد المتلاحقة فيخرج من نزلة برد إلى دور إنفلونزا إلى زكام، حتى يصل البرد إلى العظام والعضلات، وهي ذروة مرض البرد في هذا التوغل للوصول إلى العظام الداخلية، أي أن البرد تمكن من الشخص تماماً ووصل إلى أنحاء جسده، وقد تكون هذه الحالة قاسية على كبار السن، فهم الأكثر تضرراً من ألم العظام والعضلات وتعب الجسم العام.
توضح الدراسات والأبحاث أن هناك عدة أسباب للإصابة ببرد العضلات والعظام، ومن هذه الأسباب تخفيف الملابس بشكل ملحوظ بين الفصول، وقد تكون درجات الحرارة خادعة والطقس متقلباً، فيستعجل البعض في تخفيف الملابس، ثم تنخفض درجات الحرارة فيصاب الشخص ببرد قاس في العظام والعضلات، أو يمكن أن يحدث العكس فقد يسارع البعض في ارتداء ملابس ثقيلة ثم تعاود درجات الحرارة الارتفاع فيخفف الأشخاص من ملابسهم، ففي هذه الحالة أيضاً غالباً ما يصابون بضربة برد في العضلات والعظام، وأيضاً كما ذكرنا سابقاً أي تغيير في درجات الحرارة بصورة مفاجئة يزيد من فرص واحتمالات إصابة الأشخاص ببرد العظام، وفي فصل الشتاء البارد ربما يتعرض الشخص لدور برد شديد وزكام وإنفلونزا ونزلات برد مستمرة، وهذه الحالات الشديدة يمتد البرد ويتوغل في الجسم ويخترق عمق الجسم ليصل إلى العظام الداخلية مروراً بالعضلات، وعندما يصل إلى العضلات والعظام يؤدي إلى حدوث شد كبير في العضلات وألم قوي في العظام، وتضيف بعض الأبحاث أن إصابة الجهاز التنفسي ربما تسبب نوعاً من برد العضلات والعظام، وأيضاً التغيرات المناخية بين الفصول يمكن أن تصيب الشخص ببرد العضلات إن لم يكن حذراً.
ألم في العضلات والعظام

تكشف بعض الأبحاث عن الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين ببرد العضلات والعظام، ومنها الإصابة بوجع كبير في العضلات وألم شديد في العظام، وتعب عام بالجسم، مع الركون إلى الراحة وعدم القدرة على الحركة، وكذلك حالة من السعال الحاد والرشح وأيضاً الإصابة بمرض الزكام، وفي بعض الحالات ترتفع درجات حرارة الجسم بشكل طفيف، وهذه الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض أمراض البرد المختلفة من زكام ونزلات برد وإنفلونزا إلا إنها تكون أشد في تعب الجسم وحالة النوم المستمرة، لأن البرد في هذه الحالة المرضية أقوى واستطاع أن يتخلل ويخترق الجسم إلى أن وصل للعظام.
طرق العلاج

تشير التجارب إلى أنه يجب علاج هذه الحالة من برد العضلات والعظام بصورة سريعة حتى لا يترتب عليها ظهور مضاعفات أكبر، ومن طرق العلاج تدفئة الجسم كله بصورة جيدة وعدم التعرض لأي تيارات هواء، مع تناول الكثير من السوائل الدافئة أيضاً، والخلود إلى الراحة التامة لفترة كافية حتى يستعيد الجسم عافيته وطبيعته، وعدم بذل مجهود كبير، وتنصح بعض الدراسات باستخدام مراهم وكريمات لدهان العضلات بشكل يومي حتى تقل أعراض الشد العضلي تماماً، ولا مانع من استشارة طبيب يصف بعض المضادات الحيوية اللازمة لتخفيف أعراض برد العضلات والعظام والمساعدة على الشفاء، وكثرة تناول السوائل لتعويض الجسم عن الماء المفقود نتيجة حالة التعرق من التدفئة الشديدة، كما أن السوائل الدافئة تعمل على تعطيل نشاط وتأثير الفيروسات والميكروبات.
علاج طبيعي

هناك بعض الطرق المجربة والتي يمكن الاستفادة منها في علاج برد العضلات والعظام، ومن هذه الطرق استخدام زيت الزيتون مع ورق الخروع الأخضر حيث يتم تسخين كمية معقولة من زيت الزيتون حتى مرحلة التدفئة، ثم توضع بها أوراق الخروع الأخضر فترة تصل إلى ساعتين، ثم يتم وضعها على أماكن الجسم التي يحدث بها ألم وعلى العضلات ويتم لف هذه الأوراق بالشاش المناسب أو أربطة الضغط المعدة لذلك، مثلاً يتم لفها على عضلات الساقين والفخذين بصورة تمنع الورق والزيت من التسرب، ويستحسن وضعها قبل النوم مباشرة، ويتم التخلص منها في الصباح بعد نوم دافئ، وإذا وجدنا أوراق الخروع جفت بصورة ملحوظة فإن الجسم مازال في حاجة إلى تكرار التجربة، وفي اليوم الثاني إذا كانت الأوراق مشبعة بقدر من الزيت فإن ذلك يعني أن البرد تسرب خارج الجسم وتخلص المصاب منه.
حالة الطقس

يمكن اتباع بعض طرق الوقاية من مرض البرد الذي يصيب العضلات والعظام، ومن طرق الوقاية الالتزام بحالة الجو فهو العامل الأساسي للإصابة بهذا المرض، وعدم تخفيف الملابس وأيضاً عدم ارتداء الملابس الثقيلة إلا بعد التأكد من حالة الجو والطقس، وعدم التسرع، فإن الكثير من الناس يصابون ببرد العظام نتيجة هذه الأخطاء كل عام، يخففون في الملابس ويتحول الجو فجأة، أو يثقلون من الملابس ثم يخففون نتيجة الحر فينقلب الجو، وخاصة في حالة الأطفال فيجب على الأم ألا تتسرع نتيجة مرور يومين مختلفين في درجات الحرارة، وعلى أثر ذلك تقرر تخفيف أو زيادة الملابس للأطفال وتكون النتيجة إصابة بنزلات برد شديدة يعقبها توغل هذا البرد في الجسم إلى أن يصل إلى العظام.
فيروس البرد

وأيضاً للوقاية من هذا المرض يجب على الشخص محاولة القضاء على فيروس البرد مبكراً عندما يشعر ببدايات المرض عن طريق اتباع الطرق البسيطة مثل تدفئة الجسم وتناول الكثير من المشروبات الدافئة، واستشارة الطبيب إذا شعر أن جسمه على أعتاب دور برد شديد، كي يصف له الطبيب بعض الأدوية التي تساهم في إيقاف انتشار الفيروس، والمساعدة على القضاء عليه، كما أن الراحة ضرورية في هذه الفترة، مع عدم الإهمال والتقليل من خطورة المرض، لأنه من أصعب أنواع الأمراض على المصاب، ويفضل المتخصصون تناول عصير الليمون، وخاصة الدافئ منه ليساعد على تدمير وقتل فيروسات البرد، فهو يهيئ بيئة حمضية قوية لا يستطيع الفيروس التعايش معها أو فيها ما يعجل بموته أو خمود نشاطه على الأقل.
تيارات البرد

من المهم أيضاً كما تضيف الدراسات عدم خروج المريض والتعرض إلى تيارات هواء قوية عندما يشعر بحالة من التحسن، فإن ذلك يؤخر من شفائه، لأن الفيروس يجد حالة من التجديد والنشاط مع هذا الجو، كما يمكن أن تدخل للجسم مزيد من الفيروسات التي تسبب البرد، وتصاب العضلات والعظام بمزيد من تيارات البرد المتعبة والمرهقة، أيضاً من الضروري عدم التواجد في أماكن غير جيدة التهوية ومزدحمة بالناس مثل وسائل النقل المغلقة، والمقاهي والكافيتريات المزدحمة والمغلقة أو أيضاً التي تنشط بها تيارات الهواء، وكذلك المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، وأيضاً بعض المحال المزدحمة، والسبب أن هذه الأماكن بيئة مواتية وخصبة لتواجد الفيروس بها بصورة شبه دائمة، وينتشر فيها المرض وتنتقل العدوى بسرعة كبيرة، لأن التهوية غير صحية والهواء لا يتجدد والأكسجين غير كاف أيضاً.

التطعيمات لتقوية المناعة

ينصح الأطباء باللجوء إلى الاستعانة بالتطعيمات ضد الانفلونزا ونزلات البرد للأشخاص والحالات التي تتطلب ذلك مثل الأطفال وكبار السن، وأيضاً في حالة الأشخاص ضعيفي المناعة أو أن جهاز المناعة لديهم به بعض المشاكل والمتاعب والأمراض، فهؤلاء من الأفضل حصولهم على هذه التطعيمات التي سوف تحميهم بشكل كبير من أمراض البرد ككل أو برد العظام والعضلات بالتحديد، ومن طرق الوقاية أيضاً، العمل على تهوية المكان الذي يعيش فيه المصاب بصورة جيدة، مع عدم التسبب في زيادة التهوية بصورة تجعل التيار الهوائي مضراً، فالمصاب في حاجة أيضاً إلى التدفئة بصورة كبيرة، وخاصة في أثناء فترة النوم ليصل إلى درجة جيدة من التعرق المفيد للعضلات والعظام، كما يمكن التعرض لأشعة الشمس في الأوقات المفيدة صباحاً وحتى التاسعة والنصف، وهذا التعرض يخفف من ألم العظام، إذا اضطر المريض إلى استخدام بعض مسكنات الوجع فلا مانع، مع عدم الإكثار من هذه المسكنات قدر الإمكان، وفي حالة إهمال المريض لطرق الوقاية والعلاج فإن الأعراض سوف تزداد حدة وقسوة، وسوف ينتشر الفيروس في كافة أنحاء الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"