إهمال زكام الرضيع خطر يهدد حياته

استمراره لأسبوعين يستدعي تدخل الطبيب
13:53 مساء
قراءة 3 دقائق

يعطي تكرار إصابة الطفل في عامه الأول بالزكام مؤشرا لإصابته فيما بعد بالتهابات الأذنين أو القصبة الهوائية أو أمراض أكثر خطورة. وتستمر حالات الزكام من أسبوع إلى أسبوعين لكن بعضها قد يطول أكثر، كما أن نوبات البرد المستمرة يمكن أن تؤدي إلى عدوى خطيرة إذا لم تعالج بشكل سليم، ذلك أن طول فترة الزكام تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية أو الأذنين أو الالتهاب الشعبي أو حتى إصابة الرئة ببعض الالتهابات. ولذلك على كل أم مراقبة طفلها واكتشاف الزكام في بدايته ومن ثم معالجته.

تقول الدكتورة صافيناز المراغي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة انه في أغلب الأحيان تكون الإشارة الأولى للزكام هي احتقان الأنف لأن الممرات التنفسية لدى الأطفال الرضع صغيرة جدا، لا تتحمل الانتفاخ والمخاط الذي يسببه الاحتقان وفي أغلب الأحيان تكون الإفرازات الأنفية واضحة في بادئ الأمر، ومع تطور الزكام تتحول الإفرازات إلى اللون الأصفر أو الأخضر.

وهناك إشارات أخرى للزكام على الأم ملاحظتها، أيضا ارتفاع درجة الحرارة، العطس، السعال، وتدميع العينين..

وتوضح د. المراغي أن جهاز المناعة للصغير يقوم بمحاولة احتواء الزكام والسيطرة عليه، ولما كان الزكام سببه عدوى بالفيروسات فإن المضادات الحيوية لن تجدي معه، فإذا كان عمر الطفل لم يتجاوز ثلاثة أشهر يجب عرضه على طبيب الأطفال، فالزكام عند المواليد الجدد يمكن أن يتطور بسرعة إلى أمراض تنفسية خطيرة.

وبشكل عام يلعب الطقس دورا واضحا في تفشي أو انحسار الأمراض بين الناس، ويعد فصل الربيع موسما للحساسية المفرطة نتيجة انتشار غبار اللقاح الذي تنتجه أزهار الأشجار والأعشاب المختلفة والتي يزداد انتشارها بازدياد جفاف الجو.. ولذلك علينا أن نعرف أن هناك فرقا بين الحساسية ونوبة الزكام رغم تشابه أعراضها، فنوبة الزكام تكون نتيجة العدوى بفيروس وتستمر الإصابة بهذه النوبة من 7 إلى 10 أيام يصحبها ارتفاع درجة حرارة الجسم، أما أعراض الحساسية فتستمر أسابيع أو شهورا.

ويعتبر الزكام أحد أنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وقد يتفاقم إلى حالة مزمنة ويخلق بشكل عام أعراضا ومضاعفات كإصابة الجيوب الأنفية خاصة الفكية منها أو القصبة الهوائية أو الأذن، ولكن عندما تصل الإصابة إلى هذا المستوى يجب استشارة الطبيب بالنسبة للكبار والصغار.

أما بالنسبة لعلاج الأطفال الذين تخطوا مرحلة الرضاعة فهناك بعض النصائح التي يجب أن تتبعها الأم للعلاج في المنزل ومنها:

الاعتناء بتقديم السوائل طوال اليوم، فهي تسهم في حل مشكلة الاحتقان، كما يجب تشجيع الرضيع على تناول وجبات متكررة، وكذلك إمداده بالماء والعصير الخاص بالأطفال الرضع بين الوجبات الأساسية، وإذا كان يرضع طبيعيا من الثدي يجب تشجيعه على أن يرضع عدد مرات أكثر لأن حليب الأم يوفر الحماية الإضافية من الجراثيم التي تسبب الزكام، كما يجب استمرار التخلص من الإفرازات المخاطية، ويمكن لذلك استخدام حقنة مطاطية لسحب المخاط الفائض من أنف الطفل الرضيع، شرط أن تكون هذه الأدوات المستخدمة مخصصة للأطفال.

كذلك يمكن وضع مرطب للهواء لغرفة الرضيع فهو يساعد على تسكين الممرات الأنفية المحتقنة، ولتخفيف سماكة المخاط يمكن الاستعانة بقطرات الأنف التي يصفها الطبيب للطفل.

وبالنسبة للرضيع الأكبر من عمر ثلاثة أشهر يمكن الاستفسار من الطبيب عن نوع المسكن وخافض الحرارة الملائم لعمره، ويمكن اتباع الإرشادات بحذر والانتباه من ارتفاع درجة الحرارة.

وفي حالة عدم استجابة الطفل لهذا العلاج واستمرار الحالة يجب الذهاب بالطفل للطبيب فورا وذلك إذا استمرت الحرارة ثلاثة أيام متتالية، وتفرز عيناه مادة صفراء اللون، ويعاني من السعال أكثر من 7 أيام، وأنفه يفرز مادة خضراء لمدة أسبوع ويرفض الرضاعة أو تناول السوائل، وإذا كان السعال يسبب له القيء وتغيراً في لون بشرته أو كان يعاني من صعوبة في التنفس.

ويجب تجنيب وضع الطفل مع أطفال مصابين أو حتى بالغين، ذلك أن الزكام ينتشر في الجو عبر السعال أو العطس، كذلك يجب غسل يد ووجه الطفل بالماء والصابون وبشكل متكرر.

كذلك المحافظة على نظافة أدوات إطعام الطفل، وعدم مشاركة أطفال آخرين حتى وإن كانوا أصحاء، كما يجب الحفاظ على ألعاب الطفل نظيفة وكذلك أغطية سريره وملابسه. ولا يترك الطفل حافي القدمين حتى داخل حجرته، ويجب الاهتمام بملابسه وملاءمتها للطقس والتأكد من درجة حرارة يديه فإذا كانت باردة في الشتاء يجب إعطاؤه غطاء إضافيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"