النطق واللغة: أين المشكلة؟ وما الحل؟

15:27 مساء
قراءة 13 دقيقة

متى يفترض أن يتكلم طفلي؟ لماذا لا يتكلم مثل غيره من الأطفال؟ هل يعاني مشكلة ما؟ ما أسباب هذا التأخر؟ أسئلة كثيرة تتردد ببال الوالدين، فتأخر النطق عند بعض الأطفال يسبب مشكلة تقلق الأهل وتوترهم . إن الكلام أو النطق هو أحد مظاهر ومؤشرات التطور الطبيعي عند الأطفال، ويختلف تطور النطق من طفل إلى آخر حتى ضمن نفس العائلة، وينتج هذا الاختلاف عن بعض العوامل الطبيعية أو لأسباب مرضية . لذا من المهم فحص الطفل منذ ولادته، للتأكد من أنه لا يعاني الصمم (الطرش) أو التخلف العقلي أو أية أمراض أخرى تؤدي إلى التأخر في النطق واللفظ، والطفل الذي يفهم الأوامر البسيطة ويستجيب لها وبلغة بسيطة مثل: اجلس، احضر الكرة، وغيرها، فإنه عادة ما يكون قادراً على السمع وفهم ما يقال له، ويلاحظ أن بعض الأطفال بعمر 2 أو 3 سنوات، يحصلون على ما يريدون عن طريق الإشارة أو التعبير بتقاطيع الوجه من دون التعبير باللفظ والكلمات، ويستسهلون هذا الأسلوب عن الكلام، ولذلك يتأخر بعضهم في النطق .

تبدأ مرحلة تقليد الأطفال ومحاكاتهم للغة في الشهر الثامن عشر إلى ثلاث سنوات، فنجد الأطفال حينها يحاكون ألفاظاً أكثر تعقيداً لتكوين عبارات من كلمتين، وهي محاولات ممتازة تعكس مقدرة الأطفال على إيصال أفكارهم، فالأطفال مقلدون جيدون، وهذه المهارة تزداد بتعلم الكلام، فعادة ما يحاول الأطفال خلال هذا العمر الثرثرة مع أنفسهم أو مع ألعابهم، لذا يجب عدم مقاطعة هذه الثرثرة، لما لها من تأثير في تطور مقدرتهم على الكلام خلال هذا العمر الذي يميزهم بحدة الانتباه، وعلى الرغم من أن معظم الأطفال في العام الثاني من العمر لديهم المقدرة على نطق الكلمات أو الجمل البسيطة، فإن بعض الأسر تعاني تأخر أطفالها عن النطق في هذا العمر .

طرق التواصل

وطرق التواصل مع الأطفال كثيرة ومتعددة، أهمها التواصل اللفظي ولغة الإشارة والإشارات الوصفية والإيماءات والكتابة ولغة الجسد واللوحات المرئية مثل (الرموز المرورية رموز المطارات)، وعن هذه الطرق يقول ياسر السيد محمد، اختصاصي تشخيص ومعالجة اضطرابات النطق واللغة، المدير العام لمراكز أبنائنا لمعالجة عيوب النطق والكلام، إن الطفل يتواصل في بداية عمره بلغة تفهمها الأم من خلال العين والبكاء والحركات التي تعبر عن جوع أو مرض أو عدم راحة .

أما عن كيفية أن يتعلم الطفل الاتصال بالآخرين ومخاطبتهم، فهناك نظريات عدة تتحدث عن اكتساب اللغة، ولكن البيئة اللغوية الخصبة هي التي تمكن الطفل من اكتساب اللغة ويتم توفيرها عن طريق التواصل مع الطفل بلغة بسيطة، وتوفير الوسائل التدريبية والأقران وعدم تشتيت الانتباه السمعي للطفل بمثيرات تساعد على عدم تواصله مع الأسرة مثل: (التلفزيون الأجهزة الحديثة I pad Phone I) من خلال جلوسه لساعات طويلة أمام هذه الأشياء . وأشار ياسر إلى أن هناك مجموعة من المتطلبات للاكتساب اللغوي التي يجب توافرها في الطفل والبيئة المحيطة التي تساعده على التطور اللغوي الطبيعي ومن هذه المتطلبات: أن يكون الجهاز النطقي لدى الطفل سليماً، وأن يكون النمو العصبي والحركي عند الطفل طبيعياً، وأن يكون سمع الطفل ضمن الحدود الطبيعية، وأن تكون البيئة المحيطة بالطفل غنية وتحوي المثيرات اللازمة للتطور اللغوي .

الكلام واللغة

ولكن هناك فرقاً بين الكلام واللغة كما توضح علا محمود محمد، اختصاصية أمراض التخاطب - كلية الطب جامعة عين شمس، فهي تقول إن الكلام هو مجموعة الأصوات اللغوية من سواكن ومتحركات التي تنتج من تحوير وتشكيل المادة الصوتية الحنجرية الأولى، أو من إحداث أصوات مختلفة في جهاز النطق أي البلعوم والفم واللسان والحنك والشفاه والأنف والجيوب الأنفية، أما اللغة فهي نظام افتراضي يقرن الصوت بالمعنى .

مراحل النمو اللغوي

أما عن مراحل النمو اللغوي عند الأطفال، فيوضح ياسر أن الطفل يمر بمراحل مختلفة لاكتساب اللغة منها مرحلة البكاء التي تمتد من بداية الميلاد حتى الشهر التاسع حيث يعبر فيها الطفل عن حاجاته وانفعالاته بالبكاء والصراخ، تليها مرحلة المناغاة وتمتد من الشهر الرابع حتى الشهر التاسع وهي متزامنة مع مرحلة البكاء وفيها يصدر الطفل أصواتاً ومقاطع صوتية متكررة (بابابا دادادا)، وبعدها تأتي مرحلة التقليد وتمتد من السنة الأولى حتى الرابعة أو الخامسة، وفيها يقوم الطفل بتقليد الكلمات والأصوات التي يسمعها تقليداً خاطئاً، فقد يغير أو يبدل أو يحذف بعض الأصوات من الكلمات التي ينطقها في بداية مرحلة التقليد، ولكن مع استمرار النضج والتعلم والتدريب ومع اكتمال نضج جهاز النطق واكتمال الإدراك السمعي يصبح الطفل قادراً على التقليد بدقة وبحد أدنى من الأخطاء، وأخيراً مرحلة المعاني وهي مرحلة متداخلة مع مرحلة التقليد حيث تمتد من السنة الأولى وحتى ما بعد السنة الخامسة من عمر الطفل، حيث يتم فيها الربط بين الرموز اللفظية ومعانيها .

والطفل يكتسب اللغة بشكل طبيعي داخل الأسرة فلا يوجد أحد يمسك طفله ويعلمه أن (أحمد) اسم و(يأكل) فعل، ولكن من خلال القوالب اللغوية الجاهزة بالدماغ يستمع الطفل إلى من حوله ويبدأ في تكوين المفاهيم وإصدار الأصوات والكلمات وتكريرها وترديدها، لذلك فإن التواصل مع الطفل مهم جداً، وأن يستمع الطفل بشكل صحيح لمفردات اللغة ويقوم بالربط بين ما يسمع وما يرى وما ينطق، وتجنب العوامل السلبية التي تؤثر في نمو اللغة مثل تشتيت انتباه الطفل بالمثيرات السلبية لفترات طويلة ولعدم ترك طفل في حالة سكون سمعي أو أن يترك مع غير الناطقين باللغة العربية أو نحاول أن نكسبه لغة غير اللغة الأم أولاً وغيرها من العوامل التي تؤثر سلباً في نمو اللغة عند الأطفال .

أما عن العوامل المثالية التي تنمي لغة الطفل فتقول علا إنه يجب تقييم الحالة مبدئياً، ثم تقديم الإرشاد الأسري في جلسة أولى ثم في جلسات دورية منتظمة، ووضع البرنامج اللغوي (التدريبات اللغوية) التي تناسب القدرات الحالية، والتكامل بين فريق العمل .

تأخر الكلام

وعن التأخر اللغوي توضح حنان فؤاد شهاب الدين، اختصاصية أمراض التخاطب، أن تأخر الكلام هو أكثر أمراض اللغة انتشاراً، خاصة عند الأطفال في سن ما قبل المدرسة، فهو يشير إلى الحالة التي يعكس عندها المستوى اللغوي للطفل عمراً زمنياً أقل من عمره الحقيقي، بحيث تكون الحصيلة اللغوية لديه أقل بشكل واضح من أقرانه في المرحلة العمرية نفسها التي يمر بها، أما عن مقومات نمو اللغة فيجب التأكد أولاً من سلامة القنوات الحسية، وصحة وظيفة الدماغ، والصحة النفسية، والبيئة المنبهة .

وذكرت أنه لاكتساب اللغة بطريقة سوية يجب أن تعمل كل الحواس بكفاءة عالية، وأهم هذه الحواس هي حاسة السمع التي تسبق دائماً حاسة البصر، ففي القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى في (سورة الملك:) قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون (آية 23) .

ويلاحظ أن الطفل، يستقبل المعلومات والمفاهيم من خلال حاسة السمع فيسمع الكلمات ويربطها بدلالاتها من خلال البيئة الأسرية .

اضطرابات النطق ومسبباتها

يوضح ياسر أن اضطرابات النطق واللغة تنقسم إلى عدة أنواع فمنها اضطرابات في الصوت، واضطرابات الكلام (الطلاقة)، واضطرابات اللغة (التأخر اللغوي اضطرابات النطق)، وترجع أسبابها إلى أسباب عضوية تتمثل في خلل في السمع وخلل في الجهاز العصبي يؤدي إلى شلل دماغي وتخلف عقلي، وخلل في أعضاء النطق مثل شق الحلق والشفة الأرنبية ومشكلات في الأسنان ومشكلات في اللسان، أو أسباب وظيفية تتمثل في عمر الوالدين، والجو الأسري، والبيئة المحيطة، والتقاليد، والبيئة المدرسية .

وأشارت حنان إلى مسببات أخرى مثل الخنف أو الحبسة الكلامية أو التلعثم ومشكلة التلعثم بسيطة في بدايتها وتعود إلى أسباب نفسية أو عضوية أو وظيفية أو تاريخ أسري .

أما الحبسة الكلامية فعرفها ياسر بأنها خلل يصيب وظيفة الكلام نتيجة لتلف في منطقة محددة في النصف الكروي الأيسر من المخ (في الشخص الذي يستعمل اليد اليمنى)، ويعبّر احتباس الكلام عن نفسه بكسر قواعد تركيبات الكلام الفونمية والتشكيلية والنحوية (أي الخاصة بتكوين الجمل) والعجز عن فهم الكلام دون وجود أي خلل في التنبيه العصبي لوصلات الكلام (التي تجعل الكلام يلفظ بوضوح) في الوقت الذي يحتفظ فيه المريض بالأشكال الأولية للسمع ويتم تمييز أنماط احتباس الكلام عن طريق منشأ كل منها، وهناك أنواع عدة من الحبسة الكلامية هي: حبسة حسية - حبسة متعلقة بفقد الذاكرة السمعية - حبسة متعلقة بفقد الذاكرة البصرية - حبسة متعلقة بدلالات الألفاظ - حبسة متعلقة بالمورد الحركي (ضعف القدرة على النطق) - حبسة دينامية (الإخفاق في ترتيب الكلمات في تسلسل مناسب) .

وهناك تدريبات تساعد في حالات اضطرابات النطق وهي تدريبات مباشرة وغير مباشرة مثل تدريبات التنفس (تنظيم النفس)، وتدريبات لأعضاء النطق والكلام (حركة اللسان والفك والشفاه) .

ولمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني مشكلة في السمع أو النطق، ذكرت حنان فؤاد أنه يفترض بالطفل السليم أن يلتفت إلى أي صوت من حوله مثل صوت أمه أو أبيه أو صوت الجرس أو أي صوت من حوله، فإذا لم يلتفت إليه فلا بد من عرض الطفل على طبيب سمعيات، ويرجع ذلك حسب عمر الطفل، ويجب على الأهل عند الشك بوجود مشكلة ما في السمع أو في النطق عرض الطفل على طبيب سمعيات أو اختصاصي سمعيات أو طبيب تخاطب أو اختصاصي تخاطب لعلاج المشكلة في وقت مبكر، حيث إن هناك عدة أمراض مرتبطة بتأخر النطق عند الأطفال مثل الضعف السمعي، والإعاقة العقلية .

دور الأهل في ملاحظة الطفل

وعن أهمية دور الأهل تقول علا محمود محمد، اختصاصية أمراض التخاطب: يلعب المحيط المباشر للطفل (أسرته) دوراً مهماً في العلاج اللغوي بدءاً من ملاحظة دلائل النمو والتطور لطفل (كتعرفه على الأهل/ ظهور الأسنان/ الجلوس/ المشي/ التحكم في البول والبراز)، لا يجب عليهم ملاحظة المشكلات الصحية التي تعرض لها، وملاحظة اندماجه مع أفراد أسرته وأقربائه، وملاحظة السمع والذكاء انطباعياً .

علامات تحذيرية

وأشار ياسر محمد إلى علامات تحذيرية عدة يمكن للأهل أن يلاحظوها وتعني أن الطفل يعاني مشكلة في النطق والكلام وهي:

- عدم صدور المناغاة حتى عمر (12 شهراً) .

- عدم استخدام الإيماءات والإشارة إلى الأشياء حتى عمر (12 شهراً) .

- عدم نطق كلمات مفردة حتى عمر (16 شهراً) .

- عدم نطق جمل من كلمتين وبشكل عفوي حتى عمر (24 شهراً) .

- الكلام غير مفهوم حتى عمر (24 شهراً) .

- تراجع المهارات اللغوية في أي عمر .

- تراجع المهارات الاجتماعية في أي عمر .

العلاج

وتوضح علا أن العلاج يبدأ بدور الأسرة في التفاعل الذي تبادر به ونوعه وكثافته حيث تتوافر بذلك فرصة التكامل والاستمرارية بين الفريق المعالج والأسرة والتواصل بين ما يقدمه كلاهما، لذلك تعد المشورة أو الإرشادات العائلية أحد النماذج المهمة للعلاج بالتبادل مع وسائل التدخل المباشرة التقليدية التي تتمثل في برنامج العلاج اللغوي بوجود الفريق الذي يتكون من طبيب التخاطب واختصاصي التخاطب . وذلك بجانب الخدمات المساندة الأخرى إذا اقتضت الحالة دعمها كاختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أو طبيب الأطفال أو الاختصاصي النفسي أو طبيب الأعصاب أو اختصاصي العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي أو جراح التجميل أو اختصاصي تقويم الأسنان، وكلما كان الكشف عن المشكلات اللغوية مبكراً، أدى إلى التدخل المبكر وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة وخاصة خلال الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل .

نصائح وإرشادات للأهل

وهناك نصائح عدة وجهها اختصاصي تشخيص ومعالجة اضطرابات النطق واللغة، ياسر محمد للأهل بشان علاج هذه الحالة في حال ظهور أعراضها وهي:

- قم بعرض الطفل على طبيب متخصص لعلاجه إن كان السبب عضوياً .

- تحفيظ الطفل القرآن الكريم وعلى الأقل السور القصار منه كي يستقيم لسانه ويصح نطقه للأصوات .

- الاهتمام بتغذية الطفل .

- الانتظار حتى ينطق الطفل بما يريد ويعبر عنه بما شاء وعندما ينطق ينبغي تحمله والصبر عليه خاصة عندما يجد مشقة في التعبير عن نفسه أو عمن حوله .

- لا سخرية ولا ضحك على كلمة غريبة ينطقها الطفل لئلا يصاب بإحباط وخوف من أن يخطئ فيكون منه بعد ذلك ألا ينطق أمام أحد بشيء، ولكن ينبغي أن نبث الثقة والطمأنينة في نفسه .

- ينبغي عدم التحدث مع الطفل في موضوع أكبر من إدراكه لا يفهمه ولا يستطيع التعبير عنه .

- مشاركة الطفل لأقران في مثل سنه يخرجه من الانطوائية ويساعده على اكتساب مهارات النطق السليم .

- إمداد الطفل بشرائط الكاسيت التي بها أناشيد وأشعار للصغار باللغة العربية الفصحى، وكذلك إمداده بقصص ومجلات الطفل ويطلب منه التعبير عما سمعه أو قرأه بطريقة غير مباشرة ويشجع بجائزة كلما فعل ذلك .

- الاستماع إلى الطفل باهتمام وإعطاؤه العناية الكافية حتى يعبر عن نفسه بمنطقه هو لا بمنطق الكبار .

- تدريب الطفل على الاسترخاء والتحدث ببطء .

- التوصية الدائمة من الآباء للمدرسين بالمدرسة لخلق الجو الصالح للطفل بحيث لا يشعر بالحرج سواء عند الإجابة عن أسئلة المدرسين وتسميع الدروس أو عند التحدث مع زملائه .

- عدم الجلوس لفترات طويلة منفرداً أمام التلفاز أو على أجهزة I pad I Phone .

المساعدة على تحسين اللغة

أما اختصاصية أمراض التخاطب علا محمود، فوجهت من جانبها نصائح وإرشادات عدة للمساعدة على تحسين اللغة بشكل سليم ومبكر:

* أولاً المرحلة قبل اللفظية:

1- التحدث عمّا يلفت نظر الطفل مما يدور حوله في البيئة المحيطة مع إبداء التفهم لأي محاولة من جانب الطفل للتعبير عن نفسه .

2- التحدث عن الأحداث اليومية كتناول الطعام - تغيير الملابس- الاستحمام - . . . وهكذا في جمل بسيطة وواضحة .

3- استخدام بعض الأصوات لربط الصوت بمصدره والتعرف إلى اسم المصدر كأصوات الحيوانات .

4- استخدام بعض الإشارات المصاحبة للحدث وذلك لتسهيل نقل المعنى المطلوب مثل إشارة (باي) عند الخروج .

5- تعريف الطفل بالأشكال والألوان التي يستعملها في الحياة اليومية .

6- يمكن استخدام بعض اللعب أو الصور التي تمثل المجموعات المضمونية المختلفة مثل أدوات المطبخ / أجزاء الجسم/ الفواكه والخضراوات/ . . . وهكذا .

7- مراعاة عدم إجبار الطفل على ما تقوله الأم مثل قول سيارة .

8- تقليل الأسئلة المباشرة مثل (ما هذا؟) أو الإصرار على الحصول على استجابة فورية .

9- إعطاء الطفل التعزيز المناسب عند إبداء أي استجابة صحيحة .

ثانياً المرحلة اللفظية

1- استخدام جمل واضحة وسهلة عند الحديث عن الأحداث اليومية .

2- تكرار ما يقوله الطفل مع تصحيحه .

3- تكرار ما يقوله الطفل مع إطالة الجملة .

4- الحديث عن المجموعات المضمونية المختلفة مثل وسائل المواصلات/ أدوات المطبخ/ أجزاء الجسم/ الفواكه والخضراوات/ . . . وهكذا .

5- عند تعلم الطفل كلمة جديدة يجب إعطاء الطفل التعزيز المباشر .

6- يجب إعطاء الطفل الثقة بأن كلامه مفهوم حتى لو كان غير ذلك .

7- التوقف لمدة بسيطة بعد الكلام مع الطفل، وذلك لإعطاء الفرصة للمشاركة في الحديث .

عسر القراءة

تعد مشكلة عُسر القراءة، التي كثيراً ما يتم تجاهلها وعدم التعامل معها كمشكلة حقيقية، أحد الأشكال الثلاثة الرئيسة للتطور غير الكامل لمهارات التعلم والمهارات اللغوية والخطابية للطفل، إلى جانب عُسر الكتابة وعُسر الحساب، التي تندرج جميعها تحت اسم صعوبات التعلم .

وفي هذا السياق، قال رودولف ستوكلينغ، اختصاصي علم النفس التربوي، إن ما بين 10%-15% من الأطفال حول العالم يعانون صعوبات محددة في التعلم، وغالباً ما يتم الخلط بينها وبين فقدان الرغبة بالتعلم أو مشكلة سلوكية ما لدى الطفل . وتعتبر مشكلة عُسر القراءة الأكثر شيوعاً بين صعوبات التعلم الثلاثة الأبرز إلى جانب عسر الكتابة وعسر الحساب .

وأضاف ستوكلينغ: نطلق على هذه المشكلات اسم تباين مهارات التعلم، فقد يكون الطفل الذي يعاني صعوبة في تعلم المفاهيم القائمة على المهارات اللغوية، بارعاً في تطبيق أي مهارات أخرى تتطلبها الألعاب الرياضية أو الفنون .

ومن المعروف أن صعوبات التعلم تنشأ من عدم قدرة عقل الطالب على استيعاب الرموز التي تدل على أشياء معينة، والتي هي القاعدة لتعلم مهارتي القراءة والكتابة .

وتابع ستوكلينغ قائلاً: إن الطالب الذي يعاني مشكلة عسر القراءة يجد صعوبة في الربط بين الرقم سبعة، مثلاً، والكمية التي يدل عليها، أو التمييز بين الأصوات الفونيمية لحرف معين وشكله المكتوب .

وأوضح أنه في دراسات حديثة، نجح العلماء في استخدام تصوير الدماغ لفهم تأثيرات معالجة صعوبات التعلم مع الزمن . وقال: أظهرت طريقة تصوير الدماغ أن التدخل في الوقت المناسب الذي يتضمن التعليم المنهجي المتعدد الحواس للعلاقة بين الأصوات والرموز والحركة لتكوين أشكال ذات معنى، يمكن أن يساعد الطالب بصورة كبيرة على فهم معاني الكلمات وطريقة كتابتها . ومن هنا تنبع أهمية تقنيات التعلم المبتكرة مثل تخطيط العقل التي تحضر الطالب لتعلم مهارات القراءة والكتابة، وتعزز قدرته على الاستيعاب من خلال تدريب عقله على تخيل مجموعة من الصور التي تقود إلى تكوين فكرة معينة، وتساعد هذه التقنية على ترتيب عدد من الأفكار بطريقة منظمة ومتناسقة، وبالتالي الحد من الفوضى التي عادة ما تصيب الأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم .

وتستخدم تقنية تخطيط العقل، التي اشتهرت على يد عالم النفس والمؤلف البريطاني المعروف أنتوني (طوني) بيتر بوزان خلال سبعينات القرن الماضي، الرسوم البيانية للإشارة إلى أفكار مختلفة مستمدة من كلمة مفتاحية واحدة، ويمكن للأشخاص ترتيب كمية كبيرة من المعلومات انطلاقاً من فكرة مركزية واحدة، وفي النهاية تشكيل ما يشبه شجرة من الأفكار المبسطة التي تحمل علامات معينة تعود جميعها إلى المفهوم الرئيس، وشرح ستوكلينغ قائلاً: يعود السبب وراء معاناة الشخص المصاب بعسر القراءة إلى تكون العديد من الصور غير المنظمة في عقله أثناء قراءة نص ما، وتتمثل أهمية تقنية تخطيط العقل لطوني بوزان، التي تقوم على إدراك الصور المرئية، في كونها تدرب الشخص على رسم الأفكار بطريقة منظمة وسهلة الفهم .

التدخل الفعال

ووفقاً لستوكلينغ، فإن التدخل الفعال يتطلب اعتماد منهج مدروس يضمن حصول الطالب على المساعدة في المنزل والمدرسة على حد سواء . وتشير الأبحاث إلى أن صعوبات التعلم لدى الأطفال يمكن اكتشافها خلال مرحلة مبكرة جداً من مراحل تطورهم الأكاديمي . في حال لم تكن لدى الطالب القدرة على التعبير بكلمات كاملة في سن الثالثة، وأظهر علامات واضحة لضعف الاستيعاب، فهناك احتمال بأنه يعاني مشكلة عسر القراءة التنموي . وعليه، فإنه من الضروري جداً بالنسبة إلى أولياء الأمور والمعلمين الانتباه إلى العلامات التي تنذر باحتمال إصابة الطفل بهذه الحالة التي يمكن التصدي لها من خلال نوع مماثل من التدريب الذي يعطى للأطفال الذين يعانون تبايناً في مهارات التعلم .

ويمكن أن يساعد تعزيز وعي أولياء الأمور والمعلمين بفوائد وطرق التدخل المبكر للتصدي لهذه الحالة على التخفيف من الصورة السلبية المرتبطة بصعوبات التعلم التي قد تقود إلى معاملة غير عادلة للأطفال وربما إدراجهم ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو تصنيف غير صحيح قد يتسبب في أضرار عاطفية عليهم ويحد من قدرتهم على تطوير مهاراتهم الأخرى التي قد تعوض عدم كفاءتهم في القراءة والكتابة، واختتم ستوكلينغ قائلاً: غالباً ما أشبّه أولئك الذين يرفضون منح هؤلاء الأطفال فرصاً متكافئة مع أقرانهم، بإدارة تلك المدرسة المتخلفة التي رفضت قبول ألبرت آينشتاين باعتباره غير مؤهل للدراسة بسبب عدم طلاقته في القراءة أو معاناته مشكلة عسر القراءة .

التعامل مع صعوبات التعلم

* يمكن اكتشاف صعوبات التعلم في وقت مبكر حتى منذ الولادة، وذلك من خلال إجراء الفحوصات المنتظمة لتحديد مدى خطورة المشكلة .

* إذا أظهر الطفل عدم قدرة على القراءة أو فهم الكلمات في سن الثالثة، فقد يكون مصاباً باضطراب أو عسر القراءة التنموي .

* قد يظهر الأطفال الذين يعانون عسر القراءة قدرات استثنائية في مهارات أخرى مثل تلك التي تتطلبها الألعاب الرياضية أو الفنون .

* قد تؤثر صعوبات التعلم في سلوك الطفل، لاسيما عندما يطلب منه حل أسئلة معينة، أو قد يظهر ضعف انتباه، الأمر الذي يمكن أن يقود إلى الخلط بين هذه المشكلة والمشكلات النفسية الأخرى .

* تشمل العلامات المنذرة بإصابة الأطفال بصعوبات التعلم عدم القدرة على الربط بين الأصوات والحروف والأرقام والكميات، وضعف الذاكرة، وصعوبة تتبع الإملاء، إلى جانب مشكلات الانتباه أو المشكلات السلوكية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"