أحمد سالم: جدتي أكسبتني الكرم وكانت محور حياتي

عضو "استشاري الشارقة" وصاحب "حدث في مثل هذا اليوم"
05:05 صباحا
قراءة 10 دقائق

أحمد سالم بوسمنوه.. اسم لا يحتاج إلى تقدمة مطولة، أو حتى قصيرة، فالاسماء المميزة لا تحتاج إلى جهد، أو توضيح للإنجازات، أو بيان للأبعاد المهنية في تقديم أصحابها.

بوسمنوه هو ببساطة صاحب الصوت الرخيم في برنامجه الشهير حدث في مثل هذا اليوم، وهو من ترأس إدارة إذاعة وتلفزيون أبوظبي يوماً، ولاحقاً تلفزيون الشارقة، وهو الآن من يجلس على المقعد البرلماني كعضو في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ورئيس للجنة شؤون التربية والتعليم والإعلام فيه.

الحديث معه مشوق كما هي مسيرته الإعلامية التي تتحدث عن نفسها من دون صوت مجلجل، أو ادعاء كاذب، ولأنه إعلامي الوجه والأداء، فالكلمة معه طيعة الخطى، سلسة النطق، منسابة برشاقة من دون تخبط أو غموض، وربما في الحديث معه فائدة مركبة تتمثل في الاطلاع على قصة نجاحه المهني والاستفادة في الوقت ذاته مما استند إليه فيها لتحقيق التميز الذي أصبح شريكاً غير منفصل عنه.

لأنه مدرك تماماً طبيعة بدايات الأحاديث، فقد قال: ولدت عام 1959 في فريج الشيوخ في منطقة الغرب في الشارقة، والدي كان يعمل بالزراعة في فصل الشتاء من خلال المزرعة التي كان يمتلكها، وأصبح اليوم جزءاً منها يقع في دوار الثقافة، إلى جانب عمله بالصيد والغوص في فصل الصيف، لدي 8 أشقاء وشقيقات، والدي تزوج أربع مرات من الشارقة وعجمان وسلطنة عمان، وتوفي عام ،1986 أما الوالدة، فتوفيت عام ،2002 وأنا الأكبر بين جميع إخواني وأخواتي، وارتباطي الأشد كان بجدتي والدة أمي، التي اعتبرتني حفيدها المدلل، ورعتني دوماً، واهتمت بي بشكل يفوقه اهتمام أبي وأمي بي، واكتشفت حينما أصبحت جداً أن ولد الولد أعز من الولد، فالحقيقة أن جدتي خطفتني مجازاً من أبي وأمي وأغرقتني في سيل من المحبة الغامرة، والمتابعة إلى حد أنها أصبحت العنصر الرئيسي في حياتي، حيث أقمت معها إلى أن توفيت، وكنت أنام بقربها وتبلورت حياتي وتركزت فيها وقت حياتها.

عليا الزحمة

كيف استقبلت وفاتها؟

كنت في السادسة عشرة من العمر، وكانت ذات بنية جسدية رشيقة، ولم يفارقها النشاط لحظة، ولم تعرف الأمراض المعتادة كالسكر والضغط وخلافه، وكانت تجمع حولها جميع نساء الحارة في فترة النهار، وكن نطلق عليها اسم عليا الزحمة من شدة ازدحامهن حولها لكرم نفسها، حيث لم تكن تبدأ في تناول أية وجبة قبل توزيع جزء منها على الجيران، وقد شكلت بنساء الحارة مثل ما تفعله الجمعيات النسائية حالياً من ناحية التعارف والصداقة الحميمة وتبادل الآراء والأحاديث المجتمعية، واكتسبت منها الكرم، فقد كانت تردد دائماً: إن الدنيا تنتهي من دون الكرم، فهو الذي يحكم حياتنا، فإذا كان المرء كريماً في دينه فسيصبح أفضل المتدينين، والكريم مع أسرته يجنبها بكرمه المشكلات، وظللت طويلاً أفكر في أقوالها، لأكتشف أن أعلى درجات الكرم في الحب، فعندما يكون الفرد كريماً في محبته تصبح الحياة ذات لون وطعم وشكل مختلف.

سألتك عن لحظة وفاة جدتك، فتحدثت عن حياتها من دون إجابتي؟

الحقيقة أن الحديث عن وفاتها يضايقني كثيراً، لأني اعتبر أني المتسبب في وفاتها، فقد كانت تنتظر عودتي يومياً جالسة على مقعد خارج البيت، وتظل تتلفت يمنة ويسرة إلى أن تلمحني، وحدث أثناء ذلك أن سقطت من على المقعد لتتغير حياتها كلية عقب ذلك، حيث تدهورت صحتها، والحقيقة أن حزني على جدتي كان محورياً ورئيسياً نتيجة لصغر عمري حينذاك، ولأن الوفاة لم تكن نتيجة مرض عضوي أو خلافه، بل جاءت نتيجة سقوط عن مقعد كانت تجلس عليه في انتظاري، وبصدق فإن لحظة وفاتها انتابني فيها كم هائل من المشاعر، لأنها نهاية صفحة في حياة من أحببتها بشدة، لكنني أدعو لها يومياً في صلاتي، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يقدرني على بناء مسجد لها في مكان ما في أية دولة إسلامية، وهذا مشروعي المقبل إن شاء الله.

ولادة جديدة

ما فلسفتك في الموت؟

أرى أنها لحظة ولادة جديدة وعمر وحياة أخرى، ونحن كمسلمين نتمتع بشيء جميل في ديننا الإسلامي، الذي يوجهنا إلى أنه بقدر ما تحوي لحظة الفراق من مرارة، إلا أنها تتضمن أيضاً مشاعر محبة لانتقال عزيز إلى البارئ، ونهاية رحلة عمره بكل ما فيها من آلام وأحزان وأيضاً أفراح، فضلاً عن إيماننا المطلق بأن الموت حق، وأن المتوفى انتقل إلى ساحة أكبر وأكثر رحمة ومغفرة.

هل تحذو حذو من يؤقتون الحزن بثلاثة أيام، لينزعوا ثوبه بعدها وينطلقون في الحياة؟

هذا إحساس حقيقي وصادق لأن الحزن في النهاية لا تعبر عنه الدموع ولا النحيب، بل المشاعر الدفينة الصادقة في الداخل والتي لا يمكن أن تُزور، فضلاً عن أن البكاء أحياناً يكون كآلية معتادة، وأنا لا أرضى بأن أشتري مشاعر، ويكفيني إحساس الآخرين بحزني في أي موقف يستدعي ذلك.

الدراسة الأ ولى

حدثنا عن الدراسة الأولى، وذكرياتك حولها؟

في المرحلة الابتدائية درست في مدرسة القاسمية في الشارقة، ثم انتقلت إلى مدرسة العروبة لاستكمال الدراسة الثانوية، وكانت المدرستان بمثابة صرحين علميين جامعيين بالنسبة للمواطنين، من ناحية كونهما من المدارس الرائدة المشحونة بالحركة والنشاط المدرسي، فعندما يقع أي طارئ من الحوادث وخلافها كالحرائق في بيوت السعف القديمة، أو العواصف التي كانت تحطم البيوت، تلعب المدرستان الدور الفاعل في ترميمها وإصلاحها وجمع تبرعات لذلك، والتعاطي مع أفراد المجتمع إجمالاً ومع قضايا الأمة ككل، حيث كنا نخرج ونحن أطفال نجوب أزقة الشارقة وشوارعها وأسواقها لجمع تبرعات للشعب الفلسطيني، وكان معلم التربية الفنية يدق باب بيتنا الساعة الخامسة صباحاً ليجمع الطلبة، ويذهب بهم إلى المدرسة لتنظيم مظاهرات ومسيرات تنديداً بإسرائيل كنا على خط تماس واحد مع قضايا الأمة، أما الآن فطلاب المدارس لا يعرفون قضيتهم، وأقصى طموحاتهم فوز النادي الفلاني أو العلاني وأقصى معارفهم الأفلام التي تعرض في السينمات، وأهم حواراتهم عن الفائز في برنامج ستار أكاديمي.

ويضيف: عقب إنهاء الدراسة استكملت دراستي الجامعية في جامعة القاهرة حيث التحقت بكلية الإعلام، لأني كنت أعشقه، فقد وقفت أمام مايكروفون الإذاعة المدرسية منذ كان عمري سبع سنوات لأقدم الاخبار الصباحية من دون خجل أو وجل، ولذا فقد سيطر علي الاعلام منذ البدايات، ولدي إيمان مؤكد بأنه إذا أحسن استغلاله فإنه قادر على صناعة أمة جديدة.

نقطة فارقة

كيف دخلت المجال الإعلامي المرئي والمسموع؟

وأنا في الصف الأول الثانوي، قامت حرب أكتوبر/تشرين الأول عام ،1973 وكانت بمثابة نقطة فارقة في حياتي المهنية، حيث بدأت الأخبار تتوالى عن انتصارات العرب، وكان الناس يتحلقون حول الإذاعات في بعض المقاهي لسماعها، فذهبت إلى إذاعة الشارقة وتطوعت لأساعدهم في جمع الأخبار، أو أي عمل يطلبونه في اطار الزخم الإخباري، وبدأت في مساعدتهم في قسم الأخبار كملتقط للإذاعات العربية ومفرغ للأخبار، وخلال ثلاثة أشهر تمكنت من تحرير نشرة أخبار إذاعية، وخلال شهرين عقب ذلك كنت أقرأها، وكان المستمعون من الشارقة والدولة ككل يعتقدون أن صوتي هو لأحد المذيعين القادمين من إذاعة صوت العرب المصرية، وتوالى الأمر، وقدمت عشرات البرامج خلاف الاخبارية، إلى أن أنهيت الثانوية العامة وأرسلت في بعثة دراسية إلى مصر لدراسة الطب، ففعلت المستحيل للانتقال إلى كلية الاعلام، وذهبت إلى الدكتور عبدالله عمران الذي كان وزيراً للتربية والتعليم حينها، وطلبت مساعدته لتحقيق ذلك، وقلت لسكرتيره أن يبلغه أن أحمد سالم يقول إن سماعة الأذن بالنسبة له أهم من سماعة الطبيب، فوافق على نقلي إلى كلية الإعلام.

وماذا بعد؟

درست في كلية الإعلام وتخرجت في قسم الإذاعة والتلفزيون، وخلال دراستي في القاهرة كنت في غاية النشاط والإنتاج، فعملت مراسلاً لإذاعة أبوظبي من القاهرة، وكنت استأجر من إذاعة القاهرة الاستوديوهات القديمة في منطقة العتبة بمبالغ زهيدة لاستغلها في انتاج برامج ومقابلات لبيعها لاحقاً للإذاعات الخليجية، وبعد تخرجي بتقدير جيد جداً، عينت مديراً لإذاعة أبوظبي، وبعدها كلفني صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء تلفزيون الشارقة، وعملت ما بين أبوظبي والشارقة ولندن على التخطيط لهذا الصرح الإعلامي الجديد، ونجحت في مهمتي، وتم افتتاح التلفزيون، وبعدها انتقلت إلى تلفزيون أبوظبي وعملت مديراً له، وكلفت بإعداد خطة لتطويره والارتقاء ببرامجه وتجهيزاته وكوادره الوظيفية، وأمضيت فيه ست سنوات، ثم تركته لأنتقل إلى العمل الخاص، حيث انشأت مؤسسة إعلامية للانتاج التلفزيوني، أنتجت من خلالها الكثير من البرامج الوثائقية أشهرها برنامج حدث في مثل هذا اليوم وذاكرة الأيام الذي يذاع في قناة الجزيرة.

نبرة متميزة

إلى أي حد ساعدك صوتك الإذاعي في عملك الإعلامي؟

صوتي الإذاعي ونبرتي فضل من عند الله سبحانه وتعالى، والمذيع عبارة عن نبرة صوت وأداء، وقد تعبت كثيراً على أدائي، وكنت استمع للكثيرين واهتم بمتابعة المذيعين المتميزين في الوطن العربي للاستفادة منهم في تطوير نفسي، وكان يعجبني في الأداء الإخباري أحمد حمزة من صوت العرب، وفي الأداء الأدبي فاروق شوشة، وفي الأداء التمثيلي المرحوم عبدالوارث عسر الذي كنت أعشق أداءه، وقد درسني في السنة الأولى في الجامعة، ومن ثم مرض، وظللنا ندرس كتاب (فن الإلقاء) الذي ألفه، وكان يعجبني فيه أنه عاشق للأداء الإذاعي، ومؤمن بأن الأداء ليس بالفن فقط بل العلم أيضاً، وطالما تحدث معنا عن وزن الكلمة، وايقاعها وموسيقا العبارة ووزنها وطولها ومقاسها.

هل من أبنائك من يماثلك حباً للعمل الإعلامي؟

لدي أربع بنات وولدان، لدى بعضهم ميول فنية أغلبها يصب في التصميم والرسم، أي الجانب الفني الذي تغلب عليه الصورة واللون، فيما لم يتجه أي منهم للعمل الإعلامي لإصابتهم بالخشية من هذا المعترك نتيجة المعاناة والإرهاق والتعب والتضحيات التي مرت بي، فقد كنت أعمل 365 يوماً في السنة، وكنت قاسياً على نفسي في العمل، وكان الأبناء في الأعياد يحضرون إلى المكتب لمعايدتي.

الشدة والود

ما السياسة التي اتبعتها في التعامل مع من ترأستهم في عملك؟

كنت أمزج ما بين الشدة والود والصداقة مع العاملين معي، ولم أكن متساهلاً على الاطلاق مع الخطأ حتى لو لم يكن مقصوداً، لكنني كنت أحول القسوة لمصلحة الموظف في النهاية، فأنا لا أؤمن بتطبيق العقوبات، لكن بالمحاسبة والمتابعة المستمرة، ولا أتسامح اطلاقاً في اطلاع المخطئ على خطئه مهما كان صغيراً، ومهما كان الموظف كبيراً، ولا أتعاطى بسلسلة العقوبات الممنوحة للمدير من خصم وانهاء خدمات، فلم أنه خدمة أي إعلامي لارتكابه خطأ فنياً أو غيره، إلا إذا تبينت استحالة نجاحه كإعلامي.

هل أنت سريع الغضب، يكمن هدوؤك على فوهة من الانفعال المكبوت؟

ينطلق غضبي هادراً عند الإهمال المتعمد الذي يتحول أحياناً عند بعض الموظفين إلى سلوك، أو عند الفشل في اقناع موظف بأنه يعمل في وسيلة إعلامية مهمة، فإذا لم يقتنع الإعلامي بأنه رائد من رواد العمل المجتمعي، فتلك كارثة وبداية فشله الإعلامي.

بنسبة تصل إلى كم في المائة يلعب الإعلام دوراً في صياغة الفكر المجتمعي؟

بنسبة 101%، إذا ارتكز على صدق النوايا أولاً، والمهنية ثانياً، والعلم ثالثاً، وتوفر الإمكانات رابعاً.

هل يوجد مثل هذا الإعلام؟

لا.. لعدم وجود رؤية واضحة في الوطن العربي للمجتمع الذي نريده، بشكله المقصود، وتركيبته ونظامه، وعلاقاته وسلوكياته، وأيضاً لا توجد الجهة التي تؤمن إيماناً صادقاً بحتمية نجاح الإعلام في تحقيق ما سبق، فأغلب المسؤولين والحكومات ينظرون إلى الاعلام على أنه أداة من أدوات الإدارة والحكم، وأنه وسيلة لإيصال المعلومات، وتلميع الايجابيات، وطمس السلبيات.

وماذا عن الملعب الإعلامي المحلي؟

مستقر وهادئ ويقوم بدور روتيني لا أكثر، وملتزم بالدوام اليومي.

كم تقتطع نسبة صراحتك من تكوينك السلوكي؟

99،9% مثل الانتخابات في بعض المجتمعات العربية، وباقي التكوين مزيج من الدبلوماسية والمرونة والمجاملة.

الإنجاز الأهم

كيف جاءت قصة زواجك؟

زوجتي كانت إحدى ضيفاتي في برنامج إذاعي، وهي الأستاذة فاطمة سالم الملا، وقد جذبتني إليها العفوية والبراءة والصدق، حينما استضفتها في البرنامج الذي كان يحمل اسم أبناؤنا في مدرسة القرآن، وكان يذاع في شهر رمضان، وكانت طالبة من حفظة القرآن، وكنت في الثامنة عشرة من العمر، وبعد سفري لاستكمال دراستي الجامعية في القاهرة، ظلت ملامحها كامنة في فكري وصدى صوتها في قراءتها لكتاب الله لا يغادر أذني، وقبل أن أنهي دراستي الجامعية قررت استباق الأحداث والفوز بها، وتقدمت طالباً يدها من أسرتها، ووافقوا على اتمام الزواج عقب تخرجي، وقد كان، والحقيقة أن زواجي من أم أبنائي كان بمثابة الحصن لي، وإلى اليوم أحمد الله سبحانه وتعالى على قرار اقتراني بها، لأني اختزلت فيها جميع الإغراءات التي واجهتني، وكانت هي من الذكاء والحكمة والفطنة بحيث لم تفرض علي قيداً أو حصاراً، وكانت دوماً متسامحة وبمثابة الأم في التعاطي مع أخطائي التي كانت تكتشفها وتعمل على علاجها من دون كشفها لي، ولذا فإن زوجتي تعد أهم إنجاز سجلته في حياتي.

في رأيك، ما الذي يمكن أن يجذب رجلاً إلى امرأة خلاف زوجته؟

ربما من الزوجات من تجهل أن الحياة الزوجية فن، وأنه من الممكن أن تتعلم يومياً شيئاً جديداً ينعش علاقتها مع زوجها، ويبعدهما عن بوابة الرتابة والملل التي ينفذ منها شيطان التجاوز عن الحياة الزوجية.

قبل أن أضع القلم، هل من كلمة تريد قولها؟

نعم، الأولى أننا لا نكتب أو نقرأ التاريخ بشكل صحيح بل نشوهه بإعلامنا، فهناك شخصيات عظيمة طمسناها، وأخرى قتلناها، ولم نعرف قيمتها، وبلوى الأمة العربية ليست من الخارج، بقدر ما تكمن مشكلتها في داخلها لأنها أمة مصابة بمرض دفين، أما الكلمة الثانية فأقولها إلى سيدنا عمر بن الخطاب: أنت يا من صنعت ببساطتك وتواضعك قمة العزة والشموخ والكبرياء، ويا من صنعت بتواضعك منهجاً للعدل والمساواة لا يعادله منهج في كل الحضارات التي سبقته أو تلته، لو قرأ سيرتك الملوك والرؤساء والحكام كل يوم واقتدوا ببعضها لتغير وجه العالم.

الحلم

أحلم أن تكون في الدولة هيئة إعلامية ضخمة لا تعرف الانتماءات المناطقية، تعمل من أجل هدف عام هو التعبير عن النجاحات الحقيقية للدولة وقيادتها وشعبها، والانطلاق لأن تكون هذه الهيئة قاعدة لعمل إعلامي عربي متطور ورائد، يعتبر الأمة العربية بأسرها ساحة لممارسة دوره، بعيداً عن الخلافات السياسية والصراعات الاقتصادية وذلك لمواجهة الأخطار التي تواجه هذه الأمة، ليس من أعدائها البعيدين، ولكن من أصدقائها اللدودين، لأن المنافق أخطر من الكافر، لأنه يتلون ويعطي لنفسه الحق في أن يندس بين صفوف الأمة تحت كثير من الشعارات والمسميات.

ويضيف: أما حلمي الشخصي فهو أن أنجح في انتاج برنامج وثائقي يثبت أن هناك ما يسمى بالمؤرخ التلفزيوني، ففي عصرنا اختفى المؤرخون الذين يسجلون الأحداث للأجيال القادمة نتيجة تطور وسائل الاعلام وتعدد أساليب الأرشفة والتوثيق، لكنني واثق من أن معالجة الأحداث التي نعيشها بأسلوب حيادي وعلمي يمكن أن يجعل منها وثيقة تاريخية معتمدة للدرس والبحث، ويحول صاحبها إلى مؤرخ معاصر._

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"