رحلة البحث العلمي تتوقف في بريطانيا

12:41 مساء
قراءة 4 دقائق

إيماناً بضرورة تعميق ثقافة البحث العلمي، وتحفيز الطلاب على الإلمام بأسسه ومعاييره العالمية، سافرت أربع طالبات من جامعة الإمارات إلى المملكة المتحدة، كجزء من برنامج المنح الدراسية البحثية التابع للمجلس الثقافي البريطاني . والبرنامج مبادرة مشتركة ما بين الجامعة والمجلس لتوفير الفرصة لعدد مختار من الطلبة للمشاركة في أنشطة بحثية في أحدث المختبرات البريطانية . وذلك بهدف تنشيط وتنمية برنامج البحث العلمي في الإمارات، وتشجيع الطلبة على تطوير مهاراتهم البحثية .

تقول الطالبة بشرى أحمد عن كيفية فوزهن بهذه الفرصة: تم اختيارنا بناء على سيرتنا الذاتية ونشاطنا البحثي في مختبرات الكلية، لأنني قمت بإجراء بحث عن أحد أمراض القولون التي تصيب مرضى السكر، وبالنسبة لي كان اختياري ضمن طلاب هذه المنحة أمْنِيةً وهدفاً تطلعت له منذ عامين تقريباً، وهذا ما شجعني على زيادة جهودي في مجال البحث العلمي خلال هذه الفترة .

وتضيف: قضينا أربعة أسابيع في المملكة المتحدة، قمنا خلالها بالعمل على أحد المشاريع البحثية التي يشرف عليها بروفسور من كلية الطب في إحدى الجامعات البريطانية، وتمكنا من زيارة المستشفيات المحلية والمشاركة في المؤتمرات العلمية هناك، ومن جهتي اخترت أن أكون ضمن الفريق البحثي ومعي زميلتي ريم أحمد في مختبر ولفسون لأمراض كبار السن في جامعة كينغ كولغ في لندن، وهناك شاركت في إجراء بحث عن أحد أنواع الخرف التي تصيب كبار السن، وقمت بإجراء فحص مجهري على أدمغة متوفين، كانوا أصيبوا بهذا المرض، وكان الهدف من هذا الفحص تحليل نسبة البروتين المسببة لمرض الخرف، حيث ثبت علميا أن وجود بروتين ألفا سينيكلين من أهم أسباب الخرف، أيضاً تسبب مادة لوي بريز أحد أنواع المرض، وهذا ما تأكدنا منه من خلال نشاطنا البحثي الذي قارنا فيه بين أعراض وأنواع الخرف الذي يصيب كبار السن .

وتشير إلى زيارتها مستشفى جامعة كينغ كولغ، ومتحف المشرحة البشرية .

وتقول الطالبة ريم أحمد: ما يميز هذه التجربة عن غيرها من التجارب العلمية التي نقوم بها في مختبر كلية الطب، أنها تعتمد في بحوثها على استخدام خلايا بشرية، في حين أننا في مختبر الكلية نعتمد في تجاربنا على خلايا الحيوانات، والتعامل مع الخلايا البشرية يعطي نتائج أدق، وهذا ما تؤكده النتائج التي نتوصل إليها في أبحاثنا ضمن دراستنا في كلية الطب، كما أنني أولي النشاط البحثي جزءاً كبيراً من اهتمامي، ومن أهم الأبحاث التي شاركت بها بحث عن أهم العوامل التي تسبب تلف الأعضاء لدى مرضى السكر، وبحثاً آخر عن أسباب الولادة المبكرة .

وتضيف: من خلال مشاركتي في النشاط البحثي لمختبر جامعة كينغ كولغ، استطعت أن أطور مهاراتي البحثية، حيت تم تدريبنا على آليات جديدة في البحث العلمي، أيضاً قمت بزيارة المستشفى التابع للجامعة، وجذبني وجود تخصصات دقيقة فيه، ما يساعد الطبيب على اكتشاف المرض وعلاجه . وهذه التجربة شجعتني على التفكير في إكمال دراستي العليا، التي ستتيح لي فرصة مواصلة نشاطي البحثي في إحدى الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي .

عاشت الطالبة أميرة يعقوب الأحمدي قضت أياماً لا تنسى، حسب وصفها، في مختبر جامعة بريستول المتخصص في أبحاث أمراض القلب . وتقول: تعرفت هناك على العديد من الطلبة الذين يدرسون في المختبر نفسه من مختلف البلدان وكان أغلبهم من الصين واليابان وإسبانيا وروسيا، وتعاونا في إجراء بحث عن حماية القلب من عدم الوصول الغذاء له، بسبب انسداد أحد الشرايين التي تعمل على تغذية القلب، ومن أهم المهارات التي اكتسبتها في مجال البحث العلمي، كتابة تقرير تفصيلي في نهاية مراحل البحث، لتوضيح أهم الآليات والنتائج التي توصلنا إليها، أيضاً كانت استفادتي كبيرة من زيارة مستشفى بريستول الملكي، الذي تجولت بين أقسامه، وتعرفت من أطبائه على أهم أمراض القلب التي تصيب الأطفال .

وتضيف: أجمل ما في هذه الرحلة أنها كانت بداية لنشاط بحثي جديد في مجال أمراض القلب، سأطبق من خلاله كل ما تعلمته من آليات وتقنيات البحث العلمي، إضافة إلى الاستفادة من خبرات أساتذتي في الكلية، أيضا هذه الرحلة دفعتني للتفكير في المشاركة في المؤتمرات العلمية التي ستساعدني كثيرا في التعمق في مجال أمراض القلب، وبعيداً عن مجال الدراسة، زاد احتكاكي بالشعب البريطاني من قدرتي على فهم طبيعته، ومعرفة الكثير عن ثقافته وعاداته وتقاليده، وساعدتني هذه الرحلة على الاعتماد على نفسي وتحمل مسؤولياتي .

وتعتبر الطالبة فاخرة سالم الدرعي خبرتها في مجال البحث العلمي، التي كونتها من خلال نشاطها البحثي في مختبرات كلية الطب في جامعة الإمارات، إضافة إلى مشاركتها في إجراء بحث عن تأثير مرض السكري على عمل القلب في مختبر أف سنترال لنكشر في المملكة المتحدة، دعماً لخبرتها المهنية . وتقول: كانت هذه الرحلة إضافة كبيرة بالنسبة لي، لأنني كنت على مدار أربعة أسابيع أقضي الفترة الصباحية في عيادة السكري في أحد المستشفيات البريطانية، وفي الفترة المسائية أعمل في مختبر برسجنتون، ومن أهم الملاحظات التي خرجت بها من هذه التجربة، أن المرضى الذين التقيت بهم، كان لديهم وعي كامل بحالتهم الصحية وكيفية التعامل معها، ولا شك في أن الفضل في ذلك يعود إلى دور الطبيب في توعية المريض بحالته وكيفية العناية بصحته .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"