«تمكين الشباب» استراتيجية تعزز الوطنية .. والانتماء

الإمارات ترسم ملامح المستقبل برؤى أبنائها
03:01 صباحا
قراءة 10 دقائق
تحقيق: مصعب شريف

الشباب الإماراتي في قمة هرم اهتمامات الدولة، إذ تتضافر دائماً جهود مؤسساتها المختلفة لتولي قضاياه عناية خاصة، لاسيما وأنه يمثل شريحة رئيسية في التنمية والتطور القائم على الاستثمار في الموارد البشرية في المقام الأول. وتتعدد مبادرات الحكومة بمؤسساتها المختلفة لترسم للشباب طريقاً نحو التميز، ليلتقي تراكم التجارب المختلفة التي خاضها شباب الدولة في مختلف مناحي العمل العام التطوعي، والتثقيفي التوعوي، كرافعة تنموية لمجتمعهم، مع رغبة الدولة في بناء الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب على امتداد الوطن.

الاستراتيجية هي إحدى مبادرات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ويقودها بنفسه من خلال رؤيته واستشرافه لمستقبل الشباب في الدولة. الهدف أن يكون الشباب المعنيون بالأمر في قلب العملية، بحثاً وتنظيراً وتجريباً، يوشك أن يؤتي أكله: استراتيجية وطنية توفر صورة واضحة عن الوضع الشبابي وتمضي به نحو الآفاق المرجوة، بالتنسيق مع الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.

وحسب الكتيب التعريفي للاستراتيجية، فإن مصطلح «الشباب» يعني جميع المواطنين الإماراتيين ممن هم في المرحلة العمرية بين 15 و35 سنة. وبغرض جمع البيانات، يستعان بالفئات العمرية: 15-19، 20- 24، و25-29، 30-34.

والدور المحوري لهؤلاء الشباب في تنمية مجتمعهم، والاضطلاع بدورهم فيه أكبر مكاسب وثيقة للاستراتيجية، إذ تعبر عن التزام قيادة الدولة بتنمية الشباب والاهتمام بدورهم الرئيسي في مسيرة المجتمع ونهضته. ويتجلى هذا الاعتراف والتقدير ببداية الفكرة التي حققت نفسها، عبر جعل الشباب المعنيين، شريكاً رئيسياً وفاعلاً حقيقياً، لتخرج الوثيقة كنتاج لعمل شبابي، يمر بمراحل متعددة، ومحطات مختلفة من النقاشات العامة والحوارات واللقاءات، وورش العمل مع الشباب، على مستوى إمارات الدولة، بإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة برأيهم وتطلعاتهم وأفكارهم في ما يخص تنمية الشباب وتمكينهم. وهذا الأمر يعتبر أولى خطوات التمكين الحقيقي لما ينطوي عليه من تمرين عملي يكسب الوثيقة مصداقية، ويجعل الشباب أكثر حماساً لتنفيذها لكونها من صنع أيديهم.

روح الابتكار والنظام تعتبر عنواناً رئيسياً لفرق العمل واللجان المختلفة؛ تحلياً بروح المسؤولية التي تفرضها غايات الاستراتيجية الرامية إلى تمكين الشباب، بكل ما تحمله المفردة من دلالات تنطوي على جعلهم في المقدمة، تقديراً من الدولة لمكانتهم وثقة في إمكاناتهم وقدراتهم.
هذه الثقة بادلها الشباب بروح المسؤولية الكبيرة والتنظيم، الذي يبدو جلياً في هيكلة الفرق واللجان المشرفة على العمل بدءاً من المسؤولين الرئيسيين والمجموعات التنظيمية، التي صممها خبراء ومتخصصون بعناية كبيرة. وفق ذلك، يتولى المنسق العام مهمة الإشراف على التوجه العام للمشروع المعين وضمان إنجاز جميع المهام المطلوبة منه. وهناك لجنة فنية تضم خبراء في مجال البحوث والدراسات، وجمع وتحليل البيانات، وإدارة قواعدها، والمشاركة المجتمعية، وتنمية الشباب، والدعاية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، مع إمكانية الاستعانة بالمستشارين ذوي الخبرة في صياغة الاستراتيجيات، وفريق من المدربين ذوي الخبرة لضمان الالتزام بالمعايير العالمية. وهنالك لجنة استشارية بمثابة مجلس استشاري ولجنة للإشراف على المشروع تعمل على تسهيل الإجراءات وتعزيز التواصل في المجال الحكومي لفريق المشروع.
تضم اللجنة الاستشارية مجموعة من الإماراتيين، وتشمل المعنيين من الجهات الحكومية، والمجتمع المدني والقطاع الخاص بحيث لا تقل نسبة تمثيل الشباب في أعضائها عن النصف. أما لجنة الشباب، فهي تقوم بدور محوري في إشراك الوزارات الحكومية الرئيسية في عملية بناء الاستراتيجية والمساعدة في تسهيل الإجراءات وتعزيز التواصل في المجال الحكومي لفريق المشروع المعين. وتضم لجنة الشباب الوزارية ممثلين رفيعي المستوى من جميع الوزارات الاتحادية والمؤسسات ذات الصلة بالشباب، تعمل جنباً إلى جنب مع مجموعات العمل المتخصصة، التي تتكون من مجموعات من الشباب المتطوعين من ذوي الخبرة والاهتمام بأحد المجالات التي تعنى بها الاستراتيجية، يقدمون المقترحات والاستشارات.
تشكيل فرق العمل من شباب الدولة يعد أحد أهم أركان نجاح المشروع، لدورهم المهم في جميع مراحل إعداد الاستراتيجية وصياغتها والترويج لها ومن ثمّ تنفيذ توصياتها. وهي الفرق ذاتها التي تتواصل مع فئات الشباب وإتاحة الفرصة لهم بالإسهام عن طريق طرح أفكارهم وتطلعاتهم نحو المستقبل.
وهؤلاء الشباب يمثلون جميع أنحاء الدولة وموزعون على فرق عمل محددة المهام حسب الإمارة التي يقيمون فيها، وهو الأمر الذي أكده حميد عبدالله الحمادي، مهندس تصميم معماري أول بإدارة التخطيط في بلدية دبي، وهو يتولى مهام الإشراف على مشروعين في الاستراتيجية ويعمل في فريقها الإعلامي. ويشير إلى أن الاستراتيجية تلبي اهتمامات الشباب المختلفة، وتمثل فرصة ذهبية لهم ليعبروا من خلالها عن طموحاتهم وأفكارهم ويطلقوا إبداعاتهم المختلفة. ويلفت إلى أنهم فرغوا من صياغة كل هذه المداولات المختلفة في مشاريع أصبحت مقترحاتها جاهزة، وصممت برؤى شبابية. ويتابع الحمادي: طرق العمل وآلياته المختلفة كشفت عن قدرات شبابية كبيرة في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمت في رصد رؤية الشباب لمؤشرات تمكينهم وحصر الخدمات التي تقدم لهم. ويؤكد أنهم وصلوا لمرحلة الوثيقة ويعكفون على مناقشة الخطط الكفيلة بإنزالها على أرض الواقع، مشيداً بنجاح الترويج لها وسط الشباب، الذين تفاعلوا معها بشكل كبير عبر وسائط التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي. ويضيف الحمادي أن تفاعل الشباب بلغ ذروته في البحث الاحصائي المهم، الذي يعد جزءاً من جهود إعداد الاستراتيجية، إذ أبدى الشباب المستهدفون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18- 34 عاماً، تجاوباً منقطع النظير مع البحث الذي يهدف للتعرف المبدئي إلى آراء الشباب حول القضايا والأمور المختلفة التي تتعلق بأمور حياتهم وشؤون مجتمعهم، الأمر الذي شكل أساساً مهماً في إعداد كل السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالشباب في الدولة.
ورغم أن المشاركة في البحث اختيارية فقد روعي فيها الحفاظ على خصوصية وسرية الإجابات، وأنه لا يطلب من المشارك كتابة اسمه أو أية بيانات تحدد هويته، لعرض الإجابات بصيغتها الإجمالية، فإن البحث المكون من 70 سؤالاً، وجد إقبالاً كبيراً من الشباب، الذين تبادلوا روابطه عبر مواقع التواصل المختلفة، حسب الحمادي.
زينب محمد لطفي الأنصاري، طالبة علوم البيئة والطاقة المستدامة في جامعة زايد بدبي، ومشرفة في أحد مشاريع العمل، تبين أن أبرز ما في الاستراتيجية أنها دفعت الشباب لحل مشكلاتهم بأنفسهم، من خلال برنامج عمل واحد روعي فيه أن يشارك كل حسب ميوله. وتشير إلى أنها عملت مشرفة على فريق العمل المعني بمشاريع إدارة الذات في قسمي الصحة والمالية، الذي يهدف لإيجاد صيغ مشاريع تعالج مشكلات الافتقار لإدارة الذات على الصعيدين الصحي والمادي. وتؤكد أنهم وجدوا تجاوباً كبيراً من الشباب الذين تباروا في اقتراح الحلول، أبرزها مشروع توعوي يطوف إمارات الدولة، مشيرة إلى أن الفكرة كانت غريبة عليهم في بداية الأمر، إلا أنهم، وبالتدريب ومعاونة الخبراء والمختصين، تمكنوا من مواصلة العمل، معتمدين على البحث العلمي، الذي تمكنوا من خلاله من تحديد المشكلات عبر طرح الأفكار على أصحاب المصلحة الحقيقية واستصحاب رؤاهم للمشكلة وحجمها والحلول التي يقترحونها، ما يطور العمل ويجعله أقرب للناس. وتقول سارة البلوشي، وهي طالبة في جامعة زايد، ومرشدة في الاستراتيجية بعجمان، إنهم كمرشدين مسؤولون عن تنظيم مشاريع، بحيث تشرف كل مجموعة على مشروع منفصل، مبينة أنها تعمل ضمن مشروع المجلس الوطني الشبابي، الذي يمثل محاكاة لفكرة المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، وينتظر أن يكون حلقة وصل بين الشباب ومؤسسات الدولة، ليوصل صوتهم للمؤسسات المختلفة.
وتروي البلوشي بدايات الفكرة، مشيرة إلى أنهم بدأوا العمل ضمن مجموعات صغيرة سرعان ما تطورت إلى فرق عمل كبيرة، تعمل على أكثر من 6 مشاريع من رحم أفكار الشباب الإماراتي، لتعبر عن متطلباته، خاصة أنه شارك بفعالية في مراحل الإعداد المختلفة.
وتضيف: «عقدنا لقاءات ومقابلات مع جميع الشباب وأجرينا بحوثاً متكاملة، سنضمنها في العمل بشكله النهائي، وكان هناك تفاعل كبير في جميع اللقاءات».
الاستراتيجية عبارة عن حملات توعوية ثقافية تعمل على رفع مستوى ثقافة الشباب الإماراتي، وفقاً لمحمد عبدالله المنصوري، الذي يدرس إدارة العمليات اللوجستية والإمداد في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات، وهو مرشد في فرق العمل. ويرى أن تعزيز الهوية الوطنية وتعميق مفهوم الانتماء للوطن يعتبران أحد أهم أهدافهم، مبيناً أنه يعمل مرشداً في مشروع «إدارتي إرادتي»، وهو حملة توعوية متنقلة في جميع أنحاء الدولة تعمل على توعية الشباب بالطرق المثلى لإدارة الذات صحياً ومادياً. ويعرب المنصوري عن تفاؤله بالمشروع، مشيراً إلى أن التجاوب الكبير، الذي قوبل به وسط الشباب يشير إلى أنه سينجح في تحقيق أهدافه. الأمر ذاته أكدته آمنة عبد الله الزرعوني، طالبة بجامعة زايد في دبي، تخصص دراسات دولية، ومرشدة من إمارة الشارقة، تقول: «التجاوب الكبير مع المشروع بدأ منذ مراحله الأولى، مراحل البحث والتشخيص، إضافة إلى أننا وجدنا دعماً مقدراً من جميع الجهات الحكومية حتى نتمكن من صياغة مشكلاتنا وأحلامنا في مشاريع تجد طريقها للتنفيذ، لتدلل على مكانة الشباب لدى الدولة وأنهم في قمة اهتمامات قيادتنا الرشيدة التي وفرت لنا كل ما من شأنه أن يجعل الأمور تمضي بشكل جيد».

توصيف ومبادرات

حرصت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتنسيق مع الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة على إنجاز إعداد مشروع الاستراتيجية وتسليط الضوء على المراحل المستقبلية لإطلاقها وتنفيذها بصورة فاعلة ، تنسجم مع الرؤية العامة للدولة بما في ذلك رؤية الإمارات 2021 لتقوم الاستراتيجية على الأسس العلمية السليمة والبحث العميق، مع تصميم البرامج والمبادرات بصورة مميزة قابلة للتنفيذ وأن تعزز الإبداع والابتكار ، وتكون نموذجاً فريداً ينطلق من الشباب أنفسهم ليلبي احتياجاتهم ويحقق تطلعاتهم كجزء أساسي من منظومة العمل الوطني، لكونها تنطلق من القناعة التامة لدى القيادة بأهمية الشباب وضرورة التعرف الى قضاياهم وتطلعاتهم كونهم درع الوطن وأساس النهضة والتقدم.

ولذلك، فإن الاستراتيجية تشمل توصيف الوضع الشبابي الراهن في الدولة ومن ثم وضع التوصيات المناسبة لتمكينهم وترجمتها على أرض الواقع بما يلائم مبادراتهم وبرامجهم مع رؤية الدولة، إضافة إلى تحديد آلية لقياس الأداء بما يكفل تقييم الاستراتيجية وتطبيقها بمنهجية مستدامة.

عبد الملك: تعبر عن قناعة القيادة

يرى إبراهيم عبد الملك، الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة، أن الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب تنطلق من القناعة التامة لدى القيادة بأهمية الشباب وضرورة التعرف على قضاياهم وتطلعاتهم كونهم درع الوطن وأساس النهضة والتقدم ولذلك فإن الاستراتيجية تشمل توصيف الوضع الشبابي الراهن في الدولة ومن ثم وضع التوصيات المناسبة لتمكينهم وترجمتها على أرض الواقع بما يلائم مبادراتهم وبرامجهم مع رؤية الدولة إضافة إلى تحديد آلية لقياس الأداء وذلك بما يكفل تقييم الاستراتيجية وتطبيقها بمنهجية مستدامة.

ويشير إلى أن هنالك مجموعة من الاجتماعات والملتقيات التي عقدت في إطار التنسيق بين وزارة الثقافة والهيئة، لافتاً إلى أن أهميتها تنبع من كونها تعكس إحدى الصور العملية للشراكة الاستراتيجية بين مؤسسات الدولة وفقاً لرؤية القيادة الرشيدة، لاسيما أنها تأتي في سياق استثمار كل الإمكانات المتاحة وتهيئة البيئة المناسبة للشباب الإماراتي بما يمكنهم من تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم والمضي قدماً نحو بناء الذات والإبداع والمساهمة في المؤسسات التي ينتمون لها وبالتالي في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.

أحد المشاريع مجلس وطني

مقترحات الشباب ورؤاهم تعتبر المادة الرئيسية للاستراتيجية، وفقاً لسعود بن حمودة، طالب بكلية الهندسة في جامعة الإمارات ورئيس نادي الابتكار فيها، وهو يشرف على مشروع المجلس الوطني الشبابي، أحد مشاريع الاستراتيجية. يشير ابن حمودة إلى أن عملهم يترجم رؤية قيادة الدولة لقضايا الشباب، إذ تقوم فكرة الاستراتيجية على أن تتعرف الدولة إلى أفكار الشباب، وآمالهم وطموحاتهم، ومشاكلهم، على أن يصيغوها ثم يترجموها إلى مشاريع تتبناها مؤسسات الدولة المختلفة، لتلبي شغف الشباب وتجد حلولاً لقضاياهم.

ويقول: «تتضمن الاستراتيجية التي شارك فيها جميع الشباب من مختلف إمارات الدولة مجموعة من المشاريع التي تلبي احتياجات هذه الفئة، وعملنا كان على مراحل بروح فريق العمل الواحد وعبر عدة لجان عملت على التعرف إلى هموم الشباب لكونها الأقرب لهم». ويبين ابن حمودة أنه يعمل مشرفاً على فريق عمل المجلس الوطني الشبابي، أحد المشاريع التي تعمل على إيجاد حلقة وصل بين الشباب ومؤسسات الدولة.
ويؤكد أنه تداول مع زملائه الأفكار والهيكلة التنظيمية للمجلس، مع مشاركته في مشروع بعنوان «استعد للعمل»، تقوم فكرته على تحسين دور الإرشاد الأكاديمي للشباب وتجهيزهم لاختيار البرامج الأكاديمية التي تناسبهم،لتتسق ومتطلبات سوق العمل. ويوضح أن لجان العمل والمشرفين لم يتركوا شاردة، إذ قاموا بجهد كبير في استطلاع آراء الشباب والتعرف إلى قضاياهم ومخاطبتها بآليات ثم عادوا إليهم مجدداً لمناقشتهم في آليات العمل والمردود المتوقع منها، الأمر الذي أسهم في تفجير طاقات الشباب، ليتقدم كل منهم بأفكاره التي تجد طريقها إلى المناقشة .

آليات بإشراف متخصصين

تعتمد الاستراتيجية، التي تعد الأولى من نوعها في الدولة، على آليات عمل مختلفة تتكئ على مخرجات الدراسات والبحوث التي يشرف عليها متخصصون من الخبراء والباحثين الاجتماعيين، للوصول إلى غاياتها. وتتمثل الغايات في توصيف الوضع الشبابي الحالي وعكس صورة دقيقة عن كل الخدمات والفرص المتاحة أمام الشباب التي توفرها جميع المؤسسات والهيئات العاملة في المجال بالدولة،إضافة الى تحديد مجالات التطوير وحصر التوصيات التي من شأنها تمكينهم في مختلف المجالات، مع بناء إطار عمل للتعاون والتنسيق بين جميع العاملين في قطاع الشباب في الدولة.

ويعد هذا الأمر مكسباً كبيراً للشباب، لما يوفره لهم من حلقات وصل ممتدة ومتاحة مع مختلف المؤسسات المعنية. ولتحقيق هذه الأهداف تتوسل الاستراتيجية مجموعة من الآليات، إذ تعتمد على خطة تنفيذية مبنية على مخرجات الاستراتيجية، ليرسم من خلالها الشباب كيفية تنزيل الوثيقة لأرض الواقع، بما في ذلك توسيع الدور الذي يقومون به ورفعه إلى مستويات جديدة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وإبراز دور الجهات الحكومية والمحلية فيما يختص بقطاع الشباب.
كل ذلك في وثيقة متكاملة توضح الوضع الشبابي في الدولة، ولم تغفل كذلك ضرورة توفر استقراءات مسبقة، لتنزل في شكل معايير لقياس كفاءة الأداء المتوقع للأفراد وفرق العمل المختلفة، فلكل منهم أدوار ومسؤوليات محددة ومهام واضحة للمشاركة في هذا الجهد الجماعي الشبابي الكبير.

فرق الإشراف

هيكلة فرق العمل تعمل على إعلاء روح فريق العمل، ففرق المرشدين، التي تقوم بهذه المهام الكبيرة، تجد الدعم من فرق الإشراف التي تتكون مجموعاتها من 10 من الشباب المواطنين، الذين يتصدون لهذه المهمة بنظام الدوام الجزئي، ليوفروا الدعم اللازم للمرشدين وتمكينهم من العمل بفعالية والقيام بالمهام المنوطة بهم على أكمل وجه وضمان التركيز والالتزام الكامل بالمهام.

وهناك موجهون يكملون تسلسل العمل الجماعي على الاستراتيجية، الذي مر بعدة مراحل، بدأت بتوفير الموارد وتحضير البيئة الملائمة للعمل تلتها مرحلة إشراك المعنيين والمهتمين وبدء التواصل والنقاش معهم، ثم تجميع المخرجات والبيانات، لتصاغ بعدها الاستراتيجية بشكلها النهائي ، وأخيراً تحضير الخطة التنفيذية بناء على توصيات الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب.

المرشدون

توخت الاستراتيجية كل الأسباب التي تجعل منها شبابية خالصة، لتجعل للشباب الدور الأساسي في وصفها وصيانتها، عبر تشكيل مجموعة عمل شبابية من المرشدين الإماراتيين وتدريبهم وإعدادهم بما يتناسب مع المهام الموكلة إليهم، وتوزيعهم بشكل يغطي أرجاء الدولة ويضمن الوصول إلى جميع فئات الشباب.

وتتلخص مهام المرشدين في التواصل الفعال مع أكبر عدد ممكن، وتقديم المشورة والمعلومات فيما يختص بجميع جوانب عملية البناء واستكشاف المجالات التي تحظى باهتمام خاص لدى الشباب والتي تمكنهم من الإسهام في التنمية الإيجابية مع المساهمة في المجالات المحددة من مشروع الاستراتيجية مثل مشاريع حملة وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم مؤتمر الشباب أو المعارض الشبابية، والترويج الإعلامي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"