عشاق الجمال يتدفقون إلى أودية الفجيرة

لا صوت يعلو على الخرير والماء يطوع الجبال
05:51 صباحا
قراءة 8 دقائق

تتمتع إمارة الفجيرة بمزايا ومقومات جغرافية وتاريخية وطبيعية تجعل منها منطقة سياحية في جميع فصول العام وتلبي معظم الأهداف التي ينشدها السائح، إذ تتوافر المواقع الأثرية والمشاتي والمصايف والينابيع الطبيعية والمزارع الخضراء والصحارى والشواطئ .

وأكثر ما يميز الفجيرة طبيعتها الخلابة ومناخها الجميل في موسم هطل الأمطار، فما إن تسقط حتى تتجه أنظار الجميع من المقيمين في الإمارة والقادمين إليها إلى مناطق الأودية والسدود التي تجري بها المياه لرؤية المشاهد المثيرة والمريحة ولقضاء أجمل الأوقات وسط الطبيعة الساحرة .

مناطق إمارة الفجيرة معروفة بجمالها خلال أيام الربيع والشتاء الدافئ في الإمارات ومن أكثر المناطق التي حباها الله بروعة وسحر وأمطار لا تتوقف حتى في الصيف .

وتمتاز مناطق الفجيرة بانخفاض درجات الحرارة وكثرة المناظر الطبيعية الخلابة التي تتمزج فيها الارتفاعات الجبلية بصوت جريان المياه والجمال الطبيعي الذي لم تمسه يد البشر .

وتكثر فيها الفنادق، والشاليهات الشاطئية، وتتوافر أمكنة خاصة للتخييم لخدمة السياح الراغبين بهذا النوع من الاقامة . ولذلك، منذ لحظة هطل الأمطار على مناطق الفجيرة تنشط حركة السياح من داخل الدولة وخارجها إلى مناطق الأودية والشلالات والسدود منها منطقة وادي وشلالات الوريعة ووادي السيجي ووادي وسط الحيل ووادي حام وسد البثنة وسد الحلاه ومسافي وغيرها من المناطق التي توجد فيها الوديان والسدود التي تقع بين ثنايا الجبال .

أحمد خليفة الشامسي، رئيس مجلس ادارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار قال: تعد مناطق الأودية والسدود والشلالات في انحاء الفجيرة في مواسم هطل الأمطار من أكثر المناطق جذباً للسياح من داخل الدولة وخارجها، خاصة الباحثين عن الطبيعة الخلابة، والطقس المعتدل والجو اللطيف .

وتمتاز هذه المناطق بجريان المياه من أعلى الجبال لترسم لوحة خيالية وتطرزها بصوت جريان الماء التي تتكلم عن روعة المكان وهذا ما جعلها من أجمل المنتجعات السياحية الشتوية في الإمارات .

وأضاف الشامسي: بين الحلم والحقيقة، يقضي السائح في موسم هطل الأمطار في الفجيرة أوقاته بين الأودية والسدود وشلالات المياه والجبال الشاهقة التي تعتبر في موسم هطل الأمطار تحدياً ممتعاً لهواة التسلق ولرؤية جريان الأودية من أعلى القمم حيث يستطيع الزائر أن يلمس صفاء الطبيعة، كما يستطيع الزائرون السير في دروب الأودية والتخييم فيها في مخيم خاص مزود بكل ما يلزم للمبيت المريح، وتستهوي الزائر الرحلات بسيارات الدفع الرباعي في تلك المناطق .

وأكد الشامسي أن هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بدأت بتنفيذ مشروع سياحي جديد يهدف إلى استقطاب المزيد من السياح من داخل الدولة وخارجها إلى الإمارة خاصة في موسم الشتاء، وهو مشروع السياحة الريفية الذي يقوم على جذب السياح إلى الأودية والسدود والجبال في القرى كواجهة سياحية جديدة من دون اهمال للنواحي التقليدية المتمثلة في سياحة الآثار والمنتجعات والقرى السياحية والرحلات البحرية .

وأشار إلى أن هناك أكثر من 50 قرية ريفية تابعة لمدن الفجيرة ودبا الفجيرة تضم العديد من الأودية والسدود والشلالات والشعاب الصغيرة، ومنها منطقة وادي السدر ووادي العبادلة والطيبة والحلاه ووادي الوريعة ووادي سهم ووادي الحيل ومسافي والبثنة والعديد من المناطق التي تشهد نشاطاً كبيرآً للحركة السياحية في مواسم هطل الأمطار .

سعيد السماحي، مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار يقول: تمتاز الفجيرة بوجود الكثير من الأودية والسدود والشلالات التي تعد شرياناً يتدفق بالحياة في أجواء هي في معظمها صحراوية .

وتضم الفجيرة 60 وادياً تعج بالمياه نظراً لوجود الجبال لأن الأودية تمتد وتتفرع لتصبح روافد مائية تتدفق ما بين التل والجبل والسهل مما يجعلها من أفضل الوجهات للسياحة الداخلية في الدولة في مواسم هطل الأمطار لأنها تتميز بالهدوء والمناظر الخلاب .

وأوضح السماحي أن هناك العديد من المناطق التي تضم عدداً من الأودية السحيقة التي تتفرع منها الفروع الصغيرة عقب هطل الأمطار وتستمر مساراتها حتى تصل إلى السدود، وأن السائحين يقصدون هذه المناطق لمشاهدة طبيعتها الساحرة وجريان المياه في الأودية والشعاب الصغيرة وإقامة الخيام في تلك المناطق .

باتريك أنطاكي، مدير عام منتجع شاطئ العقة بالفجيرة، يشير إلى أن موسم هطل الأمطار في الإمارة، هو نفسه فترة اعتدال الجو الذي يجعل للمنطقة جاذبية أكبر، خصوصاً وأن الطبيعة ساحرة وتتنوع فيها البيئات بين شواطئ بحرية وجبال صخرية وسهول منبسطة، وأودية ضخمة . ويقول: هذه الطبيعة بكل عناصرها تجعل المنطقة أكثر جذباً للسياح الذين يسعون بعد قدومهم إليها للتجوال فيها واكتشاف ما تضمه من نباتات وطيور برية أو أصداف بحرية .

أما بالنسبة لفترات هطل الأمطار فإن المواطنين والمقيمين اعتادوا على زيارة مواقع السدود والأودية والاستمتاع بمشهد جريان مياه الأمطار فيها، وهو ما يجلب لهم الشعور بالتفاؤل والإحساس بنعمة الله عليهم، ولهذا يطلقون على فترات سقوط الأمطار مواسم الخير، ففيها تزدهر مزارع المنطقة بالخضرة، ويكون المحصول أوفر بالنسبة للمزارعين .

وأضاف أنطاكي: نلاحظ قدوم الكثيرين في الفترات التي تعقب سقوط الأمطار، إذ يأتي البعض إلى مطاعمنا لتناول الغداء أو العشاء عندما تكون الأمطار في منتصف الأسبوع بينما يأتي آخرون في عطلة نهاية الأسبوع لتمضية الوقت في زيارة مواقع الأودية والسدود التي تكثر في منطقة دبا الفجيرة وتوابعها ومنها بالطبع سد الوريعة وسد زكت ووادي وم وغيرها .

ويؤكد أنطاكي أن هذه النوعية من السياحة التي تنشط مع هطل الأمطار تجذب الراغبين في الانطلاق والباحثين عن أجواء منعشة ونقية ومناظر استثنائية، وبهذا يصبح ارتياد هذه المناطق تجديداً للحيوية والنشاط، وأحد أهداف أي سائح يبحث عن تمضية إجازته بما يعود عليه بآثار إيجابية .

ويوضح أنطاكي أن البعض يرى في ارتياد مواقع الأودية والسدود وكلها تقع في مناطق جبلية نوعاً من سياحة المغامرة التي تجذب الكثيرين للقيام بها خصوصاً في ظل ما تحظى به البلاد من أمن وأمان .

محمد فكري مدير عام فندق كونكورد الفجيرة يقول: أعداد كبيرة من نزلاء الفندق يعيشون المناطق الجبلية والوديان المنتشرة بإمارة الفجيرة في مواسم هطل الأمطار، سواء من السياح العرب أو الأجانب، ويسعون للاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء النقي والمناخ الرائع الذي لا يوجد في أي منطقة أخرى .

وأضاف: أن سياحة مناطق الفجيرة الجبلية والوديان في موسم هطل الأمطار تشهد إقبالاً متزايداً من السياح من خارج الدولة، ومن الشباب أو العائلات من داخلها هرباً من ضجيج السيارات وازدحام المدن إلى الهدوء والبساطة والاسترخاء البدني والذهني . ومن تلك المناطق منطقة شلالات وادي الوريعة التي تعد أحد أهم الشلالات التي تجري فيها المياه العذبة وتتميز بوجود مساقط للمياه العذبة تندفع منها المياه إذا فاضت على اتساع المنطقة الصخرية لتسقط في الوادي من ارتفاع كبير محدثة صوتاً هادراً في غاية الجمال .

ويؤكد فكري أن السلاسل الجبلية والأودية في الفجيرة في وقت هطل الأمطار تشجع السياح على ارتيادها لأنها تشكل مناطق رائعة أثناء جريان المياه من أعلى قمم الجبال ولشعورهم بالأمان خلال التجول بينها، إذ لا يوجد أي مصدر للازعاج أو القلق ولا يوجد أي نوع من الحيوانات الخطرة، ولا تشكل قمم الجبال أية خطورة لوجود العلامات الارشادية اللازمة للتجول الآمن .

وحسب علي محمد الذخيري، صاحب مكتب للرحلات البحرية والغوص، يكثر السياح والزوار في أماكن الأودية والسدود التي تتجمع فيها مياه الأمطار وخاصة أيام العطلات وذلك للتمتع بالمناظر الطبيعية والجبال الشاهقة التي تحتضن تلك الأودية والسدود .

ويؤكد الذخيري: أن زيارة مناطق الأودية والسدود والشلالات الوافرة وأماكن تجمع المياه في أحضان الجبال في الفجيرة تجربة رائعة لعشاق المناظر الطبيعية الذين يبحثون عن أماكن جميلة لقضاء أمتع الأوقات بعيداً عن روتين قيود العمل .

ويقول: تعتبر دبا الفجيرة نجمة السياحة الشتوية، ففي هذا الموسم تكتظ بآلاف الرواد لتميزها بمواقع الأودية والشلالات الوافرة بالمياه العذبة وبمنتجعات شتوية راقية ومناظر رائعة تتمثل بالأودية والشلالات كما أن المناخ الجبلي البعيد عن التلوث يمدهم بالصحة .

ومن زوار تلك المواقع سالم عبد الزيودي: كل عطلة أسبوعية في موسم هطل الأمطار أذهب وأهلي إلى مناطق الأودية والسدود الواقعة خلف جبال الفجيرة وخاصة منطقة وادي الوريعة حيث نقضي أياماً من الراحة والمتعة وفي كل مرة نعود فيها لزيارة هذا المكان نحس كأننا نزوره للمرة الأولى لما تحويه من مناظر جذابة وطبيعية خلابة تأسر القلوب . وكثيراً ما أرى فيه سائحين كثيرين من خارج الدولة يقيمون في الخيام المقامة بالقرب من الوادي ويعجبني منظر لهفتهم وفرحهم وهم يتجولون في المكان وأماكن الأودية والسدود في تلك المناطق .

يوسف محمد الحوسني يقول: اشتياقي لمناطق الأودية والسدود في موسم هطل الأمطار يجعلني لا أحس بالمسافة من دبي وإليها فهي أماكن يعجز اللسان عن وصفها .

خالد الضنحاني يقول: التوافد الكبير لمواطنين وعرب وأجانب، على مناطق الأودية والسدود والشلالات في إمارة الفجيرة وضواحيها . دليل على ما فيها من جمال، وما تزخر به من طبيعة خلابة تبعث على الراحة .

عبيد محمد عبيد يقول: أستغل وأسرتي وقت هطل الأمطار على مناطق الفجيرة وخاصة منطقتي مسافي والسيجي، ومناطق دبا الفجيرة وطويين بالتوجه إلى الوديان والسدود في تلك المناطق للاستمتاع بمناظر جريان الماء في الأودية وبالطبيعة الخلابة في أحضان الجبال، فروعة المكان في الوديان المحيطة بالجبال تأسرني وتنقلني إلى عالم آخر أما سقوط الأمطار الجميلة على الجبال فيرسم لوحة خيالية .

راشد علي الزعابي يقول: في كل مرة أزور فيها مناطق الأودية والسدود بعد هطل الأمطار أنصب خيمة لأسرتي لنستمتع بالهدوء وبمناظر جريان المياه في الأودية وبالطبيعة بعيداً عن ضوضاء المدينة وازدحامها، والأهل يستمتعون كثيراً بالطبخ على الحطب في تلك المناطق .

أم علي الزعابي تقول: أكثر ما يشدني في تلك المناطق وجود السدود التي تحيط بها الجبال من مختلف الجهات ويستطيع الشخص أن يخيم في البر وسط الجبال مع استمتاعه بإطلالة رائعة فريدة من نوعها .

ويقول السائح باتريك كويسنون: عند زياراتي لتلك المناطق أقوم بعدد من الجولات الحرة وتسلق الجبال والسير في الوديان على الأقدام وكذلك بالسيارات وفي وقت هطل الأمطار على تلك المناطق تتوفر كل مقومات المغامرة والنزهة في أحضان الطبيعة الجبلية التي تتميز بها الفجيرة عن غيرها من مناطق الدولة .

ويضيف: تجولت في الجبال والوديان التي تجري فيها المياه في عدد من مناطق الفجيرة بصحبة دليل ومن خلال هذه الرحلة تمكنت من رؤية الوجه الجميل من الجبال فهي ليست خالية من الحياة، بل مفعمة بالحياة البرية والمناخ المتوازن والأشجار التي تحيا في أحضان الجبال وعلى مشارف الوديان كما أن صعوبة المرتفعات ووعورة الطريق بين الوديان والجبال أضفتا مزيداً من المغامرة والتشويق .

وتشير السائحة فيرنوك كويسنون إلى أنها استمتعت بالرحلة البرية في وقت هطل الأمطار بين الوديان والجبال حيث تمكنت من مشاهدة العديد من الأودية الكبيرة والصغيرة التي تحركت فيها المياه بعد أن هطلت الأمطار .

وتقول: من أجمل ما شاهدت المناظر الجبلية في الفجيرة في وقت هطل الأمطار، إضافة إلى انسياب المياه العذبة في الأودية الطبيعية بين الجبال مما يشكل مشهداً رائعاً لم نجده في أي مكان آخر في العالم .

مريم راشد اليماحي تقول: أستمتع كثيراً بالقدوم إلى مناطق تجمع المياه بعد هطلها على الجبال وتجمعها في الأودية والسدود وذلك لالتقاط الصور للجبال والاستمتاع بشلالات المياه الطبيعية المنحدرة من قمم الجبال .

وتشير اليماحي إلى أن تلك المناطق أصبحت مقصد السياح من داخل الدولة وخارجها للاستمتاع بالهدوء والطبيعة الخلابة بعيداً عن الضوضاء وزحام المدن .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"