“مدارس بلا ورق” يبحر بالطلبة في بيئة تربوية افتراضية

حقق نجاحاً في 3 منها في أبوظبي
03:41 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي - إيمان سرور:
اتفق عدد من التربويين في 3 مدارس بأبوظبي، هي مدرسة درويش بن كرم للتعليم الأساسي والثانوي، ومدرسة خليفة بن زايد للتعليم الثانوي، ومدرسة زايد الثاني الحلقة الثانية، على تنفيذ مشروع "مدارس بلا ورق" الذي يهدف إلى خلق بيئة تربوية افتراضية على شبكة الإنترنت تعنى بالتعلم الذكي كوسيلة حديثة تلبي حاجات الطلاب المختلفة وتراعي مهارات القرن الواحد والعشرين وتعتمد على استخدام الوسائل التقنية الحديثة في العملية التعليمية .
حقق المشروع نجاحاً منقطع النظير في فترة تطبيقه التي لم تتعد 3 أشهر حيث أشاد المعلمون والطلاب بأهمية مثل هذه المشاريع في تحقيق التواصل المستمر مع الطلاب، وتسهيل وصول المعلومة في أي وقت وأي مكان وبأسرع الطرق .
بدأ تنفيذ المشروع مطلع العام الدراسي 2014-،2015 حيث اجتمع ممثلو المدارس الثلاثة واتفقوا على آلية العمل وتم توزيع المهام والتكاليف، وتم تصميم الموقع وحجز المنصات الثلاث التفاعلية وعمل حساب لجميع المعلمين في المدارس عليها، وفي بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي اكتمل المشروع وبدأ تفاعل الطلاب مع المعلمين .
وقال طارق رفعت بهي الدين (حاصل على جائزة خليفة التربوية)، المصمم والمشرف العام على المشروع إن فكرة المشروع جاءت بعد استطلاع آراء الطلاب والمعلمين عن أهمية استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، والتي أجمع فيها الطلاب والمعلمون على أنها أصبحت أمراً لا بديل عنه، وان الحاجة الفعلية لمثل هذه المشاريع ظهرت بعد ما أصبح الكتاب المدرسي أحد مصادر التعلم وليس المصدر الوحيد، وبالتالي أصبح لجوء الطلاب للمنصات المختلفة والمنتشرة على شبكة الإنترنت للحصول على المعلومة، لذلك فإن مثل هذه المشاريع التربوية تقوم بدور عظيم في توجيه الطلاب إلى المصادر الصحيحة للمعلومات والتواصل مع معلميهم الحقيقيين بصورة مستمرة .
وأضاف أن دور المعلم في الوقت الحالي أصبح لا يقتصر على التلقين ونقل المعلومة إلى الطالب وإنما تعدى ذلك إلى أن يكون مصمم برامج ومدرباً، وأن يكون لديه الخبرة الكافية في استخدام الوسائل التعليمية الحديثة التي تعتمد على استخدام الأجهزة الذكية في العملية التعليمية، مشيراً إلى أنه من خلال استطلاع الرأي اتفق فريق العمل على أن تكون أدوات المشروع ثلاث منصات رئيسية افتراضية لتفاعل المعلم مع الطالب وهي المدونة الالكترونية، وموقع "إدمودو" والفصول الافتراضية .
وأشار بهي الدين إلى أن المشروع يهدف إلى زيادة عدد الطلاب والمعلمين المستخدمين لمنصات التواصل والتعلم على شبكة الانترنت مثل الفصول الافتراضية، وبالتالي إذا مانجحنا في تشجيع الطلاب على طريقة التعلم الحديثة هذه فنحن خطونا خطوة كبيرة في اتجاه القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية حيث إن المعلم سيكون موجوداً مع الطالب صوتاً وصورة في أي مكان وأي وقت من خلال هذه المنصات التفاعلية المزودة بكل الوسائل التعليمية من سبورة ذكية وعروض تقديمية وأفلام فيديو ومستندات وأوراق عمل واختبارات الكترونية .
وقال عيسى الشكيلي معلم الحاسوب في مدرسة درويش بن كرم وعضو فريق مشروع مدارس بلا ورق إن المشروع سهّل عليه كثيراً عملية التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور من خلال برنامج إدمودو المنصة الثانية في المشروع، وإن غرفة الحاسوب تستقبل يومياً أكثر من 6 حصص منفذة على موقع إدمودو، حيث بلغ عدد الزيارات للموقع أكثر من 4 آلاف زيارة في فترة تنفيذ المشروع .
وقال صالح الشحي مدير مدرسة درويش بن كرم إنه تحمس كثيراً لفكرة المشروع عندما عرض عليه في بداية العام الدراسي، وأكد أن الميدان التربوي في حاجة ماسة لمثل هذه المشاريع التربوية التي تشجع على أساليب التعلم الذكي في العملية التعليمية، وأنه من خلال تواصله المستمر مع أولياء الأمور والطلاب بدا واضحاً مدى رضاهم وإقبالهم على المشروع .
وأكد الدكتور عبد الرحمن الطوالبة معلم مادة الرياضيات في مدرسة خليفة بن زايد استمتاع طلابه كثيراً بالحصص الافتراضية، المنصة الثالثة في المشروع، وأنه من خلال هذه الحصص أصبح التواصل مع الطلاب أكثر سهولة وأن التدريس من خلال الحصص الافتراضية أصبح كالمدرس الخصوصي لكنه وفر على الطالب المال والجهد في الانتقال من منزله، حيث يجد المدرس معه صوتاً وصورة بعد وقت الدوام الرسمي ساعتين على الأقل أسبوعياً، حيث يجيب المعلم على استفساراته ويوضح له أي مشكلة يمكن أن يعانيها .
وأشار محمد الزيدي معلم مادة الحاسوب في مدرسة خليفة بن زايد إلى أن جميع معلمي مدرستي خليفة بن زايد ودرويش بن كرم قاموا برفع أوراق عمل متنوعة ومفيدة للطلاب من خلال المدونة الالكترونية المنصة الأولى في المشروع، وأن أوراق العمل المرفوعة اتسمت بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، كما غطت جزءاً كبيراً من المنهج في الفصل الدراسي الأول، وأن الطلاب في حاجة لمثل هذه الأوراق كي تكون تدريباً وعوناً لهم قبل الدخول إلى امتحان نهاية الفصل الدراسي .
وقال أحمد عبد المحسن معلم اللغة العربية في مدرسة زايد الثاني إن المشروع بمنصاته أتاح لكثير من المعلمين نشر المواد التعليمية سواء المتعلقة بالمنهج أو الاثرائية بكل سهولة ويسر واصبح التواصل مع الطالب وولي الأمر من أهم مميزات التعلم الالكتروني، فيما أكد هاني إسماعيل معلم الرياضيات في مدرسة زايد الثاني أن وجود منصة خاصة للمدارس الثلاث أتاح لفريق العمل تحليل وجمع المعلومات عن المشروع وعدد المشاركين فيه بمنتهى السهولة والوضوح .

تلبية احتياجات الطلاب

قال الطالب حازم حسن في الصف التاسع بمدرسة درويش بن كرم إن المشروع بأدواته المختلفة لبى احتياجات معظم الطلاب وأنه استمتع بالتواجد في المنصات الثلاث للمشروع، وكان أكثرها متعة منصة الفصول الافتراضية التي أتاحت له التواصل مع معلميه بعد أوقات الدوام الرسمي .
وقال الطالب سالم سعيد الشامسي الصف العاشر مدرسة خليفة بن زايد إنه استمتع كثيراً بإحدى الحصص الافتراضية مع معلم الرياضيات عبد الرحمن الطوالبة وأنه قام بحل العديد من التمارين مع المعلم أثناء الحصة وتمنى أن تكون كل الحصص على شبكة الانترنت، أما الطالب ماجد أشرف الدقاق في الصف التاسع من مدرسة زايد الثاني فقال إنه قام بتحميل العديد من أوراق العمل الخاصة بالصف التاسع من خلال المدونة الالكترونية والتي اتسمت بالتنوع وغطت معظم أجزاء المنهج في جميع المواد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"