الالتهاب الرئوي..لقاحات الوقاية وحدها لا تكفي

03:08 صباحا
قراءة 5 دقائق
يعتبر الالتهاب الرئوي من العدوى الشائعة التي تتسبب فيها البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ويتراوح المرض من الإصابة الخفيفة إلى الإصابة شديدة الخطورة، ويعتمد ذلك على حالة المريض. ويتوفر العديد من العلاجات للالتهاب الرئوي، ويعتمد العلاج في المقام الأول على مسببات المرض، إضافة إلى معدل الأعراض والفئة العمرية للمصاب وصحته العامة. وتبدأ مرحلة الشفاء لدى الأصحاء في مدة تتراوح بين أسبوع واحد وحتى ثلاثة أسابيع.
في بعض الأحيان قد يشكل مرض الالتهاب الرئوي.. خطورة على حياة المصاب. ومن الجيّد أنه يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي عن طريق لقاح الإنفلونزا على نحو سنوي، حيث إن الفيروسات المسؤولة عنه قد تؤدي إلى حدوث التهاب رئوي، إضافة إلى الغسل المتكرر لليدين، وينصح الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بتلقي لقاح المكورات الرئوية بشكل دوري.
الإصابة بالمرض

ويعتبر الالتهاب الرئوي من العدوى الرئوية الشائعة، التي تتسبب بها البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، وغالباً ما تنقل العدوى عن طريق السعال، والعطاس، واللمس، أو حتى التنفس. وقد تنتقل أيضاً من خلال أشخاص لا تظهر عليهم أعراض المرض. ومن أهم المعلومات الخاصة بالمرض أنه عدوى تصيب الرئة، وقد يكون ناجماً عن مضاعفات نزلات البرد. وتبدأ مرحلة الشفاء لدى الأصحاء في غضون أسبوع واحد وحتى ثلاثة أسابيع، إلا أنه وفي بعض الأحيان قد يشكل المرض خطورة على حياة المصاب. ويمكن تجنّب أحد أشكال الالتهاب الرئوي الجرثومي، عن طريق الحصول على اللقاحات اللازمة، وممارسة العادات الصحية الجيدة.
والالتهاب الرئوي هو مرض تسببه عدوى تصيب الرئتين أو إحداهما، ويمكن أن ينتج عن البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ويعد الفهم الصحيح لمسببات المرض أمراً أساسياً، حيث إن العلاج يعتمد في المقام الأول على السبب. وغالباً ما تكون حالات الالتهاب الرئوي في الولايات المتحدة ناجمة عن الفيروسات؛ إذ إنها تعتبر أكثر الأسباب شيوعاً لعدوى التهاب الرئة لدى الفئات العمرية الصغيرة والشبابية. ويعتبر فيروس الإنفلونزا من أبرز أسباب الالتهاب الرئوي الفيروسي لدى البالغين، وتشمل الفيروسات الأخرى المسببة لهذا المرض، فيروس المخلوي التنفسي، والفيروسية الأنفية، وفيروس الهربس البسيط، وفيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، وغيرها.
تأثيرات سلبية

وفي معظم الأحيان يقوم كل من الأنف والممرات الهوائية بتصفية الهواء الذي نتنفّسه من الجراثيم، وهذا ما يقي الرئتين الإصابة بالأمراض، إلا أن الجراثيم قد تتمكن بطريقة أو بأخرى من الدخول إلى الرئتين وتسبب العدوى، ومن المرجح حدوث ذلك في حالات ضعف جهاز المناعة، ووجود مستوطنات كثيرة من الجراثيم، أو وجود جراثيم قوية، وفي حالات أخرى عدم قدرة الجسم على تصفية الجراثيم من الجهاز التنفسي. وعندما تصل الجراثيم إلى الرئة، فإن الحويصلات الهوائية تصبح ملتهبة وتمتلئ بالسوائل والقيح، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض الأولية للالتهاب الرئوي، كالسعال والحمى والقشعريرة وصعوبة التنفس.
أهم الأعراض

ويمكن لأعراض الالتهاب الرئوي أن تتراوح بين الإصابة الخفيفة إلى شديدة الخطورة، ويعتمد ذلك على نوع الالتهاب الرئوي، والفئة العمرية، والصحة العامة للمصاب، وتتمثل أبرز الأعراض في السعال المصحوب بخروج بعض السوائل المخاطية، إضافة إلى الشعور بحمى خفيفة أو مرتفعة، والارتعاد والقشعريرة. أما ضيق التنفس، فقد يحدث عند صعود السلالم فقط. ومن الأعراض الأخرى اشتداد الآلام الحادة في الصدر عند التنفس بعمق، أو عند السعال، إضافة إلى الصداع والتعرق المفرط، وبرودة البشرة، وفقدان الشهية، والشعور بالتعب والإرهاق، فضلاً عن التشوش خاصة لدى كبار السن.
وتختلف أعراض العدوى الفيروسية عن العدوى البكتيرية، وتتمثل أعراض العدوى البكتيرية في ارتفاع حاد في درجة الحرارة، التي يمكن أن تصل إلى 105 درجات (فهرنهايت)، والتعرق المفرط، وزيادة معدل سرعة التنفس ونبضات القلب، وميل الشفتين والأظافر إلى اللون الأزرق، والتشوش الذي يظهر غالباً لدى كبار السن. أما الالتهاب الفيروسي فتتشابه أعراضه مع فيروس الإنفلونزا، وتتضمن الحمى والسعال الجاف، والصداع وآلام العضلات، والشعور بالتعب.
ويمكن للعديد من الجراثيم المختلفة أن تسبب الالتهاب الرئوي، إلا أن مسبباته الرئيسية تتمثل في البكتيريا والفيروسات والميكوبلاسماس (الالتهاب الرئوي المفطور)، والعوامل المعدية الأخرى، مثل الفطريات، إضافة إلى التعرّض لمختلف المواد الكيميائية. وتتضمن العوامل التي تزيد فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي، التدخين، والتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، كنزلات البرد، والتهاب الحنجرة، علاوة على صعوبة البلع التي يمكن أن يكون سببها السكتة الدماغية، والخرف، ومرض باركنسون، أو غيرها من الحالات العصبية، وأمراض الرئة المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وتوسع القصبات أو التليف الكيسي، انتهاء بضعف جهاز المناعة واضطرابات المناعة الذاتية.
التشخيص والعلاج

ويتم تشخيص مرض الالتهاب الرئوي عبر الفحص البدني، حيث يقوم الطبيب بالاستماع إلى الرئتين باستخدام السماعة، وفي حال وجود المرض تصدر الرئتان أصواتاً تشبه أصوات الفقاعات والأزيز، إضافة إلى إجراء فحص التصوير بالأشعة السينية. وقد يحتاج بعض المرضى إلى فحوص أخرى، تتضمن فحص الدم للتحقق من عدد خلايا الدم البيضاء، والصور المقطعية لمنطقة الصدر، وفحص السوائل المخاطية التي تُفرزها الرئتان.
وفي أغلب الحالات، يمكن علاج الالتهاب الرئوي في البيت دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى، فما على المريض إلا أن يتناول الكثير من السوائل التي تساعد على تخفيف الإفرازات، والإكثار من الراحة واستشارة الطبيب فيما يتعلق بتناول الدواء المناسب، في حال وجود سعال شديد يمنع المريض من أخذ قسط من الراحة، إضافة إلى السيطرة على الحرارة من خلال تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات. وفي حال اضطر المريض إلى الذهاب للمشفى، فإنه يتم إعطاؤه السوائل والمضادات الحيوية عن طريق الوريد والمعالجة بالأكسجين. أما الفئات التي يكون لزاماً عليها التوجه للمشفى في حال الإصابة بالالتهاب الرئوي، فهم الذين يعانون مشاكل صحية خطيرة، علاوة على من يعانون أعراضاً تصل إلى حد الخطورة، وغير القادرين على الاعتناء بأنفسهم، لا سيما عدم المقدرة على تناول الطعام أوالشراب، أو الذين يتجاوزون 65 عاماً من العمر.
التماثل للشفاء

ويمكن أن يتعافى الأصحاء من الالتهاب الرئوي في غضون أسبوع واحد، وقد تبدأ مرحلة الشفاء لدى الفئات العمرية المتوسطة أو كبار السن في غضون أسابيع، قبل أن يستعيدوا كامل قواهم الجسمانية، وقد يحتاج مريض الالتهاب الرئوي الحاد إلى وقت طويل للشفاء التام؛ لذا تتوجب الراحة الكافية لأولئك المرضى.
المضاعفات المحتملة

ويصاحب الالتهاب الرئوي اضطرابات الجهاز التنفسي التي قد تؤدي بدورها لصعوبة في التنفس، ويمكن أن يتطلب العلاج الاستعانة بجهاز التنفس، أو إجراء التنفس الصناعي، كما أن من مضاعفاته تعفن الدم أو ما يعرف بـ (إنتان)، وهي حالة مرضية خطيرة تتميّز بتفاعل التهابي معمم، يؤدي إلى عدم قدرة أعضاء الجسم على أداء وظائفها، علاوة على التقيح الرئوي، وهو جوف حاوٍ للقيح ضمن النسيج الرئوي.
الوقاية

ويمكن تجنب الإصابة بالالتهاب الرئوي عن طريق تلقي اللقاحات اللازمة بشكل دوري، وتتضمن لقاح الإنفلونزا، حيث إن فيروس الإنفلونزا يعد من أكثر المسببات شيوعاً لعدوى الالتهاب الرئوي، كما يتم تطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وكبار السن ممن تجاوزوا65 عاماً بلقاح المكورات الرئوية. ويتوفر العديد من اللقاحات المختلفة لتجنب الإصابة بعدوى فيروسية أو جرثومية، يمكن أن تؤدي بدورها للإصابة بالالتهاب الرئوي. وتشمل هذه اللقاحات، لقاح السعال الديكي، والحصبة والجدري، ومن الواجب استشارة الطبيب قبل تلقّي أي من تلك اللقاحات المذكورة.
كما أن غسل اليدين بشكل متكرر، يعتبر من أبرز عوامل الوقاية من المرض، خصوصاً بعد تنظيف الأنف واستخدام دورة المياه، وتغيير حفاضات الأطفال، وقبل إعداد الطعام وبعد تناوله، فضلاً عن الإقلاع عن التدخين؛ إذ يُلحق التبغ أضراراً جسيمة بقدرة الرئة على محاربة العدوى بكافة أنواعها، وقد أثبتت الدراسات أن المدخّنين هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ويعتبر المدخنون أكثر الفئات التي يترتب عليها تلقي لقاح المكورات الرئوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"