أمراض السفر والعطلات

12:56 مساء
قراءة 11 دقيقة

مع انتهاء موسم العطلات وحلول موسم العودة للمدارس - وما يرافقه من متاعب لأولياء الأمور - ومع اقتراب فصل الصيف، والعطلات السنوية من نهايته، ينتاب البعض منا شعور بالكآبة والفتور والإرهاق، وبالفعل قد تكون هذه الأحاسيس مجرد كآبة وتعب اعتدنا أن يترافقا مع نهاية موسم الإجازات، ولكن ثمة احتمالات ضعيفة بأن تكون هذه التغيرات البدنية والمعنوية بمثابة مؤشرات على وجود متاعب صحية أكبر وأكثر خطورة.

بالطبع يلحظ المرء فوراً أي تلبك في معدته أو أي إصابة يتعرض لها خلال العطلة . ولكن توجد أمراض لا يدرك كنهها أغلبية الناس تأخذ وقتاً قبل أن تُظهر أية أعراض، ولذلك يحتاج القراء لمعرفة ما الذي ينبغي عليهم أن يلاحظوه وينتبهوا له . وفي التحقيق التالي نستعرض اهم الامراض التي تنتقل اثناء السفر والعطلات مع أبرز العوارض الصحية وما ينبغي عمله بعد ملاحظة أي منها.

التهاب الكبد الوبائي A

الأعراض:

الخمول، والشعور بغثيان وتحول لون البشرة للأصفر لفترة من أسبوعين إلى ستة أسابيع بعد العودة للمنزل .

قد تكون هذه الأعراض مؤشراً للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النمط #187;A #171; إلتهاب أو عدوى فيروسية وبائية مستوطنة تتركز في مناطق من إفريقيا، وأمريكا الجنوبية والوسطى#171; وفي العادة ينتقل هذا المرض عبر تناول الطعام الملوث، ولذلك كن حذراً وانتبه جيداً إذا تعرضت لتسمم غذائي .

كما ان استخدام بعض الناس لكريمات الوقاية من أشعة الشمس وكريمات التسمير، قد يخفي إصفرار البشرة الذي يعد من أبرز مؤشرات الإصابة ب#187;اليرقان#171;، ولذلك أحرص على فحص بياض العينين الذي من الممكن أن يتحول بدوره للون الأصفر .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

من الممكن أن تقاومه بالخلود للراحة في الفراش بيد أن مرض إلتهاب الكبد الوبائي #187;النمط A #171; يمكن أن يكون مميتاً .

ويقول الدكتور آشلي براون، استشاري أمراض الكبد في مستشفى سانت ماري بلندن: #187;إذا أصبت برضوض، نزف، قلق أو نعاس، ينبغي عليك أن تطلب عناية طبية فوراً#171; .

حمى الضنك

الأعراض:

نوبات صداع حادة خلف العيون - تستغرق أسبوعين بعد العطلة - إضافة لحمى وآلام شديدة في المفاصل، تستمر 5 أيام بعد الإصابة بالحمى، وقد تشعر أيضاً بطفح جلدي يتحول معه لون البشرة للأحمر القاني .

قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بحمى حمى الضنك، او #187;حمى الدنج#171;، وهو مرض ينتقل بالبعوض - وشائع أكثر في وجهات العطلات شبه الاستوائية مثل كوستاريكا وسنغافورة وسيشل .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

تشاور مع طبيبك، ففي أغلب الحالات ستكون قادراً على التعافي بأخذ راحة سريرية في المنزل، ولكن في الحالات الشديدة - أو إذا كنت تعاني من مشاكل صحية كامنة - قد يستلزم الأمر الإقامة في المستشفى .

الملاريا

الأعراض:

الإصابة بحمى، رعشة، ألم في المفاصل وقيء، واستمرارية هذه الأعراض لفترة تراوح بين أسبوع وعدة أشهر بعد العودة من إجازة السفر .

قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بمرض الملاريا ذ بالنسبة لهذا المرض، لا تفترض أنك بأمان، لأنك تناولت العقاقير المضادة للملاريا قبل زيارتك لمنطقة تتسم بانتشار الملاريا فيها، وعدم تعرضك لقرص البعوض.

ويقول الأطباء إن المسافرين الذين يأخذون العلاجات المقاومة للملاريا، يمكن أن تظهر اعراض المرض عليهم بعد فترة ليست قليلة .

وفي عام 2010 نقلت المغنية البريطانية المعروفة شيريل كول للمستشفى، عندما أصيبت بالملاريا بعد أسبوعين من عودتها من إجازة أمضتها في تنزانيا .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

يقول الأطباء إن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي للإصابة بالنوبات، الأنيميا، الفشل الكلوي، تراكم سائل في الرئتين، فقدان الوعي وحتى الوفاة . ويعتمد العلاج على المنطقة التي زرتها ونوعية مضاد الملاريا الذي تعاطيته .

وتقول الدكتورة جانيس مين استشارية الأمراض المعدية في مستشفى سانت ماري بلندن: #187;إذا اختبرت أعراضاً بعد عودتك من الإجازة، أخبر طبيبك بأنك كنت في زيارة لمنطقة ينتشر فيها مرض الملاريا لكي يجري لك فحوص الدم اللازمة والمتعلقة بهذا المرض .

والمعروف أن السلالات الأخطر من الملاريا يمكنها أن تصيب الجسد بإعياء شديد بسرعة كبيرة، ولذلك ينبغي أن تذهب فوراً لوحدة الطوارئ في المستشفى إذا طالت فترة نوبة الملاريا .

ويلاحظ أن أعراض الملاريا الأولية غير محددة وفي الغالب تكون مشابهة لاعراض نزلة البرد، ولذلك أحرص على إخبار الأطباء بأنك كنت في زيارة لمنطقة، ينتشر فيها مرض الملاريا#171; .

ويقول الأطباء أن بعض الأدوية والعلاجات المضادة للملاريا يجب أن تؤخذ لفترة تصل لشهر بعد عودتك من منطقة موبؤة بالملاريا . #187;جرثومة الملاريا قد تكون كامنة في جسمك ولذلك من المهم أن تحرص على إكمال الجرعة الدوائية #187;الكورس#171; .

مرض ليم

الأعراض:

ظهور بقع شديدة الإحمرار وكروية الشكل على الجلد تبدأ في الإنحسار عند المنتصف #187;أو في مركزها#171;، وقد يترافق معها ألم في العضلات والمفاصل، وحمى، ونوبات صداع وشعور بالتعب .

قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بمرض ليم . وقد اكتشف هذا المرض أول مرة في منطقة ليم في ولاية كونيتيكت الأمريكية، ولهذا سمي بهذا الاسم، لكنه واسع الانتشار في أوروبا الوسطى .

ويقول الأطباء إن المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض تعتبر من المقاصد الشهيرة لتمضية العطلات في المملكة المتحدة مثل المرتفعات الأسكتلندية #187;سكوتيش هايلاندز#171; والغابة الجديدة #187;نيو فوريست#171; .

وينتقل هذا المرض بقرصات من حشرة القراد، والتشخيص من الممكن أن يجانب الدقة لأن الطفح قد يستغرق فترة تصل لشهر حتى يبدأ بالظهور، وقد لا يظهر في منطقة القرصة .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

قابل طبيبك، وإذا لم يعالج، فإن المضاعفات المتأخرة ستشمل تلف العصب، إلتهاب المفاصل وإفساد التحكم بإيقاع نبض القلب .

وتقول الدكتورة جانيس أن فحوص الدم يمكنها أن تؤكد التشخيص، وأخذ المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الممكن أن يحول دون حدوث مضاعفات أكثر خطورة . والوقاية من هذا المرض مهمة للغاية، ولذلك إذا كنت تتنزه في منطقة معروفة باحتوائها على حشرة القراد، أحرص على إرتداء #187;بناطيل#171; طويلة بدلاً من #187;الشورتات#171; القصيرة .

الجلطات الوريدية العميقة

الأعراض:

تورم، وإحمرار أو ألم في عضلات ربلة الساق في قدم واحدة #187;بعد أسبوع أو نحوه من عودتك من السفر#171; .

قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بجلطة #187;أو جلطات#171; وريدية عميقة #187;DVT#171; .

ويقول الأطباء أن هذه الجلطات الدموية التي تتكون في أوردة الساق من الممكن أن تنتقل للقلب أو الرئتين مسببة إنسداداً مميتاً .

وتزداد أرجحية الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة عند السفر من طقس ساخن، لأن الجفاف يؤدي لتجلط الدم .

ويقول الأطباء أيضاً أن النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من زيادة أوزانهم، والمسنين، والمدخنين، والنساء اللائي يأخذن عقاقير أو بدائل هرمونية، هم الأكثر تعرضاً للإصابة بهذه الجلطات .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

قابل طبيبك . فإذا كانت الإصابة بجلطة وريدية مرجحة، ففي هذه الحالة يمكن لفحص تصويري سريع في المستشفى أن يؤكدها .

ويقول الأطباء أن حقن #187;هيبارين#171; المميعة للدم يمكنها الحيلولة دون نمو الجلطة، ويرى الأطباء أن ارتداء الجوارب الضاغطة يمكنه تقليل مخاطر رجوع أو تكرار تشكل الجلطات .

الصمة الرئوية

الأعراض:

ضيق شديد في التنفس، ألم في الصدر وسعال مصحوب بخروج دم، واستمرارية هذه الأعراض لفترة أسبوع بعد العودة من السفر .

قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بإنسداد في الشريان الرئوي #187;صمة رئوية#171; ناجم من الإصابة بجلطة وريدية عميقة .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله؟

هذه حالة طارئة ولذلك ينبغي عليك أن تتصل فوراً ب999 ومن المفترض أن تظهر صور الأشعة ما إذا كان الشريان المؤدي للرئة قد تعرض لإنسداد . وفي هذه الحالة قد يستلزم الأمر إجراء عملية جراحية .

الزحار

الأعراض:

نوبات إسهال شديدة ومتكررة، الشعور بإنهاك وتعب، تجشؤ مصحوب برائحة كريهة . قد تكون هذه الأعراض مؤشرا للإصابة بداء الزحار #187;الجيارديات#171; .

ويقول الأطباء إن هذه الجرثومة المعوية - الأكثر انتشاراً في إفريقيا، وتركيا وفي دول الكتلة الشرقية في أوروبا تنتقل في الغالب عبر مياه الشرب ومكعبات الثلج الملوثة، والأطعمة أو حتى عبر السباحة في البحيرات أو الأنهار .

وبمجرد إصابتك بالعدوى، سيتضاعف عدد الطفيليات في إمعائك لفترة من الزمن قبل ظهور أسوأ أعراض هذا المرض .

ما الذي ينبغي عليك أن تفعله:

توجد علاجات تسمى مضادات الأوالي يمكنها تمويت الجراثيم . فإذا لم تتلق علاجاً جيداً، يمكن للمرض أن يعود ولذلك ينبغي عليك أن تحصل على مساعدة طبية في مرحلة مبكرة وأن تخبر طبيبك بالمكان الذي أمضيت فيه عطلتك .

أمراض السفر والأطفال

د . طارق السلامة

تؤدي الزيادة في أعداد المسافرين والرحلات العالمية إلى ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض المتعلقة بالسفر، وبالنسبة لدول الخليج ومن بينها دولة الإمارات فإن خطورة تلك الأمراض تزيد عند السفر إلى جهة الجنوب والشرق من العالم . وربما يكون من الصعوبة تشخيص الحرارة الحادة والشديدة التي تصيب المسافرين أو العائدين من الأطفال لكونها متعددة الأسباب ما بين التهابات فيروسية إلى التهابات خطرة وحالات مرضية مهددة للحياة .

لذلك، فإن ارتفاع درجة الحرارة لعدة أيام مع وجود الأعراض المرضية الأخرى ربما يساعد على معرفة السبب المرضي عند الطفل المسافر أو العائد من السفر .

وأهم الحالات المرضية المسببة لارتفاع درجة حرارة الطفل هي: السل، السالمونيلا، الالتهاب الريكِتْسِي (RICKETTSIAL INFECION) والتهاب الكبد الفيروسي . ويمكن تشخيص هذه الحالات ومسبباتها وفقا لنوعها على النحو الآتي:

1- الحرارة إما أن تكون متقطعة وليست مستمرة: وفي هذه الحالة تكون الاسباب الرئيسية هي: الملاريا، طفيليات داخلية (لشمانيا، بروسلوسي الحمى المالطية، التهاب القلب، التيفوئيد .

2- الحرارة عندما تكون ثنائية الطور (BIPHASIC) يكون سببها حمى الضنك .

3- هناك حرارة يكون سببها التهاب الدماغ الروسي المحمول بالقراد (RTHROPOD BORNE)، وهذه الحرارة تحدث نتيجة عدوى منقولة من الممكن حصولها بعد زيارات لملاعب الرياضة بواسطة البعوض، البراغيث، القراد، العث، القمل وذبابة الرمل .

وبعض العائلات عندما يسافر الأطفال معها فإنها لا تأخذ بالنصائح الطبية حول كيفية الوقاية من الأمراض قبل السفر، علماً أن المسافرين الأطفال إلى مناطق ريفية وقروية لفترة طويلة تزداد عندهم احتمالية الإصابة بالأمراض الآتية: الملاريا، والإسهال والتيفوئيد، أو الباراتيفوئيد، والتهاب الكبد الفيروسي (أ) .

وعند عودة العائلات إلى أوطانها فإن كثيراً منها قد يتأخر عن مراجعة الطبيب لمعرفة نصائحه، علماً بأن 60% من الأطفال يعانون من أعراض الأمراض ونوباتها خلال أو بعد العودة من السفر إلى المناطق الاستوائية أو المدارية . وأهم الأمراض وأعراضها التي قد تصيب الأطفال عند العودة إلى أوطانها:

1- الإسهال، آلام البطن، الحرارة، التهاب الجهاز التنفسي .

2- الأمراض الجلدية

3- التهاب الكبد

وأغلب الأطفال يعودون إلى بلدانهم خلال فترة الحضانة للمرض الذي أصيبوا به خارج أوطانهم . أما الأطفال المسافرون إلى مناطق استوائية أو مدارية فتصبح لديهم احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية أكثر من كبار العمر، وبالأخص بأمراض الملاريا، الإسهال، والتهاب الكبد (أ) .

وهنالك مجموعة من الحالات المرضية عند الأطفال العائدين من السفر والتي تحتاج إلى النصيحة الطبية وهي:

1- الحرارة، ارتفاع الحرارة عند الطفل .

2- الإسهال .

3- التهاب الجهاز التنفسي .

4- التهاب الجلد أو تلفه .

وفيما يلي نستعرض هذه الاماراض ومسبباتها .

ارتفاع الحرارة عند الأطفال العائدين من السفر:

سببها الرئيسي هي، الملاريا، الاسهال، التهاب الكبد، والتيفوئيد، وهي أهم الأمراض الاستوائية المعدية والمترافقة بارتفاع الحرارة عند الأطفال، والتي تحتاج غالباً إلى دخول المستشفى .

والحرارة أما أن تكون بصورة متقطعة، مثل الملاريا، اللشمانيا (الطفيليات) الداخلية، الحمى المالطية، التهاب القلب، التيفوئيد، أو الحرارة بشكل (ثنائية الطور BIPHASIC) في حالة حمى الضنك، وفي حالة التيفوئيد: ترتفع الحرارة مع تباطؤ بالقلب، وفي حالة الحمى الغددية، الايدز، السل، التيفوئيد، ترتفع الحرارة مع تضخم الغدد اللمفاوية .

وفي أوروبا تكون الأمراض المعدية كأمراض المناطق الاستوائية ولعل الأسباب السابقة هي الرئيسية لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال العائدين إلى أوطانهم من البلدان التي ما زالت تتطور، والأكثر البلدان التي يوجد بها الأمراض المعدية هي بلدان الكاريبي، وسط إفريقيا، جنوب إفريقيا، جنوب الصحراء الإفريقية، جنوب وسط آسيا، جنوب شرق آسيا .

الإسهال:

يعتبر الإسهال من الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً عند الأطفال المسافرين للمناطق المدارية والاستوائية والإسهال الشديد والمستمر يكون سببه الطفيليات بالأخص الأميبية أو الجيارديا . والاسهال الشديد مع وجود الدم سببه الزحار الأميبي، وغالباً ما يؤدي شرب المياه في بعض المناطق بالعالم للإصابة بالبلهارسيا (SCHISTOSOMIASIS) .

وصغار العمر من الأطفال هم الأكثر قابلية للإصابة بالاسهال الشديد وهم غالباً ما يحتاجون إلى التغذية عن طريق الوريد .

وتعد البكتيريا أو الطفيليات، أو كلتاهما معاً، العامل الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال الذين يدخلون المستشفى للعلاج .

اما الميكروبات الرئيسية المسببة للإسهال عند الأطفال المسافرين أو العائدين من السفر فتشمل: كامبلو بأكتر، شيكلا، سالمونيلا وكربتوسبوريديا بارفيم .

والأطفال الذين يسافرون الى الدول الفقيرة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الطفيلي، الديدان، الجيارديا والأميبية .

التهاب الجهاز التنفسي:

يعتبر التهاب الجهاز التنفسي السفلي والعلوي أحد اكثر الأمراض انتشاراً عند الأطفال العائدين من السفر خارج بلدانهم، اضافة الى مرض السل الرئوي .

الالتهابات الجلدية

يكون أكثر الأمراض الجلدية التي تسبب تلفا أو آفاتاً في الجلد التهاب عضة الحشرات، أو اللشمانيا الجلدية، وانتشار الطفح الجلدي بشكل عام عند المريض بالحصبة أو حمى الضنك، ولو نظرنا إلى حالة المهاجرين الجدد من بلدان أخرى لوجدنا أن هؤلاء يحتاجون الى رعاية صحية وفحوص طبية، وخاصة للأمراض المعدية كالتهاب الكبد بي، وسي والسفلس (الزهري)، ونقص المناعة المكتسبة، والسل، وطفيليات الأمعاء .

وهناك كثير من الأطفال الذين يولدون خارج أوطانهم، ولكن أغلبهم يتلقون أو يأخذون تطعيمات أو لقاح السل بي سي جي، واللقاح الثلاثي الدفتيريا، السعال الديكي، والكزاز مع شلل الأطفال، ولقاح التهاب الكبد بي الفيروسي HIB، وكذلك تطعيم الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف في السنة الأولى من أعمارهم .

وأغلب الأطفال الذين يولدون في مناطق الحروب لا يأخذون اللقاح الضروري لهم، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بأحد الأمراض المعدية .

وكثير من المهاجرين إلى البلدان الجديدة يعودون إلى أوطانهم الأصلية لفترات متفاوتة، مثلاً في بريطانيا ما بين عامي 2003 ، 2005 كانت الزيارات للمناطق الاستوائية أكثر من 28%، وزيادة الزيارات هذه قد جلبت كثيراً من الالتهابات والأمراض المعدية أدت إلى دخول 1 .3% من المرضى الأطفال للمستشفيات .

وقد كانت الملاريا من الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة الحرارة عند المسافرين، حيث يشكل الأطفال ما بين 15% 20% من الذين يجلبون معهم الملاريا، خصوصاً من الدول الإفريقية، والأطفال المسافرون والعائدون من جنوب آسيا توجد هنالك احتمالية لإصابتهم بالتيفوئيد حيث يشكل الأطفال ما بين 25% 33% من الذين يجلبون هذا المرض .

الأعراض السريرية للمرضى العائدين إلى بلدانهم:

من الضروري أن يعرف الطبيب المناطق التي تمت زيارة الطفل إليها، والأمراض التي كانت منتشرة في تلك المناطق خلال فترة الزيارة، وأنواع اللقاحات التي أعطيت لوقاية الطفل، ولأن كثيراً من الأمراض البكتيرية والفيروسية لديها فترة حضانة قصيرة فانه غالباً ما تظهر أعراضها على الأرض خلال فترة السفر أو خلال الأسبوعين الأولين، من عودتهم لبلدانهم .

اما الأمراض التي تكون فترة حضانتها طويلة، مثلاً الطفيليات المعوية والتهاب الكبد الفيروسي وملاريا الفايفكس والسل، فانها تستمر لعدة أسابيع أو أشهر منذ بداية المرض .

التشخيص لأمراض العائدين من السفر:

إذا كان تشخيص المرض غير واضح من تاريخ المرض، ومن الفحص السريري، فعندها نحتاج إلى التحليل المختبري، وهي كالتالي:

1- CBC تعداد الدم الكامل CRP البروتين المتفاعل سي، ESR سرعة التثفل .

2- فيلم الدم للملاريا BLOOD FILM

3- فحص البراز وزراعته لمعرفة إذا كان يحوي طفيليات او بيوض (CYSL، OVA، PARASITES) .

4- أشعة الصدر .

5- زراعة الدم لمعرفة الجرثومة والمضاد الحيوي لها .

6- رسم وتخطيط القلب .

7- نقصان الصفائح الدموية عند الأطفال المصابين بالملاريا .

8- نقصان نسبة اليوزينية (EOSINOPHILS)، أو الحمضان الإيزينوفيلي، عند الأطفال المصابين بالديدان أو الطفيليات المعوية .

علاج أمراض العائدين من السفر:

1- يعتمد على التشخيص التفريقي لأسباب الحرارة عند الأطفال العائدين من السفر، إذا كان الطفل ما زالت عنده الحرارة ولم يشخص سببها عند ذلك نعيد التحليل المختبري الأولي، فيلم الدم للملاريا، أشعة الصدر، وزراعة الدم، وفحص وظائف الكبد .

2- فحص الأمصال: لالتهاب الكبد، وحرارة الضنك، والحمى الغددية، وكذلك الالتهاب الريكتيسي RICKETTSIA INFECTION، وعدوى الكساح .

3- يجب أن نبحث ونستقصي عن مرض الكواساكي والأمراض السرطانية ونعالج الأمراض كل حسب طريقته مثال الملاريا، التيفوئيد، السل، والتهاب الكبد .

وإسهال المسافرين يجب أن نفرقه عن الأنواع الأخرى للاسهال لأن أسباب إسهال المسافرين أغلبها البكتيريا والطفيليات وإعطاء الأنتي بيوتك يعتمد على نوعية البكتيريا المسببة للاسهال .

كيفية متابعة المرضى العائدين من السفر:

تعتمد نتائج المرض على نوعية الإلتهاب الذي يسبب الحرارة .

فأغلب الأطفال يشفون مع الوقت ووجود العلاج الملائم .

ويلعب التثقيف الصحي والنصائح الطبية وكذلك اللقاح المناسب للمسافرين دورا أساسيا للوقاية من الأمراض المعدية والملاريا، وخاصة عند الأطفال المسافرين للمناطق الاستوائية أو المدارية .

وهناك ملاحظة بأن الأطفال الذين أخذوا لقاح الملاريا قبل السفر يرجع منهم نحو 3% 51% مصابين بمرض الملاريا، ومع هذا فإن قليلاً من الأطفال قد يصابون بالأمراض المعدية عند السفر ويعودون بها رغم أنهم قد أخذوا اللقاحات اللازمة.

اخصائي طب أطفال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"