تحذير الفتيات من ضغط الدم المنخفض

الأدوية الخافضة تعكس النتائج
02:37 صباحا
قراءة 4 دقائق

يشكو الشباب من انخفاض ضغط الدم، الذي أصبح يشكل ظاهرة مرضية بين الفتيات والنساء في فترة المراهقة وكثيرا ما يلجأ هؤلاء إلى استخدام الأدوية التي ترفع قياس ضغط الدم، متناسين أن انخفاض قياس ضغط الدم ليس مرضا في حد ذاته بل إنه يمثل عرضا لأحد الأمراض التي يجب الالتفات إليها وعلاجها، لأن كثيرا من الحالات تعالج عرض انخفاض ضغط الدم دون علاج السبب الرئيسي، وقد تصاب الحالة بارتفاع ضغط الدم، لهذا يؤكد الأطباء أهمية القياس السليم لضغط الدم قبل تعاطي العلاج لخفضه لأن كثيرا من الحالات تبدو انخفاضا ظاهريا دون أن يكون هناك هبوط حقيقي في ضغط الدم.

دكتور هاني عبدالرازق أستاذ أمراض القلب ونائب مدير معهد القلب القومي بمصر يؤكد أن هبوط ضغط الدم هو عرض وليس مرضا، ويوضح لنا كيفية عمل ضغط الدم داخل الأوعية الدموية وكيف يرى بطريق القياس؟!

يقول: البسط يعني اندفاع الدم من القلب، أما المقام فيعني مقاومة الأوعية الدموية لهذا الاندفاع، والضغط الطبيعي يتراوح ما بين 90/60 إلى 140/90 وفي بعض الأفراد يكون 120/80 ويكون هو المتوسط الطبيعي لمعظم الناس، أما نسبة 90/60 فتعتبر هبوطا في الضغط، رغم أن هذه النسبة تكون الضغط الطبيعي لبعض الأشخاص.

وعن مظاهر هبوط الضغط، حيث يتساءل البعض: هل يمكن الإحساس بهبوط الضغط رغم تسجيل قياسه مرتفعا.. يقول دكتور هاني، من الممكن حدوث ذلك حيث إن هبوط الضغط من رقم عال إلى رقم اقل بسرعة يؤدي إلى الإحساس بهذا الهبوط والتأثير في أجهزة الجسم. ويصف أن هناك دراسة أجريت على 14 ألف حالة تشكو من هبوط الضغط وسجل قياس الضغط لديهم 90/60 وتم تقسيمهم إلى مجموعتين ومتابعتهم لمدة ثلاث سنوات حيث أعطيت المجموعة الأولى فيتامين من نوعية معينة من دون معرفة المرضى بذلك حيث وجد أن الأعراض اختفت تماما بعد فترة وهذا ما يفسر أن هبوط الرقم لا يعني بالضرورة وجوه هبوط حقيقي في الضغط، حيث إن غالبية هذه الحالات تعاني من أحوال نفسية وجسمانية مرضية وفسرت من جهتهم على أنها حالات هبوط بالضغط.

ويحذر دكتور هاني من التعامل مع هذه الظاهرة مع الأشخاص من كبار السن نظرا لخطورتها، حيث إن الضغط المرتفع بالأدوية شديدة الفاعلية والتي تؤدي إلى هبوط شديد في الضغط رغم ارتفاعه المؤكد، وحدوث مضاعفات إذ يجب أن يتم تخفيض الضغط المرتفع تدريجيا، وفي بعض الحالات مثل تلك التي يرتفع فيها ضغط الدم مع مرضى السكري فإن هبوط الضغط قد يكون مصاحبا لتغير وضع الجسم ولذلك فإن واجب الطبيب عند فحص هؤلاء المرضى قياس ضغط الدم لهم في الوضع النائم (الراقد) وفي الوضع الواقف أيضا حيث يحتسب هبوط في الضغط إذا قل البسط عن 20 والمقام عن 10 فارق بين الوضعين، وحتى إذا كان الرقم يشير إلى ارتفاع الضغط، ولهذا فإن أخذ الرقم في الاعتبار وعدم مطابقته للأعراض التي يشكو منها المريض، والتي تؤدي إلى خطورة بحياة المريض ومتابعة المرضى ذوي الضغط الرقمي الذي يمثل اقل معدل طبيعي له وهو 90/60 يكون بالفحص الطبي الشامل وقياس الضغط في الوضعين الراقد والواقف وذلك تجنبا لإعطاء هؤلاء الأشخاص أدوية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ذلك أن الاستخدام العشوائي لأدوية الضغط المنخفض تؤدي إلى ارتفاع الضغط، لذلك يجب علاج السبب الرئيسي وراء انخفاض ضغط الدم وليس الأعراض، فقد يكون السبب نفسيا أو للإصابة بمرض السكري أو عدم أو قلة شرب المياه أو الإصابة بفقد السوائل، وكلها أسباب لانخفاض رقم ضغط الدم، كما قد تكون الحالة مصابة بمرض ما وتتعاطى معه كمية من الكورتيزون وعند توقفها ينخفض ضغط الدم أو أن الشخص يعالج من ضغط دم مرتفع وتكون جرعة الأدوية زائدة، وهنا يمكن تقليل الجرعة أو حتى وقفها، من هنا فإن العلاج لابد أن يعتمد على سبب انخفاض الضغط وليس مجرد رقم القياس كما أن القياس الصحيح للضغط هو أولى درجات العلاج، والعلاج يعتمد على أخذ التاريخ المرضي للحالة بدقة.

ومن جانبه يرى دكتور سيد شاكر استشاري الأمراض الباطنة والقلب، أنه من الشائع أن يشكو كثير من الناس من ارتفاع ضغط الدم الذي انتشر بين صغار السن والشباب لهذا يلقب بالقاتل الصامت بما يحمله من مضاعفات جديدة مع عدم أخذ العلاج المناسب، بينما يشكو الكثيرون من انخفاض ضغط الدم وينتشر بين الشباب خاصة الفتيات، وربما يُرى بطريقة ملحوظة خاصة مع اشتداد درجة الحرارة في فصل الصيف، ومع عدم خطورة انخفاض ضغط الدم يشعر المريض بأعراض كثيرة مثل الصداع والزغللة وعدم التماسك، والشعور بالهذيان، وعدم القدرة على التنفس الطبيعي ويشعر الشخص بأنه مريض بالفعل، ولكن مع بعض الاحتياطات واتباع التعليمات سرعان ما يتخلص من هذه الأعراض وتزول المضاعفات.

ومن أهم أسباب انخفاض ضغط الدم، كمية العرق التي يفرزها الجسم، وما يصاحبه من فقد الكثير من الأملاح المعدنية الهامة واللازمة لانضباط الضغط، وتكثر هذه الحالة خلال فصل الصيف مع اشتداد درجة الحرارة خاصة للأشخاص الذين يعملون في ظروف شديدة الحرارة مثل الصحراء وآبار البترول والمحاجر والمناجم التي يقل فيها الأكسجين والهواء بدرجة ملحوظة وهذا يسبب فقدانا في نسبة أملاح الصوديوم التي لها جزء من المسؤولية عن ضبط ضغط الدم، كذلك يقل لدى الفتيات خاصة في أثناء الدورة الشهرية والسيدات اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل مثل اللولب الذي يتسبب في انخفاض كمية السوائل بالدم ويحدث انخفاض بضغط الدم.

كذلك يشير دكتور سيد شاكر إلى الأنيميا وتسببها في حدوث هذا العرض خاصة مع انتشار الوجبات السريعة وما تسببه من سوء التغذية رغم ارتفاع سعراتها الحرارية مما يجعل إقبال الشباب عليها يعرضه للأنيميا بنتيجة إحساسه بالشبع والامتلاء الذي يسبب السمنة دون فائدة الجسم للعناصر الغذائية المفيدة وهذا يسبب انخفاض ضغط الدم.

وينصح الأطباء بأهمية شرب كمية من السوائل والعصائر مناسبة خاصة فترات الصيف شديدة الحرارة، إلى جانب الاهتمام بتناول الوجبات التي تحتوي على كميات مناسبة من الحديد والمعادن اللازمة، وهذه العناصر الغذائية موجودة في الأطعمة الشعبية ورخيصة الثمن مثل الجبن القريش والعسل الأسود والبروتين النباتي كالبقول مثل العدس الأسود والفول وغيرها من الفواكه والخضراوات الورقية مثل الجرجير والخس والسبانخ والملوخية وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"