قصر الحرانة . . جمال الشكل واكتمال الوظيفة

شيد في عهد الوليد بن عبدالملك عام 710م
05:58 صباحا
قراءة دقيقتين

عمّان- "الخليج":
ينفرد قصر الحرانة بأنه الوحيد الذي خُصص لغايات دفاعية بين القصور الأموية الصحراوية القديمة في الأردن، فضلاً عن تميزه ببناء رصين مادته الحجارة الصوانية التي تجمع بين جمال الشكل ومتانة التشييد، الأمر الذي يُرجعه أكاديميون ومعماريون إلى الاحتفاظ بكافة التفاصيل الخارجية والداخلية باستثناء جزء جانبي بالرغم من عوامل بشرية وطبيعية عدة .
يقع القصر الذي يأخذ شكل قلعة مربعة بمحاذاة الطريق الدولية الصحراوية على بعد نحو 70 كيلومتراً شرقي العاصمة عمّان فوق ارتفاع يناهز نحو 650 متراً عن سطح البحر وترتبط تسميته بمقرّه ضمن وادي الحرانة بينما تعيد مراجع ذلك إلى تناثر آلاف الحجارة الصوانية "الحرة" على سطحه وتدحض إطلاق "الخرانة" عليه وفق مصطلح دارج تاريخياً .
وفقاً للمراجع البحثية شُيد القصر في هيئته الأصلية الأساسية في عهد الوليد بن عبد الملك عام 92 هجرية الموافق 710 ميلادية وذلك استناداً إلى نقوش كوفية فوق باب إحدى غرفه الرئيسية لكن بعض المؤرخين أرجعوا البناء إلى ما قبل الأمويين، وتحدثوا عن تعديلات وإعادة ترميم في مرحلة لاحقة أكسبت القصر الصحراوي أهمية أكبر جعلته يقترن بأحداثها وأفقدته ما مضى من حضور سابق لم يظهر بصورة واضحة في سجلات التوثيق .
يأخذ القصر شكلاً مربعاً عند النظر إليه من أعلى وتؤكد دراسات هندسية أن طول كل أضلاعه متساوية تبلغ 35 متراً، بينما تفيد دلالات تعريفية داخله بأنه الوحيد في الأردن بين القصور الصحرواية الأموية الذي خُصص لغايات دفاعية وقتها، لاسيما مع أخذه نمطاً أقرب إلى القلعة ووجود برج مستدير في كل زاوية، فضلاً عن برج بارز نصف مستدير بين كل زاويتين ورصد منافذ للضوء ورمي السهام .
واستناداً إلى مقارنات ميدانية يحتفظ "الحرانة" بكامل هيئته القديمة باستثناء جزء ضمن أطرافه الشمالية تأثر بعوامل التعرية أدت إلى سقوط جوانب من السقف ما تسبب في ظهور مواد البناء الأساسية المشتملة على حجر رملي طري وطين محلي وركائز حديدية صلبة يبدو أن ترميمها لاحقاً تعمّد إبقاء ما يفيد تعرّضها للتغيير بهدف الالتفات إلى بقاء كافة الأرجاء الأخرى كما هي من دون تدخل يقتصر على أعمال الصيانة الاعتيادية .
يتكون القصر من 61 غرفة موزّعة على طابقين تلتقي عند ساحة مكشوفة تشبه الصالة الكبيرة الواسعة ويوجد ضمن الأرجاء مصب مائي لتجمّع الأمطار ومرافق استخدمت للحيوانات، وأخرى للخدم، ونوافذ مُطلّة تستقبل شروق الشمس وتسهم في التهوية، بينما لا توجد زخارف على الجدران الخارجية على عكس الداخلية .
يحفل القصر "القلعة" خصوصاً في قاعته الكبرى بأشكال هندسية مادتها الجص ويُعد المجسم القريب من نموذج "الإفريز" الأكثر انتشاراً بين مجموعة من الحجرات الأمر الذي فُسّر باللجوء إليها للاستراحة المؤقتة والاستجمام الهادئ عقب معارك قديمة أو بعد الانتهاء من مهام دفاعية شاقة، خصوصاً في ظل تردد بعض المسافرين ضمن رحلات برية طويلة على الموقع في فترات زمنية متفاوتة .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dscpa8s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"