طالبات جامعة الإمارات رؤى إبداع معماري

تنافسن في مسابقة إعادة تصميم
15:04 مساء
قراءة 5 دقائق

تشجيعاً لطالبات قسم الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات على المشاركة العملية في وضع الحلول التصميمية للمباني القديمة، وغير المستغلة استغلالاً كاملاً، طرحت كلية الهندسة مسابقة إعادة تصميم مبنى خدمي ذي أغراض متعددة، وتم اختيار سكن توام الداخلي في الجامعة، وفقاً لمعايير وضوابط أملتها طبيعة المبنى ذي الأغراض المتعددة، لتتنافس مجموعتان من طالبات القسم، في إعادة تصميمه، بحيث يكون مستخدماً بشكل فعال من قبل طالبات السكن .

يقول الدكتور محمود حجاج، أستاذ مشارك في قسم الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات: ما حققته الطالبات الفائزات والمشاركات في مسابقة إعادة تصميم مبنى خدمي ذي أغراض متعددة، يؤكد جديتهن في تحصيلهن الدراسي، وفهمهن لرسالة الجامعة في إعداد وتأهيل المهندسات المتخصصات القادرات على التفاعل والمشاركة في برامج التنمية المستدامة .

كما تعبر التصميمات التي أبدعتها الطالبات في هذه المسابقة، عن نجاحنا في تحقيق أهداف المسابقة المتمثلة في تحفيز طلبة الهندسة المعمارية على المشاركة العملية لوضع الحلول التصميمية للمباني القائمة وغير المستغلة استغلالاً كاملاً، إضافة إلى تصميم مشاريع جديدة يحتاج إليها المجتمع، وإعطاء الفرصة للطالب لممارسة مهاراته الإبداعية لإعادة استخدام مبنى خدمي قائم، وتوفير فراغات متعددة لممارسة الأنشطة المختلفة (قاعة للرسم والتصوير والنحت . . .الخ، إضافة إلى توفير قاعة سينما وقاعة متعددة الأغراض تسع لنحو 300 طالبة، مع الأخذ في الاعتبار الطابع المميز للمبنى والبيئة المحيطة به، والطابع الإنشائي، واستخدام أساليب البناء الحديثة ومواد البناء البيئية وتقليل استخدام الطاقة، واختيار عناصر الفرش الداخلي أيضاً، مع مواد التشطيب وعناصر التصميم بما يتلاءم مع طبيعة الفراغات والوظائف المختلفة، وخفض تكلفة البناء .

وعن معايير تقييم المشروع الفائز، يضيف: من أهم المعايير التي وضعناها لتقييم تصميم المشروع الفائز، الإبداع المعماري والاستخدام الأكفأ للفراغات، ومراعاة البيئة المحيطة واستخدام المواد البيئية، ومدى إمكانية تنفيذ الفكرة التصميمية على أرض الواقع والتكلفة التقديرية للمشروع، وقامت المجموعتان المشاركتان في المسابقة بعرض مشاريعهن أمام مدير الجامعة وعميد كلية الهندسة ورئيس قسم الهندسة المعمارية وأساتذتها، من خلال عرض شرائح تفصيلية لمراحل إنجاز المشروع، وكان الفوز من نصيب المجموعة الأولى التي ضمت كلاً من الطالبات مها الكعبي وكاذية الربيعي، وميمونة الزبيدي، أما المجموعة الثانية فضمت كلاً من أسماء الحاج، وليلى الكندي ونجلا النعيمي، وحصلت طالباتها على جائزة تشجيعية بعد تكريمهن من مدير الجامعة .

تعبر الطالبة مها الكعبي عن فرحتها بفوز مجموعتها بالمركز الأول، قائلة: كانت هذه المسابقة تحدياً كبيراً بالنسبة لنا، إذ إن إنجاز تصميم جديد، أسهل بكثير من إعادة تصميم مبنى قديم، خاصة أن معايير تقييم لجنة التحكيم، تجبرنا على الالتزام بالهيكل القديم للمبنى، وعدم المساس بأساساته، أيضاً كان علينا خفض تكلفة البناء قدر المستطاع، مع استخدام المواد البيئية . إضافة إلى غيرها من الاعتبارات، التي كان علينا أن نضعها في الحسبان في تصميمنا الجديد، مما جعلنا نبذل جهداً أكبر في تنفيذ رؤيتنا لهذا المبنى .

وتضيف: بعد زيارتنا لمبنى سكن توام وضعنا أيدينا على أهم المشكلات التي سنعالجها من خلال تصميمنا الجديد، وهي أن المبنى قديم جداً، وبالتالي يجب أن يتماشى التصميم الجديد مع طبيعته الإنشائية، لنستطيع تنفيذ المشروع على أرض الواقع، أيضاً من مشاكل التصميم القديم أن مساحة وطبيعة فراغاته غير المستغلة لا تتناسب مع طبيعة استخداماته التي تلبي احتياجات الطالبات، ومن هنا كان علينا تغيير مواقع الغرف بما يحقق الهدف منها، إضافة إلى مراعاة العناصر الأخرى للمشروع .

وتقول الطالبة ميمونة الزبيدي: باعتقادي أننا حصلنا على المركز الأول لأننا وقفنا في توزيع الغرف وتصميم ممرات المبنى، وتخفيض التكلفة المادية للمشروع، إضافة إلى أن تصميمنا يعتبر من المشاريع الصديقة للبيئة، لأنه سمح بدخول ضوء الشمس للمبنى من جهته الجنوبية، مع مراعاة تظليل المكان باستخدام التظليل الأفقي، وفي الجهة الشمالية الشرقية للمبنى سمح بدخول الهواء الطبيعي، بما يتوافق مع حركة الرياح .

وتضيف: من أهم التغييرات التي أضفناها للمبنى، أربع غرف للأنشطة الطلابية تضم غرفة الأشغال اليدوية وغرفة الرسم وغرفة التصوير وغرفة الصوت، أيضاً قمنا باستبدال حائطه الخلفي بنوافذ زجاجية ملونة، تشبه مربعات الشطرنج، أيضاً أضفنا غرفة زجاجية ضمن المدخل الرئيس، لتكون غرفة استقبال للطالبات، وحافظنا على غرفة الكهرباء ودورات المياه في نفس الموقع حسب التصميم القديم، لتوفير التكلفة المادية للمشروع .

ومن جهتها تؤكد الطالبة كاذية الكعبي، أهمية لقاء الطالبات ومسؤولة سكن توام للتعرف إلى احتياجاتهم من المبنى، قائلة: التقينا بمشرفة السكن، وسألناها عن أهم متطلباتهم في السكن الطلابي، وهي: غرف للأنشطة الطلابية واستراحة ومصلى وسينما وجمعية وقاعة متعددة الأغراض، وعلى أساس هذه الاحتياجات قسمنا المبنى إلى قسمين رئيسيين، الأول للضيوف والثاني للطالبات، مع مراعاة أن تكون المساحة الأكبر للطالبات، وقمنا باختيار مكان السينما في منطقة تسمح بدخول الطالبات من جهة والموظفين من جهة أخرى، مع مراعاة أن تكون السينما مستوفاة لجميع شروط التصميم، وتضيف: توليت مهمة إنجاز الرسومات ثلاثية الأبعاد للمبنى، مع إضافة التفاصيل الخاصة بتحديد مواقع النوافذ والأثاث الداخلي وألوان الدهان، وسعيت إلى أن تكون اختياراتي واقعية قدر المستطاع، وأن تلبي رغبات الطالبات اللاتي سيقضين يومهن في السكن .

الطالبة نجلا النعيمي تقول: لم نحقق الفوز في هذه المسابقة، ولكننا حققنا الهدف الأهم من دخولها، وهو المشاركة العملية في وضع الحلول التصميمية للمباني القديمة وغير المستغلة، من خلال مهاراتنا المعمارية والإبداعية، التي أثبتنا من خلالها أننا قادرات على التفاعل والمشاركة في برامج التنمية المستدامة، ولهذا بذلنا قصارى جهدنا في هذا المشروع، الذي حاولنا بما نمتلكه من مهارات وخبرات شخصية أن يعبر عن رؤيتنا المعمارية لسكن توام .

وتضيف: بدأنا العمل في هذا المشروع بعد حصولنا على مخططه الإنشائي، وزيارته ميدانياً، حيث قمنا بإلقاء نظرة تحليلية على المكان، وملاحظة مشاكل التصميم الحالي، ولاحظنا أن المبنى قديم جداً، ولكن بالرغم من قدمه، فإن هيكله الإنشائي يصلح لاستخدامه برؤيا مختلفة، تنسجم مع تصميمه الجديد .

وتقول الطالبة ليلى الكندي، كانت مساحة التغيير المتاحة أمامنا، تقتصر فقط على تغيير واجهات المبنى وتصميمه الداخلي، ومن جهتنا حاولنا أن نضع لمساتنا الخاصة من خلال تقليل المساحات الزجاجية في الواجهة الأمامية، لتقليل كمية الحرارة النافذة إلى المبنى، وحرصنا على أن يؤدي المدخل الرئيس للسكن إلى أهم المرافق التي تتوجه إليها الطالبة عند دخول السكن، وهما غرفة الاستراحة ودورات المياه، ومن ثم على الطالبة أن تختار أحد الطريقين، الأول يؤدي إلى المرسم الفني وغرفة الصوت وغرفة التصوير الفوتوغرافي وغرفة الأشغال اليدوية، والثاني يؤدي إلى قاعة متعددة الأغراض والسينما والكافتيريا ودورات مياه، مع العلم أننا حرصنا على أن تطل قاعة متعددة الأغراض على حديقة السكن، حيث أضافت هذه اللمسة الجمالية الكثير إلى المنظر الداخلي للمبنى .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"