استخدام البريد الشخصي في العمل خطر إلكتروني

12:59 مساء
قراءة 5 دقائق

حماية المعلومات الخاصة بنا أمر مهم نسعى دائماً لتحقيقه من خلال وسائل أمن المعلومات المختلفة ككتابة رقم سري بالغ الصعوبة أو عدم وضع بيانات شخصية على الأجهزة التي تستخدم من خلال شبكة إنترنت متعددة، لأنه من السهل الوصول إلى كل بيانات أي مستخدم يقوم بوضع البريد الإلكتروني الخاص به عليها . وفي كثير من الشركات والمؤسسات في العالم العربي لا توفر الشركة بريداً إلكترونياً خاصاً لموظفيها أو توفر مع ضوابط كثيرة تجعله يلجأ لاستخدام بريده الشخصي في العمل ما يعرض كل بياناته للخطر .

إذاً، كيف يمكن لنا أن نحمي بياناتنا وأسرارنا الشخصية على البريد الإلكتروني خاصة لو كانت تحتوي على صور أو مواد خاصة، في ظل انتشار عمليات سرقة البريد الإلكتروني للكثيرين واستخدامه فيما يسيء لنا وللغير، وما الطرق التي يتحايل بها المتلصصون للوصول إلى أسرارنا .

إحصائية أجريت على أكثر من 2400 موظف يعملون في شركات عالمية أكدت أن 79% في المئة منهم يستخدمون البريد الإلكتروني الشخصي في العمل وحتى لو كانت هناك حسابات عمل وفرتها لهم شركاتهم التي يعملون بها، وبالتالي أصبحوا أكثر عرضة للسرقة .

وأوضحت الإحصائية التي قامت بها شركة نمسا وهي شركة أمريكية للأبحاث أن المخاطر التي يتعرض لها الكثيرون نتيجة استخدام البريد الإلكتروني الخاصة بهم على أجهزة حاسوب مرتبطة بشبكة عمل كبيرة تساعد على الكشف عن كثير من خصوصياتهم بطريقة سهلة للغاية .

يقول علاء الدين وهيب، مستشار قانوني بإحدى شركات السياحة في دبي، إنه عادة ما يستخدم البريد الإلكتروني الخاص به في العمل نظراً لسهولة الاستخدام وإمكانية تحميل مساحات كبيرة عليه من الصور والمواد الفلمية إلا أنه كان يلاحظ كثيراً أن هناك بعض الرسائل في البريد الوارد يتم مسحها .

ويضيف: قمت بتغيير كلمة السر أكثر من مرة في يومين حتى لا يتم حذف الرسائل، بعدها قررت أن أغير كلمة السر واستخدم بريداً إلكترونياً خاصاً بالعمل وبقي الآخر كما هو للاستخدام الشخصي، وبعدها لم يتم مسح أي رسائل من البريد الخاص، ولكن من بريد العمل فتأكدت أن الشبكة التي نتعامل من خلالها في العمل مراقبة من أحد المتطفلين .

وينصح وهيب بعدم استخدام البريد الشخصي في العمل أو فتحه من على أي جهاز غير آمن ويستخدمه آخرون حتى لا يكون عرضه للسرقة من قبل المتطفلين ونفقد خصوصياتنا .

ويقول رامي عادل، مهندس مدني إنه كثيراً ما يتعرض للقرصنة من خلال استخدامه للبريد الإلكتروني الخاص به في العمل أو في أي مكان آخر، موضحاً أن بريده سرق مؤخراً وقام أحد القراصنة بالدخول به على الصفحة الشخصية على الفيس بوك وقام بتوجيه انتقادات لكافة الأصدقاء .

ويرى أنه على الرغم من أهمية البريد الإلكتروني الشخصي في التواصل الدائم مع الآخرين إلا أن استخدامه يجب أن يكون بحذر لأنه معرض للسرقة في أي وقت ونظام الحماية المستخدم فيه يكاد يكون ضعيفاً وغير محكم .

يقول شهاب الدين محمد، موظف في خدمة العملاء ببنك دبي الإسلامي، إن أساليب حماية الحسابات الشخصية عدة من أهمها عدم استخدام الحساب من خلال حاسوب العمل أو أي حاسوب يتصل بشبكة إنترنت جماعية حتى لا يعرض صاحبه للخطر .

ويضيف: على سبيل المثال عند القيام بفتح الحساب الخاص بي ببنك دبي الإسلامي من خلال شبكة العمل في الأغلب لا يقوم بالفتح لأنه مؤمن بشكل كبير جداً لا يمكنه العمل من خلال شبكات يستخدمها أكثر من فرد، لكن في حال محاولة فتحه من الجهاز الخاص سيعمل بالشكل المطلوب .

محمد العربي، صاحب مقهى إنترنت بالشارقة، يقول: نعمل من خلال شبكة إنترنت موحدة داخل المقهى ولا يمكن لأحد أن يخترقها من الداخل أو الخارج لأننا قمنا بتأمينها بشكل كبير ضد أي قرصنة، لكن يتخوف البعض من استخدام البريد الشخصي به بداخل المقهى خوفاً من القرصنة عليه .

ويضيف: نتخذ احتياطات كبيرة للحد من عمليات الاختراق، ولكن في بعض الأماكن الأخرى يحدث ذلك من قبل أصحاب المقاهي بمعرفتهم أو من دون معرفتهم وهو ما يجعل خصوصية المستخدمين معرضة للخطر في أي وقت لأنه من السهل جداً في الوقت الحالي التعرف إلى كلمة السر .

ويقول د . فادي علول الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة الشارقة والمتخصص في أمن المعلومات وله دراسة في هذا المجال عن كيفية حماية البريد الشخصي من المخاطر التي يتعرض لها المستخدمون، إن هناك العديد من المخاطر التي تحدث جراء استخدام البريد الشخصي لأغراض العمل، فيتعرض صاحبه لسرقة بياناته وأسراره الشخصية .

ويرى علول من خلال البحث الذي قام به أن الكثيرين يلجأون لاستخدام البريد الشخصي في العمل لما له من مميزات عدة من أهمها قدرته على تحمل سعة تخزين أكبر من البيانات وسهولة تصفحها والقدرة على استخدامها في أي وقت ومكان، عكس البريد الإلكتروني الخاص بكثير من المؤسسات التي تحظر فتحه من أي جهاز خارجي .

ويضيف: معظم الرسائل المجانية تكون غير مشفرة وبالتالي يمكن فتحها من أي مكان إضافة إلى سهولة الحصول على الرقم السري الخاص بها من خلال برامج مختلفة مخصصة لذلك، وهو ما يجعل من استخدام البريد الإلكتروني في العمل أمراً غير مرغوب فيه .

وعن طرق الحماية يقول علول من خلال الدراسة التي قام بها إن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها حماية البريد الشخصي أثناء فتحها في مقر العمل ومنها تشفير الحساب من خلال صفحة الحماية الموجودة في البريد، وعدم استخدام الأسئلة التعريفية التي يعرفها الكثيرون عن الشخص عنك، واستخدام بريد للعمل وآخر خاص .

ومن بين طرق الحماية أيضاً عدم ترك البريد الإلكتروني مفتوحاً بعد الانتهاء من العمل، بل تسجيل الخروج منه وعدم حفظ كلمة السر على جهاز الكمبيوتر الخاص بالعمل، وعدم استخدام البريد الشخصي داخل مقاهي الإنترنت أو في الأماكن التي يمكن أن تكون فيها شبكة الإنترنت عامة ومتاحة للجميع .

ويقول محمد محمود سعد، مهندس متخصص في تقنية المعلومات، إن حماية البيانات الشخصية الخاصة هدف كل مستخدم للبريد الإلكتروني وبالتالي يجب أن يضع لنفسه العديد من القواعد التي يتعامل بها مع البريد حتى لا يتعرض للسرقة في حال تعرف الآخرين عليه . ويضيف: يقوم البعض بوضع رقم سري سهل يمكن لأي شخص أن يتوقعه وهنا يقع المستخدم في دائرة الخطر حيث يعرض نفسه للسرقة، ويمكن أن يستغل الآخرون البريد الخاص به في العديد من الجرائم التي ترتكب إلكترونياً وهو ما قد يعرضه للملاحقة القانونية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"