الشارقة.. واجهة الجولات الاستكشافية والمغامرات الصحراوية

السياحة البيئية في الإمارة.. فائدة ومتعة وتنوع
03:55 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة:أمل سرور

«إن السياحة البيئية في إمارة الشارقة تمثل قيمة نوعية؛ من حيث الفائدة والمتعة لكافة المقيمين؛ لذا علينا مواصلة العمل في مختلف المجالات البيئية؛ للمحافظة على البيئة بمكوناتها الحياتية من النباتات والحيوانات، وصون التنوع الحيوي في مختلف مناطق الإمارة».
تلك هي فلسفة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهكذا كان تأكيد سموه دوماً على الاهتمام بتنمية القطاع السياحي البيئي في عاصمة الثقافة الإسلامية والسياحة والعاصمة العالمية للكتاب. وشهد ذلك القطاع نمواً ملحوظاً ومتطوراً ومتسارعاً، ساهمت فيه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، التي تمتلك رؤية طموحة نجحت في أن تحول الإمارة إلى وجهة رائدة للسياحة الثقافية في المنطقة، ومقصد للزوار والسياح الراغبين بالتعرف إلى المعنى الحقيقي للضيافة العربية والإماراتية الأصيلة، واستكشاف ثقافة المدينة وتاريخها العريق.
والحديث عن الوجهات الرائدة على خريطة السياحة البيئية في دولة الإمارات، والتي تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والثقافة الغنية حديث يطول؛ بل يدفعك للتأمل بما تحتضنه الشارقة التي تتفرد بالجولات الاستكشافية والمغامرات الصحراوية لكل من يقطن على أرضها، خاصة وهي الإمارة التي تحتضن مجموعة من الوجهات السياحية، التي تتبنى هذا الطابع المبتكر؛ لإثراء تجربة السياح والزوار، ما يساهم في تعزيز المشهد السياحي للإمارة، والتي تحظى بدورها على اهتمام لافت من حكومة الشارقة، التي تمضي قدماً في حملاتها السياحية؛ للترويج لهوية الإمارة؛ كونها تتمتع بمزيج مميز من التاريخ والثقافة والطبيعة والترفيه.
وقطعت الشارقة شوطاً طويلاً؛ بتركيزها على تعزيز دعائم الاستدامة البيئية وتطوير هذا النهج المبتكر؛ وذلك من خلال المحافظة على التوازن بين حماية البيئة ونشر الوعي البيئي وتطوير منتجات سياحية لها تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الإيجابي محلياً وعالمياً، محققةً إنجازات لافتة في ظل الالتزام المستمر، والتوجّه الصحيح نحو تعزيز وتطوير السياحة البيئية المسؤولة.

بقعة ساحرة

منطقة مليحة من أهم المواقع الأثرية ليس في إمارة الشارقة فحسب؛ بل في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية.
تقودك قدماك على بُعد ‬20 كيلومتراً جنوب مدينة الذيد، وعلى مسافة ‬50 كيلومتراً شرقي مدينة الشارقة، لتطلق العنان لمخيلتك، وتتجول ما بين الجبال بمنحدراتها المتنوعة وتستسلم لهدوئها وسكينتها، لتعلنها صراحة بأنك قد ركبت الصحراء وغزوت عالمها؛ لتحلق فوق كثبانها ومنخفضاتها الرملية، وتسير في وديانها الصغيرة الضيقة.
اصطحبنا محمود راشد بن ديماس السويدي، المدير العام لمشروع السياحة الأثرية والبيئية في مليحة، في جولة سريعة داخل أروقة مركز مليحة لنشهد العديد من الآثار التي توثق لمرور مليحة بعصور مختلفة من البدائي للحديدي مروراً بالبرونزي وما قبل الإسلام، لنرى العديد من الفخاريات والبضائع من وادي الرافدين وشمال الجزيرة العربية واليمن وجزيرة رودس الإغريقية وكذلك من رومانية، إضافة إلى أختام من مصر، وشهدنا الكثير من الصور المجسمة لأبنية مدنية ومقابر خصصت للبشر، ومدافن خصصت للجمال والخيول وهي أقدم من الناحية المعمارية من المقابر التي اكتشفت مدائن صالح، وكذلك في موقع الفاو بالمملكة السعودية أو البتراء في الأردن.

سفاري ومغامرات

يبدو أن الرحلة إلى مليحة لا تكتمل دون أن يقوم زائرها بالانطلاق في سيارات الدفع الرباعي إلى عالم الصحراء؛ حيث تجد على يمينك الجبال بصلادتها وشموخها، وعلى يسارك الكثبان الرملية بلونها الحاد الاصفرار ورمالها الناعمة التي تخطف العقول والأبصار، حالة من الصمت سادت الأجواء لم يكن يقطعها سوى صوت عدسات الأفواج السياحية التي شاركناها رحلتها، والتي راحت توثق لذرات الرمال، وآهات الإعجاب بذاك السكون، إلى جانب بعض من أصوات الهلع؛ نتيجة ما يفعله السائق بنا فوق الكثبان الرملية التي نتدحرج مع حركتها.
ولم ننس قبل أن نغادر منطقة مليحة الأثرية أن نلقِ بإطلالتنا على «نزل الفاية» الذي يعد أحد أهم مشاريع الضيافة الفاخرة في الإمارة، التابع للعلامة التجارية «مجموعة الشارقة» للضيافة؛ حيث يحتل هذا المشروع موقعاً بارزاً على قائمة مشاريع السياحة البيئية في إمارة الشارقة، ويتمتع بإطلالة طبيعية آسرة وسط صحراء مليحة، وما يميّز هذا النُزل أنه يعود إلى حقبة الستينات وتم تجديده؛ ليتمتع بشخصية فريدة توفر تجربة الاسترخاء المذهلة وسط الأجواء الحالمة المستوحاة من الحياة البدوية الأصيلة.

«رفراف كلباء»

من سفاري مليحة إلى أهم مشروعات السياحة البيئية ليس في الشارقة فحسب؛ بل في كل الإمارات، «مشروع كلباء للسياحة البيئية» الذي تحتضنه تلك المدينة التي تشتهر بمجموعة متنوعة من عناصر الحياة البحرية وكونها تعد موطناً للعديد من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض.
«كلباء» تلك التي سميت بهذا الاسم؛ لأن تكوينها على شكل «حرف الباء»، ومن الطراز الشطرنجي على الساحل سميت بهذا الاسم، ومن أهم مشروعات السياحة البيئية في كلباء، «نزل الرفراف» الذي يشمل عدداً من المحميات الطبيعية والمرافق التجارية والسياحية المتنوعة؛ حيث يقدّم للمغامرين والمستكشفين فرصاً عديدة للاسترخاء؛ كونه يتضمن مجموعة من الخيام الفاخرة التي تتوفر فيها التسهيلات والإمكانات كافة مع ضمان خصوصية وراحة النزلاء، ويتيح المكان فرصة التمتع في استكشاف روائع الطبيعة، والتجول بين أشجار القرم والبحيرات والغابات الخضراء، أو ركوب الدراجات على التلال، إلى جانب تجربة قوارب الكاياك في بحيراتها، أو التنزه في المساء على طول شواطئ كلباء الآسرة.

واحة الأصالة

من كلباء إلى تلك الواحة التي تعد من أهم تجارب التخييم الفريدة الفاخرة، التي تقع وسط الشارقة، «واحة البداير»، التي تعد وجهة سياحية متكاملة؛ بل تكاد تكون الأمثل، لما تقدمه من خيارات متنوعة من المرافق الترفيهية والخدمية عالمية المستوى، وتعد أيضاً نقطة جذبٍ رئيسية لمحبي الأنشطة الصحراوية داخل الدولة وخارجها، بعيداً عن صخب المدينة، تلك الواحة التي تتضمن نزلاً يتيح لمرتاديه حرية التجوّل في ساحاتها الخارجية وصالاته ذات التصميم الهندسي المميز والمستوحى من المجلس التقليدي الذي يحاكي الثقافة العربية الأصيلة لأهل المنطقة، بهدف توفير أجواء تبعث على الراحة والاسترخاء لضيوفه ومرتاديه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"