«نعم للعمل».. خطوة على طريق تجهيز الشباب لما بعد النفط

230 طالباً وطالبة التحقوا بها
00:32 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي:إيمان سرور

شارك 230 من شباب وفتيات الوطن في الدورة الحالية من مبادرة «نعم للعمل» التي نظمها مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني للعام العاشر على التوالي، خلال الفترة من 26 مارس - آذار الماضي وحتى السادس من إبريل/ نيسان الجاري، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبرعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لتمكين الشباب والفتيات المواطنين من العمل في مختلف المجالات الحيوية التي يحتاجها المجتمع، ليصبحوا قادرين على تحمل مسؤوليات العمل بكفاءة واقتدار، وهو الأمر الذي يتوافق مع مستقبل الدولة خلال مرحلة ما بعد النفط.
تفقد مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، الخميس الماضي الشباب المواطنين أثناء التدريب، في المركز التجاري كارفور التابع لمجموعة ماجد الفطيم في أبوظبي والذي تصل ساعات التدريب فيه إلى 5 ساعات يومياً، حيث التقى بالطلاب والطالبات المتدربين البالغ عددهم أكثر من 102 طالب وطالبة، ووقف على مستوى أدائهم في مختلف الأقسام التي شملت إدارة المخابز، وخدمة العملاء، والمبيعات بالتجزئة، والمحاسبة، وإدارة المستودعات وبيع البضائع الإلكترونية والملبوسات والاكسسوارات ومواد التجميل.

حب الوطن يرتبط بالعمل

وقال إن جميع دورات مبادرة «نعم للعمل» تعمل على التأكيد للشباب والفتيات على مبدأ وطني مهم، ألا وهو حب الوطن الذي يجب أن يرتبط بالعمل والجد والاجتهاد في سبيل رفعته، ويحتاج إلى سواعد أبنائه المهرة في كافة المجالات التي ترتبط بالخطة الاستراتيجية للدولة «2021» ورؤية أبوظبي «2030»، مؤكداً أن المبادرة تسهم بشكل كبير في تشجيع شباب الدولة على العمل في القطاع الخاص والاستثمار في مختلف مجالاته.

وأوضح أن الشباب الذين تم اختيارهم لبرنامج «نعم للعمل» من بين 1000 طالب وطالبة تقدموا لمبادرة هذا العام من مختلف مدارس التعليم العام والخاص ومعاهد التكنولوجيا التطبيقية والمدارس الفنية على مستوى الدولة، وتتراوح أعمارهم ما بين 15-21 سنة، حيث يخضع كلُ واحد منهم لبرنامج تدريبي وورش عمل في مجال المبيعات وخدمة العملاء، ينتقلون من بعدها لخوض تجربة العمل الفعلية في عدد من محال البيع بالتجزئة والمؤسسات التجارية المختارة في كل من أبوظبي، العين، إدارة المخابز وصناعة المخبوزات والحلويات من التدريبات الجديدة التي أدخلت هذا العام ولأول مرة في هذا البرنامج.

2000 طالب وطالبة

وقال إن مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني يحرص دائماً على تطوير مهارات الطلبة وتميزهم، حيث إن مبادرة نعم للعمل تحظى منذ العام 2013 برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، واليوم لدينا أكثر من 2000 طالب وطالبة أنهوا أكثر من مستوى من مستويات المبادرة الأربعة في قطاعات عدة منها قطاعات التجزئة والمخازن والملبوسات والحسابات تدربوا عليها في أكبر وأفضل المراكز التجارية التي منحتهم فرصة الاستفادة في تطوير ذاتهم من خلال تعاملهم واحتكاكهم بالزبائن.
وأشار إلى طرح مهنة جديدة ضمن البرنامج هي العمل في المخابز، بهدف إعطاء الشباب فرص جديدة للعمل ومعرفة المهن المتوفرة وأنه ليس شرطاً أن يعمل في هذه المهنة، ولكن لنا أهداف استراتيجية من طرحها ليحصل الشباب على فرص كيفية إدارة مخبز أو أن ينشئ مخابز جديدة مستقبلاً.

رعاية كريمة

والتقت «الخليج» خلال الجولة التفقدية لمبادرة «نعم للعمل» في مركز التسوق «كارفور» بمنطقة مصفح في أبوظبي، بعدد من الشباب والفتيات المواطنين الذين أعربوا عن فخرهم واعتزازهم بالمبادرة، مقدمين خالص الشكر والعرفان لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على رعايته الكريمة لهم وحرصه عليهم وعلى مستقبلهم، من خلال تنظيم هذا البرنامج الهادف خلال إجازات الربيع الحالية وتوجيههم التوجيه الصحيح نحو الاستفادة من وقت الفراغ، فيما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع ويحميهم من أية ممارسات سلبية ممكن أن يتعرضوا لها نتيجة الفراغ. قال غيث العامري الطالب في معهد التكنولوجيا التطبيقية إن البرنامج ناجح بكل المقاييس منحنا الفرصة لخدمة الوطن، ونقل صورة صحيحة للجميع، أن شباب الإمارات بإمكانهم العمل في كل المجالات، وليس كما يظن الأغلبية أن الثروة توفر لهم المال وتلهيهم عن واجبهم الوطني وخدمة بلادهم، وتجعلهم غير قادرين على العمل، مشيراً إلى أن وجودهم هنا في مواقع الإنتاج والعمل يدحض كل هذه الصفات عن شباب وفتيات الإمارات.

مسؤولية

وأعربت دانة العامري الطالبة بمدرسة المواهب في الصف الثاني عشر عن فخرها بالبرنامج وبهذا الجو الجديد من العمل والمسؤولية التي لم تمارسها من قبل، مشيرة إلى أنها تستمتع بعملها في قسم المبيعات والترويج للمنتجات، وهذه المتعة تأتي من شعورها بأنها تقدم الخدمة للزبائن من مختلف الجنسيات والأعمار، لافتة إلى أنها تتفهم لما يريده الزبون من احتياجات منها دونما تذمر أو ضيق، فالعمل تهذيب وترويض للنفس.

وأشارت زميلتها الطالبة مزون اليماحي إلى أنها من خلال عملها في قسم الأجهزة الإلكترونية والتقنيات والهواتف المتحركة تعلمت فن عرض المنتج للمشتري وشرح خصائصه وترتيب البضائع وتنسيقها على الأرفف بشكل يجذب الزبائن، مشيرة إلى أن فن البيع مسألة تحتاج إلى فن في التعامل وابتسامة وحسن استقبال وتعاون بين زملاء المهنة.

اختبار

وقال عبدالله هاشم الجنيبي الطالب في مدرسة الشويفات بالصف التاسع إن التحاقه بورشة التدريب في المخابز وضعته أمام اختبار عملي لتحمل المسؤولية والالتزام وخدمة الناس، كما وضعته في تحد مع نفسه كي ينجح ويكون عند حسن ظن الزبائن والقائمين على البرنامج وإدارة المركز الذي يعمل فيه، قائلاً الحمد لله نقدم أنا وزملائي أقصى ما نستطيع من جهد لخدمة الزبائن حتى يخرجوا راضين مستمتعين بما نقوم بإنتاجه من خبز وحلويات.
وأفادت نورة فهد الكتبي الطالبة في مدرسة هيورايزن الخاصة في الصف الحادي عشر أنها فخورة بعملها الذي اختارت أن تخوض تجربته لأول مرة والمتمثل في إعداد المخبوزات والكيك وأنواع الحلويات المختلفة، مشيرة إلى أن العمل جعلها أكثر جرأة بعد أن كانت تخجل من التحدث إلى الناس، وأن التجربة العملية أكسبتها مهارات شخصية عديدة، منها مهارات إعداد المأكولات والتعامل مع الجمهور، لافتة إلى ان مبادرة نعم للعمل هي خبرة ومهارة وثقافة.

العمل ليس عيباً

قال حميد أحمد الزعابي الطالب في معهد التكنولوجيا التطبيقية في مدينة محمد بن زايد إنه من خلال البرنامج تعلم التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، في جو يسوده الاحترام والتقدير، كما أنه فرصة للتعرف إلى أصدقاء جدد من مختلف المدارس والمعاهد.
فيما قال الطالب أحمد المزروعي إنها أول مشاركة له وإن العمل ليس عيباً أينما كان وفي أي مجال. أما زميلهما الطالب حمد سلطان الزعابي فقال إن مشاركته في قسم المحاسبة علمه الحرص والتركيز والانتباه أثناء العمل، مشيراً إلى أنه تعرف إلى جنسيات كثيرة وأعمار مختلفة.

وتابع الطالب خليفة عبد الله المنصوري: نحن نعمل من أجل خدمة الوطن وحتى نكون عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة، وتلك المبادرة جاءت من أجل مصلحتنا ومن أجل أن نستفيد من وقت الفراغ، فنحن نستفيد من وجودنا هنا في مراكز التسوق لنساعد الناس ونقدم لهم الخدمة التي ترضيهم، كما أننا في آخر البرنامج نحصل على شهادة من المركز، مؤكداً أنه سيلتحق بالبرنامج في المرات القادمة بعد هذا النجاح الذي يلمسه الجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"