الفشل الكلوي العلاج والوقاية

01:30 صباحا
قراءة 9 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

تسمى المرحلة النهائية للمرض الكلوي بالفشل الكلوي، وقد لا يشعر الإنسان بأعراض الفشل الكلوي فترة طويلة، فهو مرض ينتج عند فقدان إحدى الكليتين أو كلتيهما القيام بعملهما، فالكليتان لهما دور مهم في الحفاظ على حياة الإنسان، وفي تخليص الجسم من الفضلات والسوائل الزائدة على الحاجة والسموم والأملاح والشوائب التي توجد في الدم، مما يؤدّي إلى خلل عام في الجسم وفي جميع أنحائه ومنها التعب والإرهاق الجسدي والذهني وقلة الشهية للطعام..... وغيرها من الأعراض التي قد تكون قاتلة، وحول مرض الفشل الكلوي وعلاجه وكيفية الوقاية منه تحدثنا إلى بعض الأطباء والاختصاصيين.
أبان الدكتور عبد القادر الزرعوني استشاري المسالك البولية: أن الكلى تقوم بتصفية الفضلات وفائض السوائل من الجسم على شكل بول، وعند إصابة الكلى تتراكم الفضلات والسوائل في الجسم والأمر الذي قد يشكل خطراً على الإنسان، ويكون التدهور في أداء الكلى بطيئاً وبعض الأحيان سريعاً حيث تبرز الأعراض كلما تفاقم الفشل الكلوي، وأحياناً لا يتم تمييز أية أعراض للمرض في المراحل الأولى ولذلك فهي تكتشف فقط في مراحل متأخرة، يركز العلاج على إبطاء التدهور بأداء الكلى بشكل عام من خلال علاج المسبب، وتأتي أعراض الفشل الكلوي في عدة صور منها:-
• انخفاض كمية البول.
• الغثيان.
• التقيؤ.
•نقص الشهية.
• تعب وضعف عام.
• صعوبة النوم.
• انخفاض حدة التفكير.
• حكة وغيرها.
وهذه الأعراض ليست محصورة بإصابة أداء الكلى ممكن أن تظهر أيضاً مع الأمراض الأخرى، إن للكلية قدرة عالية على تعويض الضرر ولذلك من الممكن أن يتأخر تشخيص المرض وحدوث إصابات مستديمة في عمل الكلى، وتتمثل أسباب وعوامل خطر الفشل الكلوي عندما تحدث الإصابة في أداء الكلى عندما يمنع مرض معين الكلى القيام بعملها لفترات زمنيه طويلة وفي بعض الأحيان لفترات زمنية قصيرة، ويؤدي الضرر المتراكم لانخفاض أداء الكلية ولإصابة مزمنة، كما أن هناك أمراضاً وحالات تؤدي لتضرر الكلى مثل:-
• مرض السكري النمط الأول والثاني.
• ضغط الدم المرتفع
• انسداد المجاري البولية ( بسبب تضخم البروستاتا، انسداد الحالب والإحليل بسبب العيوب الخلقية أو الأورام تكون الحصوات أو ارتجاع البول أو المثانة العصبية وغيرها).
• سرطان الجهاز البولي ( بالكلية أو الحالب أو المثانة أو البروستاتا أو الإحليل)
• التهابات المجاري البولية وخاصة الكلى.
• إصابات الجهاز البولي بسبب الحوادث المختلفة.
• التهابات الأوعية الدموية وتصلب الجلد والروماتيزم المزمن
• انسداد الشرايين الكلوية.
• أمراض القلب.
• بعض الأمراض الوراثية التي تصيب الكلى.
وعن مضاعفات الفشل الكلوي قال د. عبد القادر إنها كالتالي:
1- احتباس السوائل: تتضرر قدرة الكلية على إفراز فائض السوائل مما يؤدي إلى انتفاخ الأطراف وتجمع السوائل بالرئتين مع ارتفاع ضغط الدم.
2- عدم القدرة على إفراز مادة البوتاسيوم خارج الجسم مما قد يرفع مستواه بالدم بشكل سريع و يؤدي إلى اضطرابات بضربات القلب ما يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إن لم يتدارك ذلك إلى الوفاة.
3- تعمل الكلى على موازنة مستويات الفوسفور والكالسيوم بالدم وهما عنصران مهمان لبناء العظام وأي ضرر بالكلى ممكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر بتركيز تلك المعادن بالجسم وبالتالي يؤدي إلى ضعف العظام مما تنتج عنه الكسور بالعظام.
4- إن الكلى تنتج هرمونات معينة تساهم في إنتاج الكريات الحمراء بالدم وإن أي ضرر بالكلى يؤدي إلى الضرر بإنتاج تلك الهرمونات وبالتالي نقص الكريات الحمراء بالدم مما ينتج عنه فقر الدم.
5- إن تراكم السموم بالجسم بسبب الفشل الكلوي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأداء الوظيفي للجهاز العصبي، وارتفاع نسبة اليوريا يؤدي إلى صعوبة التركيز والإصابة بالنوبات.
6- من المضاعفات الأخرى الناتجة عن الفشل الكلوي ضعف الجهاز المناعي بالجسم والضعف الجنسي وقلة الشهوة وأيضاً مضاعفات أثناء الحمل.
تشخيص الفشل الكلوي:*
1- يمكن من خلال فحوص الدم الوقوف على مستوى مواد الفضلات بالدم مثل مادة اليوريا والكرياتينين وكذلك نسبة البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم بالدم، وإن كل تلك المؤشرات تعكس الأداء الوظيفي للكلى.
2- فحص البول وتحديد نسبة البروتين فيه يبين نسبة الضرر بالكلى.
3- الفحوص التصويرية مثل الصور التلفزيونية والأشعة المقطعية من الفحوص المهمة، تبين تلك الفحوص الشكل التشريحي للكلى، إن كان هناك أي ضمور أو أورام أو انسدادات فيها وكذلك تبين الحالة الوظيفية للكلى.
4- في بعض الأحيان تؤخذ عينة من الكلى بواسطة الإبرة لمعرفة الحالة النسيجية للكلى وتشخيص المرض الذي أصابها.
وعن علاج الفشل الكلوي ذكر د. عبد القادر: أن علاج الفشل الكلوي يرتكز على المسبب للمرض، وذلك لعدم توفر علاج إلى الآن يمكنه المساعدة على إعادة أداء الكلى إلى حالته السابقة بشكل كامل، إضافة إلى ذلك إن طرق العلاج تركز على منع العوامل المسببة للضر بالكلى مثل شرب الكحول وتناول كميات أقل من الملح والبروتين وموازنة مستوى السكر وعلاج ارتفاع ضغط الدم وإيقاف التدخين والمحافظة على الوزن وعدم استخدام الأدوية بدون وصفات طبية.
كما أن هناك علاجات تهدف إلى معالجة مضاعفات المرض بواسطة أدوية لتخفيض ضغط الدم وأدوية علاج ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم ومعالجة فقر الدم وتقوية العظام واتباع نظام غذائي قليل البروتين والملح، وكل ذلك يساعد على تقليل العبء الزائد على الكلى، وفي حال أن الكلى توقفت عن العمل أو ضعف أداؤها حيث تعرض حياة المريض للخطر، فالعلاج هنا يكون بواسطة عملية غسل الكلى بواسطة الأجهزة الطبية الخاصة لذلك، حيث تقوم تلك الأجهزة بتصفية الجسم من السموم وهي عملية معقدة نسبياً، وتستغرق ساعات طويلة ولأكثر من مرة في الأسبوع ( بعض الأحيان تكون عملية غسل الكلى مؤقتة أو طارئة، وفي بعض الأحيان تكون مستمرة إلى حين يحصل المريض على متبرع لزراعة الكلى، إن كانت حالته الصحية وعمره يسمحان بذلك).
وللوقاية من الفشل الكلوي نصح د. عبد القادر بـ:
1- المحافظة على اللياقة البدنية والمحافظة على الوزن المثالي.
2- علاج ارتفاع ضغط الدم وذلك بمراجعة الطبيب بشكل منتظم وتناول الأدوية بانتظام وعدم إهمال ذلك.
3- الابتعاد أو التقليل من العادات الغذائية غير الصحية مثل الأغذية الغنية بالدهون أو الأملاح.
4- علاج ارتفاع السكر بالدم ومراجعة الطبيب وتناول الأدوية بانتظام.
5- وقف التدخين بشكل كلي حيث إن التدخين يسبب انسداد شرايين الكلى ويسبب سرطان الكلى وغيرها من المضاعفات.
6- الامتناع عن الأدوية التي تؤخذ بدون الوصفات الطبية من قبل الأطباء المختصين.
7- الامتناع عن شرب الكحول والمخدرات لما لهما من تأثير مدمر في الكلى.
8- عمل فحوص دورية لدى المراكز الطبية والمستشفيات المنتشرة بالدولة وخاصة هؤلاء الذين لهم سيرة مرضية أو لديهم تاريخ مرضي عائلي بأمراض الكلى والضغط والسكري.
9- في حالة حدوث أي أعراض ننصح دائماً باستشارة طبيبك وذلك عن طريق الهاتف أو الذهاب شخصياً للمركز الطبي أو المستشفى.
وعن الفشل الكلوي الحاد أوضح الدكتور ديباك جاداف استشاري أمراض الكلى: أن وظيفة الكلى في الجسم تتمثل في تصريف السموم من الجسم عبر البول، والحفاظ على السوائل في الجسم والإلكترولايتس، والحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم، كما أنها تقوم بإفراز هرمون الإريثروبويتين للحفاظ على الهيموغلوبين، وفيتامين (د) الذي يحافظ بدوره على مستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم ضمن المعدل الطبيعي، ويحدث الفشل الكلوي الحاد عندما تتوقف الكلى فجأة عن العمل، وقد يكون هذا فشل مؤقت وستعود إلى وظيفتها بعد أسابيع قليلة، أو قد تصبح حالة فشل كلوي دائم لدى بعض المرضى، إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في وقت مبكر، ويمكن أن يحدث الفشل الكلوي الحاد نتيجة لأسباب مختلفة:
1- تدفق دم أقل إلى الكلى ويكون إما بسبب فقدان كبير في الدم، أو الجفاف أو الفشل القلبي، حيث يعجز القلب عن ضخ ما يكفي من الدم لتتم تصفيته عبر الكلى.
2- قد تكون الأسباب أيضاً لدى بعض المرضى التعرض للإصابة، أو المخدرات، أو السرطان أو أمراض المناعة الذاتية، فبالنسبة لمرضى المناعة الذاتية فإن الجهاز المناعي الخاص بهم يقوم بمحاربة الخلايا الخاصة به ويؤدي إلى تلف الكلى.
3- قد يحدث الفشل الكلوي أيضاً بسبب انسداد في مجرى تدفق البول بسبب حصى في الكلى، أو كتلة سرطانية أو تضخم في البروستاتا عند الذكور.
وعن أعراض الفشل الكلوي الحاد أبان د. ديباك: أنه قد لا يكون لدى بعض المرضى أي أعراض في البداية، ولكن عند إجراء اختبارات لوظائف الكلى تظهر دلالات تشير لوجود مشكلة في الكلى، وقد يعاني بعض المرضى الأعراض التالية:
• تبول أقل أو عدم القدرة على التبول مطلقاً.
• وجود دم في البول بلون أحمر أو بني.
• ظهور تورم في منطقة الساقين أو القدمين.
• حدوث قيء أو عدم الشعور بالجوع.
• الشعور بالضعف أو الإرهاق طول الوقت.
• التشوش وعدم التركيز.
• حدوث تشنجات وهي موجات غير طبيعية للنشاط الكهربائي في الدماغ، مما يجعل الأشخاص الذين يتعرضون لها يتصرفون بغرابة.
فإذا كان لديك أي من هذه الأعراض المذكورة أعلاه يجب عليك التوجه لمراجعة الطبيب، لإجراء بعض الفحوص للتأكد من الأعراض وعمل بعض تحاليل الدم والبول والتصوير بالموجات فوق الصوتية، وإذا لم تظهر أي من هذه الاختبارات سبب الفشل الكلوي يجب عمل خزعة للكلى، حيث سيقوم الطبيب بسحب عينة صغيرة من الكلى عبر إبرة في الظهر، ويتم فحص العينة بالمجهر لتحديد سبب الفشل الكلوي.
وعلاج الفشل الكلوي الحاد يعتمد في البداية على سبب الإصابة، ومدى خطورة الفشل الكلوي الحاد على الصحة:
1- استعادة تدفق الدم إلى الكلى من خلال الحفاظ على ضغط دم طبيعي، ونسبة ماء كاف، سيساعد الكلى على التماسك إذا كان هذا هو سبب الفشل الكلوي الحاد.
2- إذا كان الفشل الكلوي الحاد نتيجة لحساسية من بعض الأدوية فيجب التوقف عن هذه الأدوية على الفور، والتوجه للطبيب المعالج.
3- علاج العدوى في الكلى يكون عبر المضادات الحيوية والمساعدة في إعادة وظائف الكلى إلى وضعها الطبيعي.
4- معظم الوقت، يتماثل مريض الكلى تماماً للشفاء وتعود الكلى للعمل بشكل طبيعي مرة أخرى، ولكن ذلك قد يستغرق أسابيع أو شهوراً لتتعافى الكلى بشكل تام.
5- حتى تتمكن الكلى من العمل بشكل طبيعي مرة أخرى، قد تحتاج إلى علاجات مساعدة للتأكد من حصول جسمك على كمية مناسبة من السوائل والأملاح والمواد الغذائية.
6- ويمكن أن تشتمل هذه العلاجات على الأدوية، وتغييرات في النظام الغذائي الخاص بك.
7- وهناك العلاج الكلوي البديل، ويحل هذا العلاج محل البديل لوظيفة الكلى إلى أن يتم علاج الكلى التام، وذلك ينطوي إما على:
- الغسيل الكلوي: غسل الكلى هو الإجراء الذي يحل فيه الجهاز محل الكلى في أداء وظيفتها، وتقوم الآلة بضخ الدم إلى خارج الجسم، وتنقيته وإعادته إلى الجسم، ويحتاج مرضى الكلى للغسيل ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع.
- الغسيل الكلوي البريتوني: غسل الكلى البريتوني هو الإجراء الذي يمكن للمرضى القيام به في المنزل كل يوم، حيث ينطوي ذلك على أنابيب خاصة للسوائل في البطن، ويقوم هذا السائل بجمع النفايات والأملاح الزائدة والمياه من الدم، ثم تصريفها عبر أنبوب السوائل من البطن.
وأشار الدكتور فهد كولي، مختص أمراض الكلى: إلى أن قصور الكلى المزمن ليس له أعراض عادة، إلا في حالات الفشل الكلوي المتقدم، فإن المريض يشعر بالوهن والغثيان ونقص بالشهية وانتفاخ بالقدمين ونادراً حكة بالجلد، ويكون التشخيص لحالات الفشل الكلوي عن طريق الفحص الأساسي لوظائف الكلى وهو فحص الكرياتين والبولة في الدم، إنما هناك فحوص أخرى مهمة مثل تحليل البول وكمية البوتين (الزلال) في البول وهناك فحوص أخرى كثيرة يجب عملها لمعرفة سبب الفشل الكلوي.
كما أن أغلب أمراض قصور الكلى المزمن يبدأ بتسرب البروتين (الزلال) أو الكريات الحمر في البول وهذا يزيد مع الوقت وقد يسبق تطور قصور الكلى بشهور أو سنوات، ثم يتم ارتفاع تدريجي أو تراكم السموم بالجسم والتي نستدل عليها بفحص البولة الدموية والكرياتين في الدم، وتقسم مراحل قصور الكلية إلى خمس مراحل آخرها هو الفشل الكلوي، وعادة عندما يصل المريض إلى حالة متقدمة في المرحلة الخامسة لقصور الكلية، وتقريباً عندما تصل وظيفة الكلية إلى 10% من وظيفتها الأصلية أو أقل، تبدو على المريض أعراض بسبب تراكم السموم بالجسم مثل الغثيان والقيء، قلة التغذية، ضيق التنفس، التعب وغيرها من العوارض مثل ارتفاع نسبة البوتاسيوم بالدم أو زيادة نسبة الحموضة في الدم التي قد تشكل خطراً مباشراً.
وأضاف د. فهد: أن أسباب الفشل الكلوي متنوعة وكثيرة، إنما أكثرها شيوعاً هو مرض السكري الذي يمثل تقريباً 50% من أسباب الفشل الكلوي يليه مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني ويمثل ثاني أكثر سبب للفشل الكلوي 25%. وهناك أمراض المناعة الذاتية والأمراض الفيروسية مثل التهابات الكبد الفيروسية وأمراض الكلى الخلقية أوالوراثية، ويكون العلاج عن طريق:
1- إما زرع الكلية (من متبرع أو شخص متوفى سريرياً ).
2- الغسيل الكلوي وهو نوعان (الغسيل الدموي - الغسيل البريتوني).
ولذلك يكون عامل الوقاية من المرض هو الأهم وتشخيصه مبكراً للحد من تطوره، كالفحوص الدورية للبول والدم وخاصة عند مرضى السكري ومرضى ارتفاع الضغط الشرياني، وهما يشكلان ثلثي أسباب الفشل الكلوي في أغلب بقاع العالم، والسيطرة الجيدة على هذين المرضين بالمراحل المبكرة تقي من تأثيرهما في الكلى، إضافة إلى تجنب أخذ بعض أنواع المسكنات لفترات طويلة وأخذ القدر الكافي من السوائل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"