عاش وحيداً ورحل وحيداً

عين على الفضائيات
02:31 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

لم يحصد بعد ثمار ما حاول زرعه في حياته العملية وفي الفن، ولم يحقق ما يجعله يتجاوز حدود الشهرة التي ورثها عن كونه «ابن أحمد زكي وهالة فؤاد». رحل مبكراً، وحتى في رحيله المفاجئ أعاد إلينا فوراً ذكرى أمه التي رحلت في نفس سنه (٣٥ عاماً)، ووالده الذي مازال محبوباً ومميزاً ومحط إعجاب الجميع، بمن فيهم النجوم الصغار الذين يبذل بعضهم مجهوداً ليقال عنه بأنه «شبيه أحمد زكي».
هيثم، الشاب الذي دخل الفن رغماً عنه في البداية، من أجل استكمال دور أبيه في فيلم «حليم»، وتجسيد شخصية عبدالحليم حافظ في شبابه، غاب عن الشاشة ربما كي يتمكن من خلع جلباب أبيه فيرى الناس هيثم الموهوب المجتهد، ويقف بجانب باقي الممثلين الشباب دون أن يضطر في كل مرة إلى حمل أعباء «المقارنة» بينه وبين أحمد زكي، ولأنه يعلم جيداً أن هذا «النمر الأسود» عبقري تمثيل لا مجال لمقارنة أي أحد به ولو كان من صلبه.
أحمد زكي الحاضر الأبدي في سيرة هيثم، فصعب أن تكون ابن هذا النجم المحبوب جداً والمشهور جداً والمميز جداً، ولا تراه في ابنه أو تترحم عليه مع ترحمك على هيثم لحظة سماعك خبر وفاته الذي صدم الجميع.
نجح هيثم في تقديم نفسه بشكل مختلف. حينها عرفنا أن الموهبة موجودة فعلاً، وأنه سعى بشكل جدي إلى تطويرها والتلوين في الأدوار من أجل التنويع واكتشاف ذاته وما يملك من قدرات.
رحلته في السينما والتلفزيون قصيرة، لم يمهله القدر ليحقق قفزات عالية، لكنه ترك بصمة مميزة، وهذا إنجاز بحد ذاته. دوره في فيلم «الكنز» بجزأيه الأول والثاني كان جيداً، وفي مسلسل «السبع وصايا» عام ٢٠١٤ عرف كيف يجذب الجمهور بأداء قوي، علماً أنه كان في منافسة مع مجموعة من الممثلين البارعين: صبري فواز، رانيا يوسف، ناهد السباعي، أحمد فؤاد سليم، هنا شيحة وغيرهم، وفي مسلسل صعب من تأليف محمد أمين راضي، إخراج خالد مرعي، لاقى نجاحاً كبيراً بفضل تناغم الممثلين في الأداء وقوة الحبكة والتشويق فيه..
عاش وحيداً ورحل وحيداً، ليتحقق الهاجس الذي كان يلاحقه، وخوفه من أن يموت ولا يعلم أحد به. منذ صغره عرف مجموعة مآسٍ، وشعر الجمهور بأن هذا الطفل اليتيم هو ابن الناس جميعاً، يتعاطفون معه لشدة حبهم واحترامهم لوالديه الراحلين. السيرة التي تلتصق بالإنسان في حياته وبعد مماته، هي الموروث الحقيقي الذي تتناقله الأجيال أيضاً، وإذا شاء القدر ألا يتزوج هيثم وينجب قبل رحيله، وأن تنتهي سلالة أحمد زكي عند هذا الحد، فإن سيرة هذه الأسرة الفنية بامتياز تبقى خالدة، وأبناء أحمد زكي وإخوة هيثم كثر في عالم الفن والتمثيل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"