"اللازورد" حجر الصداقة والإخلاص والتوافق

يزيل الحزن والكآبة وبديل الفيروز والياقوت
12:58 مساء
قراءة 3 دقائق

اللازورد من الأحجار الكريمة الشفافة وشبه الشفافة وغني بلونه الأزرق وغالباً مايتكون من السليكات المجمع، مع لآلئ من بيريت الحديد . وتعود تسميته إلى الكلمة اليونانية Lapis ومعناها حجر كريم، وكلمة lazuli المشتقة من الكلمة العربية allazjward التي تعني السماء، أو الأزرق البسيط .

واكتسب حجر اللازورد بلونه الفيروزي مكانة رفيعة بين الأحجار الكريمة منذ الحضارات الأولى، ويعود تاريخ اللازورد الذي عثر عليه في أحد مقابر حضارة وادي ايندوس شمال غربي شبه القارة الهندية، التي تعود إلى العصر البرونزي، يعود إلى 9 آلاف عام .

ويعتقد بأنه حجر الصداقة والإخلاص، إذ إنه يعزز الانسجام والتوافق في العلاقات .

واعتقد في العصور الوسطى أن الكون ينعكس في الأحجار الكريمة فارتبط اللازورد بكوكب المشتري .

وحظي اللازورد بمكانة رفيعة في الحضارة المصرية إذ استخدمه المصريون في صنع التمائم المقدسة، ويعتقد المؤرخون بأن الملكة كليوباترا كانت تخضب عينيها بمسحوقه . كما استخدمه الآشوريون والبابليون في صنع أختام التقاويم . وتضم مقابر السومريين بالقرب من نهر الفرات في العراق أكثر من 6 آلاف تمثال من اللازورد لطيور، وغزلان، وقوارض، وكذلك نماذج لأطباق، وأختام تقاويم، ومسبحات .

واعتقد قديماً بأن اللازورد يزيل الحزن والكآبة، ويشفي من أحد أنواع الحمى الدورية . واعتبر في روما منشطاً عاماً للجسم، وعرفت حضارة أمريكا الجنوبية، رواسب اللازورد الشيلية منذ أكثر من 1500 سنة قبل الميلاد . واستخدمت النساء في روما، وبلاد الفرس، والصين مسحوق اللازورد في طلاء جباههن بديلاً عن الكحل .

ولاتزال فوائده الطبية أمراً يثير الجدل، لكن يقال إنه يخفف آلام الصداع، والحلق، ويوسع الأوردة، ويجب ارتداؤه ملامساً للمنطقة العليلة من الجسم . ومنذ عصور الرومان والإغريق ووصولاً إلى حقبة النهضة، كان اللازورد يسحق لصنع طلاء ثابت عرف باسم صبغ اللازورد، الذي استخدم لإضافة اللون الأزرق في تركيب أغلب أنواع الدهانات الزيتية العالمية . وظل الصبغ قيد الاستخدام حتى القرن التاسع عشر، بعدما اكتشفت طريقة أخرى لإنتاج اللون الأزرق .

واللازورد بديل الفيروز والياقوت وهو حجر مواليد شهر ديسمبر/كانون الأول، ولايزال ينقب عنه منذ 6 آلاف عام في الرواسب القديمة في إقليم باداكشان شمال شرقي أفغانستان، حيث يوجد أفضل أنواعه، كما ينقب عنه في منجم فلور دي لوس أندس في منطقة كوكيمبو في شيلي .

وتنتج سيبيريا كميات قليلة منه، وكذا كولورادو في الولايات المتحدة، وميانمار .

وأفضل ألوانه الأزرق المائل إلى البنفسجي وذو الملمس الناعم الممزوج بومضات من البيريت وهو خال من الكالسيت . ويجب الحذر عند تلميع اللازوردي بسبب تركيبته المعقدة، والأفضل أن يوكل إلى خبير جواهر للقيام بذلك . ويوجد اللازورد في شكل صخري لا معدني، بسبب تكوينه المكون من ثلاثة معادن، اللازوريت، والكالسيت، والبيريت، وأولها أهمها، لاحتوائه على الكبريت الذي يكسب اللازورد لونه الأزرق المميز .

ويسعى جامعو اللازورد إلى الحصول على الأنواع التي يقل فيها الكالسيت، الذي يرى في شكل بقع داخل الزرقة الداكنة .

ويتميز اللازورد بقليل من المسامية، لذا يجب عدم تعرضه للمذيبات والمواد الكيميائية، والضغط العالي والحرارة المرتفعة . وغالباً ما يقطع إلى مكعبات ثمانية أو خرزات صغيرة، كما يمكن نحته في أشكال زخرفية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"