تكيس المبايض يعوق وظيفتها

00:06 صباحا
قراءة 6 دقائق

تعاني أعداد كثيرة من النساء والفتيات مشكلة تكيس المبايض، فهي مشكلة تصيب الفئات العمرية المختلفة وتؤثر فيهن سلبياً، وتسبب تأخير الحمل لدى هؤلاء المصابات فترة إلى أن يتم معالجة هذه المشكلة، وتعني هذه المشكلة حدوث تضخم في المبيض نتيجة تكون حويصلات صغيرة بداخل المبايض، ما يحدث خللاً في عملية التبويض سواء بنقص العملية أو بضعفها، مع الإصابة باضطرابات واضحة في مواعيد الدورة الشهرية وكميتها وفترة حدوثها، وفي بعض الحالات يمكن أن يتحول تكيس المبيض إلى سرطان.
الكيس المبيضي يمثل جيباً مملوءاً بالسائل يتكون على المبيض، ومعروف أن وظيفة المبايض هي إنتاج وإفراز الهرمونات الأنثوية مثل الأستروجين والبروجسترون، وكذلك إنتاج وتحرير البويضات التي تستخدم في عملية التكاثر والإنجاب، وهذه الهرمونات الأنثوية من وظائفها تنظيم فترات الإباضة، وتنبه بطانة الرحم من أجل الاستعداد والتهيئة لتلقي البويضة الملقحة لاستكمال عملية الحمل، وقبل أن تتحرر البويضة يتكون كيس صغير على المبيض في شكل جيب مملوء بالسائل، ويختفي هذا الكيس من على المبيض بعد تحرر البويضة التي تنزل إلى الرحم من خلال قناة فالوب حتى يتم تلقيحها، وفي حالة عدم التلقيح فإن هذه البويضة تطرد مع بطانة الرحم إلى خارج جسم المرأة عن طريق الدورة الشهرية، وهذه العملية تتكرر كل 28 يوماً طول فترة التبويض التي تعيشها الفتاة إلى أن تصل إلى سن اليأس وينقطع التبويض وتتوقف الدورة الشهرية، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف إلى أسباب إصابة المرأة بمشكلة تكيس المبايض، والأعراض التي تظهر مبكراً لهذه الحالة وكذلك طرق الوقاية والعلاج المتاحة لهذه المشكلة.

المتعدد أكثر شيوعاً

يحدث مرض تكيس المبايض أو يطلق عليه أيضاً تكيس المبايض المتعدد نتيجة خلل هرموني يصيب النساء والفتيات، مما يؤدي إلى وجود جيوب صغيرة غير طبيعية على سطح المبيض، ويسبب صعوبة كبيرة في تحرير البويضات وقد ذلك إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية وتأخر في الحمل والإنجاب، ويصيب هذا المرض نحو 8% من السيدات، وتكيس المبايض المتعدد أكثر أسباب تأخر الإنجاب شيوعاً، وهذه المشكلة يمكن أن تحدث مع بداية فترة المراهقة في شكل اضطرابات بسيطة في الدورة الشهرية للفتاة، وتمتد لسنوات لدى بعض الفتيات دون أن ينتبه إليها أحد، إلى أن تصل الفتاة لعمر الزواج وتجد تأخراً في عملية الحمل، ثم تذهب إلى الطبيب لعمل الفحوص وتكتشف أنها مصابة بمشكلة تكيس المبايض.
وهذه المشكلة تهاجم النساء من جميع الأصول والعرقيات بنفس النسب، والكشف المبكر عنها يساعد على التخلص منها في وقت سريع، وعدم الوقوع في مضاعفات أكبر وتأخر لعملية الإنجاب لسنوات، ويمكن أن تسبب الإصابة بأمراض القلب وكذلك داء السكري من النوع الثاني، وتوجد أنواع من مرض تكيس المبايض والشائع منه كما ذكرنا هو المتعدد والذي يسبب تأخر الحمل، كما توجد أنواع أخرى منها التكيس الوظيفي على المبيض وهذا النوع لا ينفجر فيه الكيس الذي يحتوي على البويضة، وهي المرحلة الطبيعية التي يمر بها كيس البويضة لينفجر ويحرر البويضة، ولكن الكيس ينمو ولا ينفجر ويحتوي على سوائل، وهي حالة من التكيس الحميد والتي تختفي مع العلاج في خلال من 8 إلى 12 أسبوعاً
والنوع الآخر وهو التكيس الجلداني وهو يمثل كيساً يحتوي على بعض الخلايا المتنوعة من الجلد والشعر وغيرها ينمو بشكل غير طبيعي على المبيض ويعد من الأورام التي تتكون على المبايض ويمكن علاجه، كما يوجد نوع يسمى بطانة الرحم المهاجرة والتي تنتج عن ظهور تكيسات على المبايض بسبب انتقال أنسجة الرحم إلى المبيض، وهناك نوع يرتبط بسرطان المبيض والذي يظهر على شكل تكيس على المبيض في مراحله الأولى، ويتم اكتشافه من خلال السونار على أنه ورم خبيث وليس تكيساً عادياً من الأنواع السابقة.

الوراثة والوزن والهرمونات

يوجد عدد من العوامل والمسببات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض تكيس المبايض، ولكن حتى الآن لم يتم معرفة السبب الرئيسي لهذه المشكلة أو الآلية التي يحدث بها تكيس المبايض، ويرجح الباحثون أن الوراثة يمكن أن تكون عاملاً أساسياً لحدوث هذه المشكلة، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى التي تحفز ظهور هذا المرض، ومنها ظهور مرض تكيس المبايض المتعدد في تاريخ العائلة، مما يزيد من فرص إصابة السيدات في هذه العائلة، ومن الأسباب أيضاً زيادة حالة مقاومة الإنسولين في الجسم، وهو المسؤول عن تنظيم معدل السكر في الدم وحمله إلى داخل الخلايا، وعند الإصابة بهذه المشكلة تزيد حالة مقاومة الخلايا للأنسولين من يثير البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الإنسولين ويزيد من مشكلة التكيس، وزيادة إنتاج الإنسولين مع الأندروجين يسببان خللاً في الهرمونات المؤثرة في هذا المرض
ويمكن أن يكون نمط الحياة الذي تعيشه الفتاة أحد المسببات لهذا المرض، لأنها تسبب حدوث اضطرابات في الإفرازات الهرمونية وهو ما يقود إلى حالة تكيس المبايض، وخاصة إذا كانت الفتاة مصابة بمرض البدانة المنتشر بين الكثيرات نتيجة نمط الحياة غير الصحي، وبصفة عامة اضطرابات الهرمونات تسبب هذه المشكلة، وكذلك الإفراط في إنتاج هرمون الأندروجين الذي يلعب دوراً في هذه المشكلة، وثبت أن تناول وسائل منع الحمل الهرمونية لفترات طويلة يمكن أن يقود إلى حالة تكيس المبيض.

تأخر الحمل والتخمة

تكمن خطوة مرض تكيس المبايض في إعاقة لوظائف هذه المبايض، والتي تتمثل في إنتاج الهرمونات التي تحافظ على تنظيم مواعيد الإباضة، ويوجد عدد من العلامات التي تسبق حدوث مشكلة تكيس المبايض، ويمكن من خلالها التدخل لعلاج هذه الحالة مبكراً والتخلص من المضاعفات التي يمكن أن تسببها، ومن هذه الأعراض حدوث اضطرابات واضحة في مواعيد الدورة الشهرية وتشعر المرأة بزيادة وزنها عن المعتاد وزيادة كمية الدهون في البشرة وتصاب الفتيات بمشكلة ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل السكر في الدم، مع ظهور شعر زائد في منطقة الذقن ونمو حب الشباب وينتاب المرأة شعور بالتقيؤ وحالة من الغثيان، وغالباً ما يحدث تأخير لعملية الحمل أو عدم القدرة على الإنجاب لفترات تمتد حسب المقدرة على التخلص من هذه المشكلة، ومن الأعراض التي تظهر عموماً بعد الإصابة بمشكلة تكيس المبايض المتعدد حدوث مشاكل في عملية الأيض، نتيجة زيادة هرمون الإنسولين في الجسم وارتفاع معدل السكر في الدم، مما يسبب في بعض الحالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وكذلك زيادة هرمون الذكورة «الأندروجينات»، وهذا الهرمون يتم إفرازه في الطبيعي من المبيض بكمية بسيطة.
ولكن عند الإصابة بهذا المرض تزيد كميات الإفراز بدرجة أكبر، وهو ما يسبب ظهور بعض الشعر في أماكن معينة من الجسم، وأيضاً تنتشر ظاهرة حب الشباب نتيجة زيادة هذا الهرمون أيضاً، ويسبب زيادة هرمون الإنسولين مع هرمون الذكورة حدوث خلل في عملية التبويض وبالتالي عدم انتظام الدورة الشهرية لعدة شهور متواصلة، كما تصاب الفتيات بالبدانة مع صعوبة فقدان الوزن الزائد، وضعف وتقصف الشعر بصورة واضحة، ويحدث خلل في نزيف الدورة الدموية سواء كان نزيفاً قوياً ومستمراً أو ضعيفاً للغاية، كما تعاني بعض السيدات التوتر العصبي الزائد وتفقد الثقة بنفسها وتصاب بالاكتئاب والعزلة ويقل تقديرها للذات.

الوزن والعلاج

توصلت دراسة حديثة إلى أن تقليل الوزن واستعمال أدوية الجلوكوفاج، الذي يعمل على خفض السكر في الجسم، والكلوميد المحفز لعملية التبويض، يؤدي إلى التخلص من مشكلة تكيس المبيض وتخفيف أعراض المرض.
وكشفت الدراسة أن 55% من السيدات اللاتي يعانين تكسيات المبايض، لديهن مشكلة البدانة، وغالباً ما تكون في الجزء الأعلى من الجسم، ويمكن أن تختفي الدورة الشهرية لديهن عدة أشهر، نتيجة عدم حدوث عملية التبويض بصورة مزمنة.
ويمكن علاج حالة مقاومة هرمون الإنسولين الذي تسببه مشكلة تكيس المبايض، باستخدام بعض الأدوية الفعالة، للوقاية من الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني في المستقبل. وعند إدخال هرمون الإنسولين إلى الخلايا يحدث نقص في كميته الزائدة، وبالتالي تحفيز المبيض إلى عملية التبويض.
وسجلت بعض الأبحاث إصابة بعض الحالات بسرطان في بطانة الرحم للنساء في عمر العشرينات والثلاثينات، ما يستوجب أخذ خزعة من بطانة الرحم في حالة المعاناة من هذا المرض أو اضطرابات في الدورة الشهرية.
ويمكن أن تؤدي حبوب منع الحمل دوراً جيداً في المحافظة على بطانة الرحم من التغيرات الخطيرة، وكذلك هرمون البروجسترون الذي يمنع حدوث تغيرات البطانة، كما تساعد عمليات كي المبيض بالليزر في عمل فتحات بالمبايض، ما يؤدي إلى تناقص إنتاج هرمون التستوسترون الذكري من المبيض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"