«النكاف».. مرض جميع الأعمار

08:12 صباحا
قراءة 6 دقائق
مرض النكاف أو مرض الغدة النكافية من الأمراض المعروفة بين الأطفال، ولكنه يصيب الكبار أيضاً، فليس هناك موانع من إصابة الكبار، ولكن هذا المرض يتركز في مرحلة الطفولة أكثر، ولذلك في الأغلب يتم تطعيم الأطفال عبر المؤسسات العلاجية، وذلك لمنع تفشي هذا المرض وانتشاره، ويعتبره المتخصصون من مرض فيروسي، تسببه أنواع من الفيروسات التي تنقل العدوى من شخص مصاب إلى آخر سليم، وفي بعض الإحصائيات الحديثة وجدوا أن ما يقرب من 27% من إجمالي المصابين من الرجال أو الشباب بهذا المرض يعانون تورماً والتهاباً في الخصيتين بسبب هذا المرض.
انتشر الحديث عن هذا المرض في الآونة الأخيرة والمخاطر التي يسببها، نتيجة ظهور العديد من الحالات المصابة في بعض المؤسسات التعليمية، وخاصة المدارس في الدول النامية والمجتمعات الفقيرة، والفيروس الذي يسبب مرض النكاف أو الغدة النكافية يصبح أكثر خطورة عند إصابة الأشخاص في مرحلة البلوغ والشباب، حيث يصبح تأثيره سلبياً ومضراً في المبيض لدى السيدات والخصيتين لدى الرجال كما ذكرنا، ويسبب هذا المرض انزعاجاً كبيراً للأم والأسرة، ولذلك سوف نعرض ما المرض وأضراره وأعراضه وأسبابه مع بعض النصائح للوقاية منه.
سائل اللعاب

يشير الكثير من الدراسات والأبحاث أن مرض النكاف أو الغدة النكافية ينتشر بين الأشخاص وخاصة الأطفال عن طريق سائل اللعاب، ويصل إلى الغدة النكافية ويصيبها ببعض الضرر، ويؤدي إلى تفتحها وإصابتها بالألم الشديد، وتوجد الغدة النكافية في المنطقة التي تقع أسفل الأذن إلى الأمام قليلاً، أي خلف الوجنتين بين الفكين والأذن، وهي من الغدد اللعابية، من مهامها ووظائفها إفراز مادة اللعاب السائلة داخل الفم، والذي يعتبر جزءاً من العملية الهضمية للإنسان، حيث يساعد على هضم جزء من النشويات التي توجد في بعض الأطعمة، ومرض الغدة النكافية يعتبر من الأمراض القديمة التي انتشرت في بقاع كثيرة من العالم، وكان هذا المرض يتفشى بين الجنود في المعارك، وقد ظهر واضحاً في الحرب العالمية الأولى، وكان الجندي المصاب يلجأ إلى المراكز الطبية أو المستشفيات الميدانية للعلاج، وينتشر بين الأطفال من سن أربع سنوات ونصف السنة إلى سن الخامسة عشرة، وبعد الاكتشافات الطبية الكبيرة، وتدبير التطعيمات والأمصال اللازمة لهذا المرض، تراجع بدرجة كبيرة وملحوظة في مناطق كثيرة من العالم، ووصلت حالات تناقص هذه الحالات من المرض إلى أرقام كبيرة ونسب عالية تبشر بالخير.
توضح الدراسات أن مرض التهابات الغدة النكافية يعتبر فيروساً يهاجم الغدة، ويعد مرضاً معدياً شائعاً، ولهذا الفيروس فترات حضانة قد تطول وتصل إلى 25 يوماً بعد الإصابة بالعدوى، وينتقل هذا الفيروس عبر استنشاق الهواء القريب من أنوف الأشخاص المصابين بهذا المرض، ثم ينتقل إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي الطويل، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مجرى الدم، وينتشر في جميع أجهزة الجسم، ويصل إلى هدفه الرئيسي وهو الغدد النكافية أو الغدد اللعابية، ويبدأ في عملية النمو والنشاط والتكاثر بكميات كبيرة داخل الغدد النكافية، والخطورة أن أعراض هذا المرض تظهر على المصاب بعد العدوى بحوالي 4 أيام، أي أثناء فترة الحضانة، وهذا المصاب يصبح حاملاً وناقلاً للفيروس والمرض، وفي حالة إصابة الأشخاص بعد سن البلوغ، يصابون بحالة من الصعوبة في القدرة على التنفس، وليس ورماً في الرقبة كما يعتقد الكثيرون، وإذا لم يتم علاج هذه الحالة المرضية عند الشباب البالغين بشكل تام، فإن ذلك ربما يؤدي إلى الإصابة بالعقم التام، نتيجة مهاجمة هذه الفيروسات للأجهزة التناسلية عند الرجال والسيدات.

أغشية الدماغ

تكشف بعض الدراسات والأبحاث أن من المخاطر الأخرى التي يمكن أن يسببها مرض النكاف أو التهاب الغدد النكافية، إمكانية وصول هذا الفيروس المسبب للمرض إلى أغشية الدماغ، ومن ثم يسبب مرض الالتهاب السحائي، والتهابات المخ، وهذه الأمراض خطيرة على حياة المرضى في حالة عدم تداركها وعلاجها بشكل جيد، وتنصح الدراسات بعدم المكوث طويلاً في الأماكن المزدحمة بالناس، خاصة في وسائل المواصلات العامة، والمحلات والمولات الكبيرة، وعدم استخدام الأدوات الخاصة بالآخرين، فيمكن أن تؤدي عطسة أو سعال من شخص مريض إلى إصابة من حوله، وربما ينتقل المرض نتيجة مشاركة شخص مصاب في الطعام أو تناول الماء بعده من زجاجة واحدة، فهو ينتشر عن طريق اللعاب، وأيضاً السوائل التي تخرج من أنف المصاب، وعن طريق استخدام أدوات طعام المريض نفسه، كما يجب اتباع مواعيد التطعيم للأطفال الصادرة عن المؤسسات الرسمية للدول بالنسبة لمرض الغدة النكافية، وهي عبارة عن جرعتين، مع إضافة جرعة ثالثة للتنشيط، وتبدأ من عمر سنتين وتصل إلى عمر 5 سنوات، ويجب عدم التساهل والإهمال في ملاحظة أي تغير على الطفل أو الكبير البالغ، وعدم الاستهانة بهذا المرض، خاصة أن مضاعفاته خطيرة تصل إلى المخ.

فترات الحضانة

تكشف بعض الأبحاث والدراسات أنه من أكثر الفترات التي من المحتمل أن ينتقل فيها الفيروس أو العدوى من الشخص المصاب إلى السليم، هي فترة اليومين اللذين يسبقان ظهور الأعراض، وفترة ثمانية أيام أخرى بعد انتهاء مدة الأعراض، وطبقاً لبعض إحصائيات الأبحاث فإن 35% من المصابين بمرض التهاب الغدة النكافية لا يصاب بعرض التورم والانتفاخ في الغدد، كما يحدث للباقين، ولكن يمكن أن يظهر عرض آخر مثل الإصابة بصعوبة وخلل في المجاري التنفسية العليا من الجهاز التنفسي، واختلفت آراء الدراسات حول فترة الحضانة، ولكن في المتوسط تصل فترات الحضانة من 15 يوماً وتصل إلى 20 يوماً وأقصاها 25 يوماً، كما يمكن للشخص المصاب أن يساهم في انتشار هذا المرض والفيروس بعد يوم واحد من إصابته بالمرض وقبل ظهور أي عرض، ويمكن أن تتشابه أعراض مرض التهاب الغدد النكافية مع أعراض نزلة البرد أو مرض الإنفلونزا، وربما يصيب بعض أجهزة الجسم بالخلل، ويحدث وجع وانتفاخات في الخصيتين والبطن وتورم في الوجنتين، وفي بعض الحالات المصابة الأخرى يمكن أن تختفي الأعراض تماماً، ولا تظهر أي علامات ولا أعراض لهذا المرض لديهم، حسب قوة جهاز المناعة وحالة الجسم الصحية القوية.
تذكر نتائج بعض الأبحاث الميدانية أن هذا المرض إذا تم إهماله ولم يعالج بشكل تام، فإن هناك احتمالات كبيرة للإصابة ببعض المضاعفات الكبيرة والمؤثرة في صحة المصابين، ومن هذه المضاعفات فقدان قدرات السمع بشكل جزئي، ثم بعد ذلك بشكل كلي، والإصابة بنوع من الالتهابات في الغشاء المحيط بالمخ، وما يتبع ذلك من تأثيرات سلبية وخلل في الجهاز العصبي ربما تقود المصاب إلى فقدان حياته، أو حدوث مشاكل جسيمة، وكما ذكرنا قبل ذلك التهابات وتورمات في المبيض لدي السيدات والخصيتين لدى الرجال، وربما يؤدي إلى الإصابة بحالة عقم كامل، والجدير بالذكر أن هذه المضاعفات خطيرة وقوية وأكثر حدة لدى الأشخاص البالغين المصابين بهذا المرض، ولا تحدث هذه المضاعفات لدى الأطفال.
من أعراض مرض التهاب الغدة النكافية، الإحساس بحالة من الضعف العام مع فقدان كبير في الشهية ونقص الوزن، والإصابة بالصداع القوي، ويبدأ الجسم عند الإصابة بارتفاع درجات الحرارة، وحدوث تورم واضح وكبير ومؤلم في الوجه عند مكان الغدد النكافية أو اللعابية، ويمكن أن يتورم خد واحد أو الاثنان معاً، وبعد مرور 8 أيام من هذا التورم في الخدين يبدأ المصاب في الشفاء تدريجياً من دون علاج في كثير من الحالات، كما يحدث التهاب في الحلق وصعوبة في البلع و عند تناول العصائر الحمضية بالتحديد مثل عصير الليمون والبرتقال، وألم أثناء مضغ وبلع الوجبات، والشعور بالإجهاد الشديد، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد مرور من 16 إلى 25 يوماً من الإصابة بالعدوى أو الفيروس، وعند اكتشاف المصاب بهذا المرض يجب عزله عن بقية الأسرة؛ حتى لا يتسبب في إصابة أفرادها.

إصابة واحدة تكفي!

تذكر العديد من الدراسات أن طريقة الوقاية الفعالة والمضمونة لمنع هذا المرض، هي التطعيم منذ الطفولة من عمر 11 شهراً إلى 15 شهراً، وأيضاً من سن 4 إلى ستة أعوام يمكن تناول الجرعة الثانية، كما أن الحالات التي أصيبت من قبل بهذا المرض وتم علاجها وتعافت منه، فإنها تصبح محصنة ضده، لأن أجسامهم قامت بتكوين أجسام مضاده قوية لهذا المرض تمنع الإصابة به مرة ثانية، أي إن الإصابة الأولى بهذا المرض تمنع الإصابة به مرات متكررة، وعلى الأمهات اللاتي لم يطعّمن أطفالهن التوجه إلى الطبيب لسؤاله والاستشارة في التطعيم بأي طريقة وكيفية، وسوف يحدد الطبيب المختص الجرعات اللازمة للطفل للوقاية من إصابته بهذا المرض، حيث تراجعت نسب الإصابة بعد برامج وخطط التطعيم المنتشرة في معظم دول العالم، كما تصعب إصابة الأطفال الرضع الذين لم يبلغوا عامهم الأول بهذا المرض، وتحذر منظمة الصحة العالمية من الاستهانة بمرض التهاب الغدة النكافية على الرغم من ضعف أعراضه لأن مضاعفاته ربما تكون قاسية وغير متوقعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"