«الفلات فوت»..متاعب تبدأ من القدمين

00:17 صباحا
قراءة 6 دقائق
تصاب القدم بالعديد من التشوهات، ومن أكثر هذه العيوب القدم المسطحة أو ما يسمى بالفلات فوت، ويعرفها المتخصصون بأنها استواء باطن القدم ليلامس الأرض نتيجة سقوط قوس القدم وتعتبر هذه الحالة طبيعية في حالة أقدام الأطفال لأن قوس القدم لم يتكون بعد ، ومع تطور وتسارع نمو الطفل يحدث أيضا نمو في العضلات وأوتار القدم، التي تشد باطن القدم، لتكون هذا المنحنى الذي يسمى بقوس القدم.
يساعد هذا القوس على المشي بصورة أحسن، كما أنه يوزع ثقل الجسم على القدمين بشكل متوازن.
وتعتبر هذه الحالة منتشرة إلا أنها غير مؤلمة في العادة، وتحدث القدم المسطحة خلال مرحلة الطفولة إذا لم يحدث تطور وظهور لهذه الأقواس
ويمكن أن تحدث عند البالغين نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، والسيدات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالقدم المسطحة، وذلك بسبب زيادة عرض عظام الحوض ونقص مرونتها
وتسبب هذه المشكلة حدوث حالات التعثر والسقوط ولها بعض الأضرار، وفي هذا الموضوع سوف نستعرض هذه المشكلة بالتفصيل، وكيفية التعايش معها وأنواعها، كما يوجد بعض أساليب العلاج والتدخل الجراحي من أجل إصلاح هذا العيب.

حياة طبيعية

يعيش أغلب أصحاب القدم المسطحة حياتهم بشكل طبيعي ولا يشعرون بأي ألم، ويمكن أن يعاني البعض آلاما في القدمين وشد عضلي، ومن الجائز أن تتأثر أيضا مفاصل القدمين، وأن يمتد الألم إلى الركبتين.
وترتبط القدم المسطحة بعدد من المشكلات المستقبلية، مثل آلام القدمين والكاحلين وأسفل الظهر، وكذلك انحراف القدمين وتتم ملاحظته من سرعة اهتراء الحذاء، وأحيانا بسبب تعرض الطفل للسقوط المتكرر والإصابات.
ويمكن أن يسبب تسطح القدم أو ما يعرف بـ «الفلات فوت» مشكلة في العظام والعضلات والأنسجة الضامة، ولذلك ينصح الأطباء والأخصائيون بعلاج الأطفال فوق عمر الثلاث سنوات للمحافظة عليهم وتجنيبهم هذه المشكلات
وبالنسبة للبالغين فإن القدم المسطحة لا تدعو للقلق، حيث لا ترتبط بأي مشاكل بالنسبة لعدد كبير من الحالات، وتؤدي الأقدام في العادة 3 وظائف وذلك في وضعها الطبيعي:
الوظيفة الأولى: التحمل حيث يرافق عند المشي احتكاك وتأثير في سطح القدم مع كل خطوة، تؤدي أقواس القدم إلى امتصاص الصدمات وتوزيع قوة الدفع بالتساوي على كامل القدم، وبسبب غياب الأقواس الناتج عن القدم المسطحة تحدث أضرار في الركبة والعمود الفقري ومفاصل الفخذ.
والوظيفة الثانية: التوازن وهي التي تضمن بقاء الجسم متوازنا في حالة الحركة والوقوف والمشي، ويلاحظ في حالة الإصابة بالفلات فوت عدم الثبات أو الاستقرار، وفقدان التوازن عند المشي، والوظيفة الثالثة: هي الدفع والتي توفر التسارع عند المشي، كما أنها تعمل على إعادة توزيع الحمل على جزء من القدم ومن ثم الدفع، ويتحول مركز الثقل إلى نقطة واحدة من القدم في حالة القدم المسطحة، ما يؤدي إلى ألم شديد وفقدان جزئي لوظيفة القدم.

الأنواع والوارثة والإجهاد

يمكن تقسيم أنواع القدم المسطحة إلى 3 أنواع، منها القدم المسطحة المرنة، وسببها زيادة ارتخاء الأربطة، ويكون قوس القدم واضحا عندما يرفع الطفل أصابع قدميه إلى أعلى وليس عند وقوفه، لكن هذا النوع لا يؤثر في المشي نهائيا، ولا تعتبر تلك الحالة مرضية، وتنتشر في الأطفال عند بدء المشي بسبب زيادة الوزن.
أما القدم المسطحة الصلبة فهي خلقية ولا يعرف السبب وراء حدوثها، ويمكن أن تكون نتيجة انزلاق العظمة أسفل المفصل من مكانها بشكل عمودي، أو التحام خلقي بين عظام القدم.
والنوع الثالث هي القدم المسطحة العصبية العضلية، ويتسبب في حدوثها عدم وجود توازن عضلي بين وتر إخليس المشدود وعضلات القدم، ويحدث كثيرا عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ويمكن أن يؤدي لحدوث القدم المسطحة وجود عظم إضافي صغير بجانب العظم الزورقي في القدم، أو القدم المنحرفة - المتجانفة.
وتعد الأقدام المسطحة عموما أمرا طبيعيا بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، وذلك لأنهم في مرحلة النمو والنضوج، وتتطور الأقواس لدى أغلب الأشخاص في مراحل الطفولة، ويؤدي إلى ارتخاء الأربطة الشديد وضعف العضلات المحيطة بالقدم، وكذلك التوزيع غير المتساوي لوزن الجسم على القدمين بسبب الأقدام المسطحة
وتلعب العوامل الوراثية والجينات دورا في الإصابة بهذه المشكلة، وبالنسبة للبالغين يؤدي للإصابة بها الضغط والإجهاد غير المعتاد لفترات طويلة على القدم، وفي بعض الحالات يكون التقدم في العمر سببا لحدوث هذه المشكلة.
كما تشيع الإصابة بالقدم المسطحة في النساء فوق سن الأربعين، ويمكن أن تحدث للحوامل بسبب زيادة الثقل على القدمين، ويؤدي حدوث القدم المسطحة إلى التهاب مفاصل القدمين المزمن، وأيضا بعض الحالات المرضية في الجهاز العصبي أو العضلي مثل ضمور العضلات، وكذلك بعض الأمراض مثل السمنة ومرض السكري والتهاب أوتار القدم

كثرة التعثر

يذكر الأطباء أنه في العادة لا يشكو الطفل من أي أعراض للقدم المسطحة، غير أنه يلاحظ عليه كثرة السقوط، أو أن مشيته تكون غير طبيعية، وعندها تبدأ استفسارات الوالدين عن إمكانية حدوث إعاقة في المستقبل جراء هذا الوضع.
وبالنسبة للبالغين تظهر الأعراض على شكل تلف في الطرف الداخلي لقاعدة الأحذية الذي يظهر بسرعة كبيرة، ويظهر ألم في القوس الداخلي للقدم في الحالات الشديدة، إضافة إلى ألم في بطن الساق والركبة والفخذ، ويمكن أيضا أن يمتد للظهر ومن الجائز وجود ورم ملتهب في مفصل إبهام القدم الكبير.
ويظهر الألم في عضلات بطن الساق أو إجهاد عضلي، وتتحسن معظم حالات القدم المسطحة مع تقدم الطفل في العمر، وعامة لا ينصح بعرض الطفل على الطبيب قبل سن 5 سنوات، ويهدف العلاج في هذه الحالة إلى تجنب المشكلات التي ترتبط بوجودها.
وينقسم العلاج إلى جراحي وغير جراحي، فيوصي الطبيب بارتداء أحذية داعمة تلائم قدم الطفل، ويمكن ارتداء أحذية مصنوعة خصيصا لتقويم العظام، ويجب على من يعانون زيادة الوزن تخفيف أوزانهم، ويمكن أن يحدد مختص العلاج الطبيعي عددا من التمارين التي تخفف الألم، وتهدف التمارين إلى إطالة وتقوية عضلات الساق، إضافة إلى استخدام أجهزة تقوية عضلات في باطن القدم.
كذلك ينصح بالمشي حافي القدمين على أرض مثل الشاطئ لإكساب العضلات قوة أكبر، وعامة فلا يجب تقييد حركة الطفل بسبب الفلات فوت، ويكفي إعطاؤه بعض المسكنات في هذه الحالة لتخفيف الألم والتزام الراحة.

التدخل الجراحي

يساعد العلاج كبار السن على تخفيف بعض المشاكل التي ترتبط بالقدم المسطحة، مع مراعاة أن العلاج لن يقوم بتغيير شكل القدم إلى المظهر الطبيعي.
ويتم التدخل الجراحي في حال فشل الوسائل غير الجراحية في حل المشكلات المرتبطة بالفلات فوت، ويتم بحسب السبب الرئيسي وراء حدوث القدم المسطحة، فيتم فصل العظام عن بعضها بعضا إذا التصقت معا أو تشكلت بصورة غير طبيعية
وإذا كانت المشكلة في الأنسجة الضامة، يتم العلاج عن طريق إصلاح هذه الأنسجة، وكذلك في حالة وجود عظم إضافي زورقي أو مرض عصبي - عضلي، ويمكن التعايش مع هذه الحالة بسهولة والتخفيف من بعض أعراضها، باستخدام بعض الأحذية الطبية المصنعة خصيصا من أجل هذه المشكلة، مع إجراء بعض تمارينات القدم التي تقوي الأوتار والعضلات بالقدم وتخفف من هذا الألم قدر الإمكان، كما يمكن اللجوء إلى أطباء العلاج الطبيعي فلديهم الكثير من الخبرة في تخفيف الألم، وتقوية الأوتار والعضلات وعمل توازن كبير في الحركة.

الحفاة أقل إصابة

تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 65% من الأطفال بين الخامسة والثامنة، يعانون مظاهر القدم المسطحة، ولا يحتاج الأطفال تحت سن الـ5 سنوات في 99% إلى أي شكل من أشكال العلاج
وتبلغ نسبة الإصابة بالفلات فوت في البالغين حوالي 15%، والبعض يكون التقوس لديهم بقدم واحدة ويسمى بوحيد الجانب، والبعض الآخر يكون في كلتا القدمين ويسمى ثنائي الجانبين، وأثبتت الدراسات أن ارتداء الأحذية في مرحلة الطفولة يمكن أن يعيق تطور القوس الطولي بالقدم، كما أن الأطفال الذين يرتدون الأحذية الضيقة يكونون عرضة أكثر للإصابة بالقدم المسطحة من أقرانهم الذين يرتدون الصنادل المفتوحة.
وبحسب الدراسة فإن الأطفال الحفاة هم الأقل إصابة بهذه المشكلة، وأظهرت دراسة حديثة أن فرص الإصابة بآلام أسفل الظهر تزيد لدى السيدات اللاتي يعانين القدم المسطحة، وكانت الدراسة قد ركزت على التقوس أثناء المشي، حيث تم قياس معدل تقوس القدم أثناء الوقوف والمشي
ويعاني آلام أسفل الظهر شخص من كل 5 أشخاص عالميا، ويمكن أن ترتبط بصورة كبيرة بتقوس القدم في وضعية الوقوف، حيث يستخدم الجسم عضلات أخرى لتعويض تسطح القدم أثناء المشي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"