جحوظ العين يسبب التشوه

00:21 صباحا
قراءة 6 دقائق
تؤثر العين في مظهر الوجه بشكل كبير، وبالتالي فإن أي عارض أو طارئ يطرأ عليها يثير الكثير من الإزعاج لدى الشخص المصاب، ومن أبرز المشاكل التي تصيب العيون مشكلة جحوظ العين، وهذه الحالة ليست مرضاً في حد ذاتها وإنما تعدّ من أعراض بعض الأمراض الأخرى.
يعرف الجحوظ بحالة بروز العين وخروجها إلى الأمام بشكل واضح وظاهر، وهو ما يؤثر على شكل المريض وكذلك يؤثر في قدرته على إغلاق الجفون بصورة طبيعية، ويكون الجحوظ في العادة واضحاً وملحوظاً بمجرد النظر إلى المصاب به، ويشير المختصون إلى أن مقاس العين في الوضع الطبيعي يكون متراوحاً بين 10 إلى 17 ملليمتر، ويصل هذا المقاس في حالة الإصابة بالجحوظ إلى 40 ملليمتر
وكذلك توجد مساحات كبيرة من البياض بين الجفن والعين، وتؤدي إصابة العين بالجحوظ إلى إصابتها بالجفاف، نتيجة تعرض جزء كبير منها للهواء بشكل مستمر، كما يصاحب الجحوظ عدد من الأعراض
ويعاني بعض المرضى جحوظ عين واحدة في حالة الإصابة بأورام في العين، والأغلبية تعاني جحوظ كلتا العينين، ويمكن أن يولد الشخص مصاباً بالجحوظ، أو أن يصاب به بشكل مفاجئ، وتتحكم عدة عوامل في شدة التأثر بالمرض، منها السن ونوع المريض، فكلما كان عمر المريض كبيراً صار المرض أكثر تعقيداً.
وفي هذا الموضوع سوف نقدم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة العين بهذه المشكلة، ونطرح المضاعفات التي تسببها هذه الحالة، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتاحة والحديثة.

فقدان البصر وجريفز

تتجاوز أضرار الإصابة بجحوظ العين الشكل الجمالي لها، إلى مشاكل يمكن أن يكون علاجها أصعب، فعلى سبيل المثال يؤثر الجحوظ في العصب البصري، وذلك لأن هذا العصب في الوضع الطبيعي يكون مسترخياً نسبياً خلف العين
ويختلف الأمر في مشكلة الجحوظ، حيث تؤدي هذه الحالة إلى الضغط على العصب البصري ويؤدي إلى تضخم الدهون والعضلات، وهو ما يجعل العين تبرز للأمام في محاولة لإنقاذ العصب من هذا الضغط، ومع تفاقم مشكلة جحوظ العين يمكن أن يصاب العصب بالضمور، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى فقد البصر، وتختلف أسباب الإصابة بمشكلة جحوظ العين وحسب سن المريض وجنسه، وهل الإصابة في عين واحدة أو الاثنتين، ومن أبرز أسباب الإصابة مرض جريفز الذي يصيب الغدة الدرقية، وهو من أمراض المناعة الذاتية الذي يسبب فرط نشاط الغدة، وفيه تقوم الأجسام المناعية بمهاجمة الغدة الدرقية، وهذا يحفزها لإنتاج كمية كبيرة من هرمون الثايروسين، وهذا الهرمون مسؤول عن عمليات الأيض في جميع خلايا الجسم، ومن تأثيراته أن يحفز النسيج خلف العين، وبالتالي يدفع العين إلى الأمام ويبرزها.

الأورام والجيوب الأنفية

يتعرض الأشخاص لمشكلة جحوظ العين بين عمر الـ15 إلى الـ25 عاما، وتشير الدراسات إلى أن الإناث تتعرض للإصابة بهذه المشكلة أكثر من الذكور، وكذلك يؤدي التهاب العين المزمن إلى تضخم حجم العين وبروزها للخارج
تصيب حالة من قصر النظر الشديد بمشكلة الجحوظ، وهي حالة مرضية تصيب الشخص منذ الصغر بسبب كبر حجم العينين، وفيها يصل قصر النظر إلى أكثر من 10 درجات، ويكون وراء الإصابة بهذه الحالة سبب خلقي، ونتيجة لذلك يصعب علاجها. ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل عديدة بالشبكية وعدسة العين، يمكن أن يصيب الجحوظ عيناً واحدة في حالة الإصابة بالأورام في النسيج الدهني أو الألياف الموجودة في حجر العين أو الأورام العصبية في الخلايا الدماغية، وتشمل هذه الأورام الحميدة والخبيثة.
وهذه الحالة لا تؤدي فقط للجحوظ بل تمنع حركة العين وتضغط على العصب البصري، ويسبب التهاب الجيوب الأنفية في تجمع الدهون حول العين، وبالتالي يؤدي إلى بروز العين وجحوظها، والتشوه الخلقي في الجمجمة يسبب الإصابة بالجحوظ، والتي يصيب الجنين لأسباب وراثية أو بيئية مختلفة، والإصابة بنزيف حاد في العين وتجويفها الداخلي، وكذلك وجود مياه سوداء في العين منذ الولادة.
ويسبب جحوظ العين إصابتها بالشلل، أو إذا تعرض أحد أعصاب العين للإصابة، وأيضا يمكن لبعض الإصابات أو الحوادث التي تصيب العين أن تؤدي للإصابة بهذا المرض.

جفاف العين

يعاني المصاب بمشكلة جحوظ العين عدداً من الأعراض أبرزها جفاف العين، حيث إن المراحل المتقدمة من المرض لا تستطيع الجفون العلوية والسفلية الإغلاق بشكل سليم، وهو ما يترك جزءاً من طبقة القرنية معرضاً للهواء، وبالتالي لا يتم ترطيبه بطبقة الدموع التي تغطي القرنية خلال عملية الرمش الطبيعية لأي شخص
ويؤدي حدوث هذا الأمر بصورة متكررة يومياً إلى جفاف واضح في العين، وكذلك يسبب احتكاك الجفن العلوي بشكل خشن في القرنية يؤدي إلى مزيد من الالتهابات في الجفن والقرنية، وهذا الأمر يجعل جحوظ العين أكثر صعوبة ويعاني الشخص المريض بهذه المشكلة كذلك من جفاف وخشونة العين، وإحساس واضح بوجود جسم غريب في العين، مع التهاب واضح في الجفن وقرنية العين، وأيضا يعاني المصاب صعوبة في حركة العين وفتحها أو إغلاقها وكلما زادت نسبة جحوظ العين زادت صعوبة تحريك العين، كما يشعر المريض وكأن في عينيه ثقلا، ويبرز بياض العين بشكل لافت، كما أن هناك أعراضاً تصاحب الجحوظ حيث يشكو المصاب جحوظ العين من سرعة ضربات القلب، وتورم الدهون والعضلات الموجودة في العين، والضغط على العصب البصري
وكذلك تصاب الأطراف العلوية بالارتعاش، ويفقد الجسم وزنه، كما تحدث اضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية.

تحديد السبب

يبدأ علاج مشكلة جحوظ العين بعد أن يتعرف الطبيب على حالة المريض، وفي أغلب الأحيان يستطيع الطبيب تشخيص الحالة بمجرد النظر، كما تساعده الأعراض المصاحبة للحالة في تحديد السبب وراء الإصابة، ويحتاج الطبيب المعالج في بعض الحالات للاستفسار عن تاريخ المرض، ويقوم باستخلاص عينات من الدم لفحص إفرازات الغدة الدرقية
ويمكن أن يحتاج لإجراء عدد من الأشعة، ففي حالة أن تكون الأورام وراء الإصابة بجحوظ العين، يتم التشخيص عن طريق صور الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وفي حالة الإصابة بمرض العيون الدرقي، يتم فحص مستوى الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية، وبالتحديد فحص هرمون الثايروسين في الدم، وبناء على تشخيص الطبيب الدقيق تبدأ خطة علاج السبب الذي أدى إلى هذه الحالة.
ويرسم التشخيص الذي أجراه الطبيب المعالج خطة العلاج، والتي ترتبط بالسبب وراء الإصابة، فإن كان السبب وراء الإصابة هو الغدة الدرقية
يتم العلاج بالسيطرة على معدل إفراز الغدة الدرقية لهرمون الثايروسين، حيث إن هذا الهرمون يتحكم في نمو الأنسجة المحيطة بالعين، وعلى المصاب بمرض العيون الدرقي المتابعة مع طبيب متخصص في الغدد الصماء، للسيطرة على إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ويتم بعدها معالجة أثر الجحوظ من خلال السيطرة على الطبقة الدهنية التي تحيط بالعين، مع إزالة الدهون الزائدة التي تسببت في الجحوظ وكذلك يتم علاج الجيوب الأنفية الملتهبة، أما بالنسبة للأورام المحيطة بالعين فيجب الانتباه لها، لأنها يمكن أن تصبح شيئاً خطراً في حالة إهمالها، وعلى ذلك تعالج بالإشعاع أو الأدوية الكيماوية أو من خلال الاستئصال
وفي حالة قصر النظر يمكن تصحيح البصر بزرع عدسات داخلية، أو تصحيح بالليزك أو ارتداء نظارة طبية، ويبقى التدخل الجراحي مطروحا في حالة فشل الحلول الأخرى، وفي الجراحة يتم توسيع عظام الحجاج أو محجر العين وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي، واستئصال بعض الأجزاء من العظام الموجودة داخل العين.

الإقلاع عن التدخين

تشير الدراسات والأبحاث إلى أن نسبة التحسن في جحوظ العين تراوح ما بين 70 إلى 90%، وذلك بعد علاج الغدة الدرقية والإقلاع عن التدخين، وبالنسبة للحالات الأكثر خطورة والتي تعود إلى ضغط الدهون والعظام خلف العين على العصب، فيكون علاجها ببرنامج مكثف من الكورتيزون بجرعة عالية.
وتضيف الدراسات أن علاج مرض جريفز بشكل منتظم وبإشراف طبي، يقلل من حدة الأعراض الجانبية والمضاعفات، كما أن الجحوظ في أولى مراحله يكتفي بالقطرات والمراهم المزلقة للعينين وخاصة عند النوم.
ومع تطور الحالة يتم اللجوء إلى الكورتيزون وذلك للتخفيف منه، ويبقى التدخل الجراحي في الحالات الشديدة، وتؤكد الدراسات أن الجحوظ عند مرضى جريفز لا يمكن الوقاية منه، ولكن يمكن أن تتم السيطرة عليه والمتابعة الجيدة من خلال العلاج للتخفيف من حدته ومضاعفاته، وأشار أحد الأبحاث السابقة إلى أن الإصابة بالجحوظ لا يحدث في كل الحالات، بل هناك حالات من المرض لا يحدث فيها مطلقاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"