زياد برجي: عشت مع إخوتي السبعة ووالدينا في غرفتين

مثاليته في الفن أخرته 17 عاماً عن الشهرة
13:02 مساء
قراءة 12 دقيقة

لم يصعد سلم الفن بسهولة، ولم يكن طريقه مفروشاً بالورود، هو فنان هادئ، صريح، وفيّ لأرضه التي لم تحتضنه في بداياته كما يقول . إنه المطرب اللبناني زياد برجي الذي عرفه الجمهور من خلال أغنيات رومانسية ونجاح خجول، إلى أن لفت الأنظار إليه مؤخراً كممثل وملحن وشاعر، حيث قدم #187;غلطة عمري#171; كأول بطولة درامية لبنانية، وجاءت أغنية #187;بيحسدوني#171; لجورج وسوف مفاجأة فنية حققت نجاحاً كبيراً تلحيناً وكتابة، كما فاز مؤخراً بجائزة #187;الموركس دور#171; كأفضل فنان شامل في لبنان والوطن العربي .

التقته #187;الخليج#171; في دبي بمقر شركة الإنتاج الإماراتية #187;جولدن ستار#171; حيث يعيش مرحلة نشاط فني بعد توقيعه عقداً معها، وتحدث عن وجوده في الإمارات وماهية انطلاقته الفنية الجديدة كممثل ومطرب وملحن، ووصف دور كل من أهله وحبيبته وأصدقائه، إلى جانب ما يزعجه في الوسط الفني الذي صدم به كثيراً، وتفاصيل كثيرة في هذا الحوار . .

غياب طويل وعودة نشطة تعيشها حالياً مع شركة الإنتاج #187;غولدن ستار#171; الإماراتية، لماذا كل هذا الغياب وهل ستقيم بشكل دائم في الإمارات؟

- لم أكن غائباً عن الساحة الفنية، لكن إنتاج الأغاني كان ضعيفاً، فمنذ عام 2006 إلى الآن لم تتحقق لي الانطلاقة الفنية التي أستحقها، وبعد توقيعي مع عادل معتوق لمدة ثلاث سنوات قمت بتلحين وكتابة الأغاني منها #187;قال إيه#171;، و#187;الله#171;، و#187;أنا قلبي عليك#171;، و#187;ماني قدك#171;، و#187;غلطة عمري#171; التي هي من كلمات وألحان أحمد ماضي، وبالرغم من أن أرشيفي الغنائي ليس كبيراً وأملك عدداً قليلاً من الأغاني فإن نوعيتها خدمتني وتركت أثرها عند الناس، وهذا يجعلني أؤمن أكثر بموهبتي وبشركة الإنتاج لصاحبها معاذ المري ومديرها العام روبير فخري، وأحضر حالياً ترتيبات إقامتي في الإمارات التي ستكون المحرك الأساسي لنشاطاتي الفنية المقبلة .

وهل حققت جزءاً من تطلعاتك في هذه الفترة القصيرة وشعرت أنك في المكان الصحيح بعد #187;روتانا#171; وشركة عادل معتوق؟

- كيف لا أكون بالمكان الصحيح وخلال أربعة أشهر تم تسجيل أربع أغان وتحضير كليبين، وكل القائمين على أعمالي من فريق العمل الفني إلى صاحب الشركة ومديرها العام روبير فخري من أرقى الأشخاص وتجمعهم روح حقيقية ورغبة عارمة في النجاح، والذي شجعني على توقيع العقد هو روبير فخري، فأنا أثق باختياراته وخبرته الفنية ولم أتردد في بدء مرحلة فنية مختلفة مع شركة تقدّر الفنان الحقيقي، ولا يوجد فيها أية عنصرية ولا محسوبيات، فأنا أول فنان يوقع عقداً معها وكان من الممكن أن تبدأ العمل مع فنان خليجي، وصدقاً لم أشعر للحظة بأنني غريب، فالكل يعاملني بلطف، وما وجدته على أرض الإمارات خلال الفترة القصيرة كبير ولا أستطيع وصفه، فأهل الإمارات وحكامها ما زالوا متمسكين بعادات العشيرة ومفاهيمها الأصيلة، وأغلب الفنانين الذين فشلوا في بلادهم أو لم ينالوا فرصاً فنية حقيقية يأتون إلى هذا البلد وينجحون فيه، وقد يقول البعض إنني أجامل في كلامي لغاية ما، لكنني أقول الحقيقة التي لمستها، فمنذ توقيعي العقد مع #187;غولدن ستار#171; وأنا أعمل وكل الاذاعات والتلفزيونات فتحت أبوابها لي بدون أي مقابل مادي، لأنهم يقدرون المادة الفنية الحقيقية ويعطونها حقها بامتياز .

قلت إنك لا تريد من الدراما المصرية أن تصنعك، مع أنها حلم لأي فنان عربي؟

- الدراما المصرية ليست #187;منزّلة#171; مع كامل احترامي لها، ولا أجد عيباً من أن أنطلق من بلدي، فأنا لبناني وأحمل الجنسية اللبنانية، وصحيح أن الدراما لدينا ليست بحجم وانتشار الدراما المصرية لكنها ليست فاشلة، وعندما خضت أول تجربة لي في مسلسل #187;غلطة عمري#171; شعرت بأن زياد المطرب خدم الممثل وأضاف له إمكانيات ورؤى جديدة وهذا بالنسبة لي يكفي، ولأول مرة تشتري قناة جزائرية وتونسية مسلسلاً لبنانياً ما يؤكد كلامي بأن الدراما اللبنانية ليست فاشلة .

وهل كنت راضياً عن نفسك في مسلسل #187;غلطة عمري#171; كونه أول عمل درامي لك؟ ومن رشحك له؟

- رشحني المخرج فيليب أسمر والمنتج مروان حداد والممثلة نادين الراسي، وعندما قرأت الدور وشعرت بوجود ملامح مشتركة بينه وبين شخصيتي الحقيقية تشجعت وقبلت واعتبرتها مغامرة، وكل من رأى العمل أشاد بأدائي، وأنا شخصياً أحببت دوري كثيراً وكنت راضياً عنه مع بعض المآخذ التي لم تعجبني في أدائي، لكنني عندما أقول هذا الكلام لا يوافقني عليه المحيطون بي، ويعتبرون هذا العمل بداية قوية وتركت انطباعات جيدة عني كممثل .

فزت بجائزة #187;موركس دور#171; كأفضل فنان شامل في لبنان والوطن العربي، هل تعتبرها جائزة مهمة؟

- بالطبع ففي كل عام تلقي #187;الموركس دور#171; الضوء على أعمال الفنان خلال عام كامل، وبالفعل كانت السنة الماضية حافلة بالعمل الفني في التمثيل والغناء والتلحين، وفوزي بها ليس مصادفة، إنما هي ثمرة تعبي وعملي الدؤوب وسأستمر في التمثيل والغناء والتلحين والكتابة، وأؤكد استحقاقي للجائزة التي أفتخر بها لأنها تتمتع بمصداقية وكون العديد من الفنانين النجوم والأوائل حصلوا عليها من قبل فهي مهمة جداً بالنسبة لي .

لم يكن الطريق أمامك مفروشاً بالورود، من ساندك في مشوارك الفني ووقف إلى جانبك؟

- أهلي وحبيبتي وصداقاتي الضيقة هم من ساندوني، ولولا تشجيعهم ومساندتهم المعنوية كان من الصعب علي مواجهة التحديات والصعاب طيلة 17 سنة وليس يوماً أو يومين، وكل يوم يزداد يقيني وثقتي بموهبتي الفنية أكثر بالرغم من أن الوسط الفني أصبح للأسف لكل من هب ودب وضاع فيه الصوت الأصيل والفن الراقي، لذلك فالنقد الذاتي وضعني أنا وموهبتي في كف واحدة إما الفوز والمراهنة على ما أملك من قدرات أو الخسارة والرجوع للوراء، وفي الأيام المقبلة سأتحدث أكثر عن الأمور التي مررت بها في الفن وأنا متأكد أنه لا يوجد فنان مر بهذه المواقف، ومنذ أن تخرجت في برنامج #187;استديو الفن#171; عام 1996 نجح كل من كان معي من الفنانين إلا أنا، تعثرت كثيراً وأذكر منهم فارس كرم ورامي عياش وسوزان تميم رحمها الله وباسم فغالي .

وصفت صداقاتك بالضيقة، لماذا؟

- في هذا الزمن أصبح الصديق الحقيقي عملة نادرة، والأصدقاء الفعليون هم من يجذبونني إليهم ويفرضون أنفسهم بطيب أخلاقهم وصفاء نيتهم، فأنا لا أذهب إلى أي أحد وأقول له كن صديقي بل يحدث انسجام واضح وقرب روحي يفرض نفسه، وبالنسبة لأصدقاء الطفولة ما زلت محتفظاً بصديقين لي هما كارلوس وبيير، أما البقية فأحاول التواصل مع بعضهم لكنهم يبعدون عني ولا أدري لماذا وهذا ما يجعلني أتضايق فلا مبرر لعدم ردهم على اتصالاتي، فأنا لم أتغير ولم تؤثر فيّ الأضواء ولا النجومية بالشكل الذي تخيلوه .

تتحدت عن الحبيبة بشكل علني، ألا ترى أنك صريح على عكس الفنانين الذي لا يتحدثون عن خصوصياتهم؟

- هذا صحيح، أغلب الفنانين لا يحبذون الخوض في أخبارهم الخاصة لكنني صريح وأتحدث ليس عن الحبيبة فقط بل عن أي موقف أو رأي بشكل واضح شرط أن يكون من وحي حياتي الخاصة، فأنا صريح لكنني لست هجومياً وأمتلك ما يكفي من اللباقة واحترام الآخرين، وأتحدث عن أمور تخصني وحدي وآراء تعبر عن قناعاتي قد تكون سلبية أو إيجابية .

وما مواصفات حبيبتك وهل توجد نية للزواج؟

- متواضعة وصادقة وجميلة وخلوقة والأهم أنها تحبني بإحساس نابع من عمق عواطفها الصافية، وتوجد نية للارتباط لكن ليس الآن، وما أستطيع قوله إنني أعيش حالة حب حقيقية وسعيد بتفاصيلها وأحب الحديث عنها بكل شفافية وكسر مقولة إن الفنان لا يتحدث عن خصوصياته، فعندما يقدم الفنان عملاً ناجحاً للجمهور لا بد أنه تأثر بظروف حياته وأحداثه التي ولدت مشاعره الجميلة، وهذا ما ينتظره الناس الذين سيفرحون لفرحي .

وهل أفرزت صراحتك مشكلات مع أهل الفن؟ وما أحدثها إن وجدت؟

- بالطبع لا يخلو الأمر، وآخرها عندما سئلت في لقاء صحفي عن رأيي بالتوزيع الموسيقي لأغنية #187;بيسألوني عليك#171; الأغنية الثانية التي كتبتها ولحنتها لسلطان الطرب جورج وسوف وأبديت رأيي بأن توزيعها الموسيقي لم يعجبني، وهذا الكلام استفز موزعها طوني سابا الذي تحدث في الإذاعات وقال إنني أعلم الغيب وما إلى ذلك، ولو أنني فعلاً أعلم الغيب كان يفترض بي ألا أتعامل معه، وتوالت بعدها الأخبار وقيل إن جورج وسوف يسحب الأغنية وفاء لصديقه طوني سابا، وبعدها قام النجم الكبير جورج وسوف بتكذيب الخبر، وبالنسبة لي حتى لو أن الخبر صحيح يحق لأبو وديع أن يسحب جزءاً من عمري وليس أغنية، وإذا لم يضمها لألبومه فهذا أفضل من أن تخرج بتوزيع غير جيد، ولست أدري هل النقد يزعج لهذه الدرجة؟ فالموسيقا لا تحتمل المجاملات لأن لغتها واضحة، وحين قلت إنها لم تعجبني لم أقصد الإساءة لطوني سابا ولا أن أقطع رزقه بل هذا رأيي الخاص، وقد يحدث ألا يعجب هو بأغنية حضّرتها وهذا أمر وارد لأن الكمال لله .

ما رأيك ببرامج اكتشاف الأصوات، خصوصاً في ظل تسابق القنوات الفضائية على تقديمها بحلة جديدة كبرنامج #187;أحلى صوت#171; الذي تعرضه قناة الكقٍ؟

- هي برامج ناجحة لكنها أنانية، صحيح أنها تلقي الضوء على الموهبة وتسهم في شهرتها لكن ما إن ينتهي البرنامج حتى تنتهي الموهبة ولا تتابعها ولا يتم استثمارها ولا حتى تأهيلها بشكل صحيح، وهذه النوعية من البرامج تخدم القناة أكثر من الفنان الموهوب، فبرنامج #187;ستار أكاديمي#171; يعد تجربة ناجحة جداً، ومن استمر بعده نجح بجهده الخاص كالمطرب ملحم زين، ولا بد من أن يدرك القائمون على هذه البرامج أن لا جدوى من تغليف الموهبة وتقديمها للناس بأرقى وأجمل الملابس وكسب تعاطف الجمهور وتصويته، فأبرز بنود الفن الحقيقي المصداقية، وأعرف فنانين خرجوا من هذه البرامج وهم الآن يبكون وجالسون في بيوتهم ولم يعد بإمكانهم الذهاب لجامعاتهم أو بدء مرحلة جديدة من حياتهم بعيداً عن الفن .

ما أكثر ما يزعجك في الوسط الفني؟

- القائمون على الفن نفسه لأنهم غير مثقفين فنياً، وأقصد المتعهدين والمنتجين الذين يدخلون الفن إما أن يكونوا ورثوا المال من ذويهم أو بهدف تبييض الأموال الطائلة نتيجة أعمال غير شرعية كالتجارة بالمخدرات وغيرها، وعندما يقابلون فناناً يحمل موهبة ومثقفاً فنياً ولا يجامل تكون النتيجة الأكيدة نبذه وعدم تقديره، أنا لا أجيد لغة الكذب ولا التمثيليات ولست مضطراً إلى أن يكون المتعهد مثلاً حبيبي وصديقي الأوحد وأتصل بشكل يومي لأطمئن إليه وكيف هو مزاجه ونفسيته! وإذا كان غيري يلمع ويمدح ويجّمل الكلمات بمناسبة وبدون مناسبة، فأنا في الفن مثالي رغم كل تلوث أخلاقيات الغير .

وهل حققت لك مثاليتك النجاح؟

- النجاح سلاح لكن ليس بحدين إنما له نكهتا الملح والسكر، فهناك نوعان من الفنانين في الوسط الفني الحالي النوع الأول هو الفنان الحقيقي الذي يراهن على ما يملكه من موهبة وفن أصيل تخوله ألا ينزل سوق المزيفين ويترفع عن بناء جسور وهمية ملأى بالمجاملات، فلست مضطراً أن أحب كل شخص ينتج لي حفلة، والنوع الثاني هو الفنان المزيف الذي يتنازل ويقدم أساليب رخيصة ليثبت قدميه الفن، وهذا جزء من حقيقة لا تتجزأ عن الأجواء الفنية . حتى على صعيد العلاقات والإعلام لم أذكر يوماً أنني اتصلت بصحفي أو إعلامي وأنا مقرر مسبقاً أن هذا الشخص صديقي وحبيبي لغاية في نفسي ومصلحة فقط .

لكن لماذا ترى أن مبادرة تواصلك مع الصحافة فيها انتقاص لفنك، أليس التواصل يخدم مصلحتك الفنية وانتشارك ؟

- إذا كان التواصل من القلب إلى القلب وبدون تخطيط ولا مجاملات أرحب به، وغير ذلك لا أجد له مكان في قائمة تعاملاتي، وهذا ما جعلني أتأخر 17 سنة عن الانتشار والنجاح الفعلي، ولعل الخير هو في الأيام المقبلة بإذن الله .

ما الأداة الأكثر فاعلية لحصد نجاح أكبر؟ هل تكمن في صوت الفنان أو شكله أو قربه من الجمهور أو شركة الانتاج؟

- المطرب أولاً بكامل تفاصيله صوته شكله وقربه من الجمهور ومن ثم تأتي شركة الإنتاج في المرتبة الثانية، فكلما طرح الفنان أعمالاً فنية تكشفت مقدرته أكثر وتوسعت مداركه الفنية، إلى جانب أن الفنان لا بد أن يجمع بين الصوت والشكل وقربه من الجمهور وهذا العمل مرهق وصعب، ففي السابق كان الناس ينجذبون لصوت الفنان ولا يكترثون لشكله، أما بعد ما ظهرت المجلات والفيديو كليب والانترنت لم يعد له أن يتحكم بإطلالته كما يريد وأصبح الناس يصورونه في أي مكان يقصده في المطعم والشارع، ففي هذه الحالة تتضاعف المسؤولية ألف مرة عن السابق .

توصف بالفنان الخجول، ما الذي يحرجك الأضواء أم الناس؟

- جميعها فأنا حتى هذه اللحظة خجول خاصة عندما أكون في مجلس ما وأعامل بطريقة وحفاوة خاصة، وعندما تعطى لي قيمة مميزة ومكانة مختلفة عن أناس في المكان نفسه، فلا أحب أن أشعر أنني مختلف عنهم أو متعال، أما إذا تحدثت عن إحراج المعجبات الفتيات فالحديث يطول ولا ينتهي والمواقف كثيرة ومنها في إحدى الحفلات أتت معجبة مع زوجها وأبدت اهتمامها الكبير بي وهو بجانبها وعلى الفور تحدثت مع زوجها ورفعت من معنوياته لأن الموقف قد يضايقه كوني فناناً ورجلاً، لكنه بادلني التحية وارتسمت علامات الرضا على وجهه، هذه التفاصيل تهمني جداً وتقربني من الناس أكثر .

ما الذي يجعلك تحرص على مثل هذه التفاصيل في تعاملك مع الجمهور هل هي نشأتك العائلية؟

- خلاصة تربيتي ونشأتي العائلية وسأقول لك إنني لم أعش حياة رفاهية في صغري، بل كانت عائلتي المكونة من ستة أولاد وفتاتين تعيش في غرفتين مع والديّ، هل لك أن تتخيلي كيف نتقاسم هذه المساحة الضيقة!

ظروفي هذه فرضت عليّ أن أكون حريصاً في حركتي وألا أزعج البقية وأن أعيد أي غرض أخذته من الخزانة لمكانه الصحيح، وتعلمت الالتزام فلا مجال للفوضى ولا للاستهتار، وعلى قدر صعوبة هذه الحياة وضيق الحال إلى أنها في المقابل جعلتني أحس بالآخرين كثيراً، وهذا انعكس على حياتي الشخصية والفنية .

وماذا أخذت من والديك؟

- أبي توفي رحمه الله وأخذت منه الصدق وعفة النفس والإخلاص والاحترام وحب الغير وكل القيم النبيلة زرعها في نفسي أنا وأخوتي، وكل الأخطاء التي وقعت فيها كانت نتيجة أنني لم أسمع كلامه، وأنصح الشباب أن يصغوا لكل حرف وكلمة يقولها أهلهم لأن خبرتهم ونظرتهم للحياة عميقة، فالعناد والاستقلالية في الرأي موجود عند الغالبية وأنا أولهم وهي أيضاً تبني الشخصية، وعلى الرغم من أنني نشأت في أجواء تفتقد الخصوصية، لكنني تعلمت كيف أكون حراً في حياتي ضمن الأصول والاحترام والعادات، أما والدتي فهي كتلة من المشاعر الفياضة بالحب والحنان والاهتمام ولا أستطيع وصف علاقتي بها لشدة محبتي لها، وكوني أصغر إخوتي الأولاد كانت تعاملني بحنان ودلال كبير، حتى أصبحت الابن المدلل لوالدتي وأختي جمانة ابنة أبيها وكنت أتعارك معها كثيراً، وبعد وفاة والدي فقدت أمي سندها في الحياة وأحاول أنا وإخوتي أن نعوضها .

لماذا تتقصد اختيار الأغاني الرومانسية الهادئة، هل لضعف صوتك في غناء الطبقات العالية؟

- لو كانت طبقات صوتي ضعيفة كيف استطعت أن أغني #187;والله رجعت تدق ياقلبي#171; التي تظهر إمكانيات صوتي ولن أتحدث كثيراً عن هذا الموضوع لأنني أعرف قدراتي وحدودي أين تبدأ وأين تنتهي بدون أن أتخطاها، والرومانسية هي الأقرب لشخصيتي الفنية ولست الفنان الوحيد فهناك فضل شاكر وعبد الحليم حافظ الذي لم يكن صوته جباراً إلا أن أغانيه لم تمت وستعيش أجيالاً بعد أجيال، فالغناء هو محاكاة للروح التي تنسجم أكثر مع الهدوء وانسيابية اللحن الرومانسي والكلمة المعبرة وتنفر من الموسيقا الصاخبة والسريعة التي تناسب أجواء الرقص والحفلات .

وجهت في أغنية #187;مابيستحوا#171; رسالة سياسية ضد العنف والقتل الحاصل في الوطن العربي، ما ظروف ولادة هذه الأغنية؟ وهل لديك انحياز سياسي ضد جهة معينة؟

- سجنني عادل معتوق لمدة يومين وكتبتها في السجن بدون ورقة وقلم، ولكيلا أضيع الكلام حفظتها للسجناء وعندما خرجت عدت إليهم وكتبت الكلام، وكلما ظلمني أحد يكافئني الله ولا يخذلني، وفعلاً البشر لا يستحون ولا يخجلون من قبح أفعالهم ولا يدركون أن العمر قصير والله قادر على إذلال أكبرهم، وخير دليل ما حصل في بعض الدول العربية، علماً أنني لست سياسياً وخاطبت كل الاتجاهات .

تمدح الفنانة إليسا كثيراً، ما سر هذا الاهتمام؟

- لا يوجد سر إنما المدح متبادل بيننا، هذه الإنسانة أحرجتني بذوقها ولباقتها في الحديث عني في مقابلتها مع نيشان، وحبي وتقديري يزداد يوماً بعد يوم، فقد كنت أظن أنني أسبق الجميع في لباقتي ولكن إليسا فاقت بلطفها كل التوقعات، وهي لا تنتظر مني كلمة شكر أو مدح، ونجاحها الكبير ليس بسبب إحساسها العالي فقط بل لأنها طيبة القلب، وهي ذكية جداً في اختياراتها الفنية وتعد من بين الفنانين القلائل الذين حافظوا على نجاحاتهم في كل ألبوم جديد يطرح أمثال شيرين عبد الوهاب وحسين الجسمي وراشد الماجد وأصالة ومحمد عبده وجورج وسوف وفضل شاكر وراغب علامة، وأتمنى أن أكون بمستواهم .

وجهت أنظار الفنانين النجوم إليك بعد أن غنى المطرب جورج وسوف أغنية #187;بيحسدوني#171; التي هي من كلماتك وألحانك، هل توقعت هذا؟

- أنا مؤمن بموهبتي في التلحين، وأغنية #187;بيحسدوني#171; خلقت هوية فنية شجعت الفنانين على التعامل معي، ومع أن 99 في المئة من الأغاني التي أغنيها من ألحاني وكلماتي، لكن أغلب الفنانين يعتقدون أنني أحتفظ بالألحان لي بما أنني مطرب وبعد تقديم الأغنية لجورج وسوف تغيرت نظرتهم لي ولحنت لعدد منهم .

أخيراً ما جديدك الفني؟

- مسلسل لبناني وفيلمان سينمائيان إنتاج شركة #187;مروى غروب#171;، وستكون التجربة الدرامية الثانية مع الممثلة داليدا خليل بعنوان #187;حلوة وكذابة#171; وهو مسلسل مؤلف من 35 حلقة يكمل ملامح الدور الذي بدأته مع الممثلة نادين الراسي في #187;غلطة عمري#171;، لكن بشكل مختلف يجمع ما بين الكوميديا والأحداث السعيدة، أما جديدي الغنائي فأغنيتان خليجية ولبنانية، الأولى اسمها #187;شد حيلك في جروحي#171; كلمات سلطان المجلي وألحاني وتوزيع موسيقي وهندسة صوتية لأسامة الشيخ، و#187;اطلعي لبرا#171; لبنانية شعبية من ألحاني وكلمات أحمد ماضي وتوزيع بلال الزين، وستصور قريباً في لبنان تحت إشراف وإخراج مخرج الدراما فيليب أسمر، ولكيلا أقع في منافسة مع فناني الأغنية الشعبية المعروفين ستقدم هذه الأغنية بطريقة مختلفة وحتى عند سماع كلماتها سيضحك الناس على موضوعها، فهي تصف شاباً تغزل بفتاة وقال لها #187;أنت جميلة#171; وبدأت تخرج له من كل مكان في البيت ليندم على إعجابه ويقول لها #187;اطلعي لبرا#171; بطريقة مضحكة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"