اضطراب كهرباء القلب خطر على حياة المصاب

02:17 صباحا
قراءة 6 دقائق
انتشرت أمراض القلب بشكل مزعج في أغلبية المجتمعات، وزادت حالات الوفاة المفاجئة نتيجة الذبحة، أو السكتة القلبية، بل أصبح الكثير من الشباب يعاني مشكلة السكتة القلبية التي تؤدي إلى حدوث خلل في كهرباء القلب.
ويصف مصطلح كهرباء القلب حالة من عدم انتظام ضربات القلب الذي لا يعني بالضرورة أن القلب ينبض بشكل سريع، أو بطيء، وإنما يدل على أن إيقاع الضربات أصبح غير منتظم، ومختلفً عن الإيقاع المنتظم الطبيعي.
تعد كهرباء القلب من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير، وتصيب الصغار والكبار، وربما كانت حالة خطر للغاية، أو بسيطة وليس لها ضرر على الإطلاق.
وينصح الأطباء بصفة عامة بالتوجه للمستشفى، وطلب الإسعاف العاجل في حالة الشعور بأن نبضات القلب أصبحت في حالة غير طبيعية، وإجراء الفحوص اللازمة للاطمئنان.
ونتناول في هذا الموضوع مشكلة اضطرابات كهرباء القلب، والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، والأعراض التي تظهر، وكذلك نقدم طرق الوقاية العلاج المتبعة والحديثة.

خطر كبير

تتحكم كهرباء القلب في ضبط إيقاع ضربات القلب، لأن القلب يعمل بطريقة الإيقاع المنتظم والمتناسق، ولا يسمح له بالراحة حتى أثناء فترات النوم.
ويعد حدوث أي اضطراب في كهرباء القلب بمثابة خطر كبير على صحة الشخص، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في حالة الإهمال، وتأخر علاج أسباب هذه المشكلة.
ويلاحظ من يعانون هذه الحالة أن هناك نبضة ربما أفلتها القلب، أو أنه أضاف نبضة ليست طبيعية، وكذلك يشعر البعض بارتعاش في القلب، أو زيادة، أو نقص ملحوظ في ضربات القلب.
وتوجد حالات يمكن أن نطلق عليها كهرباء القلب الصامتة، حيث لا يعاني المصاب أي أعراض بارزة.

تتحكم في إيقاع القلب

تعتبر كهرباء القلب هي المسؤولة عن التحكم في إيقاع القلب، وذلك بتنظيم عدد الانقباضات وشدتها، وتناسقها في المعدل الطبيعي.
ويشير الباحثون إلى أن القلب في حالته الطبيعية ينقبض في الدقيقة الواحدة بما يعادل من 60 إلى 100 انقباضه، وينبغي أن تصدر عن الخلايا الموجودة في القسم العلوي من الأذين الأيمن إشارات كهربائية، والتي تنتقل من خلال تنظيم وضبط بشكل كامل إلى الأذين الأيسر، ثم إلى البطينين الأيمن والأيسر.
ويؤدي أي خلل، أو تشويش في منظومة الإشارات الكهربائية بهذا الشكل إلى عدم انتظام القلب، وبالتالي الإصابة بأحد أمراض القلب، والشرايين الخطيرة.

حتى القلب السليم

يشير الأطباء إلى أن كهرباء القلب يمكن أن تحدث حتى لو كان القلب سليماً، ولا يعاني أي مرض، ويمكن أن يكون وراء الإصابة بها بعض المشكلات، ومنها وجود خلل في مستوى المعادن بالدم، مثل البوتاسيوم والصوديوم، أو حدوث تغيرات في عضلة القلب.
وتؤدي الإصابة بأزمة قلبية إلى حدوث اختلال في كهرباء القلب، وكذلك أثناء عملية الالتئام في أعقاب إجراء عمليات القلب المفتوح.
ويمكن أن يكون السبب الإصابة ببعض الأمراض، مثل أمراض الرئة أو مرض الشريان التاجي، أو أمراض الأوعية الدموية، وكذلك الإصابة بمرض السكري.
ويلعب ارتفاع ضغط الدم المزمن دوراً في الإصابة بهذه الحالة، وأيضاً تعرض عضلة القلب لاعتلال مرضي، كأن يصاب جدار أو غشاء القلب بالالتهاب، والانسدادات الرئوية التي تتسبب بها الالتهابات الحادة، أو الأمراض النفسية، مثل الربو.

اضطرابات النوم

تؤدي إلى الإصابة بكهرباء القلب إلى ارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الدم، والحمى الروماتيزمية، وتتسبب كذلك اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم بالإصابة بهذه الحالة المرضية، وكذلك التعرض للضغوط النفسية التي يتسبب بها التوتر والقلق.
ويمكن أن يتسبب بهذه الحالة المرضية النظام الغذائي، وعلى سبيل المثال تناول الأطعمة الغنية بالأملاح، وتناول كميات كبيرة من الكافيين، وبخاصة في الشاي والقهوة، أو شرب المواد الكحولية.
وتصاب كهرباء القلب بالخلل بسبب حدوث انسداد في الأوعية الدموية، وعلى الأخص شرايين، وأوردة القلب، كالشريان التاجي، وكذلك الجلطات الدموية، أو النوبات القلبية المفاجئة، أو اضطراب نشاط الغدة الدرقية.

زيادة أو نقصان

تظهر أعراض زيادة كهرباء القلب على شكل اضطرابات تؤثر في عمله، ومنها اضطراب الكهرباء المسئؤولة عن تحفيز القلب للانقباض، وربما يكون هذا الاضطراب بالزيادة أو النقصان، ويصاب المريض بارتفاع مزمن في ضغط الدم.
وتصاب عضلة القلب باعتلال مرضي، حيث يمكن أن يلتهب جدار القلب، أو غشاء القلب، وكذلك انسداد الأوعية الدموية، والتهاب في الشريان التاجي والجلطة ونوبات قلبية مفاجئة، ويمكن أن يصاحب خلل كهرباء القلب نشاط زائد في الغدة الدرقية، واضطراب في النوم، والتنفس.
ويشعر المصاب في هذه الحالة بضيق في التنفس، وربما أصيب بالربو، ويشعر بنغزات بسيطة في القلب، ويفقد المصاب القدرة على النوم المنتظم، ويشعر المريض بالتعب بصورة عامة في الجسم، ويمكن أن يصاب في بعض الحالات بالدوار، ويمكن أن يصاب المريض بالإغماء إذا كانت الكهرباء زائدة بشكل كبير.
وربما يكتشف الطبيب هذه المشكلة أثناء إجراء فحص روتيني، أو عمل رسم قلب بالكهرباء، بالنسبة للحالات التي تعاني الكهرباء الصامتة، وهي التي لا تظهر عليها أعراض بارزة.

اختبارات وفحوص

يلجأ الطبيب المعالج إلى عدد من الاختبارات والفحوص، حتى يمكن له تشخيص حالة المصاب باضطراب كهرباء القلب، ومن هذه الاختبارات رسم القلب بالكهرباء.
ويتم فيه التعرف إلى النشاط الكهربائي في القلب، بوضع أقطاب على الصدر والذراعين، ويعتبر هذا الاختبار سريعاً، ولا يعاني المريض أي ألم، كما أنه يمكن إجراؤه في عيادة الطبيب.
ويتم في الاختبار الثاني رسم القلب الكهربائي باستخدام جهاز هولتر، وفيه توضع الأقطاب على الجلد ويتم تثبيتها لمدة يوم، أو يومين بالكامل، ويعد هذا الاختبار آمناً، ولا يؤدي إلى أي ألم، ويمارس المريض كل أنشطته، باستثناء الاستحمام، لوجود الأقطاب.
ويحتاج الطبيب إلى الاستعانة باختبار الرصد الحدثي في حالة عدم ظهور الأعراض كثيراً، وهذا الاختبار يستمر لمدة شهر كامل.
ويكون هناك جهاز مع المريض، بحيث يقوم بتشغيل الجهاز عند شعوره ببداية الأعراض، حينها يبدأ الجهاز برصد النشاط الكهربي للقلب لمدة دقائق، وعلى المريض تشغيل الجهاز في كل مرة يشعر فيها بالأعراض، حتى يمكن أن يفسر الطبيب سبب الحالة.

اختبار الضغط

يهدف اختبار الضغط إلى التعرف إلى مقدرة القلب على التعامل مع الضغط والنشاط البدني، وقدرته على القيام بوظيفته من دون خلل، كما يتعرف الطبيب إلى المدة التي لا يعاني فيها القلب مشكلة عدم انتظام الضربات، أو وصول الدم الكافي له.
ويعتبر أشهر شكل لهذا الاختبار ركوب عجلة، أو المشي فترة، وتزداد درجة الصعوبة تدريجياً، بينما الجهاز يقوم بتسجيل معدل ضربات القلب، ومستوى ضغط الدم.
ويقوم جهاز الموجات فوق الصوتية بفحص القلب من الداخل عن طريق تسليط الموجات فوق الصوتية، ويعرف من خلال هذا الاختبار حالة عضلة القلب والصمّامات المهمة فيه.

تغيير نمط الحياة

يرتبط علاج اضطراب كهرباء القلب بنوع هذه الكهرباء، ومدى خطورة الحالة، حيث لا تحتاج بعض الحالات إلى أي علاج، والبعض يكتفي بالأدوية، أو تغيير أسلوب حياته، في حين أن هناك حالات تتطلب التدخل الجراحي.
ويشمل العلاج الدوائي أدوية منظمة لضربات القلب، وهي التي تسيطر على معدل الضربات، وتعيد الانتظام لها، ومضادات التجلط، حيث تحمي القلب من تكوّن الجلطات في الأوعية الدموية، وتحمي من جلطات المخ.
وينصح بتغيير طريقة الحياة عند ملاحظة ارتباط الأعراض بشكل كبير بأنشطة معينة، وعلى سبيل المثال الامتناع عن التدخين، وتجنب المشروبات الكحولية، والإقلال من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أدوية السعال والبرد، حيث إن بعض هذه الأدوية تحتوي على مواد منشطة، ربما تؤدي لاضطراب ضربات القلب.

التدخل الجراحي

يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي، بسبب بعض أنواع من الكهرباء التي تحدث في الأذينين، ويقوم فيها الطبيب بعمل سلسلة جروح دقيقة في الأذينين، بهدف السماح للنبضات الكهربية بأن تمر من أماكن معينة فقط، ويساعد هذا الإجراء على انتظامها.
ويبقى اللجوء للإنعاش الكهربائي للقلب عند فشل الأدوية في السيطرة على ضربات القلب، حيث يقوم الطبيب بإعطاء المريض مخدراً لفترة قصيرة، ثم يتم توصيل صدمة كهربائية على الصدر، حتى يستعيد القلب الكهرباء المنتظمة له.

تخلص من قلقك

ينصح الأطباء بالتخلص من القلق والتوتر المستمرين، وذلك من خلال ممارسة تمارين اليوجا والتغذية الروحية، ويفيد كذلك اتباع نظام غذائي متوازن، مع الابتعاد عن المواد التي بها نسبة صوديوم مرتفعة، وبالذات التي تتوافر في المشروبات الغازية وغيرها.
ويستطيع المصاب باضطراب كهرباء القلب ممارسة الرياضة، وعلى الأخص رياضة المشي، وذلك مدة لا تقل عن ساعة على مدار اليوم.
ويجب أن ينام المصاب مدة لا تقل عن 7 ساعات، ولا تتجاوز 8 ساعات كل يوم، مع الالتزام بتناول العقاقير الطبية التي تخفض من معدل نبضات القلب، وإجراء عملية قسطرة، والتي تستهدف الخلايا التي تسبب اضطراب الكهرباء القلبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"